ألقسم ألأول المدخل التاريخي
بسم الله الرحمن الرحيم
(واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين)
علاقة حوض الخابور بجبل الجودي
يقع جبل الجودي الى الشمال من مدينة زاخو بحوالي ٢٠ كم والشواهد أن هذا الجبل هو المقصود كثيره , فأسماء القرى والمدن المحيطه بها منسوبه الى نوح عليه السلام
شه هر نوخ – شرنخ – مدينة نوح عليه السلام
فأول قريه تقع الى الجانب الشمالي من الجبل يسمى هشتيان أي قرية الثمانين تيمنا بالعدد الكلي للذين رافقوه في السفينه والى الشمال الشرقي منها مدينة نوح ويسمى شهرنوح – شرنخ الحاليه , وجميع القرى المحيطه بها لها أسماء منسوبه الى نوح فالى
الشمال منها وفي منطقة زاخو قرى دورنخ أي ده ر نوخ و به ره خ – به هر نوخ و ده شت نوخ – ده شته ته خ – كه زنه خ – هه رزه خ وخيله خ وأسماء عديده غيرها
ويذكر أن كلمة جودي نفسها مجزومه من كلمة كوتي والمعربه الى جودي وهي نفس ألأسم المعروفه بها ألأمه الكرديه ومن ضمنها منطقة بهدينان
ويستفاد من آراء بعض المؤرخين أن الكوتين هم أصل ألأقوام الساكنين حاليا في نفس المنطقه زاخو وماجاورها وكانوا يقطنون فيها منذ القدم أي قبل الميلاد وعليه فلايستبعد أن يكون أسم جبل الجودي مقتبسا من ألأقوام الجوديه أو الكرديه
وتؤكد الكشوفات الجيولوجيه الحديثه صحة هذه النظريه , ففي العصر البرمي غطى بحر تشس أرض العراق
الكوتيون او الجوديون حملة ألأشراقه الجديده
وتوجد العديد من من القواقع البحريه المتحجره في الجبال الواقعه الى الشمال من مدينة زاخو . لذا نستطيع ان نقول بكل فخر واعتزاز ان نشوء الحضاره الحاليه قد بدأت جذوتها ألأولى من قمة جبل الجودي لتشرق بنورها وتغمر المعموره على مر ألأزمان,
ولقد كان لسكانها من الكوتين او الجودين اجداد ألأكراد شرف نقل هذه ألأشراقه الجديده , عندما هبط حملة هذا الشعاع من الجودي وانتشروا بنورهم في بلاد الرافدين جنوبا وألأناضول شمالا
كهوف المنطقه الشماليه غيرت النظريات القديمه
ومع ان الدراسات القديمه كان تؤكد انتقال الحضاره من جنوب العراق الى شمالها فان الدراسات الجديده اظهرت خلاف ذلك , حيث ظهر ان منطقة شمال بلاد الرافدين كان موطنا للانسان منذ اقدم العصور الحجريه فقد وجد في كهوف المنطقه ألشماليه الغربيه والذي
سبق ألأنسان القديم في مناطق زاخو وراوندوز والسليمانيه وعقره وجمجال آثار وشواهد على أن سكان هذه المناطق ينتمون لانسان الكرومانيوم والذي هو أصل مايسمونه بالعرق القوقازي ألأبيض أما في كهف شانه ده ر قضاء الزيبار كشفت عن هياكل آدميه تعود الى
اكثر من ستين ألف سنه وانتشر هذا ألأنسان في سهول المنطقه الجبليه من العراق وتعلم الزراعه , ولقد توسعت قراهم الزراعيه حوالي ألألف الخامس ق.م وانتشرت في معظم الهضبه والسول الشماليه.
