إنسان
(1)
ما بينَ بحرُ العواطف المضطرب
وبر أمَان الجديَّة
أقابلُ بين الفَينة والأخرى ملاكاً
على جبهتهِ ترتسمُ ملامحُ الإنسانية
يا حسامُ :من أىِ كوكبٍ أنتَ
وفى أى فلَكٍ تدور
وبما أصفكَ وقد خانتنى حروفُ الأبجدية
متعبٌ أنا كحزنك الدفين
مستظلٌ تحت أشجار الحرية
كذهنك المسافر دوماً على أرصفة الكلمات
على قصائد تبحث عن عناوين
تتنفسُ من صدركَ عطراً, ياسميناً
برتقال بيادر من أرضٍ
ما زالت تبحث عن وجودية
(2)
نامت قصائدى منذ زمنٍ بعيد!
وحين لاقيتك تيقظ الإحساسُ الجميلُ مرةً ثانيةً
تبدت الأشياء إلى جميل الكلام
آهٍ لو كانَ كل الشبابِ مثلنا طيبين
لو كانوا أطهاراً أنقياءَ أبرياءَ مثلنا حالمين
لما أشعرُ اليومَ بمثل هذا الأنين
آهٍ لو كنتُ أعرفُكَ مُنذُ سِنين
لتبدلت قصائدى إلى لحمٍ وطين
فالناسُ هنا ساذجين مطعونين
للعظامِ منخورين ,بالجذام والسخام مصابين
بالكراهية متصفون للحقد مبتكرون
بالرقص على الحبال مبدعون
(3)
وطنٌ بداخلك يعدو خلف أسوارِ الوطن
وأنت وأنا قد درجت أصابعُنا على رسم الشجن
على قصائدنا,على تعابير وجهينا,على صدريناالمتوقدين
تعال هاهنا لنوقفَ قليلاً مجرى الزمن
(4)
مثلك أنا أبحثُ عن الحب
فى نبضَى وإحساسى
بعدد صحَوى وأنفاسى
بين أوراقِ مذكراتى ومحّبى وناسى
كالعصفور المغرد الجميل
كمركبٍ فى يومٍ صحوٍ جميل
بحضن البحر راسى
(5)
إن كنتَ يوماً ستبتعدُ عنى بالمكان
فأنتَ فى قلبى وذاكرتى
كنقشٍ فرعونى على حجرٍ صِوان
فى ميعاد المحاضرات وإنتهاء اليوم الدراسى
وإبتعادنا عن المقاعد
فى المزُاحِ الجميلِ وفى سمر الرجال
بالتكاتف والسواعد
فى موسيقى الأحلام وذاكرة الأيام
وأوتار القيثارة وتفعيلات القصيدة
فى بكاء المغتربِ على صدرِ الأمِ
والوعدُ لها بأنه عائد
فى وداع الحبيب للحبيبة
وفى الوحى الجميل لميلاد قصيدة جميلة

عودة الى ديوان كان لى أصدقاء