أنيس
الفغالي
وبلّشت
إتمسْكن
وإلهي إمّها
وقبّل
بهالتمّ الموردي
وشمّها
وبقيت مٍدّي
لا حلاقة ولا
غسيل حتى عَ
تمّي تضل
طعمة تمّها
المستقبل
- السبت 5 تموز 2003 -
العدد 1339 - ثقافة
و فنون - صفحة 20
أنيس
الفغالي،
نسبة إلى
فغال، أم إلى
شحرور الوادي
المؤسس
الكبير، لا
يهمّ. فشعره
يحمل اسمه،
ويكفي في حد
ذاته
للإشارة إليه.
أحد الشعراء
الخاصّين
بين رواد
الجيل الثاني.
نكهته
مميزة، يسهل
التعرف
عليها. يمزج
في قصائده
بين الحس الدرامي
والمأسوي
أحياناً كما
في مرثياته،
وبين حس
الفكاهة كما
في
وجدانياته
وغزلياته ووطنياته.
يفضل الشعر
الوطني على
كل ما عداه، ومع
ذلك حين
تجالس هذا
الكهل
الثمانيني
الممتلئ
حياة، تشعر
أنه شاعر
شديد
الذاتية. يحب
الحياة،
والطرفة،
والجلسة
الأنيسة،
ويتفكّر في
أحواله،
ويحول
أفكاره
وأحاسيسه
شعراً. وهذه
الصفات كلها
تقرّبه
شخصياً إلى
القلب. أما شعره
فلا يحتاج
إلى واسطة
اللقاء
المباشر، فهو
يدخل إلى
القلب لشدة
قوته
ولمعانه
وشفافيته
وتماسكه،
والذي يضعه
إلى جانب
كبار العامية
الذين عرفهم
لبنان.
التقينا
أنيس
الفغالي في منزله
في "عبيدات"
في قضاء جبيل
وكما الحال
مع معظم
الشعراء
الذين
حاورناهم
فإن الحوار
ليس إلا
إطلالة
ونافذة
صغيرة على
تجربة أكبر
بكثير.
نبدأ باسم
أنيس
الفغالي
الذي عرفت أن
له قصة تتعلّق
بالزجل
نفسه، هلا
أخبرتنا
عنها؟
ـ نحن
متحدّرون من
العاقورة،
من مزرعة
ينوح تحديداً،
ثم نزلنا إلى
"فغال"،
ولقّبت
فغالي لأنني
من هذه
القرية، لكن
نحن من آل
شديد، وهذه
نسبتنا لهذه
الناحية. أما
من ناحية
البدء بالشعر
فالوالد كان
اسمه
ابراهيم
منصور شديد وكان
شاعراً
زجلياً بحسب
معايير تلك
الأيام،
يعني يغني في
سهرة أو عيد أو
مناسبة،
وكان عرابه
اسمه سليمان
الخوري، وكان
زجالاً
أيضاً، وكان
يقف قبالته
شاعر يدعى
الشيخ مجيد
سابا، إنما
لم يكونا
زجّالين محترفين
كهذه الأيام.
نشأت في هذه
الأجواء
وصرت أذهب
إلى السهرات
مع أبي
وأغنّي. إلى
أن جاء شحرور
الوادي إلى
بلدة اسمها
ميفوق وكنت
آنذاك في
الرابعة أو
الخامسة
عشرة،
فحملني أبي على
كتفه وذهب بي
إلى ميفوق.