و تبين من نتائج التنقيبات في موقع سد الموصل شمول المنطقه الشماليه الغربيه بآثار تدل على أقدم استيطان معروف يرجع الى مايقارب النصف مليون سنه , كما في تل نمريك حيث عثر على بقايا ألأنسان القديم وعلى أدوات من حجر الصوان
ألأثار الخابوريه
وفي تل هال قرب قرية هال شمالي جيكان بنحو ٣ كم حيث غمرتها مياه اسد حاليا نقبت بعثه أثريه يابانيه فعثرت على فخار يعند الى ألألف السادس قبل الميلاد دور حلف وعلى آثار أخرى ترجع الى ألألف الثاني ق.م عمن فترة نوزي أوالفبره المعروفه ألآن الخابوريه. وفي تل نمريك جنوب فايده عثرت بعثه بولونيه على آثار الى عصر ما قبل الفخار
ألحاشيه
شان ده ر اسم لكهف في قضاء الزيبار وتتكون من مقطعين شان – خلية النحله أم ده ر فيعني الباب, ولقد كشفت فيها هياكل عظميه آدميه لاربعة اشخاص من انسان نيانتردال تمثل اولى بقايا عظميه لانسان العصر الحجري القديم وتشير الى ان الانسان سكن في
هذه المنطقه قبل حوالي ستين الف سنه وقد وجد رالف سوليكي مكتشفات مهمه في الطبقه س ٢ في كهف شاندير حيث عثر على ادوات كثيره من نوع النصال الذي يميز هذا العصر عادة وقد لوحظ وجود بعض ألأدوات كالازامل لها طابع محلي مما حمل المنقب على تسمية
هذا العصر في العراق بالعصر (البرادوستي) ويرجح ان يكون هذه الطبقه بحدود ٣٤٠٠٠ ألف سنه قبل الميلاد. لقد وجه احد المثقفين في المدينه وهو السيد عبد المجيد عبد الكريم رساله الى البروفيسور سوليكي طالبا
منه القدوم الى كردستان لان هناك العديد من الكهوف التي يتوقع الحصول على آثار قيمه فيها ورد عليه بالرغبه في ذلك على ان يتلقى دعوه رسميه من الحكومه العراقيه.
دليل الجمهوريه العراقيه
من هم الكوتيون أوالجوديون وما علاقتهم بألأكرد وحوض الخابور
أكتشفت لوحتان قديمتان يرجع تاريخهما الى عهد توكرليني – تنورتا الملك ألآشوري في أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد وهما يدلان على حادثه واحده وقد كتب على احداهما أسم طوتي وع ألآخر طورتي وهذا يدل على أن احد ألأسمين مشتق من الآخر
وانهما اطلقا على شعب واحد والظاهر ان التسميه ألأقدم هو كورتي وكان الشعب الكوتي أي الكورتي من جمرات شعوب جبال زاغروس الكبرى أيام السومرين.
ألأكراد هم ألأقوام التي نزحت من جبل الجودي
وقد استدل الدكتور سبايزد وهو احد المختصين بتاريخ شعوب ما بين النهرين بالاعلام التاريخيه السومريه, على ان الجيل الكوتي كان عائشا في بلاد سومر قبل ان تنشأ الحكومات فيها. وقد نسب معظم المؤرخين ألأكراد الى ألأقوام النازحه من جبل الجودي
لذلك اطلق قديما على ألأكراد كردوئين أو كردوخين أو كردو وكودو وهي لاتختلف كثيرا على مايطلق على الاكراد ألآن.
ويذكر الدمولوجي ان أول من عرف ألأكراد وعبر عنهم بالكاردوكي أو الكاردوخي هو أكسنيفون في كتابه رجعة العشرة آلاف. الا ان ألأبحاث الجديده أرجعت اصلهم الى ما قبل فترة ألأغريق ففي فجر التاريخ كانت الجبال المشرفه على آشور مسكونه من شعب
سمته المصادر السومريه وألأكديه ب الكوتو وهو لقب ترجمته محارب والتي يقابلها في اللغه ألآشوريه كاردو أو كارده وهو المسجل في أدبياتهم.
