قصة ( القرية المحصنة)

 

أشرقت الشمس على البلاد لتنشر أشعتها على قرى المدينة و لكنها أمام ظلام الاحتلال تبتعد و تتجه إلى قرية يشع نور الحرية منها ..و يسميها الناس بالقرية المحصنة ..مسجد صغير يزود الناس بالوقود وقود الإيمان للاستمرار في الدفاع عن القرية ..فيحاول جنود الاحتلال دخولها بشتى الطرق و لكن الفشل يكون هو النهاية ..

                   و في ليلة شديدة الظلام غاب عنها القمر أجتمع قائد جيوش الاحتلال و هو يتحدى هذه المرة القرية المحصنة و يضع خطة الهجوم عليها..فاستيقظ أهالي القرية على حصار جنود الاحتلال ..فازدحم المسجد بالأهالي يتشاورون  مع شيخ المسجد فهذا يقول الاستسلام خيارنا الوحيد و هذا يقول القتال حتى الموت و بدأت تختلف الآراء حتى قام شيخ المسجد يحدثهم عن الوحدة فدخلت كلماته العقول و استقرت في القلوب ليكبر من في المسجد و ينتشر أهل القرية للدفاع عنها ...و كلما طلب جنود الاحتلال من قائدهم البعيد عن المعركة التراجع أمرهم بالاستمرار في حصار القرية و عدم دخولها ..حتى بدأ طعام أهل القرية  ينفذ و الجوع يزحف إلى بطونهم ..فأجتمع أهل القرية في المسجد و قد بدا على وجوههم اليأس لا يتكلمون  من شدة الجوع حتى دخل عليهم شيخ المسجد و جلس معهم ثم رفع يده إلى السماء يدعوا الله و آمين يهتز بها المسجد ..يقول :ليس لنا رب سواك فندعوه فيعلوا صوت البكاء ..فصلى على رسول الله و انتهى من الدعاء ..فوجد رجل يتقدم إليه

:سآتي لكم بالطعام..

فنظر إليه أهل القرية باستغراب ..فانصرف الرجل ليختفي يومين حتى عاد بعيدا عن أعين الاحتلال إلى القرية و معه عربة كبيرة محملة بالطعام ووضع الطعام في المسجد فأسرع أهل القرية إلى المسجد و تركوا القرية بلا حراس ....فكانت فرصة جنود الاحتلال للدخول ..و استولوا على الطعام و تركوا أهل القرية يموتون من الجوع ..يبحثون عن هذا الرجل الذي أتى بالطعام فلا يجدوا له أي أثر ..فأرسل الجنود رسالة إلى القائد  يبلغوه فيها بالدخول إلى القرية و الانتصار و لكن القائد أستقبل الرسالة بغضب شديد فقد أمرهم بعدم الدخول .. فذهب إلى القرية بسرعة فوجد حارس من الجنود على مشارف القرية فسأله

:هل مات أهل القرية لذلك دخلتم

:لا..بل سيموتون من الجوع قريبا.

:تقصد من الطعام المسمم الذي أتيت به إلى المسجد..

فنظر إليه الحارس بدهشة و نظر إلى طعامه بذعر فوقع مغشيا علية...فدخل القائد إلى القرية فوجد جثث الجنود تملأ الشوارع و أهل القرية يحاصروه ليأسروه مع من تبقى حيا من الجنود و لكنة لم يعيش طويلا فكان يخاف من أن يكون طعامهم مسمم انتقاما منه ..فأبى أن يأكل حتى مات من شدة الجوع ..و استمرت القرية محصنة ..كلما ضعفت استمدت قوتها من مسجد القرية حتى اتسعت الوحدة من وحدة أهالي القرية إلى وحدة القرى كلها فصارت المدينة موحدة و أصبحت الشمس تشرق لتنشر أشعتها في كل القرى....

 

 

 

Zainab ElSoly