صانعُ الأصدقاء
 

عامَانِ يا صديقى مضَت على فِراقَنا
وأنا أزدادُ قرباً من معبد الصداقة
وأمدحُ لأجلكَ كُلَ الأصدقاء
عَامان وأنا أطرزُ الشعرَ على قميصِ الصداقة
ليلَ نهارَ, دون ملل, صيفَ شتاء
عملت رساماً وفناناً
وأستازاً فىِ مدرِسة الصداقة
حتى صارَ لىِ جيشٌ من الأصدقاء
لكننى رغم شهرتى وذيع صيتى
أشعرُ أنىِ بلا أصدقاء
عامان وأنا أبنىِ جدارُ الصداقة
بالطوب والعرق والوفاء
عامان وأنا أدعوُ الصديقَ
أن يصلى فى محرابِ الصداقة
ويخلع رداء الحرباء
صادقت خالدَ ورامىِ ونزار
َ وكل الأشخاص والأسماء
أبحث كل يومٍ عن صديق مخلوقٍ من وفاء
سافرتُ عبَرَ بحرِ كلماتىِ
مسافراً بقاع العالم ولكننى لم أجدَ أجملَ
من عاصمةٍ يحكُمها وفاءَ الأصدقاء
عامان وأنا أعملُ على خراِئط الصداقة
أفتحُ الحدود وأبنى الجسورَ
وأصلَّحُ الخطوطَ الحمراء
عملتُ مشرفاً فىِ مختبراتِ الصداقة
أفحصُ العيناتَ وأدونَ الملاحظات
بحبرَ الزهورِ والحناء
لم أتركْ صديقاً إلامدحتهُ
ولا زميلاً إلا إختبرتهُ
ولا مختبر صداقة إلا دخلته
حتى إذا ما دخلتُ مجلساً قيلَ: هذا صانعُ الأصدقاء
أريدُ يا صديقى
أن تعرفَ أننىِ لم أصنع الصداقة فىِ مختبرىِ
إنما أنا الذىِ خرجتُ مِن مختبر الأصدقاء
الإثنين15/1/1996

عودة الى ديوان كان لى أصدقاء