وهناك قالوا
للشحرور
هناك ولد
صغير السن
موهوب ويغني
الزجل إذا في
مجال أن تسمح
له بالصعود
معك إلى
المنبر،
فنادوني
وصعدت إلى
المنبر،
وكان برفقة الشحرور
علي الحاج
القماطي،
الشاعر
المعروف،
فصار علي
يحكي وأنا
أجاوبه،
فدهش كل من
علي والشحرور،
وفي نهاية
الحفلة قال
لي الشحرور هذا
البيت:
"لطفك سحرني
مثل كاس
السلسبيل
وطلعتك
متقاربه
بأسعد خليل
بلقّبك
بالفن شحرور
الزغير
تابعد موتي
تكون عن أسعد
وكيل"
وأسعد خليل
الفغالي هو
اسم الشحرور
طبعاً، ومنذ
ذلك الوقت
صاروا
ينادونني
شحرور
الصغير ومشت
الكنية
عليّ،
وصاروا
ينادونني يا
فغالي يا
فغالي من
وقتها،
فغلبت نسبتي
إلى شحرور
الوادي على
نسبتي إلى
فغال.
الشحرور
هل شاركت في
حفلات أخرى
مع الشحرور؟
ـ اشتركت في
عدة حفلات، لكنني
كنت لا أزال
في المدرسة،
وكنت أشارك
حين تكون
الحفلات
قريبة ، كأن
تكون في
ميفوق أو عمشيت
أو لحفد،
وكان
الشحرور
يرسل في طلبي
كلما كانت له
حفلة من هذا
القبيل،
وكنت بالطبع
ألبّي
الدعوة
مسروراً..
كل الشعراء
الذين
قابلتهم
يتحدثون عن
شحرور الوادي
بإعجاب وتقدير
كبيرين، ما
سرّ المكانة
التي يحتلها
هذا الرجل في
تاريخ الزجل
اللبناني؟
ـ أولاً هو
الذي أسس
المنبر
الزجلي وكان
الزجل على
أيامه أشبه
بالفن
الجديد، وفي
تلك الأيام
لم يكن من
سلوى للناس
سوى الزجل..
لكن ما
الصفات الذي
كان يتمتع
بها الشحرور
سوى تأسيسه
المنبر الزجلي؟
ـ كان لديه
قوة استقطاب
للناس
وشخصيته
جميلة ومحبّبة،
وكان شاعراً
كبيراً
أيضاً. إضافة
إلى ذلك كانت
جوقته مهمة.
فهي ضمّت
أيضاً علي الحج
وأنيس
روحانا
وغيرهما.
يعني جوقة
كلها مهمة.
أهمية
الشحرور أنه
أخرج الزجل
من الركاكة وجعله
فناً
متماسكاً
وله أصول
وقواعد، كان
الزجل قبله
مجرد فطرة،
وصار معه
مؤسسة كالمسرح
تماماً.. وكون
الجوقة
مختلطة من
طوائف عدة
فقد تمكنت من
استقطاب
المسيحيين
والمسلمين،
كانت نوعاً
من أمثولة
للناس.
ما الذي
تعنيه
بالقواعد؟
ـ لا أعني
المفهوم
المتعارف،
إنما جعل هذا
الفن له
تقاليد
وانتشار
وتنظيم
وإطار معيّن
لكل حفلة. أما
الزجل فهو
وحي من دون
قاعدة شعرية
محددة. الشعر
الفصيح
مثلاً له
أوزان أما
الزجل فهو
على الطبيعة.
الناس يحفظون
أوزان الزجل
على السمع
والتكرار
لكنها غير
مدونة..
ليس هناك
"فعولن فاعلن
فعلن"؟
ـ إطلاقاً،
بحور الزجل
هي بحور
إيقاعية
وموسيقية
بالدرجة
الأولى
وليست
بحوراً
مدونة وكذلك
الموضوع
بالنسبة إلى
القوافي.
البحور في الزجل
هي أشكال
وليست
معايير
وقياسات،
كأن تقول
مثلاً
"المعنى" أو
"القرادة" أو
"القصيد" أو
"الموشح" هذه
أشكال
إيقاعية
وموسيقية والشاعر
يدركها
وينظم عليها
بالسليقة..
ما الأسهل
بالنسبة إلى
شاعر مبتدئ،
أي بحر أعني؟
ـ ربما
القرادة هي
الأكثر
انتشاراً
لأنها سهلة.
