الأرض

منذ حوالى 4500 مليون سنة وقبل أن تشكل الأرض بزمن طويل كان نجمها الأصلى هو الشمس ، يطلق كتلته فى الفضاء على هيئة طاقة . والقدر الضئيل الذى يرتطم بالأرض جعل تطور الحياة نفسها ممكنا ، وأمد الإنسان بحرارته وطعامه ، وبالطاقة اللازمة للتطوير التكنولوجى فى العصور الأحدث عهدا وعاش الإنسان وأسلافه ملايين السنين حياة تنظمها الشمس كل يوم ، وكل فصل . وهكذا أثرت الشمس تأثيرا أساسيا على تطور الإنسان ، وعلى الحياة كلها من حوله

 فلا عجب أن كانت الشمس هى أقدم إله للإنسان وظلت ولا تزال تجل للأرباب فى كثير من المعتقدات ولم يكن الإنسان الذى عاش منذ مليون سنة خلت ، يهتم بشىء حقا أكثر من اهتمامه ببدء ضوء النهار ونهايته ، أو بحركة ارتفاع الشمس فى السماء أثناء النهار ذلك الارتفاع الذى يؤثر على مدى ما يتمتع به الإنسان من دفء وعلى ما يحققه فى طعامه من وفرة . وكان هذا هو الذى مهد الأساس لعلم الفلك وأدرك الفلكيون القدماء وجود حركة أخرى للشمس إذ من الممكن تحديد وضعها بالنسبة للنجوم الأساسية بقياس الزاوية بين الشمس وبين نجم ساطع فى السماء وقت الشفق . وأصبح من الواضح أن الشمس تتحرك عبر خلفية من النجوم الثابتة ، وتستغرق سنة واحدة لإتمام دورة واحدة للقبة السماوية ، وهى القبة الظاهرة من النجوم الثابتة التى تبعد عنا بعدا لا متناهيا وتحيط بالأرض وتدور - ظاهريا حولها كل يوم وعلى ضوء ملاحظات اامتدت سنوات طويلة للوقت التقريبى لحلول منتصف الصيف أدرك الإنسان مرور 365 يوما هى عدد أيام السنة الواحدة . ورأى كذلك اثنى عشر قمرا تقريبا تناظر دورة واحدة لأوجه القمر وتشكل النجوم أبعد مجال خارجى وعلى هذه الخلفية تتحرك سائر الأجرام السماوية الأخرى وعندما اقترح كوبر نيكس فى شئ من التردد وضع الشمس فى مركز الكون بدلا من الأرض ، أصبحت التفسيرات أيسر فى بعض الحالات وأصعب فى بعضها الآخر

****************************

شكل الأرض

والكرة الأرضية أيضا تشبه البيضة فى تكوينها الثلاثى هذا ، فالصفار والبياض والقشرة الخارجية تقابل النواة والعباءة والقشرة الأرضية ! . أما عن تكوينها الجيولوجى فهى تشبه البصلة إلى حد كبير ، حيث يوجد لكل عصر من العصور الجيولوجية طبقة خاصة به مثل العصر الحجرى والعصر البرونزى والعصر النحاسى .. وهكذا . وعلى هذا الأساس تتكون القشرة الأرضية من طبقات البرونزى والعصر النحاس .. وهكذا . وعلى هذا الأساس تتكون القشرة الأرضية من طبقات مرصوصة فوق بعضها البعض ، وهى تدل على أعماق مختلفة ي دل كل منها على الأزمنة الجيولوجية التى تراكمت فيها ..

**********************

شكل وحجم مدار الأرض

شكل المدار الذى تدور فيه الأرض حول الشمس بيضاوى تقريبا ويبلغ متوسط نصف قطره 92.96 مليون ميل وهى تسمى وحدة فلكية ويستغرق الضوء ليجتاز هذه المسافة تقريبا 8 دقائق وتستغرق الطائرة النفاثة لقطع هذه المسافة اكثر من أربع سنوات بلا توقف وتدور الأرض فى هذا المدار بسرعة متوسطة مقدارها تقريبا107 ، 800 كم / س وهذه السرعة هى ضعف سرعة سفينة أبوللو التى هبطت على القمر وهذه المسافة المناسبة هى التى جعلت الحياة ممكنة على سطح الأرض فلو اقتربت الأرض من الشمس أكثر من هذه

المسافة لتبخر الماء وإذا بعدت لتحول الماء إلى جليد . وفى كلتا الحالتين تنعدم الحياة وشكل مدار الأرض غير ثابت فهو يتمدد ثم ينكمش مرة أخرى ليكون دائرة مع مرور الزمن وهذه الحركة تحدث بسبب جاذبية الشمس وباقى الكواكب المؤثرة على الأرض

*********************

حركة الشمس والأرض

تتحرك الشمس عبر القبة السماوية للنجوم الثابتة مرة كل - عام فى مسار محدد تاما وهذا المسار يمكن أن يرسم وهو مرسوم فعلا على خرائط النجوم ، ويسمى فلك البروج ويشير فلك البروج إلى الحركة السنوية للشمس ، وكل جانب منه عبارة عن شريط ضيق - إلى حد ما - من السماء نجد فيه الكواكب جميعا ( فيما عدا بلوتو ) وكثيرا من الكويكبات السيارة ، وأجراما أخرى كثيرة فى المجموعة الشمسية ، لأن معظم أسرة

الشمس لها أفلاك فى المستوى نفسه من الفضاء . وهذا الشريط من السماء يضم تجمعات النجوم المسماة البروج المألوفة التى تضمها دائرة البروج ، والجوزاء ، والثور والحمل ، والأسد ، والسرطان الخ ، وتدور الشمس يوميا حول محورها بزوايا تتعامد تقريبا على مستوى فلكها الذى هو فلك البروج . ولا يكون هذا المحور إلا بزاوية قائمة تقريبية جدا ، والواقع أن هناك زاوية ميل قدرها 23 ° ونصف بالنسبة للزاوية القائمة ° الحقيقية ، أو بعبارة أخرى توجد زاوية مقدارها 23 ونصف بين مستوى فلك البروج ومستوى خط الاستواء الأرضى . ودوران الأرض على محورها له قوة دفع زاوية ملحوظة ، ولما كان من الضرورى وجود قوة ملحوظة لتغيير اتجاه قوة الدفع هذه ، فان دوران الأرض يسلك مسلكا شبيها بمسلك الجيروسكوب ومحورها المستخدم لجميع المقاصد والأغراض ، فتكون دائما متجهة فى الفضاء اتجاها واحدا وفى وقت الظهيرة أثناء يوم من أيام منتصف الصيف فى نصف الكرة الشمالى الذى يحل فى 21 يونيو تقريبا ، لو استطعت على سبيل المثال أن تسافر فورا من خط الاستواء متجها إلى الشمال ، فانك تصل إلى نقطة تكون الشمس ° فيها عمودية ويكون هذا عند زاوية ارتفاع قدرها 23 ونصف شمالا ، أى عند مدار السرطان الذى يحدد أقصى نقطة شمالية يمكن أن تكون فيها الشمس عمودية تماما ومع مرور الأيام ، تواصل الشمس دورتها الكاملة للسماء فى موازاة الأفق ، ولكنها تنخفض قليلا كل يوم حتى يحين موعد الاعتدال الخريفى فيشطر الأفق الشمسى نصفين وتختفى خلال يومين ، ولا نراها مرة أخرى إلا بعد ستة اشهر تقريبا . وهكذا تكون الحال فى القطبين ، . نصف العام نهار دائم ، ونصف العام الآخر ليل دائم