قمرٌ لا ينبتُ فيهِ شجر

(1)

فى وطَنىِ لا تنبتُ السنابل

نركضُ فيه حيارَى

تائهينَ عن القمرِ

عن موضعٍ تصدحُ فيه العنادل

فى وطنى تسكنهُ أشجارُ أنين

تموتُ فوقها البلابل

لم نصحو ميتين ؟

عن ماذا كنا نقاتل ؟

لم سارت وحدها القوافل ؟

بين الضبابِ تشقُ طريقها

بين الأشواكِ والسلاسل

لم سارت وحيدة ؟

لا تخشَى هديرَ القنابل

فى وطنى يخشى كل سائل

عن تاريخ البرتقال

عن موطنٍ تصدحُ فيهِ العنادل

فى وطنى يموتُ كلُ سائل

عن قمرٍ وأحلامٍ بنيناها

وليلٍ ليس غداً زائل

(2)

فى وطنى يغيبُ كل ليلةٍ القمر

ونظل نائمين

خائفين ونرضى بالقدر

من ياترى يأتى بالفارس المنتظر ؟

ويروى له قصة الحجر!

من يا ترى يخبره لم هاجرت العصافير

من فوق أغصان الشجر؟

لم سقطَ السيفُ من أيدينا وتركناه ينكسر؟

فى وطنى أنهارُ دموعٍ لا تنحسر

تروى كل يومٍ منها آلاف الزهر

فى وطنىِ تموتُ الأشجارُ واقفةً

عند إقتراب المطر

ويظل البشر حيارى

حتى ظهور القمر

3-1-1996

عودة الى ديوان أناشيد من صمت المدينة الحزينة