أقول مثلاً:
نحنا دمّرنا
لبنان وعن
وحدتنا
تخلّينا
حلّو عن ضهر
الطليان
هالمرة الحق
علينا"
أو مثلاً:
"شايف هالبدر
الطالع فينا
موعود
وما أحلى هاك
الطالع يا
بنت الجود"
فالقرادة هي
الأسهل إذاً
إذ يمكن
الجميع
نظمها من دون
أن يخطئ فيها..
ما الذي
تذكره من
قصائدك
المبكرة؟
ـ أذكر ختام
قصيدة أقول
فيها:
شعرها
المشلوح فوق
كتافها خلاّ
أمير الليل يمشي
بلا وعي
وهالحمرة
البتبصبص
بين شفافها
دوّبتني ودوّبت
شعري معي
ووصلت
لرضوان
السما
أوصافها تا
يشوفها قديش
ما جدّ السعي
من شرفة
الفردوس طلّ
وشافها
طلوعها
ممنوع ونزولو
محال
صارت تقلّو
نزال
ويقلاّطلعي"
الناس
هل كان الناس
يتقبّلون
مثل هذه
الأشياء؟
ـ لم لا؟
كانوا
يحبّونها
لأنهم
يدركون أن ما
نقوله هو
مجازات.. ثم إن
شعراء العهد
القديم كانت
لديهم قوة إقناع
للناس، فكان
علي الحاج
الشيعي
يتحدّث عن
المسيح
والشحرور
الماروني
يتحدّث عن
محمد.. لا
مشكلة في ذلك..
ما دام
الكلام لا
ينطلق من تحقير
أو نعرات
طائفية.. وفي
تلك الأيام
لم تكن نفسيات
الناس كهذه
الأيام، ولم
تكن
الطائفية قوية
إلى هذه
الدرجة هذا
على الرغم من أن
غالبية
الناس كانوا
أميين،
واليوم
غالبيتهم
متعلّمين
وبيجيبوا
ولو بالهمس
سيرة الدين...
ما المواضيع
التي كانت
شائعة في زمن
بداياتك ما
الذي كان يهم
الناس.. هناك
من أخبرني
مثلاً أن
الدولة في
فترة ما
أرسلت جوقة
الشحرور في جولات
على البلدات
والقرى لكي
تقنع الناس
بأهمية
الاستقلال..
ـ هذا غير
صحيح.. فقضية
الاستقلال
كانت متأصلة
عند الناس..
والجميع
يريد رحيل
الأجنبي
وكان يمثل
هذا الاتجاه
بشارة
الخوري
ورياض الصلح وغيرهما
من كل
الطوائف..
هل تلقّيت
التشجيع
الكافي
لتسير على
درب الزجل؟
ـ أبي لم
يشجّعني
كثيراً،
لأنني كنت لا
أزال في
المدرسة،
كان يلقطني
من أذني لكي أذهب
إلى
المدرسة،
لكن في سن 13 أو 14
صرت جيداً في المدرسة
وشيطان روح
على الحفلات
وأغني.. أينما
كان هناك
حفلة زجل
تجدني
حاضراً
ومشاركاً..
هل كان هناك
مقابل مادي
يشجّع على
الاستمرار في
الزجل؟
ـ أعوذ بالله..
أولاً لم يكن
هناك مال،
والشعر عندي
لم يكن مرة
مهنة لكسب
المال..
ما الذي يجعل
شخصاً يختار
طريق الزجل
ويمضي فيه
حياته كلها
من دون أن
يكون هناك
محفزات فعلية
له؟
ـ أعتقد أن
الإصرار لا
ينبع من
الماديات،
لكن هيدا شي
وحي، في شي
بيشدّنا،
وهذا أهم شيء.
طبعاً صار
الزجل مهنة
دسمة وهناك
"شعّار"
مشيوا فيه
على هذا الأساس
وآخرون لا..
