أشعار على رصيف الغربة

الإهداء

الى روح والدي الطيبة في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر..

الى امي الحبيبة الغالية..

الى أخوتي الغاليين جميعاً …

الى رفاقي وأصدقائي الأعزاء…

أهديهم مجموعتي الشعرية الرابعة (أشعار على رصيف الغربة)


خليل الحلبي
ألمانيا
السبت 17مايو2003


أشعار على رصيف الغربة
 


في هدأة الليل..
في غمرة السكون.
في الوجوه العابرة الشاحبة.
في هذا العالم البارد المسكون.
أفتشُ عن وجه اول امرأةٍ أحببتها
تيقظت عيوني ومشاعري
على وجهها الملائكي.
وترعرعَ إحساسي بالجمال
وأنا بين يديها.
وجه امي الغالية...
تحياتٌ وأشواقٌ من العين الباكية.
دمعاتٌ وقبلاتٌ على اليد الحانية.
أسيرُ يا امي
على رصيف الغربة
وأودُ لو أجدَ بسمةٍ من فمك
أو بصمةٍ من ظلك.
أبيعُ نفسي والعالم
ولا أشتري غير ودك.
فكيف يا امي أجدكُ
قبل ان تجدني امرأة غيرك؟
فتضم عظامي قبلكَ اليها.
حنانيك امي ..حنانيك
ضميني مرةً ثانيةً اليك.
أرجعيني لحضنك طفلاً حديث الولادة.
اغسلي قلبي بينابيع طهرك.
أضيئيني قنديلاً في بيتك
بصلاتك ودعائك والعبادة.
وكيف يا امي الليلة أنام ؟
ويدك غطائي ووسادتي
والسهد منذ أن رحلت
نامَ في عيوني
دامَ في جفوني
والشوق ما عاد ينام
وأسأل نفسي..
هل حقاً انا في الحضارة؟
ووجهك كان في حياتي
كل الحضارة!
فكيف دونك هنا الحضارة؟
وأنا قاربٌ أبحر بعيداً
عن شاطئك
وما وجدَ اليومَ المنارة!!
بلغي امي السلام عني
قبلي امي عني
كل ردهةٍ سارت طفولتي عليها.
كل أيةٍ قرأتُها في صلاتي
ما زالت لليوم معلقة على الجدار.
قبلي في الصباح عني اخوتي الصغار.
ردي السلام عني لأبي المتعب
حين يدخل البيت آخر النهار.
بلغي سلامي للرفاق... للأصدقاء
إذا ما ذكروني ومروا جنب الدار.
أحبك آيتها الغالية.
فهل حقاً سأراك مرةً ثانية؟

خليل الحلبي
17-10-2002
المانيا
 



الى المسافر
سافر وسافر..
ثم سافر..
أنت إن سافرت عنا
أنت فينا لم تغادر
ولا تغادر..
من يخرج من هذى الارض
من رحم الكبرياء
ابدأ لايهاجر..
الحضارات تاريخٌ مزيف
إن هى جعلتك
بالوطن تقامر
خذها منى كاملةً
"نصيحة الاقلام للدفاتر "
إن الشمس تشرق من غزة أولآ
فإن تأخرت .. جعلت كل ما حولها مقابر
*************************

إهداء من حاتم العمري-غزة
الى الأخ العزيز خليل الحلبي-المانيا
 


في القلب.. أسافر


أنا عنكم لا أهاجر.
وبحبكم لا أقامر.
وإن غاب الظل والجسد
بمشاعري عنكم لا أسافر.
أنا عنكم لا أهاجر.
وبحبكم لا أقامر.
في القلب أنتم
في الروح
والأعصاب
في البال, والخاطر.
أمني نفسي لحظةً
أو ليلةَ معكم بها أسامر.
وأسرق عمري كله
وأضعه في أيديكم
وفي قلوبكم أسافر.
أنا عنكم لا أهاجر.
وبحبكم لا أقامر.
أحنُّ دوماً لكم
حنين الأزهار لنيسان.
حنين العمر للذكريات الجميلة.
حنين الصحراء للأمطار.
حنين عشٍ بنته
مناقير طائر.
أنا بأشواقي لكم أسافر.
كأشواق كلمات قصيدة
تخطها أنامل شاعر.
أنا عنكم لا أسافر.
لا أهاجر.
وبحبكم دوماً أجاهر.
لكنني في القلب
دوماً أسافر.

خليل الحلبي
ألمانيا-دورتمند
28-9-2002
 

كل عام وأنت بخير
كل عام..
والأمل الجميل
يدق أبوابك.
يدخل بيتك
يوقظ طفولتك النائمة
ويلاعبها
ويهديها الحلوى والهدايا.
كل عام..
وكل العشاق
يأتون لأعيادك
يقفون بأعتابك.
يحملون لك
الأزهار الحمراء
ويغنون تحت شرفتك
ويلقون عليك التحايا.
كل عام..
وصورك مرسومة
على وجه القمر
مطبوعة
في المنازل والمرايا.
كل عام واسمك منقوش
على ورق الشجر
ودفء صوتك يتردد
في كل الزوايا.
كل عام..
والعمر المديد
يمد يده لك
ويحملك معه
لجزيرة أحلام
وبك يعبر.
كل عام
والذكريات تتقاطر
من فمك
شهداً وعنبر.
كل عام..
والمودة بيننا
على الدوام
لا انا أتغير
لا أنت
ولا تغيرنا الأيام
كل عام..
وحرارة سؤالك
عبر اناملك
تذيب ثلج الحضارة
على اصابعي
وتبعث الدفء
في أوصالي
فأغفو في حلو الكلام
كل عام..
والوفاء بيننا
والصداقة تسير بيننا
والكلام الجميل
والإبتسام
والأحلام
كل عام..
وكل عام..
وكل عام..
31-10-2002
المانيا
 



