طوق الياسمين

شُكراً .. لطوق الياسمينْ

وضحكتِ لي .. وظننتُ أنكِ تعرفينْ

معنى سوار الياسمينْ

يأتي به رجلٌ إليكِ ..

ظننتُ أنكِ تدركينْ ..

وجلستِ في الركنٍ ركينْ

تتسرَّحينْ

وتنقِّطين العطرَ من قارورةٍ وتدمدمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيامي حزينْ

قدماكِ في الخُفِّ المقصبِ

جدولانِ من الحنينْ

وقصدتِ دولابَ الملابسِ

تقلعينَ .. وترتدين ْ

وطلبتِ أن أختار ماذا تلبسينْ

أفَلي إذنْ ؟

أفَلي أنا تتجملينْ ؟

ووقفتُ .. في دوَّامة الألوان ملتهبَ الجبين

الأسودُ المكشوفُ من كتفيهِ ..

هل ترتدينْ ؟

لكنه لونٌ حزينْ

لونٌ كأيامي حزينْ

ولبستِهِ

وربطتِ طوق الياسمينْ

وظننتُ أنكِ تعرفينْ

 

معنى سوار الياسمينْ

يأتي به رجلٌ إليكِ ..

ظننتُ أنكِ تدركينْ ..

هذا المساءْ ..

بحانةٍ صغرى رأيتُكِ ترقصينْ

تتكسرينَ على زنود المعجبينْ

تتكسرينْ ..

وتدمدمينْ ..

في أُذن فارسكِ الأمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيامي حزينْ

 

وبدأتُ أكتشفُ اليقينْ

وعرفتُ أنكِ للسوي تتجملينْ

ولهُ ترشّينَ العطورَ ..

وتقلعينَ ..

وترتدينَ ..

ولمحتُ طوق الياسمينْ

في الأرضِ .. مكتومَ الأنينْ

كالجثة البيضاء ..

تدفعُهُ جموع الراقصينْ

ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذه ..

فتمانعينْ ..

وتقهقهينْ ..

" لا شيءَ يستدعي انحناءكَ ..

ذاكَ طوقُ الياسمينْ ..

عودة الى نزار قبانى( شعر)