أنا لم أتقاض
أجراً إلا
على حفلات
المنابر.. أما
في المآتم
فكنت أذهب
إلى مآتم
أناس أعرفهم
ومن دون
مقابل مادي..
وذات مرة
أوصت امرأة
من الشوف قبل
وفاتها أن
أحيي مأتمها،
فجاء
أولادها
وأخبروني
بذلك، واستجبت
من دون مقابل..
السبب أنني
لم أكن بحاجة
إلى المال
فقد كانت
مهنتي
الأساسية
التعليم، وقد
استمريت
فيها منذ
الأربعينات
حتى الثمانينات
حين تقاعدت،
يعني لدي
مردود آخر..
لكن في الصيف
كنت أغني على
المنابر
وآخذ أجراً..
ما الأجر
الذي كنتم
تتقاضونه
على الحفلات
المنبرية
مثلاً؟
ـ في البداية
كانت خمسين
ليرة، وصارت
تزيد مع الوقت..
وفي ذلك
الزمن الذي
معه خمسون
ليرة كان يقف
على ساحة
البرج ويعمل
حالو بو علي..
النوع
ما النوع
الذي آثرته
في الزجل
أكثر من سواه..
أراك ميالاً
للغزل؟
ـ الغزل ليس
ببعيد عني
لكنني كنت
أحب الوطنيات،
يعني أن
أتغنّى
بلبنان
وأقول للناس
إننا ينبغي
أن نحب
لبنان،
وأذكر
محاسنه،
وإنو الإلفة
بين
اللبنانيين،
وفي حداثة
سني مشيت
وراء الكتلة
الدستورية
مع الشيخ
بشارة
الخوري.. لم نكن
نراه كثيراً
بل كنا نرى
أخاه سليم
وكان يبلغنا
عن لسان
الشيخ بشارة
إنو ما فيش
طائفية.. فيكن
تقولوا
الوطن.. هذه
كانت عقيدة
الشيخ بشارة..
الوطنيات
بالدرجة
الأولى
إذاً؟
ـ أحب الغزل
طبعاً
وأشياء أخرى
وكتبت كل
المواضيع
والأشكال
لكن
الوطنيات
كانت الأهم
بالنسبة
إليّ.
لكن هل
الوطنيات
كانت حاضرة
في
المحاورات؟
ـ خصوصاً في
المحاورات..
وكان ميشال
قهوجي
معروفاً
بذلك أيضاً،
لكنه كان
عقائدياً،
وكان من
أسباب
عقيدته أن
يكون المرء
وطنياً..
لماذا يغلب
على الزجل
طابع
المرجلة؟
ـ المرجلة
ليست شيئاً
لكن فيها
دهاء ولها
ساعات حلوة..
وفي ذلك
الزمان كانت
الأمية
غالبة، وكانت
الناس تحب
المرجلة
بالفطرة،
تماماً مثلما
كانوا
يجعلون
العريس يحمل
الجرن
كبرهان على
رجولته..
شعر زين شعيب
مثلاً أغلبه
مرجلة؟
ـ صحيح، لكن
زين عنده
حوار جيد
أيضاً.. وهو
شاعر كبير
ومهم وأوسع
من موضوع
المرجلة..
المرجلة في
النهاية شعر
فوفاش ولا
يعمّر
طويلاً. يقول
علي الحاج
مثلاً:
"عالمجد لمّا
توحّمت أم
الزمان
عيونها من
الأرز ما
شبعت نظر
ولما افتكر
الله بخلق
الكون كان
المبتدا لبنان
والدنيا خير"
هذا شعر لا
يموت، أما
شعر المرجلة
فينتهي في لحظته..
قلت لي إنك
غنيت
الوطنيات.. هل
كان ذلك
يعرّضك للمضايقات
قبل
الاستقلال؟
ـ لم نتعرّض
لمضايقات..
العقائديون
تضايقوا
وتعرّضوا
لملاحقات،
لكن بسبب
ولاءاتهم الحزبية
لا بسبب
مناداتهم
بالاستقلال
فقط..
