ميشال
قهوجي
إنتْ يا نايم
على فراش
الدلال لما
الجنوب يطير
بيطير
الشمال
قوم شوف شو
مكتوب فوق
اليافطة
وبلادنا
بتنشطب من
الخارطة
المستقبل
- الخميس 3 تموز
2003 - العدد 1337 - ثقافة
و فنون - صفحة 20
يفاجئك
ميشال
قهوجي،
الشاعر
التسعيني،
بشدة حيويته
وشبابه
وقدرته على
تذكّر أدق
التفاصيل،
وروحه التي
لم تشخ وإن
نحل جسده،
غير أن البريق
لا يزال في
نظراته، ولا
تزال روحه
نضرة وحسه
الساخر والنقدي
حاضراً بقوة
أيضاً. هو
"شاعر
النقابات"
اختار لنفسه
طريق الشعر
الاحتجاجي
والثوري
والتقدمي،
وآثره على
الأشكال
الأخرى، وفضّل
ألا يعيش من
الشعر،
ولذلك تجد
حاله متواضعة
نسبة إلى
غيره من
الشعراء،
لكنه يبدو
قانعاً
مرتاحاً لا
تزال تؤرقه
القضايا
التي كانت تؤرقه
منذ البداية
أي قضايا
الناس
والفقراء. عاش
ميشال قهوجي
ثلاثة أرباع
القرن
الفائت ولا يزال
الأمس
حاضراً
بالنسبة
إليه في
تفاصيل اليوم،
لكن عينيه لم
تغمضا عن
المستقبل
أيضاً.. لا
يزال يكتب
الشعر ولا
تزال روحه
فيما يكتب
حارة ومليئة
فكاهة
وزخماً وقوة.
لا يزال هذا
الرجل
التسعيني
يصدر مجلته
الزجلية
"الأدب
الشعبي" التي
تصدر بدون
تمويل من أحد
منذ أكثر من
نصف قرن. هذا
الحوار يطل
على جوانب
قليلة من
سيرة هذا
الشاعر
الكبير مع
الزجل
والحياة.
أنت ابن شاعر
زجل معروف،
هل تأثرت به
في اختيار
الزجل؟
ـ تأثرت
طبعاً به،
فقد كنت
أرافقه إلى
كافة الحفلات
التي أحياها
مع الجوقة،
لكنني تأثرت
أكثر
بالبيئة
الاجتماعية
والسياسية
لذلك الزمن..
فجاء شعري
ابن الواقع
مش خياليات
وطربيات
وغزليات وطق
حنك.. ولهذا
لقبت بشاعر
النقابات
والعمال، لأنني
أردت أن أكون
صوت الطبقة
الكادحة
والفقيرة،
وحتى اليوم
لم أغادر هذا
المنحى.
إذا كان
الشاعر مع
الفقراء ليس
بالضرورة أن
يكون ضد
الغزل
والخيال؟
ـ كتبت
الغزليات
طبعاً.. ولست
ضدّ الخيال
طبعاً...
فالشعر
أساسه
الخيال.
لكنني منحاز
إلى الواقع
والتصوير
الواقعي،
لأنني حين
جئت كان
الشعر كله
يتحدّث في
مواضيع
خفيفة ولا
يلتفت إلى
الواقع
الاجتماعي
القاسي الذي
يعانيه
الناس،
وفقراء
القوم.. لذلك انحزت
إلى الشعر
الوطني
والمسامير
الناعمة أوجهها
ضد الحكام
والمتنفّذين
وأمثالهم،
وبهذا
اشتهرت طوال
حياتي..
كفرشيما
أنت ابن كفرشيما،
أي ابن قرية
وقد لاحظت أن
معظم شعراء
الزجل هم من
أبناء
القرى، وهذا
مفهوم، لكن
هل تعتقد أن
انحياز شعرك
إلى قضايا
الناس ساهم
في تحويله
باتجاه ساحة
المدينة
الأوسع، وهي
مركز مثل هذه
القضايا؟
ـ بصورة عامة
أغلب شعراء
الزجل أولاد
قرى، ففي
السواحل هم
أقلية قليلة..
