فى البهو
الخارجى
هناك وقف طفل لم
يناهز الثلاثة محاولا رفع يديه محاكيا والده الذى
يقف بجانبه
وذاك رجل يلبس الاحرام يكشف عن بطن لا
تبالى بنوعية الأكل وبطن دوما تسال هل
من مزيد وامراة معه تحاول ستر بطنه الممتدة
أمامه وأخذت تسحب الأحرام عليه وهو لا
يعيها اهتماما جادا فى مسراه يحمل
فى يده خفيه
وقفت هناك بكل ما أملك من اندهاش أرى الزحف الرهيب لفوج الحجاج نحو الحرم بعد الأذان
وهؤلاء نسوة تمسك كل واحدة منهن بتلابيب من هي أمامها يرفضن الافتراق حتى إعلان آخر
وهناك على البعد أرى فوج آخر يبدو عليهم الوصول نزلوا من عربتهم الكبيرة ووقفوا هناك صفا بضع دقائق يسترقون السمع إلى مرشدهم الذى كان يدرك تماما أن صوته لا يصلهم , وبدوا التحرك وهم فى زى واحد خوف الشتات ........تجولت بنظري على كل الحجاج وكان كل يضع فى معصمه البيانات ,
هنا تجارة الأشياء لا تقف عندها حدود , راقبت ذاك الشاب الماسك على كرسي متحرك وله عينان كعيني الصقر تمسح الحضور مسحا ,وفجأة توجه إلى حيث أراد ودفع برجل بدأ عليه طعن السن وأخذ يطوف به دون هوادة وبدأ لي أنه لا يتصيد كبار السن فقط إنما هو خبير أيضا بالجنسيات ويعرف كيف يمد العلاقة النفعية وجنسية القادم وقيمة دفع الأجر
توجهت
نحو الحرم الآمن
شد ما لفت نظري ذاك البياض
الساطع فى زى الحجاج , كانوا حول
الكعبة طوافا...... والوجوه الطاهرة قد عنت
للحى القيوم إلا من تمتمات الدفء
المنشود وتسيطر على الوجوه الجد والاجتهاد
لوحة البياض......وجمال الكعبة معنى ومادة وسطاعة
أرضية الحرم وجمال الوجوه والدموع على
عينها مشهد سيبقى معي لوحة أحفظها حتى
الممات
تراجع قليلا مفسحا المجال للطائفين , بعض جمع وقف بجانب عمود فى وسط الحرم يتحسسون مكامنه وكانوا قد خلصوا من مناسكهم الايمانيه وأخذتهم روعة المعمار ,حقا أنه لائق جزى الله الصانع خيراه
وبينما أتامل أخذنى عنوة جمع يجرى فى سرعة وفى زى واحد كانوا فى سرعة رشيقة وخفة ليست كألمعهودة .....انهم السقاة الرعاة , تركونى أقول لنفسى أنهم تخلصوا من ثقل الذنوب فأصبحت أجسادهم الطاهرة كالأطياف وهم يطوفون بأكواب وكأس من معين يوزعون ماء زمزم لذة للشاربين , وبلغت الجودة روعتها بان كتب على احداهن بارد وعلى الأخرى غير بارد
وهناك فوج نسوة يجلسن القرفصاء وجمال الملابس البيضاء عليهن , كنّ أجملهنّ حجابا اللآتى أتين من اندونيسيا ذوى ملابس بيضاء ومحتشمه
كانت كل الوجوه
والتى تفوق المليون , لم أرى واحدا قط
يبدوا على وجهه العبوس وهنا أدركت كيف تعمل
العبادة فى الانسان
تروقنى تماما تمتمات الدفء فى أروقة الحرم,كما
وتبهرنى بساطة الاشياء فى الملابس والقلوب انها
ريشة رسام تسرق الدهشة بالوانها الزاهية وعنفوان
الحركة الطامحة
وذاك فوج مقتحم وعبارات التهليل تعلو , أفسحوا لهم الطريق اعجابا بقوة الحضور متجهين إلى بيت الله قدوما!!!طفت معهم بقلبى ودعوت لهم عن ظهر غيب
جلست متوجها
إلى الكعبة استجدى حضورى الذى سرقته دهشة
الأشياء, ولما كمل دعوت الله حتى الاطمئنان
وصليت بكل كمال الخشوع حتى صحيت
الذاكرة عن قول الحبيب (أرحنا بها
يا بلال)
وفى خارج الحرم تسكعت قليلا ومشيت على غير هدى فى الشوارع المذدحمه كانوا جئة وذهابا وهنا استراق الخطوات هى فن السرعة , مؤسم تجارى منقطع النظير.....الباعة على الرصيف ومنهم من يحمل أشيائه بيده ويهتف ببضاعتة الكل هنا يربح بيعا لله وبيعا للناس ومنهم من يجلس القرفصاء أمام بضاعته ينتظر الرزق المتطمئن هنا لا فرق بين الساعة الثالثة ظهرا أو صباحا أو الثانية عشر ليلا وهنا أسعفتنى ذاكرتى ( وليشهدوا منافع لهم) صدق الحق
وحان وقت عملى توجهت إلى مستشفى أجياد أحمل فى قلبى الاحتساب وفى تلك الليالى التى كانت تحمل عنوانا اسمه الارهاق ,هناك صادفت فيها البسطاء والفقراء ,لملمت من دعواتهم ودموعهم أصدق أنوع العطاء !!! شكرا لهم علمونى شيئآ اسامه 12/3/1999 23/11/1419 الجمعة