رسالة إلى نزار قبانى
(1)
سيدى علمنى
كيف يكونُ الحبُ مذهباً ودينا
سيدى خبرنى
كيف دونه نكونُ ظالَمَينا
ما الذى يفَعله بنا الحب ؟
وما الذى بعده يصيبنا ويعترينا
لمادا تتبدلُ قلوبنا بالحب
رياضاً تزُهرُ الورودُ فيها والياسمين؟
لماذا حين تغادرُ الشمسُ العذراءُ
تصبح الدنيا فى أعيننا عصفوراً حزين ؟
ويبقى الظلام دامساً حالكاً يغطينا ؟
(2)
لماذا يجعلُ الناسَ يا سيدى الحب سجناً
؟
وفى سمائهِ نطيرُ محلقين
لماذا يا سيدى يظلمُ الناسَ العشاق ؟
وهم بالحب صاروا ملائكةً لا شياطينا
لماذا يا سيدى حين تتركنا محبوبة قلوبنا
نهيمُ فى الشوارعِ ضائعينا
(3)
خبرنى يا سيدىِ ما الذى يفعلهُ الحبُ
حين يبتسمُ فى وجوهنا
وكيف تفُتح به أسوارٍ وقلاعٍ حصين
تغرق البلادُ كلها وتبقى سفينة الحب
وحدها تنجينا
خبرنى يا سيدى كيف تزولُ الأيامُ
والأعوامُ
ويبقى هو كنقشٍ أثرى من سِنين
يطمسُ التاريخُ الظلمة ويبقى المحبون هم
الأولون
خبرنى لم يتساوَ الناسُ بالحب ؟
وتتنازلُ الأسودُ له عن العرين
نظمأ فى الحياةِ ويبقى هو يروينا
يا سيدى أليَسَ هو جنةً ويقينا ؟
أليس فى كتابهِ ندخلُ مخلدين؟
لماذا تبكى النجومُ مع العاشقين ؟
ويبتسمُ القمرَ فى الليل للساهرين ؟
لماذا حين تنادينا محبوبة قلوبنا
نلبى طائعين
لماذا يتركُ العشاقُ النومَ
ويبقوا فى ظلالهِ حالمين ؟
(4)
خبرنى يا سيدى
لم لا يعرفُ الأعمارَ أو السنينا ؟
لماذا تحت حنانه تخضعُ سيوف الفاتحينا ؟
يا سيدى قل لهم بدونه نعيشُ ملحدينا
قل لهم حين لا ندخل أرضهِ نبقى تائهينا
يا سيدى كيف يحول القلب المحب
الإنسانُ إلى كنٍز ثمين
الحبَّ ُهو اللهُ والرسلُ والصالحون
فبه يا سيدى آمنت مذهبا ودينا