لأن أهالي
السواحل
وخاصة بيروت
يركضون وراء
الشغل بينما
الضيعة،
وهذا تجده
حتى اليوم خاصة
في القرى
النائية،
تحافظ أكثر
على مختلف
أنواع
التراث ولا
سيما التراث
الزجلي القديم..
بالمناسبة
أنا أصلي من
سوريا، وقد
ولدت في
الشام عام 1912
وتحديداً في
"القصّاع"، وانتقلت
إلى لبنان مع
عائلتي حين
كنت في الخامسة
وأقمنا في
كفرشيما..
وهذه البلدة
معروفة بأن
عدداً
كبيراً من
الشعراء
والمفكرين
والفلاسفة
جاؤوا منها،
يقولون إن
مياه
كفرشيما "غير
شكل".. ما بعرف..
أما بالنسبة
إلى المدينة
فبالفعل
أصبحت في ما
بعد، بيروت
بالذات، ساحة
للزجل، لأن
معظم
الحفلات
الزجلية
الكبرى جرت
فيها أو
حولها،
وبالنسبة
إلى شعري
وجدت في بيروت
بيئة مناسبة
لهذه
القضايا
التي حدّثتك
عنها، من حيث
أن التحركات
والتظاهرات
الكبرى كانت
تجري فيها،
من تلك
المناوئة
للاستعمار،
إلى
التحركات
النقابية
والمطلبية
في ما بعد.. لكن
الزجل كنوع
من التعبير
هو ابن
القرية اللبنانية،
وأنا هناك
تأسست على
معرفته وحبه..
ولا تنس أن
واقع القرى
في ذلك
الزمان لم
يكن سهلاً،
وكنت تجد
الكثير من
أشكال
الحياة
القاسية
والمأسوية
فيها أكثر من
المدن
أحياناً، لأن
المدن كانت
على الأقل
تشهد نوعاً
من الازدهار..
ماذا يبقى من
ذكريات
الطفولة؟
ـ رح تستغرب
إني طلعت
شاعر زجل.
فحين
انتقلنا إلى
كفرشيما قبل
الحرب
العالمية
الأولى، بقيت
أخرسَ لمدة
خمس سنوات
وشهرين وكان
"روسور"
الحكي، كما
أقول دائماً
"مروكب" معي..
وقبل السادسة
"فلتو براغي
الروسور
وبلّش الحكي
وبعدني
لهلّق بحكي"..
بقينا في
كفرشيما
فترة من
الزمن قبل أن
ننتقل إلى
بيروت في 1925 حيث
أقمنا في
الجميزة.
تعلّمت في
كفرشيما في
مدرسة دير
القرقفي، ثم
في مدرسة
الوردية.. في
تلك الفترة
أكثر ما أذكره
حفلات الزجل
التي كنت
أداوم عليها
بحكم أن أبي
كان يصحبني
معه.. وحينها
بدأت أنظم
الزجل وبعد
فترة صرت
أرسل ما أكتبه
إلى المجلات
التي كانت
منتشرة
وقتذاك..
مثل؟
ـ "الدبور"
التي نشرت
فيها أول
قصائدي..
تذكرها؟
ـ يقول
مطلعها:
"وينك يا
ولفي تشوف
ولفك وين صار
هيكل عظام ما بتعرفو
من
الاصفرار"..
كما نشرت في
"الزجل
اللبناني"
و"الشعر
القومي"
و"والمضحك
المبكي" التي
كانت تصدر في
سوريا..
جوقة شحرور
الوادي
قلت إنك كنت
ترافق والدك
هلا عرّفتنا
عليه أكثر؟
ـ كان أبي،
الياس
قهوجي، أول
من أسس
المنبر الزجلي
مع شحرور
الوادي..
هناك رواية
تقول إن علي
الحاج وأنيس
روحانا كانا
رفيقي
الشحرور
خلال التأسيس؟
ـ هذه
معلومات
خاطئة وقد
دحضتها كلها..
