الجاذبية

لم يعد أمرا يثير الدهشة أن يعرف البشر أن القوة التى تتسبب فى سقوط الأجسام على الأرض و التى تعرف بقوة الجاذبية هى بعينها القوة التى تحتفظ للكواكب بحركة دورانها حول الشمس ولو أن هذه الحقيقة لم تكن معروفة قبل القرن السابع عشر ، و قد ساد الاعتقاد بين قدماء علماء اليونان أن الأجسام الصلبة تسقط لأنها تبحث عن موضعها الطبيعى تحت العناصر الخفيفة و هى الماء و الهواء و النار ، بينما تتحرك الكواكب بواسطة كرات متبلورة غير مرئية حتى أن جوهانس كيبلر الذى أثبت عام 1609 أن مدارات الكواكب حول الشمس على شكل بيضاوى اعتقد أن حركة هذه الكواكب تنبع نتيجة حركات الأثير (الوسط التخيلى الذى كان يعتقد قديما أنه يملئ الكون ) و كان العالم الشهير اسحق نيوتن أول من أثبت أن الكواكب لابد أن تدور فى مدارات بيضاوية وأن ذلك أمر طبيعى ما دام أن هناك قوة تجاذب بين الشمس و الكواكب تتوقف على حاصل ضرب كتلتى الجسمين مقسوما على مربع المسافة بينهما ، وأوضح نيوتن أن هذه القوة هى المسئولة عن جذب تفاحة سقطت من شجرة نحو الأرض ، بمقارنة قوة الجذب المؤثرة على التفاحة بمثيلتها اللازمة للاحتفاظ بالقمر ملتزما مداره الذى يتحرك فيه حول الأرض ، وبمعرفة المسافة من مركز الأرض حتى موضع التفاحة ثم حتى القمر أمكن له أن يستنبط ضرورة توقف قيمة قوة الجاذبية على مقلوب مربع المسافة ، أى أن القوة تقل مع ازدياد مربع المسافة.