إنكسار عربي
******************
(1)
أكتبُ لكِ يا صديقة بدمعي
بحبرٍ مخضبٍ من دمي
بقطعةٍ من فؤادي ألقيتها
الليلةَ في هذا البلد.
أكتبُ ومساحة حزني
أكبر من صدي صوتي.
أطول من أيام عمري.
وإلى غير الله لا أبتهل السند.
ماذا يفعل رجلٌ مثلي هنا؟
يأتي على جسده
عبق سوق عكاظ.
يحمل أزهاراً باليد
يقطفها من حدائق الأندلس
ويتحفها بقصائد الفرزدق وجرير
يحملُ شيئاً قليلاً
من أخلاق العرب.
ماذا يفعل رجلٌ مثلي هنا؟
يحاور المرأة بكل معنى الحضارة.
يعزف لها الحب
كما تعزف الأنامل على أوتار القيثارة.
يحمل لها القلب بكفه.
يحمل لها كل ما كتب.
ماذا يفعل رجلٌ يأتي من خلف
غبار الحادي عشر من سبتمبر.
ويتكلم بلسانٍ عربي
وقلبٍ عربي
وأخلاق رجلٍ عربي
وحياء رجلٍ عربي
وكبرياء رجلٍ عربي
ما أنا هنا يا صديقة
إلا عصفورٌ ينقر في الخشب.
ما انا إلا تعبٌ تعبَ من التعب.
********************
(2)
لأن الحبَ هنا فراشٌ دافيءٌ
ورقصٌ ولعب.
لأن صوتي تاهَ
كلما تكلمتُ بما في قلبي
وضاع بين الصخب.
لأن صلاة أمي ودعائها يلازماني
فقد قررتُ أن لا أدخل هذا المستنقع
قررت أن لا أدخل
قررت لهذا السبب!
**************
(3)
طقسٌ هنا باردٌ كالجليد.
والناس قدت قلوبها يا صديقة
من الصخرِ بل من الحديد.
الناس هنا لا يعرفونني
لا يفهمونني
لا يكترثون للجديد.
الناس هنا لست أنا منهم
هم ليسوا مثلي
هم ليسوا منا
نحن العرب!
***************
(4)
أهذه الحضارة التي أحياها؟
حضارة تسير كالألة بلا توقف
بالليل والنهار
حضارة تعامل المرأة
كالجريدة والبضاعة
في السوق بلغة التجار
حضارة بلا معنى
ولا دين ولا روح.
حضارة من زجاج
ترتقب زلزالاً
ترتقب إنهياراً
حضارة تتحرك كالدمى
وترقص كاللعب!
****************
(5)
لو كنت أجد وطناً
في بلادي هناك
بديلاً عن هذا العفن؟
لما كنت هنا أنا
لكن العربي يا صديقة أينما ذهب
بلا وطن
حتى الوطن
ما عاد يتسع لأبناء الوطن
حتى من إستخلفناهم على الوطن
نسوا في قاموس السياسة
شباب الوطن
تركهوهم يحملون متاعهم
وأحزانهم ويصارعون المحن
تركوهم في العاصفة لوحدهم
كالطيورتهاجر في السحاب
تفتش عن ذواتها
تبحث عن أعشاشٍٍ لها
في بلاد الثلج والضباب
لكن يا صديقة..
سأرجع
سأرجع
سأرجع
فوجه أمي هناك
وجه امي هناك
وجه أمي
هو وجه الوطن.
************************
خليل الحلبي
ألمانيا
8-12-2002
3:30فجراً

ى أمي..مع خالص التحية

إليك ....
يا أرق حرفٍ تكتبه يدي.
يا أعذب لحنٍ ينطقه فمي.
يا أنقى حب ٍ يجري بدمي.
يا أحلى شمسٍ تشرق صباحاً في عيوني.
يا أرق نسيمٍ يداعب في القلب غصوني.
إليك ..أيتها الغالية
أهديك سلامي وأشواقي.
ودموعي وكل ما لديا.
أبكيك بدمعي السخين
وحزني الدفين
ولا أجد غيرك يحن عليا.
من صغيرك الذي بعد عن حضنك
وتاه في الثلوج.
من عصفورك الذي هاجر عشك
وطار في المروج.
سلامٌ وأشواقٌ وتحية .
كيف حالك يا طاهرة يا نقية؟
يا أنقى من قطرة صبحٍ ندية
كيف حال أبي , وأخوتي
وأشجار الدار؟
أتسأليني عن حالي ؟
أم أسألك عن حالك ؟
لا الليل دونك ليلٌ
ولا النهار دونك نهار
بجسدي أنا هنا
وروحي ترفرف في الدار
بقلبي أفتش عن
لسانٍ ليس في فمي
وعيونٍ ليست في وجهي
وأصابعٍ ليست في يدي
عن يد إمرأةٍ تسقني رشفة كأسٍ
من نبع حنانك
عن جنةٍ أسير فيها بأمان
كما كنت أسير في جنانك
وتسأليني إن كنت هنا سأتغير؟
هل لزرقة البحر الممتد البعيد
لونٌ إن صار أحمر؟
هل هناك للبدر شكلًٌ أجمل
إن كان غير مدور؟
إذا ما ترائى للعيون
ونامت على ضياه
الطير فوق الغصون
أنا يا أمي سأبقى نهر حبٍ
ينبع من وجدانك
أنا يا أمي سأرقى
كلما إقتربت أكثرمن عنوانك.
أنا سأبقى طفلاً يلهو
تنتظرينه كل يومٍ حتى يعود.
أنا سأبقى شذى عطرٍ يفوح
بتاريخ حياتك بالزهر والورود.
أنا طالما أمي بقيت حيةً
فأنا على وجه الحياة موجود
سأبقى في العالم شفافاً كالهواء
كوكباً يسبح في مجرتك
في أعماق الفضاء
سلامٌ أمي, سلامٌ عليك
يوم ولدتيني ويوم عن حضنك
الدافيء سافرت
ويوم لك أعود.