دعني أذكر لك
الوقائع
التالية..
هناك من يقول
أولاً إن
الجوقة
تأسست عام 1924
لكن هذا غير
صحيح.. استشهد
بوالد
الشحرور
الخوري لويس
الذي يقول في
"ديوان شحرور
الوادي" إن
ابنه عاد من
حلب في 1919 ودخل
في 1920 إلى سلك
البوليس في
بيروت وبقي
فيه خمس
سنوات، ولم
يكن مسموحاً
له بحكم
وظيفته
الظهور في
الأندية
العامة أو
نشر
المقالات
والقصائد..
وبالتالي لم
يؤلف الجوقة
في ذلك الوقت..
كان عليه أن
ينتظر حتى
نهاية عام 1925
حيث استقال
من وظيفته في
البوليس
وألّف جوقته
بناء على
اقتراح زيدان
زيدان وكان
المحرر
المسؤول في
"لسان الحال"
لصاحبها
رامز سركيس
التي كان
يتردد عليها
الشحرور
للقاء والدي
الذي كان
صديقه وكان
مشرفاً على
تنضيد
وطباعة
الجريدة.. وفي
1926 تأسست الجوقة
فعلاً وكانت
تضم أمين
أيوب ويوسف
الكحالة
والياس
قهوجي.. وكانت
أولى
حفلاتها في
بيروت.. ثم
توالت
الحفلات
وكان أكثرها
في منتزه
"عين
الشختور"
الواقع بين
حارة الست
ووادي شحرور
والذي كان
يملكه الياس
الخوري... إضافة
إلى ذلك فإن
علي الحاج
نفسه يقول في
مقابلة أجراها
معه صاحب
"البيدر"
وليم صعب في 1967
إنه حضر حفلة
للشحرور في
فندق
"البحّار" في
عاليه عام 1928 ثم
انضم لجوقته
بعد ذلك ، في
العام 1929،
وبحسب كلامه
كانت تضم قبل
ذلك الأشخاص
الذين
ذكرتهم.. أما
أنيس روحانا
فيقول
للمجلة نفسها
إن أول حفلة
حضرها مع
شحرور
الوادي كانت
في جونيه في
العام 1928,. هذه
المعلومات
وغيرها ذكرتها
كلها موثقة
في مجلتي "الأدب
الشعبي"...
في تلك السن
المبكرة هل
كنت تفهم
ردات الزجل أم
تحب
إيقاعاتها
فقط؟
ـ كنت أفهمها
وأحفظها.. كنت
أحفظ الجواب
والجواب
الآخر، وفي
سن 12 سنة كنت
أقعد مع أنيس
روحانا
والياس
قبلان
كرديدة خلف
الجوقة..
وبالتالي زاد
من حضوري
للحفلات..
هل تعتبر أنك
ورثت الزجل
كمعظم
الشعراء
الآخرين؟
ـ لا أعتقد أن
الزجل وراثة..
أولادي
مثلاً لا أحد
منهم يقول
الزجل ولا
يعرفون
شيئاً منه.. فليس
هناك قاعدة
في هذا
المجال..
أول جوقة
متى أسست
أولى
جوقاتك؟
ـ كان ذلك في
العام 1932، وكان
اسم الفرقة
"زغلول كفرشيما"
وضمّت إلي
جانبي كلاً
من فيليب أبي
أنطون وسليم
الفران
وحسين ناصر..
وأول حفلة
أحيتها
الجوقة في
سوق الغرب في
مقهى سابا،
أما الثانية
فكانت في
منتزه عين
الرمانة
ومما قلته
فيها:
"زغلول
كفرشيما فكّ
إسرو للمره
التاني
وحلّق
بالأفلاك
وشكّ بقهوة
عين
الرماني"..
بقيت الجوقة
محتفظة بهذا
الاسم حتى
العام 1938 حيث
أصبحت فرقة
"الزغلول"
حيث كنا قد
أقمنا حفلة
عند جان بك
عسلي فقال لي
لمَ تحصر
الفرقة في
كفرشيما فقط..
