أنشودة المهاجر (1) للعالمِ وجهَان... وجهٌ حقيقىٌ ووجهٌ مزَيف ونحن أخوان حُباً وإلفا نتفرقُ دوماً بالجسدِ ويجمعُ روحيَنا أفقَ الوطنِ البعيدِ والمنفى ونسافرُ بأحلامِ الطفولةِ المسلوبةِ كطيرين فوقَ شواطىءِ غزة ومرافىء حيفا أتسألُ كيف ينبتُ الزهرُ فِىِ صدرِ الأرضِ رغم الشتاءِ والشوكِ والعصف؟ اتسأل كيف تصدحُ البلابلُ على اغصانِ البرتقال على نشيد الرصاصِ والقصف؟ نحنُ سنابلُ قمحٍ يحضنُها تاريخُ وطنٍ نحُصدُ بالمناجلِ جُرحاً وعسَفا! نحنُ سرابَ أحلامٍ نضيعُ فى العالمِ الرحيبِ ونعقدُ أخرُ الدربِ مع الشيطانِ حِلف ننقشُ بالدمعِ والدم على الصخر والطين لحنَ الثائرينَ رمزاً وحَرفا (2) للوجهِ عينان ونحن قلبٌ ينبضُ حرقةً وأسفا مالنا غير عالـمٍ يلفظُ أحلامنا ظلماً وقذفا يعرفنا تاريخُ المجازر ويحفظُ وجوهنا عن ظهر قلبٍ وكف يرانا الناس نترددُ على السهول كأنشودة مهاجر أو أغنية مسافر كل من حوله تقهقر للخلف نعقدُ شرايَينَا بجذورِ النخيلِ والزيتون ونسافرُ كسرب طيٍرٍ فوقَ ربوعِ يافا وحَيفا ونطرزُ أحلامَ العودةِ على قميصِ الأرضِ لا ضياعَ.. لا رحيلَ.. لا خوفَا. (3) للوطنِ أنشودتان تحفظُ ترنيمةً وعزفا يرحلُ كل من يحفظها ويعود هناكَ وهناَ أسوارٌ تسدُ الأفقَ وفوهاتُ بنادقٍ تبتسمُ فى صدورنا دون كَسَف نحملُ كل عامٍ غُصنَ زيتونٍ فىِ اليدِ فنتلقى فى الصدرِ سهماً وفى الظهرِ سيف لـم يرحل عنا كل صوت ثائرٍ يقول لاذلَةَ لاركوعَ لا ضعَفا؟ تنسنا دوماً السماء وتهتزُ الأرضُ تحَتَ أقدامنا رجفا مالنا نقول أننا عُدنا فسقطت من أيدينا قلاعنا للمرةِ الألف ؟ مالنا نقولُ أننا جسدٌ واحدٌ فنسقط مضرجَين دماً وعُنفا ؟ مالنا نقول سيظهرُ القمرُ فى بلادنا وهو منا لا يظهرُ خسفا. (4) للعالـمِ وجهَان وجهٌ حقيقىٌ ووجهٌ مزيف ونحن أخوان حباً وعطَفا للحياةِ طعمَان نتجرعُ طعمُ أيام السنيَنَ العجفا للقدسِ دربان نسلكُ دربَ الجراحِ التى لاتغف سنعودُ لها صفا ولو زحفا سنعودُ لها لا تسألنى متى؟ وأين؟ وكيفا؟ ووجهٌ واحدٌ للقدسِ لا مزيَف إهداء إلى أحمد 3-2-1996 عودة الى ديوان أناشيد من صمت المدينة الحزينة |
||