الجمعة 28-2-2003
 

عندما تكونُ بعيداً عن الوطن

(1)
عندما تكونُ بعيداً عن الوطن.
يصبح للأشياء التي كانت لديك
بلا معنى , لها ألف ألف معنى.
يد أمك توقظك في الصباح.
نصيحة لوالدك وقت شاي المساء.
أغنية تذكرك بقلب حبيبة.
هاتفٌ بعيدٌ من صديقٍ مشتاق.
عصرُيومٍ صيفي في حضرة الأصدقاء.
تصبح الأشياء التي كانت بعينيك بلا لونٍ
قد صارت ألوان قوس قزح في السماء.
تصبح كل يومٍ تميز لون قلب البشر والشجر.
وصوت زقزقة العصافير
وهبة النسيم على خصال الشعر.
تصبح تميز بين شمس الوطن
والشمس التي هنا, وزرقة البحر
وتنفس السحر,والنجوم التي تشعُ ليلاً
في السماء.
(2)
عندما تكونُ بعيداً عن الوطن
تصبح تفرق بين ثقافة الحس
التي كنت تحياها,وثقافة الجنس .
بين أصولياتك الثقافية التربوية
,وبين أعمدة الحضارة المادية.
بين لغة الغزل والعطف والحزم والجزم
ولغات الروبوت الخارجة من ثلاجة الكلمات
وثلاجة "البراندي"و"الفودكا"
التي صنعتها حضارة اللاشعور!.
(3)
عندما تكونُ بعيداً عن الوطن
تصبح دمعتك أسرع وأقرب.
وخفقات قلبك أسرع وأقرب.
وتذكرك لعائلتك وأصدقائك
أصعب وأتعب.
تود لو تهرب من شوقك قليلاً
وتستريح منه قليلاً
وتخفي دموعك خجلاً
ولو قليلاًً ً
لكنك كلما هربت
يصبح شوقك أقرب فأقرب.
(4)
عندما تكونُ بعيداً عن الوطن
يصبح الوطنُ في عينيك شيخاً
ذا هيبة ووقار.
تفرح حين تلقاهُ
فتركض له سريعاً تقبل يده
تحمل عصاهُ,وعبائته
وتفرش له بساطاً في صحن الدار.
تلقي عليه السلام
تجلس بقربه بحنان.
تقبل الحزن المرسوم تحت أجفانه
تود لو تنام قليلاُ في أحضانه.
وتقول له يا مولاي.. يا سيدي..
يا شيخي.. أنا من ذريتك من أبنائك
لون شعري وملامحي ونبرة صوتي
ودمي الذي يجري بعروقي كلها لديك.
لبيك إن ناديتني وسعديك.
أنت جذوري وكل عمري لك فديك.
أنا يا سيدي أنا..أنا البذور.
أنا هجرة الطيور .
أنا عبق نسيم الأرض.
أنا السفير أنا الشعور.
أنا الغصن وأنت الجذور.
انا السمك وأنت البحور.
أنا العطروأنت الزهور.
يا سيدي أحيني وأمتني على هضابك
ولا تبعدني عن أعتابك
أخافُ من غربة الوطن
أخافُ من ترابٍ يدثرُ عظامي
غير ترابك!.
*************
خليل الحلبي
ألمانيا
7مارس 2003
من المجموعة الرابعة( أشعار على رصيف الغربة)

 

إلى العراق

(1)
لا تتباكوا
أو تذرفوا دمع التماسيح
أو تكتبوا
نعياً جديداً في الجرائد.
وتبسموا
واضحكوا قليلاً
واشربوا
أنخاب نصرٍعلى الموائد.
ماذا يضيُر
لو سقطت أخر قلعةٍ
كانت بأيدينا؟.
فأغفوا واستريحوا
وناموا
وضعوا رؤوسكم تحت الوسائد.
(2)
عراقُ
يا آخر سيفٍ عباسي
كان بأيدينا
ُ يا منارة الحضارة
يا مجد الأماجد
يا قامة عزٍ
تنحني لها القصائد
كيف ستغفر لنا
ونحن في الصحراء
ضيعناك وألقيناك
بيد ام المكائد.
(3)
الله أكبر
مائة عامٍ..
نخطو للوراء
مائة عام..
ليس لنا سلاحٌ
غير قصائدٌ ورثاء
نقعد في البيت
نضع أيادينا تحت الذقون
نتباكى نولول كالنساء.
كيفَ سنلقى نبينا
وهو صارَ منا
اليوم برَاء؟
(4)
الحزنُ يسكن مآقينا
الهوانُ قد استشرش فينا
لا مهدي بين أظهرنا
لا نخوة لا عرق كبرياء
لا شيء نفعله غير دعاء.
هل إن بكينا أو ابتهلنا
أو رفعنا أيادينا
ستستجيب لنا السماء؟
(5)
أمريكا قررت
سحق العرب
وشفط نفط العرب
ورفع العلم الأمريكي
على كل شبرٍ عربي
من أرض العرب
أمريكا شجرة خبيثة
ما لها جذرٌ ولا أصول
نمرة مستأسدة برية
تحمل بطياتهاهمجية المغول
قد فتحنا لها الأبواب
ومنحناها بأيادينا الثواب والعقاب
هل هذا ميراثٌ تاريخٌ
علينا كل عامٍ تسديده
أم ذنبنا نحنُ أننا أعراب؟
(6)
بالأمس فلسطين قد ضيعناها
وتركناها تنهش بلحمها الذئاب
ونظرنا لإغتصابها من وراء حجاب
وحينما نادت بغداد علينا
وضعنا اصابعنا في اذاننا
أقفلنا النوافذ والأبواب
لماذا ضاع صوتنا؟
لماذا تاهت قوافلنا؟
لماذا ضاعت جحافلنا؟
لماذا نامت جيوشنا؟
أسئلة ما زالت تبحث لها عن جواب!
(7)
يا شعب العراق
أيها الشعب الأصيل
يا شعب العراقة والنخوة
والصبر الجميل
لا تعول علينا الكثير
لا تنتظر منا شيئا
ً فنحن جسدٌ بلا أطراف
قطيع ٌمن الخراف
من كل شيءٍ صرنا نخاف
فسيستيقظ " قطز" من جديد
ويعيد للإسلام المجد التليد
على صرخات" العز بن عبد السلام"
تصدح خلف كل أذان .
راية الإسلام الحق
في صدر كل زمان.
*****************************
الثلاثاء 25-3-2003


