قصة (المتنكرون )

 

 

دقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و رن معها تليفون منزل حسان فأسرع برفع السماعة

:وجدتها يا صديقي ..سأرتدي في الحفلة التنكرية ذي عسكري ..

:كيف يا عبقري؟؟؟.

:أخي نائم و سآخذ بزته العسكرية ..و ارتديها عندك.

:لا ..لا ..تعالي بها ليس لدينا وقت .الحفلة ستبدأ..أنا في انتظارك..

و بأطراف أصابعه أخذ البذلة قبل أن يفيق أخاه و خرج من البيت و وقف على نصية الشارع كي يوقف تاكسي ..مر وقت طويل و لم يمر أي تاكسي حتى رأى سيارة تقترب و تضرب نور كاد يعميه فأشار إليها فوقفت السيارة و لكنها لم تكن تاكسي فظل واقف في مكانة و السيارة تقترب منه و تناديه ..نظر إلى السيارة فإذا بها سيارة شرطة و يناديه ضابط داخلها فدب في قلبه الخوف و لم يتحرك..فخرج الضابط في غضب و هو يناديه :أنت أيها العسكري.تعالى.

:تناديني؟

:لازلت واقف هنا أيها الغبي..

:أنتظر تاكسي والله..

:تعالى معي هيا ...أركب.

:لم أفعل شيء والله ..يمكنني أن أمشي.

:قلت هيا معي ..لن أكرر الكلام.

فركب حسان سيارة الشرطة و هو لا حول له و لا قوة و يقول يا أرض انشقي و ابتلعيني  ..جلس إلى جانب الضابط و لم يعطيه فرصه يتكلم ..

:مال وجهك متغير..أكيد كنت نائم عندما اتصلت بك..

: أنا...

 :يجب أن نسرع في تسليم الجثة ..

:جثة !!

:نعم ..هل نسيت..جثة الرجل الذي مات في حادث السيارة و ليس له هوية ..لو تمت هذه المهمة بنجاح قلت سأرفع راتبك..

:لكن..أنا..

:لا تقل أي شيء...الطبيب في انتظارنا ..سنسلمه الجثة و يسلمنا المال ..نعم ..لا شيء مجانا .

:و ماذا سيفعل بالجثة.

:يفعل الكثير طبعا ..يحتاج إليها و هي طازجة ..يأخذ منها الكبد ..يأخذ منها العيون.....

:أرجوك يكفي هذا ..أسمعني ..أنا..

:الحمد لله وصلنا ..أنزل.

نزل حسان من السيارة فوجد الطبيب واقف و في يده المال و يطمئن من الضابط على الجثة

:اطمئن يا دكتور انه شحات و ليس له أهل و لن يسأل عليه أحد.

أمر الضابط حسان بأن يأتي بالجثة و يسلمها للطبيب فذهب و هو يرتعش و قد شعر انه في وسط أفراد عصابة أعضاء بشرية ففتح السيارة و وقف أمامها لا يتحرك ....و الضابط يناديه : أسرع...هيا....

و حسان يصرخ و يبكي : لا...لا...فأسرع إليه الضابط و الطبيب

:أخفض صوتك يا غبي....

:لا..انه صديقي ..صديقي ..رد عليه يا صديقي.لا..لا.

:صديقك شحات!!!

:لا...ليس شحات ..كان يرتدي هكذا للحفلة التنكرية ..انه ليس شحات و عائلته معروفة ..

ظهر الخوف على وجه الطبيب و أخذ ماله

:له أهل..و معروفون....مع السلامة أنا..

ترك الطبيب المكان بسرعة.............و ظل الضابط يوبخ حسان طول الطريق فبسببه ضاع المال

:يجب أن تدفع لي تعويض و إلا سأرفدك من الوظيفة..هيا أخرج من السيارة ...

و على شروق الشمس عاد حسان إلى بيته بعد إخبار أهل صديقه بما حدث ... فوجد أمامه أخيه و وجهه يشتعل فيه نار الغضب

:أين كنت بزيي يا غبي..كان عندي ميعاد مهم الأمس ..بفعلتك هذه لن يزيد راتبي..

: أنا غبي؟؟؟....خذ..

فخلع حسان الزي و أعطاه لأخيه ..فلم تمر إلا ساعة حتى عاد أخاه بنفس الغضب الذي ذهب به فسأله حسان ما بك

:ذهبت فأخبروني أني مرفود...لا أعرف لماذا ..ماذا فعلت لكي يرفدوني .لأني لم أذهب البارحة .لا..لا...أكيد عقاب من ربي لنيتي السيئة.

:نعم.. أكيد ..طبعا..

:ماذا تقول؟...هل تعرف شيئا

: لا شيء..لا شيء ..أنت أدرى...

 

 

Zainab ElSoly