جوقات
ما هي
الجوقات
التي غنيت
معها؟
ـ أول جوقة
كانت "زغلول
كفرشيما" مع
ميشال قهوجي،
والثانية
"جوقة الأرز"
مع حنا موسى،
والثالثة
"كروان
الوادي" مع
كميل خليفة،
ثم توقفت مدة
وعدت بدأت مع
خليل روكز..
خليل روكز هو
الآخر يتمتع
بمكانة
كبيرة بين الزجّالين
والناس
لماذا، هل
لأنه مات
مبكراً؟
ـ كان شاعراً
كبيراً، ولا
علاقة للموت
بالأمر.. كان
شعره مميزاً
بين شعراء
جيله.. كان
سلساً ومقبولاً
من كل الناس..
لذلك كل من
يحب الزجل يحب
خليل روكز
ويعرفه..
هل هناك في
الزجل نوع من
الشعر السري
الذي يردده
الشعراء بين
أنفسهم،
أعني الشعر
الأزعر الذي
لا يغنّى على
المنابر؟
أعني كما
هناك في الشعر
الفصيح شعر
إباحي،
لنأخذ أبي
نواس مثلاً؟
ـ هناك
الكثير منه،
لكن ليس
منتشراً كما
في الشعر
الفصيح،
وحين كنت
ولداً كنت
أسمع الكثير
من هذه
الأشعار ولا
أظن أن المجال
يناسب ذكرها..
درّست اللغة
العربية
طوال أربعة
عقود هل أثّر
ذلك على
شعرك؟
ـ لا أنا مع أن
يبقى الشعر
العامي كذلك.
فهو أسهل
لفهم الناس
وأقرب إليهم
من بقية
الشعر.. المتعلمون
والمثقفون
ما كانوا
يميّزون
كثيراً بين
العامي
والفصيح، بل
يبحثون عن
الشعر في
الحالين،
لكن هناك
أميون
ثقافتهم
محدودة
يفضّلون
الشعر
العامي لأنه
أسهل..
هل تابعت
الشعر
الفصيح ومن
تفضّل من
رواده؟
ـ أحببت سعيد
عقل في كل
شعره الفصيح
والعامي.. وهو
شخص موهوب
جداً ويحبه
كل الناس وهو
متواضع مع
الناس.. وأحببت
أيضاً صلاح
لبكي..
هل تعلّمت
شيئاً من
سعيد عقل؟
ـ لم أتعلّم
منه لكنني
كنت أواظب
على قراءته..
نعود إلى
الجوقات،
توقفنا عند
خليل روكز؟
ـ بعد رحيل
روكز انتهت
"جوقة الجبل"
وكونّا جوقة
أخرى
تكريماً له
أسميناها
على اسمه، ثم
تحولت هذه
الجوقة "جوقة
القلعة".. ثم
اشتركت في
جوقة "ليالي
لبنان" مع
أسعد سعيد
وجان رعد
وجورج بو
أنطون وخليل
شحرور.. لم أدع
جوقة
تقريباً لم
أنضم إليها..
لماذا لم
ترأس جوقة؟
ـ لأنني كنت
مشغولاً
بالتدريس. ثم
إن رئاسة الجوقة
تحتاج إلى
جهد كبير
وشطارة
وخبرة في المال،
وأنا
المصاري لا
يهمني أمرها..
لكن رئاسة
الجوقة ليست
بميزة تميز
الرئيس عن
زملائه
شعرياً..
الاعتزال
لماذا
اعتزلت
الزجل؟
ـ توقفت منذ
عشر سنوات،
وكانت صحتي
لا تزال منيحة،
لكن إذا بدّي
ضل غني على
المنبر بدّي
غنّي غزل
واليوم
ختيار بدو
يغني غزل.. مش
منيح..