لقلبك عنوانان
**********

لقلبك عنوانان
عنوانٌ هنا..وعنوانٌ في لبنان.
ونحن يا صديقة عصفوران يبحثان
عن الدفء والأمان.
عن مكانٍ يقينا من نير النيران .
عن عنوانٍ يهدينا لزمان ٍليس له عنوان.
أأهدى لبنانُ سحره في يديك ؟
أم استعارمنك الريشة والألوان ؟
يا قلباً طاهراً نقيُ
يا سحراً يسكن بذاتي.
يا لحناً يعزفُ بساحاتي
قادماً من حدائق اللوز والرمان.
يا تنفس الصبح بسحره
يا واحة فكرٍ وروحٍ وإيمان.
يا من يفرش الربيع بساطه
حين تأتين وتمرين في العمر
كالطيف دون نسيان .
يا صورةً ما رسمتها أيادي فنان .
هذه كلماتي يا صغيرتي تسافر لك
ماذا تفعلُ الكلمات على الأوراق
في عصرالأحزان؟
ماذا تفعلُ في زمن الهزائم والهوان؟
لقلبك عنوانان
عنوانٌ هنا..وعنوانٌ في لبنان
وانت ملاكٌ طاهرٌ نقيٌ
مخلوقٌ من حنان.
لقلبك عنوانان
عنوانٌ هنا..وعنوانٌ في لبنان
وأنت القصيدة والرقة والقلم والبيان.
لقلبك عنوانان
عنوانٌ هنا..وعنوانٌ في لبنان
في الصبح أنت
في العطر أنت
في الزهر, في الريحان
لقلبك عنوانان
عنوانٌ هنا..وعنوانٌ في لبنان
في الطيبة أنت
في هبة نسيم البحر
في حمرة الشفق وقت الغروب
في شقائق النعمان.
غرباءٌ بديننا
غرباءٌ بهويتنا
تائهون في الوقت.
تائهون في النسيان.
لكن يا صديقة سأبقى كالذكرى.
ما قيمة الذكرى بلا إنسان؟
*************************************
خليل الحلبي
المانيا
الخميس 27-3-2003
 


كم ضيقة مساحة الكلمات لو تكلمنا عن عطاءٍ بلا حدود , عن رجالٍ دوماً في حياتنا وأعيننا عظماء, لا توفيهم حقهم الكلمات لو كتبنا لهم طوال العام, هؤلاء الرجال هم أباؤنا, إنني أحنى قلمي من رصيف الغربة إجلالاً وإحتراماً لأبي, وأهدي كلماتي هذه الى والدي الطيب, راجياً من الله أن أكون أباً مثله.

 


ردوا على أبي السلام
*****************

أبي..
خطابي إليك أكتبه
إن قرأتم خطابي لأبي
أو رأيتم وجه أبي
أو سمعتم مني عن أبي
ردوا عليه أحلى السلام .
عامٌ وراء عام.
على الدوام.
ما زال أبي يحمل
للبيت الطعام.
لا أبي يتغير
ولا تغيره الأيام.
ما زالت تأكل من يده
العصافيروالحمام .
ما زال بيته واحة
فكرٍ وسلام.
أبي قد تعب منه التعب
والتعبُ منه لا ينام.
ما أصعب الكلمات
لو كتبتها في أبي
أو سطرتها في أبي
شتان بين الفعل والكلام.
شتان بين الكتابة على الورق
والنقش على الرخام.
ما زال أبي ينتظر عودتنا كل يوم
كما يعود الأولاد للمنازل.
ما زال صوته كلما صلى
أو قرأ القرآن يتردد بالبيت
فينساب عذباً كماء الجداول.
*****
إن سألتموني عن أبي
أجبكم ذلك الراسخ
في الوطن كشجرةٍ طيبة الثمار.
ذلك كلما إستيقظ في الصباح
تستيقظ على صوته شمس النهار.
ذاك الطيب السمعة من الأحباب
الأقارب,الأصدقاء, من الجار.
ذاك اذا ما عاد للبيت آخر المساء
تبسمت لعودته الدار.
****
ما زال قلب أبي ديواناً
يسع كل الناس.
ما زال قلبه يفيض
رقةً وإحساس.
ما زالت دعوات امه الطيبة
سحابة تظلله
اينما حل, أينما حط ,
أينما داس .
هل سمعتم عن مدرسة
من الإخلاص؟
عن مدرسة
من الإحساس؟
ذلك هو أبي
إن رأيتم أبي
ردوا السلام على أبي
أبي ما زال أغلى الناس.
*****
أبي..
يا يداً امتدت لي
من السماء
يا رمز المحبة
والفداء والعطاء.
يا معلمي ومدرسي
في مدارس الرجولة .
يا علماً للنخوة
والشهامة والبطولة.
هذه كلماتي خجلى
أتركها بين يدك
في أحضانك
وأشد بها
على يدك الطاهرة
وأمسح بها
همك أحزانك.
أود لو أبقيتني منديلاً
يمسح عرقاً سال من جبينك.
أو أشعلتني قنديلاً
يضيء عمري في سنينك.
أو تبقني عكازا في يدك
تتكيء عليه في يمينك.
ماذا أفعل هنا أبي؟
وما قيمة الحياة دون حياتك؟
وما طعم الحياة بعد مماتك؟
هأنا أكتب بعمق الشعور
وأعبق سيرتك بعطر الزهور
وأعود مرةً أخرى أقبل يدك
وأغسلها بدمعٍ كموج البحور.
حنانيك..حنانيك
من صغيرك الذي
لا يملك لك غير الدعاء
من صغيرك الذي
لا يملك لك غير السلام
من صغيرك الذي
لا يملك لك غير القلب
في اليد ورقة الكلام.
سلامً عليك أبي
سلامٌ على سالف الأيام
سلامٌ على الذكرى
سلامٌ على البيت
سلامٌ على الحب
سلامٌ على الأحلام.
إن رأيتم أبي
ردوا على أبي السلام.
أبي ما زال لي خير الأنام
*************
الأربعاء 9-4-2003
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
 

