أحلام خريفية

دعْ قطارَ العمرِ يمضىِ

فالسماءُ أذنت له الرحيل

دعهُ يحملُ الأيامَ معه

والذكرياتُ والأحبابَ والخليل

فلا البكاءَ سيرجعه

ولا النداءَ ولا العويل

دعهُ يتجاوزُ محطات أحلامنا

يطعنُ فى كبريائنا

فما الحزن إختارَ غيرنا بديل

فأين سيمضى ؟ ولمن سيبقى ؟

فلا قمرَ فى سمائنا

ولا سحابَ ولا زهرَ ولا نخيل

دعه يحملُ كل من نحب

ليسحقَ بعجلاتهِ كل قلب

فها هى الشمسُ بزغت

وإستعجلت الرحيل

فلا مهدىٌ بين ظهرانينا ننتظره

ولا نبىَ ولا رسول

نحلمُ ولكن أحلامنا أحلام يقظةٍ

ينتابها خوفٌ ورعشُة يدٍ فى صدِر قتيل

فالأفق ما زالَ واسعاً كى نحلم

والجسدُ والروحُ بنور الله لا يبقيان عليلين

نحلم أن الحب ما زال سحابهُ يظللنا

والحصانُ ما زال يركضُ فى المروج

ويعزف الصهيل

نحلمُ أن الزيتون ما زال فرحاً

والحمام فوقهَ يصدحُ بالهديل

فلمَ ننتظرُ الخريفَ دوماَ؟

والربيعُ منه أجمل وأسعد نزيل

عودة الى ديوان أناشيد من صمت المدينة الحزينة