ملفات ساخنة




ملفات ساخنة/ جريمة في القصر الفاطمي
بقلم: يوسف مرزوق يوسف



جريمة .. وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى , هي أقل ما يمكن أن يصف الحالة التي آل إليها رمز من رموز الحضارة الإنسانية قاطبة ً, ومعلم مهم من معالم الحضارة الإسلامية والعربية في ليبيا, وبلا شك ..كـنـز اجدابيا الأكبر: القصر الفاطمي.

مدينة اجدابيا من المعروف لدى المهتمين بالآثار والتاريخ, أنـهـا أهم مدينة فاطمية في ليبيا, حيث أنها قد بلغت أوج ازدهارها وأهميتها الإقليمية في القرن العاشر الميلادي,إبـّان حكم دولة الفاطميين لشمال إفريقيا . مما جعلها تنفرد بمجموعة مهمة من الآثار التي تعود لتلك الفترة التاريخية, ويؤهلها لتكون وبكل جدارة, المرجع الأول فيما يخص تاريخ الفاطميين في ليبيا , ومرجع في غاية الأهمية فيما يخص تاريخ الفاطميين عامة في شمال افريقيا . كونها تضم إلى جانب القصر الفاطمي- وهو درة التاج في إرث اجدابيا الأثري- كلا ً من : مسجد الإمام سحنون, ويعرف كذلك بالمسجد الفاطمي, وقصر الصحابي الموجود في منتصف المسافة بين اجدابيا و أوجلة , كما يوجد بها حصن روماني تم اكتشافه في عام 1975م يقع شمال غرب مقبرة سيدي حسن ,وكذلك عـثُـر بها في عام 1975م على مجموعة آبار منقورة في الصخر , وتم اكتشافها أثناء حفر أساسات مدرسة غربي مقبرة سيدي حسن.
أنظر للصور التالية, وتأمل معي كيف نعامل هذا الكنز الحضاري الذي لا يقدر بثمن؟ هذا التراث الإنساني الذي هو ملك لكل الإنسانية, انظر كيف نـُمـعـن في إهانته و الحط من قدره بكل إصرار وتـقـصـّـد




أنظر إلى هذا الآبدة التاريخية التي قاومت عوامل التعرية وغوائل الزمان وتقلب دوله .. هــل ستنجو من تدميرنا المتعمد لها هذه المرة ؟ ..هل ستقاوم أكوام ( قشور الدلاع ؟؟) ..هل هكذا تـُعامل المقدسات ؟؟..هل هكذا تضيع تضحيات الآباء والأجداد ممن جاهدوا وبذلوا أرواحهم ودمائهم على مذبح الحرية لننعم بها نحن ..لا أعتقد أن أعداء هذا البلد , مهما بلغت بهم القسوة والوحشية , كانوا سيتجرأون على إهانة تاريخنا وتراثنا ومقدساتنا كما فعلنا نحن..انظر إلى الصور لتصدق بنفسك

لاحظ السور الإسمنتي الذي تم بناؤه حول القصر..لاحظ أن هذا موقع أثري ولا يجوز البناء عليه بأي شكل من الأشكال.. ثم إن العمارات السكنية لا تفصلها عن موقع القصر سوى خطوات معدودة مما يحرم الدارسين من فرصة التنقيب في المنطقة المحيطة بموقع القصر.






أخشى ما أخشاه هو أن نستيقظ في صباح أحد الأيام, لنجد أحد (الأمناء إياهم) أصدر قرارا ً من القرارات ( إياها)..ينص على: جرف وهدم القصر المحصن ( بالكاشيك) وطـــــرح عطـــاء لبناءه من جديد ...هذه ليست نكتة صدقوني...انظروا على سبيل المثال لمبنى أثري لا يقل أهمية ألا وهو مبنى ( المتصرفية سابقا ) أحدهم أصدر قرارا ً بان هذا المبنى (( التاريخي)) يحتاج إلى صيانة..وتحديدا ( لياسة) فقام بكل جرأة على التاريخ والحضارة والمقدسات ..بجلب مجموعة من العمال المتواجدين على الأرصفة الذين ليست لديهم أي خبرة بمعاملة مباني تاريخية ..والكثير منهم لا خبرة لديهم بالتعامل مع مباني من أي نوع .. وأمرهم بالبدء في تقشير ( لياسة) المبنى التي ترجع لعشرات السنين وهي قادرة أن تبقى لمئات السنين لأنها لياسة من نوع خاص , في حين أن اللياسة التي يريد أن يستبدلها بها هي من الاسمنت العادي المستخدم في المنازل..على يد عمال عاديين من الرصيف ..حتى يضمن أن هذه اللياسة الإسمنتية سوف تحتاج إلى صيانة كل سنة أو أكثر مما يدر عليه وعلى تشاركياتهم الوهمية منجما من ذهب...ولتذهب تضحيات الأباء والحضارة والفن والتراث إلى الجحيم !!!
كل ما يهم هؤلاء ( الأمناء) هو تكديس الدنانير لتغطية شهواتهم السخيفة..أنظر إلى أي حضيض ٍ انحدرنا ؟؟؟؟
على سيرة الحضيض: انظر للصور التالية ثم أخبرني , هل سكان هذا الحي الذي يقع به القصر الفاطمي وهذا المسجد القديم ( في وعيهم)؟؟؟
أقصد هل يعقل أن يكون المرء مسلما وبكامل قواه العقلية ويرمي القمامة على مسجد من بيوت الله ؟ انظر للصور واحكم بنفسك



نسمع من حين لأخر من يتأثرون لدى سماعهم بإهانة إحدى المقدسات الاسلامية في آخر الدنيا ...انظر ما يحدث يوميا أمام أعيننا وتحت أنوفنا, لعمري لم يطل أعداء الإسلام مسجدا من المساجد بالأذى كما طال سكان هذا الحي , هذا المسجد... ولا تقل لي أن: الدولة هي المسؤولة , انظر للصورتين التاليتين لتعرف أن سكان هذا الحي - وليس الدولة - هم المسؤولون عن هذه الجريمة


يوسف مرزوق يوسف
اجدابيا / الخميس 21 يوليو 2005 م

المعلومات التاريخية: من كتاب ( اجدابيا تاريخها وآثارها ) للأستاذ منصور شقلوف , الذي سيكون متوفرا لقراء ( هنا اجدابيا) قريبا بإذن الله
لمزيد من المعلومات عن آثار اجدابيا: زوروا موقع
Archnet
أكبر موقع للآثار العربية والإسلامية على الإنترنت , وانظر حجم الأهمية التاريخية التي تحتلها مدينة اجدابيا على مستوى العالم



العودة للصفحة الرئيسية





Copyright © Ajdabiya Online 2005 - All Rights Reserved
مدرّس لغة عربية بثانوية الفاتح للبنين ,اجدابيا