أنا لا أباعيوسف الصائغ دمشق
زُرني فإن الليل يُتبعني .. ولقد سكنتُ الشوق مغترباً .. وكدتُ أموت من فرط التجني .. الأمنياتُ، اليوم رحلي .. ما تزال تخبُ بي ، كذباً فلا تقصي .. وتدني ..؟ حتى كأن السجن أقصى ما أطيقُ، فهمتي القعساءُ أني ، ما أزالُ رهين سجني..
وتعرَق الشارونَ ذاقوني، حليباً، علقماً، مرَاً فلما استيأسوا مني ، شروني .. أغراهمُ استنكافُ طبعي واتزان سريرتي .. وبأن بي جنفاً عن القيل المنابزِ والمُكنِّي ..
أنا لا أبيع ولا أباع والتجار باعوني، وساموني، وكنت تجارة في السوق معلنة.. وكنتُ.. فإنْ رخصتُ عليك، بِعْـني.. ما يهمُّ ؟ لقد تكاثرتِ الجراح، بجسم ميتٍ... لا لعمريك.. فالجراحُ، هي المضيعة المواتُ.. وما يموتُ الجسم مني ... والقلبُ عافيةٌ.. ونبض القلب ـ لو علموا ـ هو الغردُ المغنّي .. حاشاك .. إنا لا أبدلُ جلد وجهي، حين يُشتي الفصلُ .. لا أبداً ـ وحقك .. فالندوب به ، ندوبي .. والجراحُ ـ سلمتَ ـ بعضُ ملامحي.. وأقول ها قبحي .. وحسني..
&&& زرني أخافُ .. تكاد يائسةٌ تفل عزيمتي.. والموت .. كل الموت، عندي ، أن أهون، ولا ترى، الميقات، عيني.. رؤيا الرجل الصادقين.. أحبكمْ .. إني أحب الصادقين .. وقد مللتُ من الجلود النافخاتِ الناصباتِ .. وحشو ما في الجلد، من بَعْرٍ .. وتبنِ إني مللتُ .. وقلتُ : لا .. حاشا العشيرة ليس هذا الرهط منا .. الحابسون الريح، تنفخُ قلبهم ، ورماً، فإن عصروا .. فسوا ، خوراً ، وجُبنا..
|