لمَ لا تكون
جوقة "زغلول
لبنان"
فأجبته لتكن
"فرقة الزغلول"
وقد استمرت
هذه الجوقة
حتى العام 1965 حيث
اعتزلت
المنبر
وتفرّغت
بالكامل
لمجلتي
"الأدب
الشعبي"..
على ذكر
المجلة،
طرحت على
العديد من
الشعراء السؤال
حول تاريخ
الزجل
وأصوله ولم
أتلق إجابة
كاملة، ما
رأيك؟
ـ كل واحد
بيقول شكل
وأنا شخصياً
لا أؤمن بالتاريخ..
يعني من أين
جاء الزجل
ومن أسسه..
استند في ذلك
على ما حصل
عندنا في 1975،
يعني الحرب..
كل واحد كتب
التاريخ على
ذوقه وهذه لا تعدّ
فترة بعيدة..
فإذا على
أيامنا كل
شخص صنع تاريخاً
على ذوقه
فكيف لنا أن
نصدّق
القدامى؟
أنا لا أقرّ
بتاريخ
الزجل.. ما
أعرفه أنني
وعيت على
الدنيا
فوجدت الزجل
في بيتنا.. جاء
الزجل على
لبنان
"موسّخ" وصار
يتغيّر تدريجياً
ويتنقّى حتى
وصلنا إلى
اليوم..
الشغف
بصرف النظر
عن الممارسة
الأولى التي
جاءت بحكم
العادة ربما
وقرب الزجل
منك.. ما الذي
جعلك تتعلق
به وتكرّس له
حياتك على
هذا النحو؟
ـ تعلّقت من
الأساس بهذا
النمط.. هذا
قبل أن أنزل
إلى معترك
الحياة وأرى
الواقع
البائس للناس..
كنت إذا رأيت
تنورة تلولح
يطلع معي قصيدة..
ومنذ
البداية
كانت أوزاني
مظبوطة.. فأبي لم
يصلّح لي مرة..
كانت معرفتي
بالأوزان
بالسليقة..
ما عدد أوزان
الزجل؟
ـ هناك 16 بحراً
المقفى
والمرصود
والمعنّى
وما إلى ذلك..
تعلمتها
كلها على
السمع.. وهناك
بحور زجلية تشبه
بحور الشعر
الفصيح .. خذ
مثلاً قصيدة
"يا جارة
الوادي" مطلع
هذه القصيدة
هو "معنّى".. وفي
رأيي وزن
اللغة
المحكية
أقوى من
الفصحى..
لماذا؟
ـ لأنه أدق.. في
الفصحى تقول
مثلاً "دهوره
وغديره
وبدوره"،
أعني في
القافية..
"سريرها" في
الفصحى
بتمشي مع
"غرورها"
مثلاً، أما
في العامية
فهناك تناغم
أكبر.. الأهم
من ذلك أن
المحكية
أسلس وتدخل
مباشرة إلى
القلب من دون
استئذان ولا
تحتاج إلى
تفسير.. الشعر
الفصيح له
فضل كبير
طبعاً لأنه
همزة وصل بين
كل البلدان
العربية.. فقل
شعراً
محكياً
لبنانياً في
الجزائر لن
يفهمه أحد..
هل هناك أنواع
من الزجل
اللبناني
بحسب
المناطق
واللهجات؟
ـ مش مظبوط..
هناك بعض
الكلمات
التي تختلف..
في الشمال
مثلاً
يقولون
"طاني" بدلاً
من "طوني".. وفي
الجنوب
مثلاً
يقولون
"إنتَ" بينما
الأصح
"إنْتْ" لأن
اللفظ الأول
يشير إلى
الأنثى.. وهناك
كلمات مثل
"القنيبلة"،
أي قطع الثلج
المتساقط،
والتي
يسمونها في
بيروت "جعفور"..
هناك كلمات
تختلف إذاً
أما اللغة
والبحور فلا
تختلف..
