عاش العرب قبل الإسلام ، قبائل متفرقة
مشتتة ، يغزو بعضهم بعضا وسادت فيما بينهم معتقدات شتى , فمنهم من أنكر الخالق ،
والبعث بعد الموت
وقالوا ما يهلكنا إلا الدهر ، ومنهم من أعترف بالخالق ، وأنكر
البعث بعد الموت ، ومنهم من عبد الأصنام والأوثان ، لتقربهم كما كانوا يعتقدون إلى
الله ، فكان لكل قبيلة إله يعبدونه ، يصنعونه من الحجر تارة ومن التمر تارة أخرى ،
يسجدون له ، ويدفعون إليه القرابين ، على الرغم من أنه لا ينفع ولا يضر ، بل لا
يستطيع أن يرد الضر عن نفسه يقول أحد الشعراء هازئا بهذه الآلهة
وقد رأى ثعلبا يبول فوق رأس أحدهم أرب يبول الثعلبان برأسه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب كذلك فقد درج العرب قبل الإسلام على
عادات سيئة ، نهى عنها الإسلام كشرب الخمر ووأد البنات وغيرها إلا أنها كانت لديهم
عادات وتقاليد أقرها الإسلام ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
من خلال ما تقدم نلمس حاجة العرب آنذاك
إلى نبى مرسل يهديهم إلى الصراط المستقيم وينتشلهم من جهلهم ، ويخلصهم من عبوديتهم
علما أن البشارة بمولد محمد صلى الله عليه وسلم وردت فى الكتب المقدسة وإذ يقول
الله سبحانه وتعالى
سورة الصف آية رقم 6
ولد خير البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين ، محمد بن عبد الله ، مع فجر ليس كمثله فجر ، ويوم ليس كمثله يوم ، إنه يوم الأثنين ، فى الثانى عشر من ربيع الأول سنة خمسمائة وسبعين للميلاد ، الذى يصادف بما يعرف بعام الفيل ، ذلك العام الذى جاء فيه أبرهة ملك الحبشة بجيش كبير تتقدمهم الفيلة ليهدم الكعبة بعد أن بنى كنيسة فلى بلاده سماها كنيسة القليس ليصرف أنظار الناس عن الحج إلى الكعبة المشرفة ، وما أن تقدم من مكة حتى أرسل الله عليه طيرا أبابيل ، ترميهم بحجارة من سجيل ، وهرب أبرهة ومن معه ، وأنقذ الله بيته المكرم ، بعد أن خرج أهل مكة خائفين إلى الوديان والجبال ، وتركوا أمر حماية البيت إلى رب البيت
وفى هذا نزلت سورة الفيل
وإلى هنا أحبائى الصغار
نترككم على خير
مع وعد باللقاء
بإذن الله
فى العدد القادم لنكمل معكم
سيرة خير خلق الله
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم