قصة (فقراء
الآخرة)
لم يعد هناك
شيء لم يفعله
محروس سوى أن
يعصر تفكيره
كي يخرج
بنتيجة يحل
بها مشكلة عدم
وجود سقف
لبيته و ما
يحدث له من
وراء ذلك كل عام
و التشرد
الذي يعيش
فيه كل أهل
قريته من أمثاله
الفقراء
....فأهداه
تفكيره إلى
الذهاب إلى الوزير
ليحل له
المشكلة فما
هي فائدة
الوزير إذا
لم يحل مشاكل
الناس ..و
عندما أضأت
الفكرة في
رأسه ..هم في
اليوم
التالي و
ارتدى أحسن
جلباب عنده
..هذه الجلباب
ذات
الرقعتين
فقط ..و اتجه إلى
مبنى
الوزارة في
المدينة و
حاول الدخول
بشتى الطرق
حتى صعد إلى
الطابق المنشود
و عندما دخل
شبكت جلبابه
في شيء فأدار
وجهه
ليخلصها و
لكنة وجد
حارسين من
الأمن
يمسكون بها و
يمطرون علية
الأسئلة
كأنة مجرم في
قسم الشرطة و
هم ينظرون
إليه
باحتقار و
يدفعونه بعيدا
عن الباب..
و هو يتوسل
بالدخول إلى
الوزير لعرض
مشكلته و لكن
دون جدوى حتى خرج
سكرتير
المكتب :أنت
...تريد مقابلة
الوزير . :نعم..أرجوك :حسنا..اتركوه
...سأضعك في
جدول
المقابلات.
و مجرد أن
سمع أنه
سيقابل
الوزير طار من
السعادة و
سأل عن موعد
الزيارة فرد
علية السكرتير
ببرود : السنة
القادمة في
نفس الموعد..
فتحركت قدم
محروس
لتتراجع و
تعود بخيبة
الأمل و
دمعته تجري
على وجهه الحزين
لتمر على فمه
الذي صمت عن
الكلام حتى
سقطت دمعته
على الأرض
ليهتز
المبنى بمن
فيه و تتساقط
الأحجار و
الكل يفر مثل
الجراد
فأسرع محروس
بالاختباء
تحت مكتب من
المكاتب
ينتظر مصيره
الخفي تحت
أنقاض
المبنى.
وما هي إلا
دقائق
معدودة و
انتهى
الانهيار
بسقوط أخر
طوبة على
أكوام الطوب
الذي دفن
الناس تحته ...فأفاق
محروس و رأى
نفسه محصن من
كل جانب و قد أصيب
بكدمات
بسيطة و
مازال يسمع
أصوات آهات
من مازالوا
على قيد
الحياة .
فحرك رأسه
قدر ما
استطاع و ظل
يفتح عينه و
يغلقها كي
يصدق ما يرى
..انه الوزير
إلى جواره
تحت المكتب
الآخر :هل أنت
الوزير ..حقا :نعم ...من
حظي الأسود
..من أنت؟ :أنا
محروس من
قرية مجاورة
كنت قادم من
أجل مقابلتك
و كان رجائي
هو حل مشكلتي
و مشكلة أهل القرية
كلهم.. :كيف يا
فالح و أنا
بين الحياة و
الموت.. :إذا خرجت
عدني بحل
مشكلتي..
و وعد
الوزير
محروس بحل كل
مشاكله إذا خرج
بسلام و ظل كل
واحد منهم
يدعوا الله
بالخروج
فيتذكر
محروس القبر
و كيف يجمع
الفقير و الوزير
معا لا فرق
بينيهما
..سبحان الله .. و
يحاول أن
يذكر الوزير
بوعده من وقت
لآخر..و
الوزير يعد
بأشياء
كثيرة إذا
خرج ..سيغير
حياته و يلبي
كل احتياجات
الفقراء ..
و كانت
الدقائق تمر
كالسنين حتى
سمع محروس
أصوات قريبه
منهم و هو
ينادي بأعلى
صوت حتى
أقترب الصوت
منهم أكثر و
أكثر و فتحوا
منفذ للخروج
و ما ان رأوا
الوزير حتى
غفلوا وجود محروس
...و أخرجوا
الوزير و
الحرس في
الخارج
يحرسه من كل
جانب و
الإسعاف
جاءت بسرعة
لتخرج من
فيها و
تستقبل
الوزير و
محروس ينادي
:يا وزير
ساعدني ..يا
وزير أين
وعدك...و لكن لم
يلتفت له
الوزير فقد
كانت
كاميرات
الصحفيين
موجه إليه و
الناس تهتف
بحياته و ركب
السيارة و
بدء يبتعد و
يبتعد ....و
محروس ينادي :
يا وزير ...يا
وزير ..هل نسيت
الفقير.لكن ربي
لن ينساني.. Zainab ElSoly |