قبل المنبر
الزجلي كيف
كان شكل
الزجل؟
ـ قبل المنبر
كان يأتي
الشاعر من
الشمال إلى عرس
في المتن لكي
يقدّم
تهانيه
للعريس..
فيلتقي
بشاعر من
المتن ويقعد
كل واحد
منهما في
زاوية
ويبدآن بقول
الزجل،
ويكون هناك
رديدة..
وكانوا
يرتجلون
الزجل..
لماذا؟ لأن
الشاعرين لا
يعرفان
بعضيهما
مسبقاً، وكانا
يغنيان 3 أيام
ارتجالاً
ولكن بين
الردة والردة
يمر وقت طويل
في الإعادة
والتكرار..
أما على
المنبر فقد
تغيّرت
الآية، وصار
هناك استعداد
مسبق.. وأنا مع
الاستعداد
لأنه يغربل
الكلمات
وينقّيها..
وحتى بعد
المنبر
استمر الارتجال
لكن ليس على
المنبر بل في
المناسبات..
النظم
والارتجال
هناك شعراء
يقولون إن
شعرهم
المنبري
يرتجل ارتجالاً؟
ـ يسمحولنا
فيها.. أنا من
شعراء
المنبر
وأعرف كيف
تتم الأمور..
وأنا مع أن
يكتب الشاعر
ثم يغني لأنه
يستطيع أن
يختار
كلماته
بعناية أكبر
وأن يحضر
مواضيعه.. لكن
الكلام الذي
يقولونه
بأنهم
يرتجلون لساعات
فهو كلام
فاضي.. بدهن
يزعلوا مني..
معليش مش أول
مرة.. شعراء
المنبر 3
أصناف: شاعر
يكتب ويرتجل
جيداً،
وشاعر يكتب
ولا يرتجل
جيداً،
وشاعر لا
يكتب ولا
يرتجل جيداً..
هناك من يقول
إن الزجل
الحقيقي هو
الإرتجال؟
ـ حرام.. لهذا
السبب صار
الزجل عم
يرجع خليفاني..
تقول إن
ازدهار
الزجل كان
بسبب
التحضير
المسبق
إذاً؟
ـ كل الجوقات
المهمة كانت
تحضّر.. وهناك
وعي بذلك..
واليوم أكثر
من أي وقت ينبغي
تحضير الزجل
لأن جمهور
اليوم أكثر
تطلباً من
جمهور الأمس..
وأسعد سعيد
يقول مثلاً إنه
سيأتي يوم
يضع الشعراء
الأوراق
أمامهم علناً
ويقرأون
منها.. أذكر لك
مثلاً.. في
حفلة المدينة
الرياضية
الكبرى كان
عبد الجليل
وهبي يغني
قبالة شاعر
آخر فنسي
بقية
القصيدة فأخرج
الورقة من
جيبه وقرأ
القصيدة
علناً.. أنا صريح
ولا يهمّني
أحد.. وإذا
لاحظت على
التلفزيون
خلال حفلات
الزجل تجد أن
الشعراء
ينظرون أمامهم
كل قليل إلى
موضع لا
تلتقطه
الكاميرا، إنه
الموضع الذي
يفلشون فيه
أوراقهم
ويقرأون منه
وهذا ليس خطأ..
أما
الإرتجال
المحض وما
يرافقه من
"هرهرة"
وفلتان فهو
ما جعل الشعر الحديث
يطغى..
تميّز بين
الشعر
الحديث، أي
المحكي،
وبين الزجل؟
ـ هذا شعر
لبناني لكنه
ليس من
التراث..
التراث هو ما
ذكرته لك..
الشعر
اللبناني
بيجيب معنى أفضل
من الزجل
لكنه ليس
زجلاً، ثم
إنه لا يهتم كثيراً
بالقضايا الإجتماعية..
الأدب
الشعبي
أسست مجلة
"الأدب
الشعبي" وما
زلت مستمراً
فيها، ماذا
عنها؟
ـ أنا تركت
المنبر
الزجلي من
أجل هذه
المجلة.. أسستها
في 1947 وفي 1965
وجدتني
منصرفاً
بالكامل إليها..
كان شعراء
الزجل
يقولون
قديماً إنو
ما في ولا
قوال "عازلطو
قميص" يعني
شاعر الزجل
فقير... كان
ينتقل شاعر
الزجل من
مدينة إلى
أخرى سيراً
على الأقدام
أحياناً.. لكي
يغني في عرس
فلان أو يندب
فلاناً..
اليوم قبل أن
يذهب إلى
العرس أو
يطلع على
المنبر يأخذ
مصاري.. أنا
كنت أدفع من
جيبي الخاص
ولولا ذلك
لكنت جنيت
الثروات
ولما كان حال
بيتي كما تراه
بل كنت
امتلكت
القصور
كسواي.. ولست
نادماً على
شيء.. لو كنت
أروج للنواب
مثلاً خلال
الانتخابات
لكنت صرت
ثرياً.. أقول:
"قالوا
منستأجر كوخ
قلتلن صحّ
ورسمي
لولا بعرف
مسّح جوخ
سجّلت الكوخ
باسمي"
وأقول أيضاً:
"للقاصدين
يركعونا
خبّروا
بأموالهن
صعبة النزاهة
يغبّروا
الإنسان ما
بيكبّروا
منصب رفيع
وحدو الضمير بيرفعوا
وبيكبّروا"
تركت المنبر
حتى أتفرغ
للمجلة
لأنها كانت
حلمي منذ
الصغر.. وعلى
فكرة كانت
"الأدب
الشعبي" في
مرحلة من
المراحل
توزع أكثر من
"النهار" ومن
"لسان
الحال".. ولا
زلت أصدر هذه
المجلة من الألف
إلى الياء
حتى اليوم
ولم يموّلني
أحد طوال
حياتي.. لأنني
رفضت أن
يستغلني أحد..
ثم إن المجلة
هي التي سمحت
لي بتربية
أولادي لأن
عدد
الاشتراكات
فيها كان
كبيراً
أيضاً..
لم تقل لي
لماذا لم
تسلك درب
الشعراء
الآخرين واخترت
الناس
والفقراء؟
ـ كان هناك
شعراء قبلي
يلبسون
الجبّة
لمنصور وهي
ذاتها
يلبسونها
لمحمد.. وكان
الإقطاعيون
يسيطرون على
كل شيء، وكان
أغلب الشعر
مديحاً فيهم..
أبي لم يمدح
أحداً طوال
حياته وأنا
أخذت هذه
الميزة عنه..
أنا عملت في
الطباعة في
"لسان الحال"
فكنت أشعر مع
العمال الذين
حتى اليوم
تهدر حقوقهم..
كنت أعمل طوال
اليوم من أجل
ربع ليرة..
فمنذ الصغر
نما لدي حس
قوي تجاه
الفقراء
لأني مثلهم
فقير.. ومن أولتي
حتى آخرتي
إذا رأيت
ولداً حافي
القدمين على
الطريق
بتنزل دمعتي..
هذا طبعي
وهذه مشاعري..
هل كنتم
تذكرون هذه
القضايا على
المنابر أي كجوقة
أم أنك
كتبتها فقط؟
ـ كل حفلاتنا
على المنابر
كانت تحفل
بهذه
المواضيع.. كنا
نأتي دائماً
على ذكر
الفلاح
والفقير
والعامل..
وغيرها من
المواضيع
الاجتماعية
والتقدمية..
كنا مع حرية
الإنسان
بالمطلق وضد
الظلم بالمطلق..
كل ما أردته
أن تصل كلمتي
سواء عبر المجلة
أو المنبر..
أردت أن
أصوّر
الواقع الحقيقي
لا أن أبيع
الناس
أوهاماً
تقنعهم بأوضاعهم
القائمة
بينما غيرهم
يعيش على
ظهرهم ومن
تعبهم.. أنا لم
أمدح في
حياتي كلها
إقطاعياً
ولم أحيي
حفلة برعاية
نائب أو وزير
أو زعيم أو
إقطاعي.. كنت
أدفع المال
بدلاً من أن
أقبضه..