صباح الخير
**********
صباح الخير..
ألقيها عليك
حين تبدأين
نهارك بالصلاة.
فينشرح وجهك
وصدرك للحياة.
وحين تشربين
شاي الصباح.
وتعدين حقائبك
ونفسك للذهاب.
فأنتظرالإياب.
فيطول هذا الغياب.
فأسأل عن هذا الغياب؟
وأرتقب منك الجواب
تلو الجواب.
فتنهمرين كالمطر
من السحاب.
فيرحل سريعاً العذاب.
*****
صباح الخير..
وليس
"Guten morgen"..
فهي لا تنتمي
للغتنا العربية الأصيلة.
"Guten morgen"..
لا تلقى على أميرةٍ
عربية مثلك جميلة.
ولا يستطيع عصفورٌ عربي
قادر على الطيران
أن يغردها لك
من أي خميلة.
ولا يستطيع فارسٌ عربي مثلي
أن يغنيها لك تحت شرفتك
ويرددها أوقاتاً طويلة.
*******
صباح الخير..
ألقيها عليك وتلقيها
معي كل بيروت.
وتفرش لك أزهاراً
كي تسيري فوقها
وتحفظُ لك في جيبها
حبات لؤلؤٍ وياقوت.
ما أجمل بيروت لأنك منها
بيروت اذا ما حدثتيني عنها
خيم على العالم
صمتٌ وسكوت.
*******
صباح الخير..
أكتبها لك بالشعر بالنثر
بالعطر بلغات الأزهار.
أيا بسمةً تشرق
لضحكتها شمس النهار.
وتذوب بين حنانيها
سيوف التتار.
وتسافر كل صباح لعينيها
قصائدٌ وأشعار.
******
صباح الخير..
أرددها لك بكل لطف.
قبل أن تصحين من نومك
وقبل ان تشربي قهوتك
أضعها لك
في صندوق بريدك
في علبة ملبس
مع إسوارةٍ ذهبية.
وأذيلها بتواقيعي
مع خالص مودتي
ومحبتي لك..
وأمنياتي القلبية.
*****
صباح الخير..
في عالمٍ لا يجد الدفء
غير في شمسك.
ولا يجد الرقة والحنان
غير في همسك.
هو صباحٌ مميز جميل
ما أجمل الصباح
حين أرسل لك
كل صباح
أو أقول لك
من القلب
كل صباح
والى الأبد..
صباح الخير.
***************
الخميس 10-4-2003 12:14PM
 