هناك
الوطنيات؟
ـ لا تزال
الوطنيات
والغزل تعن
على بالي لكن
العمر ما عاد
يسمح لي.. صوتي
ما بقا يطلع،
وما بقا عندي
هالهوسة.. صرت
أحسب حساب
صوتي ومدى
قدرتي على
إيصال الكلمة
إلى الجمهور..
فضّلت أن
أحترم نفسي
وأنزوي..
هل أثرت
الحرب التي
مرت على
لبنان على
انزوائك
هذا؟
ـ أثرت الحرب
قليلاً لكنها
لم تكن
أساسية. كانت
الجوقة تحيي
حفلة فيأتي
إليها
المحاربجية
من الميلين..
لكن المشكلة أن
البعض صار
يسيّس الزجل
لكن لم ينجح
ذلك مع أحد..
اللبناني
ذكي والذين
كانوا
يتحاربون مع بعضهم
تجدهم اليوم
إخوة.. صار
اللبنانيون
يعون معنى
الكلمة..
حين يعن
الشعر على بالك
هل تكتبه؟
ـ ظلّ يعن على
بالي لكنني
لم أكتب.. أكتب
أشياء صغيرة
حين يقول لي
شاب صغير
مثلاً إن
هناك فتاة
يريد أن
يغازلها
فأكتب له
قرادة صغيرة..
مش أكتر من
هيك..
هل هناك
قصائد معينة
تفضلها ضمن
نتاج حياتك؟
ـ لا أفضل
قصيدة على
قصيدة..
هل تنحاز إلى
الارتجال أم
التأليف
أكثر؟
ـ قديماً في
بداية
الجوقات كان
الزجل أغلبه
ارتجال،
والأقلية
كانت تحضّر،
والجمهور
كان يبلع كل
شيء، لكن
اليوم
غالباً ما
يكون نسبة كبيرة
من
المتعلّمين
والمثقفين
بين الجمهور،
فأصبح
الشاعر
ملزماً
بالتحضير
لكي تكون قصيدته
نظيفة...
الاستخفاف
لماذا يستخف
الناس بصورة
عامة
بالزجل؟
ـ الناس
يحبون الزجل
كثيراً..
أعني لماذا
لا يضعونه في
المرتبة
التي يستحقها
كنوع من
أنواع
الأدب؟
ـ يستخف
الناس به
أولاً لأنه
مهمل من قبل
الجهات
الرسمية..
اليوم حين
يفتح
التلميذ
كتاب القراءة
ويرى شعراء
الفصحى أياً
تكن شعريتهم تعلق
أسماؤهم في
ذاكرته
ويعتبرهم هم
الشعراء
فقط، بينما
شعراء الزجل
لا يدرّسون،
وعلى الرغم
من كل
المحاولات
لإدراج
الزجل في
المناهج
الدراسية
فإن ذلك لم
يتم بعد.. هذا
على الرغم من
أنه هناك
شعراء زجل
تفوق
شعريتهم في
رسمها
وصورها
وتراكيبها
ومعانيها
الكثير من
شعراء
الفصحى.. حين
لا تهتم بك
دولتك تبقى
مهمّشاً..
هناك ربما
صورة الزجل
عند الناس
الذين يرونه أقرب
إلى الغناء
منه إلى
الأدب..
ـ حين تسمع
وديع الصافي
تصفق وتطرب
وتقول عظيم
جداً، لكن
هناك قصيدة
زجل وراء
الصوت والأغنية..
وحين تسمع
فيروز تشعر
برعشة الصوت
لكن هناك شعر
أيضاً.. فإذاً
شاعر الزجل
له قيمة..
أجل لكن
شعراء الزجل
لم يحتلوا
الموقع الذي
يحتله شعراء
الفصحى، هل
لأنهم بقوا
محليين ولم
يتطرقوا إلى
القضايا
القومية مثل
شعراء الفصحى..
أحاول أن
أعثر على
السبب؟
ـ هناك
الكثير من
شعراء الزجل
الذين لا
ينشرون
شعرهم إطلاقاً..