هل كنت تشترك
في تظاهرات
ذلك الزمن؟
ـ أنا صرت
شاعر
النقابات
فكنت أمشي في
التظاهرات
كلها وكانوا
يحملونني
على أكتافهم
ويرشون عليّ
الأرز.. كنا
نطالب
بالعالم
وبحقوق الطبقة
الفقيرة
وكانت
الحركة
التقدمية في
لبنان عظيمة
جداً.. أنا
دفعت الثمن
غالياً.. ففي
العام 1934 أوقفت
الدولة
حفلاتي سنة
كاملة لأننا
كنا نزعجها
بما نقوله،
وفي سنة 1938 أبقت
الدولة على
نشاط فرقة
الزغلول
لكنها
أوقفتني عن
المشاركة
فيها أو في
الأعمال
المسرحية
سنة كاملة
أيضاً، وهذا
بسبب
مواقفنا من
الاستعمار الفرنسي..
شعارات
هل كان هناك
شعارات
معينة
كتبتها
وانتشرت؟
ـ كان لي
الفضل في خمس
أو ست شعارات
معروفة.. هناك
مثلاً شعار
"اللي بيشتريك
ببيعك" وكنت
قلته في إحدى
قصائدي:
"اللي
بيشتريك
بقرش قبل
المعركي
ببيعك بقرشين
بعد
الانتخاب"
وخلال حفلة
في النبطية
قلت مثلاً
حول الجنوب:
"إنت يا نايم
على فراش
الدلال قوم
شوف شو مكتوب
فوق اليافطة
لما الجنوب
يطير بيطير
الشمال
وبلادنا
بتنشطب من
الخارطة"
هذا كان قبل
الاحتلال
وأي شيء، لأن
الجنوب كان
محروماً
وقتها ولا
يزال..
لكن أشهر
الشعارات لا
علاقة له
بالتظاهرات
بل بحفلات
الزجل حيث
صار الحضور
يردده قبل كل
حفلة زجل:
"حك جبينك
حتى نشوف
الليله شو
بيطلع منك".
نعرف أنك كنت
أول من غنّى
الزجل على
الإذاعة
ماذا تخبرنا
عن هذه
التجربة؟
ـ كان ذلك في
العام 1942 حيث
ألقيت أول
قصيدة لي في إذاعة
راديو الشرق
سابقاً ثم
دشّنت مع
وديع الشرتوني
وأنيس
الفغالي
وكميل شلهوب
إذاعة لبنان
التي جاءت
بعدها وكان
ذلك في 1944,.
لم تكتب
للأغنيات؟
ـ لم أكتب
الكثير
للإذاعة
لأنهم كانوا
يفرضون
علينا أشياء
معينة.. هبل
وغزل ومدري
شو.. لكنني كنت
أحكي في
الإذاعة
وكان هناك
برنامج "شوية
شعر" على
إذاعة لبنان..
لماذا كان
هناك شعراء
زجل ولم يكن
هناك شاعرات
زجل؟
ـ ليس لدي
تحليل كاف
لكن الزجل
منذ البداية
كان للرجال
كما الرقص
للنساء.. ظهر
بعض
الشاعرات مثل
حنينه ضاهر
التي كانت
تضاهي أكبر
شعراء الزجل
وقد نشرت أول
قصيدة لها في
"الأدب
الشعبي"
وكانت
بعنوان "كوخ
وقلم".. وهناك
أيضاً أوديت
خوري التي
غنّيت في
عرسها، وهي
تغنّي على المنبر..
هل أنت نادم
على مسيرتك
هذه، هل تشعر
أنك نلت
التكريم
الذي
تستحقه؟
ـ لست نادماً
على شيء بل
فخوراً به.. في
الفترة الأخيرة
كثرت
التكريمات
ولا يمرّ شهر
أو إثنين إلا
وبيعملولي
تكريم..