عفُ نخيلٍ على قبر أبي
***********************
أرثاك.. أرثاك بدمعي
يا أغلى الأحباب.
أرثاك.. أرثاك
الى أهلى والأصحاب.
أرثاك.. ولا أصدق سمعي
كيف هذا الغياب؟
كيف يجف دمعي؟
كيف يرحل العذاب؟
أرثاك يا عصراً ذهبياً
كان في بيتنا.
يا أجمل صفحات حياتنا
يا أجمل فصلٍ في الكتاب.
ماذا أكتب في رحيلك يا أبي؟
ماذا أكتب عن مغيب الشمس ؟
عن ضوء القمر؟
ماذا أكتب عن علو السحاب ؟
يا أخوتي..يا أحبتي..
يا رفاقي.. يا كل الأصحاب.
من يكذبني هذا الخبر؟
من يخفف عني هذا الجلل؟
من يهون عليا هذا المصاب؟
أأنا في حلمٌ ؟ أم عقلي في غيبوبة؟
أم يدي وجسدي في ضباب؟
أبي قد أعد حقائب السفر
دون وداعي لسفرٍ ليس له إياب!
تباً لغربتي.. قابعٌ هنا أنا
غائبٌ بجسدي عن أبي
لا يد لي تحمل في نعشه
لا يد لي تحملني لعشه
لا أنعم حتى بقبلة أخيرة على يده
ولا أسمع آخر دعاءٍ صالحٍ من فمه
لا يد لي تكيل على هذا الجسد
الطاهر المسجى ولو حبة تراب؟
يمضي مسافراً سريعاً كشهاب
بالأمس القريب كنت قربه أقبل يده
وأسمع النصائح الحلوة من فمه
أكيل عليه المدح والثنايا
بالأمس القريب كنت أصحو
على النور من وجهه
أعد له فطور الصباح
أشتري له الجريدة
ألقي عليه السلام والتحايا
للأمس القريب صوته ما زال
يتردد في البيت
بين الجدران والزوايا
هذه سماعة الهاتف التي
ما زالت دافئةً بصوته
هذه الأشياء التي
ما زلت تشهد عن لا موته
كيف سأعود للبيت مرةً أخرى وأراها
كيف سأدخل البيت دونه؟
كيف سأطرق لغرفته الباب؟
وانا الذي كنت أشتري رضاه
وأصنع له القهوة , وأقول له ..
صباح الخير آيها الأب
الحاني كالأم الرؤوم
كيف لي أن لا أقدم له شاي المساء
وأقول له ..مساء الخير
يا نبع الصفاء والطيبة
يا دفقات الخير كل العمر تدوم
*******************************
أيها الغالي يا من في الدنيا كنت تحن علينا
نبكي عليك فمن بعدك سيبكي علينا
يا من كنت ساعدي وظهري ورفيقي
يا من كنت أغلى ما لدينا
صعبة الحياة بعدك فأرحم أبي
صغيرك الذي يكتب لك
ارحم الحزن المرسوم على صغارك
اشتقت لك أبي, اشتقت أن
أرمي نفسي في أحضانك.
***************************
كل ردهةٍ في البيت تبكي في وداع أبي
كل الأشياء .. تفتقده
سجادة صلاته, مسبحته,قداحته, سجائره
التي إحترقت مع همومه وأحزانه
سيارته القابعة في المرأب
التي كان يقودها دوماً سعياً في الخير
كيف لكل هذه الجموع الحزينة الباكية لا تخرج
تودع ُ رجلٌ مثل أبي يحملُ بين جنحاته
قلب عصفورٍ نقيٌ , قلب طير.
يموت أبي كما تموت الأشجار واقفةً
في هذا الوطن المجروح المعذب.
***********
أأرثي أبي؟ أم أرثي نفسي؟
أم أرثي هذا الفلسطيني
المنتشر في كل مكان كالهواء.
ذلك المشرد واللاجيء والأسير
والجريح والقابع خلف الأسر
والمثخن الجراح والمفترش العراء.
ذلك المطارد القابض على بندقيته
ذلك الذي يعاني من هويته
ذلك الذي لا يجد كسرة خبزة ولا شربة ماء.
أأرثى أبي أم أرثي نفسي؟
أم أرثي هذه الأم التي؟
تتنظر ولدها الذي لن يعود وقت المساء
تلك المودعة المفجوعة بالعويل والبكاء
أأرثي كل بيتٍ وكل بيتٍ في أرضنا
منذ مائة عامٍ مفتوحٌ فيه بيت عزاء
أأرثي هؤلاء المشردون
للمهدمين البيوت
للمفترشين سقف العراء.
أأرثي هذا الشعب المرابط
الذي يدفع ضريبة العيش بالدماء؟
كيف لموتنا لا يكون شهادة؟
إن متنا هنا أو هناك كيف
لا يكون هذا الموت شهادة ؟
كيف لهؤلاء القابضين على الجمر
إن أقاموا في بلدهم
لا تكون إقامتهم عبادة ؟
ضيقةٌ مساحة المعاني
إن كتبنا او بكينا على من ودعنا
او كتبنا كيف نعاني
أنا أخجل يا أبي إن وقفت على قبرك
أو وضعت سعف نخيل
وبكيت و كتبت لك فأنا لن اوفيك قدرك
فكل تاريخنا أيام عزاءٍ وحداد.
كل أيام حياتنا كانت وما زالت تتشح بالسواد .
************
أنا لا أرثاك
ولكن أسلو نفسي بالصلاة
والصبر والإيمان الجميل.
أنا أعلم ان الألم جليلٌ جليل
أنا أعلم أننا سنلتقي فجنان الخلد
قريبة بعد هذا الرحيل
وأن اللقاء ليس طويل .
أنا سأدعو لك دوماً بالرحمة
أيها الفارس الأصيل
سأدعو لك وقت الفجر
وقت غروب الشمس عند الأصيل
أيها الأب الطاهر العزيز الطيب
يا من وضعت في يدي قلبك الطيب
آيها الكريم الشهم النبيل
أرقد بسلام واسترح
من هذا العناء الطويل
من زمننا العليل العليل .
سلامٌ على هذا القبر
الذي يضم أبي كضمة
الأم الرؤوم
سلامٌ على أبي يوم ولد
ويوم عاش ويوم مات
سلامٌ الى يوم البعث والخلد.
**********************
الثلاثاء 29-4-2003
أشعار على رصيف الغربة


محاولات فاشلة
***************

أحاول آيها الفارس نسيانك.
يا من ترجلت سريعاً عن حصانك.
أحاول أن لا أكتب شيئاً
أسلو به نفسي عن فقدانك.
أحاول أن أهرب من الماضي
الى الحاضر, ومن الذكريات
الى المستقبل, من كل شيء والأماكن
فأجد كل الأماكن قد كانت عنوانك.
أحاول أن أكون أنا أنت قلبك
إحساسك, ضحكاتك,صوتك
تعابير وجهك, حنانك.
أحاول أن أكون كل شيءٍ فيكَ
يدك, ظلك,عقلك المدبر و لسانك.
أحاول أن أملأ الفراغ بعدك صخباً
أن أستعيد مشيتك,عنفوانك.
أحاول أن أمسح بيدي شعر أخوتي الصغار
وأمسح الدموع من عيون أمي الطيبة
الباكية, وأجلس قربها قليلاً في مكانك.
أحاول أن أكون دافئاً وربيعياً ونسيماً
عابراً يهب على بيتك الجميل
كل ذلك لا يعادل دفء نَيسَانك.
أحاول أن أخفي دموعي قليلاً
كلما تذكرتك بين أصحابك وخلانك.
أحاول أن أشعل راديو الصباح
كما كنت دوماً تفعل, لأقرأ السور
التي كنت تحبها من مصحفك قرآنك.
أحاول.. وأحاول.. فأفشل.. وأفشل.
تعبت حقاً أبي, تعبت من الحياة.
ما أصعبَ هذا الفراق
ما اطولَ هذا الفراق
صعبٌ العيش بعد زمانك.
صعبٌ العيش بعد فقدانك.
يا رب خفف علينا وصبرنا
أسالك الرحمة لأبي وغفرانك.
***********************
السبت 17-مايو-2003