وهذا لا يعني
أنهم غير
مهمين. وهناك
شعراء فصحى
ينشرون
نتاجهم
ويبقون غير
مهمين. نزار قباني
مثلاً شاعر
لا يموت
وهناك آخرون
مثله، لكن
هناك شعراء
فصحى لا
يعرفهم
الناس أيضاً..
ما السبب
الرئيسي
برأيك للحال
التي وصل
إليها
الزجل؟
ـ نحن عندنا
الطائفية هي
المرض
الأكبر..
مشكلة الزجل
عندنا أنه
بقي طائفياً
على الرغم من
أن كبار
شعرائه
ليسوا
بطائفيين على
الإطلاق..
مقاطع
من قصائده
مزهرية
ذكرياتي
اسمحلي يا
عمر لملم
شتاتي
اقترب ديب
الفنى يغتال
شاتي
الغايه المن
حياتي
برتجيها
يبقى التلج
صوره عن
صفاتي
الدني تركت
المسرّه
لساكنيها
وعشت عيشة
تصوف ضمن
ذاتي
لا "عيسيها"
فرضها ولا
"نبيها"
فرضها حدّ
أندى من
الإماتي
تركت "هند"،
و"حلا"،
و"ليلى"
و"نبيهه"
تركت رمحي،
تركت سيفي
وقناتي
تركت فوضى
الحياة وما
يليها
تركت أقدس
وأوجب
واجباتي
وعشت معزول
بجنينه شبيه
بأحلامي
وأنا بمطلع
حياتي
جنينة
العاشقين
بتشتهيها
لغسل الروح
بالعطر
النباتي
بروحي مش
بمالي
مشتريها
سكنها بنت من
أجل بناتي
بنت شعري
نموذج عن
أبيها
بطموحاتي
وبزهوة
أمنياتي
المثري
للسكن ما
بيرتضيها
بدو دور
وقصور
ولواتي
وقليل الزهر
كتّر
مبغضيها
وعرّضها
لنيران
الشماتي
وأنا مسرور
فيها بحيث
فيها
من زهور
اللقا
المنشود
زهرة
يتيمه،
بمزهرية
ذكرياتي
طعمة
تمها
حبيتها
وحامل بروحي
همها
ومعجب
برقتها
وبخفة دمها
وكلما
بالروض دلحت
كمّها
بتظنها
اقمار ورد
بكمها
قررت للصدر
الملوهج
ضمها
وامّيت دار
القلت بدي
أمها
وبلشت
إتمسكن
وإلهي امها
وقّبل
بهالتم
الموردي
وشمها
وبقيت مِدّي
لا حلاقه ولا
غسيل
حتى ع تمي تضل
طعمة تمها
الدين
الإنجيل
والقرآن
للعالم هدى
هودي نعم مش
كل يوم
بتنهدى
محمد طلعلو
ناس من بيتو
عدا
وطهر النبوه
جنبو كاس
الردى
ويسوع طاوع
ولبى الندا
ومن أجلنا
تمسمر ع
جلجلة الفدا
الدين أسمى
من السياسه
والنفاق
لا يسيسو ولا
يضحك علينا
حدا
هيدا
إنت
لبنان يا قمة
طموحاتي
ورعشة حنيني
وزهو أوقاتي
مشهور عنك
ملهم
الأجيال
من جيل ماضي
وحاضر لآتي
كل عمرك
للهدى مشعال
وانتاج شعبك
صك إثباتي
الله نحت فيك
بصفاوة بال
وكون شعب حر
ووطن عاتي
أيد فيها
عطّر الجبال
والتانيه
للحسن نحاتي
وغنى حلاك
ودوزن
الموال
الما بيحلم
بمتلو
كمنجاتي
ولما النظر
في هالمحاسن
جال
حصّنك من عين
شماتي
ومن دهشتو
بروعة جمال
قال:
"كونتك
وضيّعت ذاتي
فيك هيدا إنت
يما أنا ذاتي"؟؟
|