مقاطع
من قصائده
الشيب طلّ
وغيّر
الحالي
من بعد ما
ولفي شغل
بالي
وغاب عني
بدون ما
يبالي
سهرت
الليالي غنّي
موّالي
وقول رزق
الله عا هاك
الأيام
لما تجي
وتتغندر
قبالي
*
راح المضى،
وكاساتنا
مرّة
وما عاد في
آمال بالمرة
غرقان
بالأوهام
سكران
بالأحلام
ولا عاد عنّا
حقول مخضرّه
ولا بيوت
فيها النور
بيلالي
*
وزورق
أمانينا على
المينا
راسي، ونحنا
بجانبو
رسينا
وما بين جَزر
ومدّ ها
الموج فينا
شد
وما تمكّن
يحلحل
مراسينا
ويخطف هديرو
صوتنا
العالي
*
ضاع اللي كان
بمغرمو
مغروم
والكان رسمو
بناظرو
مرسوم
والزنبق
الفوّاح ما
عاد عطرو فاح
وما ضل إلا
خيالك
الموهوم
يبرم زوايا
البيت عا
خيالي
*
في آخر
الضيعة نبع
مشتاق
يروي غليل
شفايف
العشّاق
صوب منّو روح
خود نتفة روح
وقِلّو: لقا
العشّاق صار
فراق
والشيب طلّ
وغيّر
الحاله
عفريت
عفريت بأمور
الهوى عفريت
وعا دروب
الشيطني شو
مشيت
عفريت، لكنك
خفيف الروح
وشيطان أول
من جهنم جيت
*
عفريت بس
السحر في
عينيك
وخلّيتني
لعبة هوى
بإيديك
وليش حتى عملت
فيي هيك
وحرقتني
بالنار
والكبريت
*
عفريت،
والعشّاق
بتخافك
وقلبي وقع
بالحب شي
شافك
وِسْكَرتني
في خمرة
شفافك
ولحدّ هلق
بعدني ما
صحيت
*
عفريت، روح
العفرتي
بتهواك
وسرّك غميق
وما عرفت شو
باك
البيسايرك
بيخمّنك شي
ملاك
لكن أنت في
شيطنات الحب
ما بشوف متلك بالدِني
عفريت
لمّا
لمّا السلم
بيصير إرهاب
وحروب
ولمّا
الفطور يصير
من بعد الغدا
ولمّا
الشمال يطير
ويصفّي جنوب
ولمّا الخبر
بيصير قبل
المبتدا
ولمّا السمك
بيصير يسبح
عالدروب
ولمّا
الجَرَس ما
نعود نسمعلو
صدى
ولمّا الشمس
تشرق علينا
من الغروب
ولمّا
الجبال تطير
ويضيق المدى
ولمّا البحر
من موجتو
نقطف طيوب
ولمّا
الحياة
عيونها
بتطفي الردى
ولمّا من
الأطماع
منفضّي
الجيوب
ولمّا نشوف
العدل في
عدلو ابتدى
في وقتها
بتحكي
لسانات
الشعوب
صار في مسؤول..
صار عِنّا
حدا
أعيادنا
أجراس عيد
مطنطني
ورنّات صوت
الميدني
ينادو سوى:
يلاّ سوى
نسجد لألله
وننحني
يا شعب لبنان
الوفي
الأوحد
إسمك تجلّى
ومرّك تحلّى
يا خالق
الهوّز من
الأبجد
فيك المزايا
الطيّبي
كلاّ
وتا يضل عزّك
عزّ يتجدّد
بالدين لا
تلعب
وتتسلّى
وتا بعد الله
بلادنا نعبد
للطائفيي
الموجعه
قلاّ:
متري ومارون
أخوة علي
وأحمد
وعا فاطمة
وعا مريم
تصلاّ
ومعبد يسوع،
ومسجد محمد
نهرين،
بيصبّو ببحر
الله
ليش التعصّب
بالبلاد
وليش
التفرّق
بالعياد
وليش الجفا
وليش العناد
وأفلام نحن
بهالدني
|