جنين المأساة
(1)
ليلٌ أسدل ستائره على المخيم
جرحٌ في القلب جديد
تيهٌ في صحراء التاريخ
عودة الذاكرة للوراء
وأفواهٌ بالصمت تتكلم.
(2)
زحفواعلىأرض جنين البطولة
بدبابات حقدهم البربرية.
جرفوا المنازل فوق رؤوسنا
قتلوا أبطال الحرية.
صوت الحق زلزل كيانهم
فرموا بشواظ حممهم التترية.
(3)
وبدأت المجزرة...
وانتهت المجزرة...
وشاهد كل العالم
سكين الجاني
تغرس برقبة الضحية.
(4)
كل من شاهد شهداء جنين
قال عنهم..
هم شهداء صبرا وقانا
وملجأ العامرية.
(5)
خدعوا العالم بأكذوبة "الهولوكوست"
وقرباناً لها قدمونا.
(بن لادن) بأرض أمريكا أذلهم
ومرمغ بالتراب أنفهم
فجاءوا على أرض جنين الحبيبة ليذبحونا.
(6)
وسمع العالم الصراخ عبر الأقنية
أنجدونا...
أنقذونا...
والبابا ما زال نائماً في قمرته
وليث في القصر يداعب جاريته
أرسلوابضع دراهم عبر البريد
وأقفلواالأقنية
وكأغنامٍ للذئب تركونا.
(7)
يسوع بأرض السلام
حاصروه بمهده.
وعن صليبه اقتلعوه وصلبونا.
(8)
وانطلقت الصيحات بالجهاد
عبر كل الأجهزة
وبدأ جهاد التلفزة.
(9)
جهاد التلفزة!!
ماذا يفعل جهاد التلفزة؟
ينقل صوراً وقت العشاء...
أمٌ تودع ولدها في المقبرة.
فاطمة ترسل مصاغ
عرسها لضحايا المجزرة .
شجبٌ نحيبٌ
نداءات استغاثة وثرثرة.
ماذا يفعل كل هؤلاء؟
أمام طلقة صماء
وحملةٍ هوجاء
ودبابة رعناء
تفتتح مزاد المجزرة.
(10)
ماذا ستفعل قناني الزيت
أكياس الدقيق
لجان التحقيق
الضمادات.
دعاء الصلوات
رقيق الكلمات
والربت على الأكتاف
لأصابع بلا بنادق
وجثث فوق جثث
تبحث عن مكانها في المقبرة.
(11)
قتلٌ يزداد تقتيلا
عنف ٌ يلاقي برودا
حدودٌ تحاصر حدودا
كيف الوصول لقلب المعركة
وبنو عروبتنا على الحدود لإسرائيل
قد صاروا جنودا.
(12)
من رحم جنين
جنين العز سيولد
من الأنات
من الجراحات
من دموع الأطفال في الطرقات
من عزائم الرجال الرجال
مشاعلٌ توقد
وسيشهد التاريخ يشهد
أن جنين كانت وما زالت
شموع الحرية ومعبد
سيشهد...
يشهد...
يشهد...
30/4/2002
 

عندما تظهرين في القائمة
***************


عندما تظهرين في القائمة كفراشةٍ ربيعية.
يكون للكلام طعمٌ آخر
ولونٌ آخر ومعنىً آخر
فكيف لي أن أصف لك غير هذا الشعور؟.
**********
أتي إليك..
أتحدث معك..
أنسى العيون الزرقاء لصديقتي الأمريكية
كشواطيء ميامي
أنسى كل أوقاتي معها
وهي تصف لي شوارع "بيبفرلي هيلز"
وصالات اللهو في "لاس فيجاس"
وحديقة الأسماك في "نيوجيرسي"
أنسي شعرها الأصفر كسنابل القمح في الحقول
والتي تعلمت منها لغةً جديدة
وكتبت لها بلغةٍ جديدة
فكيف لي أن أصف لك غير هذا الشعور؟.
***********
كل الكلام الذي أكتبه قبل أن تقرأيه
يكون بالأبيض والأسود.
تأتين كجنية طيبة تحملين حاجياتك الذهبية وعصاك السحرية
فتزدان القصيدة بألوان قوس قزح.
فكيف لي أن أصف لك غير هذا الشعور؟.
***********
كيف لي أن أقنعك أنك لست كغيرك
وأنك تملكين قاموس الكلام الجميل
وأن أصابعك الرقيقة والماهرة كأصابع "جون مكارتني"
وهو يعزف على جيتاره, أرق وأجمل.
وأن فرشاتك الجميلة التي تلونين بها الكلمات
هي أبدع من فرشاة "ليوناردو دافنشي" في لوحة الموناليزا
فكيف لي أن أصف لك غير هذا الشعور؟.
***********************************

أكتبي لي
******

أكتبي لي...
كلما أشرقت شمس العمر في حياتك.
أو زقزقت عصافير الحب في صباحك.
أو داعبت ذكري عزيزة أطيافك.
**********
أكتبي لي...
عن طفولتك , برائتك ,صورك
هداياك وأيامك الذهبية .
أكتبي لي...
أيا من ترسلها السماء
كأحلامٍ جميلة في ليلةٍ صيفية.
*********
أكتبي لي...
حدثيني عن الأغاني التي تحبينها كي أحبها.
خبريني عن الأماني التي تودينها كي أودها.
فأنا يا صديقة بعد أن عرفتك صرت
بدونك كالقارب بلا بحر
كالزهرة بلا عطر
وكعصفورٍ مازال يفتش عن خميلةٍ يغرد فيها.
********
أكتبي لي...
كي أكتب الأشياء بحقيقتها
وأصور هذا الإحساس المهم بالنسبة لي
أن نكون كطيرين يغردان في جنة عدن.
وكسحابتين تبحثان عن سماء دافئة.
وكغريبين في الليل يغني لهما (فرانك سيناترا).
فكيف يكونُ طعمٌ للحياة عندما
تغادرين عني ولا تكتبين؟
****************
صيف 2002

