![]() ملفات ساخنة/ جريمة في القصر الفاطمي
جريمة .. وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى , هي أقل ما يمكن أن يصف الحالة التي آل إليها رمز من رموز الحضارة الإنسانية قاطبة ً, ومعلم مهم من معالم الحضارة الإسلامية والعربية في ليبيا, وبلا شك ..كـنـز اجدابيا الأكبر: القصر الفاطمي. ![]() ![]() ![]() ![]()
أنظر إلى هذا الآبدة التاريخية التي قاومت عوامل التعرية وغوائل الزمان وتقلب دوله .. هــل ستنجو من تدميرنا المتعمد لها هذه المرة ؟ ..هل ستقاوم أكوام ( قشور الدلاع ؟؟) ..هل هكذا تـُعامل المقدسات ؟؟..هل هكذا تضيع تضحيات الآباء والأجداد ممن جاهدوا وبذلوا أرواحهم ودمائهم على مذبح الحرية لننعم بها نحن ..لا أعتقد أن أعداء هذا البلد , مهما بلغت بهم القسوة والوحشية , كانوا سيتجرأون على إهانة تاريخنا وتراثنا ومقدساتنا كما فعلنا نحن..انظر إلى الصور لتصدق بنفسك ![]()
لاحظ السور الإسمنتي الذي تم بناؤه حول القصر..لاحظ أن هذا موقع أثري ولا يجوز البناء عليه بأي شكل من الأشكال.. ثم إن العمارات السكنية لا تفصلها عن موقع القصر سوى خطوات معدودة مما يحرم الدارسين من فرصة التنقيب في المنطقة المحيطة بموقع القصر. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
أخشى ما أخشاه هو أن نستيقظ في صباح أحد الأيام, لنجد أحد (الأمناء إياهم) أصدر قرارا ً من القرارات ( إياها)..ينص على: جرف وهدم القصر المحصن ( بالكاشيك) وطـــــرح عطـــاء لبناءه من جديد ...هذه ليست نكتة صدقوني...انظروا على سبيل المثال لمبنى أثري لا يقل أهمية ألا وهو مبنى ( المتصرفية سابقا ) أحدهم أصدر قرارا ً بان هذا المبنى (( التاريخي)) يحتاج إلى صيانة..وتحديدا ( لياسة) فقام بكل جرأة على التاريخ والحضارة والمقدسات ..بجلب مجموعة من العمال المتواجدين على الأرصفة الذين ليست لديهم أي خبرة بمعاملة مباني تاريخية ..والكثير منهم لا خبرة لديهم بالتعامل مع مباني من أي نوع .. وأمرهم بالبدء في تقشير ( لياسة) المبنى التي ترجع لعشرات السنين وهي قادرة أن تبقى لمئات السنين لأنها لياسة من نوع خاص , في حين أن اللياسة التي يريد أن يستبدلها بها هي من الاسمنت العادي المستخدم في المنازل..على يد عمال عاديين من الرصيف ..حتى يضمن أن هذه اللياسة الإسمنتية سوف تحتاج إلى صيانة كل سنة أو أكثر مما يدر عليه وعلى تشاركياتهم الوهمية منجما من ذهب...ولتذهب تضحيات الأباء والحضارة والفن والتراث إلى الجحيم !!! ![]() ![]()
نسمع من حين لأخر من يتأثرون لدى سماعهم بإهانة إحدى المقدسات الاسلامية في آخر الدنيا ...انظر ما يحدث يوميا أمام أعيننا وتحت أنوفنا, لعمري لم يطل أعداء الإسلام مسجدا من المساجد بالأذى كما طال سكان هذا الحي , هذا المسجد... ولا تقل لي أن: الدولة هي المسؤولة , انظر للصورتين التاليتين لتعرف أن سكان هذا الحي - وليس الدولة - هم المسؤولون عن هذه الجريمة ![]() ![]() اجدابيا / الخميس 21 يوليو 2005 م
المعلومات التاريخية: من كتاب ( اجدابيا تاريخها وآثارها ) للأستاذ منصور شقلوف , الذي سيكون متوفرا لقراء ( هنا اجدابيا) قريبا بإذن الله |