الموت على مذبح القصيدة
آيها المغادرُ فى صباحٍ شاحب الملامح
سائراً إلى الفجر
تشدُ إليكَ الشمسَ الغائبة
تطوفُ بكعبتك حاجاً ملبياً
أن لا حبيَبَ غيركَ
أن لا نورَ بعدكَ
يا من كتمت أذناً حبيبة
أكُل المحبين صمٌ بكمٌ أم عماهم الشوق
تخُلدُ حبَيَبك فى قلبٍ ظلمتهُ الأزمان
وأطاحت بأحلامهِ الأوهان
ويخُذلك نجمُ طريقك يخفيه سحاب
أم يختفى هو خلف سحاب
وتهاجرُ من السماءِ إلى الأرضِ
ومن السماءِ إلى الأرض تزورُ النجوم
وتبحثُ عن الكواكب
تسائلُ القمرَ أين الحبيب؟
ولكن لا جواب!!!
فكُلنا غرباء أنا وأنت والنجم والقمر
كلنا ندور ونبحثُ ولا نجد
آيها العائد إلى مساءٍ مظلمٍ غريب
كل الألحان التى عزفت
كل الأشعارالتى كتبت
تمزقت حُرقت أو أغتصبت
ليتك آيها الغريب ما أحببت
ليتك يومها ما هاجرت
آيها العاشق أخمد النار التى أشعلت
وإهدم المحراب الذى بنيت
فالنور لن يأتى من هناك
بل من قلبك المستأنس بشعاع الشمس
آيها العصفورُ المغردُ فى غابات الشجن
آيها الحالمُ أن يفرَ منكَ الزمن
أتحُلمُ بالصيفِ وسط آيار
وتنتظرُ الربيع فى تشرين الحزين
لن يورقَ حبك ولن يزهر
ستمتلأ حديقتك بالشوك
فأحذر الشوك والنار
وإحبس آهاتك المتمردة سجن الفؤاد
فسجينك لن يعذبك ولن يقتلك
آيها المختبىء فى صدف البحر
يفرغ صبرك من إنتظار القدر
قم وتمرد على حبك المجنون
وإعقد لنفسك محكمةً وجلاداً
وإتخذ قراراً لا رجعة فيه
إما الموت وحيداً
وإما الموتَ فى حبٍ كتب له الموت
إهداء من( خالد نصر كشكش)
23-9-1996
عودة الى ديوان كان لى أصدقاء