لماذا تشعرين وحيدة؟

إن كان دربك للبيت في الغابةِ موحشاً.
والظلامُ الدامسُ يغطي كل ما حولنا.
ولا تجدين غير يدي أمدها ليدك.
فلماذا تشعرين وحيدة؟
******
إن كان كل الرفاق الذين تواعدوا
يأتون, يتحدثون, ويحبون هنا.
وكل الذين سألوا عنك طوال العام.. هم أنا.
وغياب يومٍ لك هو لي سنة.
فلماذا تشعرين وحيدة؟
*****
إن كانت الزهرة
تتباهى بعطرها وهي بيدك.
والقمر يبدو ساحراً أكثر
كلما أطل من فمك.
والعصافيرُ التي أرسلتها
مازالت تزقزق عند بابك.
لتترك لك كل صباح وردةً حمراء
في حضورك ,في غيابك.
فلماذا تشعرين وحيدة؟
*****
إن كانت حياتنا كلمةً طيبةً
ذكرىً , مشواراً, وسفر.
وكل الذين اقتربوا منك
صرتِ منهم أغلى بشر.
فلماذا تشعرين وحيدة؟
1/7/2002
 


صديقي...
إن رافقتني عيناك ..نتحدى الظلام سويا
وإن أسكن دفء الهمس ارتجاف يديا
إن بددت يداك للبيت وحشة دربي
فمن يبدد للعمر وحش قلبي؟
*******
كل الرفاق غابوا..
.والحزن رفيق لا يغيب
فإن احترفت الغياب..
فعش الذكريات..عمر لا يشيب
*******
حين نقرت عصافيرك شباك احلامي
احترت.. ماذا أعطيها؟
حين لونت ورودك سواد ايامي
احترت..ماذا أسقيها؟
وورود الامس..ماتت في قلبي حبا
وعصافير اهديتها عمري..اختارت الهجرا
والوردة ببابي..
بيضاء..لو تدري
اغتالها نزيف آلامي
*******
أنا لست وحيدة
أخط الكلمات على وجه القمر
أنا لست وحيدة
أطرز القبعات بخيط من ثوب السفر
أنا لست وحيدة
أنا اخترت أعيش بعيدا عن البشر
كلمات متشحة بالسواد

******
مضى شهرٌ على رحيلك.
وسيمضى العام تلو العام.
وأنتَ في القلب دوماً.
لا موقعك يتغير..
ولا نحن..على الدوام.
وجهك في الشمس.
في الذاكرة.
وفي دفتر الأيام.
كالنقش على الرخام.
******
شهر نيسَان.
نسميه كل عامٍ.. شهرُ الأحزان.
وما أكثر في القلب الأحزان.
في يومٍ من هذا الشهر..
حطَ على بيتتنا عصفورٌ مبتل.
مكسور الجناح..
حزينٌ.. غردَ وغنى
على شرفة بيتنا.
أغنيةً ممزقة الألحان.
ما أصعب النسيان.
ما أصعب الكتابة
في الرحيل المفاجيء
حين يأتينا ويدق بابنا
دون إستئذان.
لا زلت من هنا..
لا أصدق رحيلك
يأتيني النبأ عبر الهاتف
ليخبرني..
أن آخر قلعةٍ رومانية عالية
إحتمينا فيها قد تهاوت.
وأن آخر قمرٍ كان يضيء
ليلنا المظلم في بيتنا قد خبا.
وآخر سحابة رحمة
كانت تظللنا
من قيظ الصحراء
خلال عمرنا
قد مضت كدخان.
لا زلت لا أصدق
اني أكتب لك
وأنا بالأمس القريب
كنت أكتب
في العطر والزهرة
فماذا أكتب لك؟
وقاموس لغتي..
قد أصبح خاليا
ً من المفردات.
وماذا سأغني والموت
هو أصعب الأغنيات؟
ويدي التي قبلت يدك
في وداعي على باب بيتك.
قد أصبحت دون أصابع.
ومداد قلمي صار دماً ودمعاً
يسيل من المدامع.
والحزنُ خنجرٌ
ٌ مغروسٌ في القلب
يسافر من الوريد الى الشريان.
************
يأتي رمضان..
و العيد إلينا
ويبسط يده بالرحمة علينا.
ونتبصرك فلا نجدك
جالساً حوالينا.
حينها نتذكرك..
نتذكر أن كل أيامك بيننا.
كانت كلها أعياد.
وأن أيامنا بعد رحيلك
قد اتشحت بالسواد.
من يضيء قنديل البيت
مرةً أخرى؟
من يسرج الجواد؟
من يمحو لنا أيام الحداد؟
ذكراك تأتي لنا
في كل ميعاد.
في الصحو..
في المشي.. في الرقاد.
في مغيب الشمس
في طلة البدر
في نسيم
الليل الصيفي
في حنين الطفولة
في تسامح الأباء
في شيطنة الأولاد.
هل الذكرى
ليست إلا إنسان؟
**********
مليون قصيدة لن تعيد
شمسك وقت المغيب.
مليون صديقٍ لن يقرب
بعدك آيها القريب.
مليون ضحكة وبسمة.
لن تزيل من القلب.
هذا الحزن ..
ولا هذا النحيب.
مليون قلبٍ يفتحُ لي
أبوابه كمنتجع صيفي.
لن يعوض نصائحك
التي كانت كالدواء
من يد الطبيب.
**********
بماذا أعزي نفسي؟
وقد وهبتني من عمرك
نصف عمرك.
فأي دينٌ عليا
أفعله كي
تستريح في قبرك ؟
وأي شيءٌ أقدمه لك
لأوفيك حق قدرك ؟
******
كل وعودي
التي قطعتها أمامك..
كلها قد سقطت..
حينما ترجلت عن حصانك.
لكن أنا باق ٍ هنا
كما علمتني أن الوطن
هو الإنسان..
وأن الوطن ليس فقط المكان.
وأن الغربة هي غربة القلب
وليست غربة المكان
وأن أوروبا التي فرد
الصيف عبائته عليها
لن تزحزني عن
سجادة صلاتي
ولا عن أصولياتي الثقافية
ولا عن هوية الإيمان
لن تزحزني عن دعائي
وسؤالي للمولى لك
بالرحمة والغفران
********
28-5-2003