|
الدقائقُ الأخيرةُ قبلَ مقتل العصفور (1) من أنا يا حبيبتى ؟ من أكون ؟ أنا طائرٌ مسافرٌ فى بحرٍ أمواجهُ من حبٍ أصدافهُ من حبٍ طوفانه حبٌ وجنون طائرٌ بلا فضاءٍ بلا أجنحةٍ بلا عيون غردَ فى غاباتك بعد أن حط على الغصون جالباً لك شعراً وزهراً وعطراً وسحر ختون جالباً لك كل ما يحلم به العاشقون والنائمون جالباً لك كل ما لا يهون (2) أنا يا حبيبتى طائرُ حبك الأخير جاء يسكنُ فى أعماق صدركِ بعد أن أعياهُ نارُ الهجير حلق فى سمائك خائفٌ من رياح أى حبٍ أو إعصارٍ أو زئير خائفٌ من أىِ شمسٍ تأسرهُ أو تحرقه خائفٌ ألا يطير (3) يومَ وجدتُك يا عمرى وجدتُ عمرى الضائع بين الهجرة والسفر وجدت فيك شمساً لا يضاهى نورها نورُ شمسٍ أو قمر وجدتُ فيك سمائاً أحلقُ فيها كالطيِر أرفرفُ كفراشةٍ فوق الزهرِ وجدتُ فيكِ الينابيعَ الدافئة وظلالُ الشجرِ والثمر وجدتُ فيكِ أنغامِ الطير ونجومُ الليلِ الصافية والسحر وجدتُ فيكِ الجنة التى لا تطرد آدم أو أحداً من البشر وجدتُ فيك الرياض التى لا تغيبُ عنها الشمس والسحابُ والمطر. (4) علمينى يا حبيبتى كيف نتكلم بلغة العشق الأبدية غير أسفين أو خائفين أو نادمين من بومٍ حولنا ونسور علمينى كيف يكون عبور جسر الحب أعظمُ عبور كيف يكون الطريقُ إلى قلبك المأسور علمينى كيف نرسمُ أحلامنا العذرية التى حلمناها معاً بأزهارٍ وحروفٍ من نور علمينى كيف نبنى أعشاشاً من حبٍ كما تبنى القصور كيف نحلقُ بآفاق حبنا كما تحلقُ الطيور علمينى يا حبيبتى علمينى أنك أرض الحب الأخيرة لا تطوقها أنهارٌ ولا جبالٌ ولا سور علمينى أن صدرك هو آخر جزيرة ألتجأُ إليها من طوفان البحور (5) يا أميرةَ غاباتى النائمة.. يا قصيدتى العائمة.. إرسمى حروفَ حبك الأخيرة على ريشى أو دقيها فى صدرى سأرضى بها فلا مفرٌ من القدرِ زينيها بأروع قصيدةَ حبٍ وسفرِ فأنا يا حبيبتى لستُ نادماً أن أكونَ فى رحلة حبٍ أبدية ما بين الشمس والقمر لست نادماً أن يلاحقنى فى مشوار حبى إعصارٌ أو صقر لست نادماً أن أكون لقمةً سائغةً ما بين فكى البشر لست نادماً يا حبيبتى أننى سأقتلُ فى سبيل حبك فى يومٍ من الدهرِ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|