الكرد تواجد في المنطقه قبل ٤٠٠٠ سنه
ويقول الدكتور فوزي رشيد , حقا لقد ذكر الكرد بأسمهم القومي عام ٤٠١ ق. م ولكنهم أقدم بكثيرمن هذا التاريخ , فقد ذكرو أيضا قبل ذلك بأساء وصيخ أخرى
أذ تؤكد الموسوعه البريطانيه أقدم ألسجلات السومريه تشير الى الكرد في أو قبل عام ٢٠٠٠ ق . م الى الكورد بصيغة كوتو أو كوتي وسماهم
ألآشوريون بعدئذ كورتي مما يؤيد وجود الكرد قبل ٤٠٠٠ سنه وليس ٢٤٠٠ سنه ويذكر ألأستذ صلاح سعدالله , بأنه لايمكن
تحديد أصل الكرد بدقه, ولكن أقدم السجلات السومريه لاتترك مجالا للشك ان شعبا سمي كوتو أو, كوتي سمي بعد ئذ كورتي من قبل ألآشورين عاش في او قبل عام ٢٠٠٠ ق . م بمنطقة دجله الوسطى من مقاطعة بوتان المحيطه
بجبل كودي حيث يلفظه العرب جودي عبر بزابده –جزيرة ابن عمر الى جبال شنطار في الغرب وسلاسل زاكروس في الشرق وانحدرت مجموعه اخرى من القبائل سميت بالكا شين من الشعب نفسه أو لها صلة قربى به من تلال زاكروس الجنوبيه وحكمت بابل و اكد طوال ستة
قرون ١٨٠٠ - ١٢٠٠ ق . م ويظهر ان هذه القبائل الكرديه ألأصليه ربما من عرق نقي كانت احدى أقدم الشعوب ألأصليه لهذه المنطقه الجبليه.
ولقد كتب الرحاله التركي اوليا جلبي أن في جبل الجودي بلدا عظيما يقال لها جهدي يحكمها ملك يدعى كردوا من نسل نوح عليه السلام عمر طويلا وسيطر على الجودي شمالا وجنوبا ومنه انتشرألأكراد.
أسماء ألأكراد في مختلف العصور
- كان الكرد عند السومرين معروفين باسم كوتي جوتي جودي
- أما عند ألآشورين فكانوا معروفين باسم كوتي كورتي كارتي كاردو كارداكا كاردان, كاركتان كارداك
- كان الكرد لدى ألأيرانين معروفين باسم كورتيوى سيرتي كوردراك
- أما النونان والرومان فكانوا يسمونهم كارسوى كاردوخي كاردوك كردوكي< كردوخي كاردويكان
- اما عند ألأرمن كودئين كورجيغ
- وألأتراك يسمونهم كورد له ر
- ألأفرنج كورديش.
بازبدي وباقردى وعلاقتهما مع حوض الخابور وجزيرة ابن عمر
ورد في ألأخبار الطوال لابي حنيفه الدينوري ما نصه وكان جنوح سفينة نوح عليه السلام واستقرارها على رأس الجودي جبل بقردي وبازبدي ولقد خرج الرشيد في سنة ١٧٤ هجريه الى باقردى وبازبدي وبنى قصرا بباقردى. حيث القى شاعره قصيده في وصفها.
وفي معجم البلدان في مادة باقردى انها قريه قريبه مقابل الجزيره سميت الكوره بأسمها وتتبعها نحو مائتي قريه منها هشتيان.
بازبدي وباقردى – تحظى باهتمام الرشيد
ويذكرصاحب الجزيره الفراتيه ان من اعمال الجزيره جزيرة ابن عمر كورتا شهيرتان هما بازبدي وباقردى تقع بازبدي غرب دجله من ناحية جزيرة ابن عمر ويرى لسترنج ان باقردى تقوم مقام الحصن الروماني في بازبدي. وكورة باقردى شرقي دجله مقابل لبازبدي اللتين
حظيت بأهتمام الرشيد والذي زارها سنة ١٧٤ هجريه والقى شاعره قصيده في وصفها ويشكل حوض الخابور وعلى امتداد مراحل التاريخ امتدادا طبيعيا مع جزيرة ابن عمر وكانت المنطقه تسمى بازبدي وباقردى وهي التسميه التي كانت تطلق على
المنطقه مننذ فجر التاريخ ولم يتم تفسير او معرفة معنى المصطلحين اومكانهما الا مؤخرا حيث تم اكتشاف احداها من قبل المؤرخ رقيب يوسف و هي قرية بازفتى والتي تقع غرب الجزيره بحوالي ١٦ كم. أما المرحوم المائي فيذكر بخصوص باقردى
انها قريه باكرما ن الحاليه والذي يسكنها بعض الساده حيث تقع غرب زاخو بحوالي ٦ كم.
باقردا – باكرمان – بيت ألأكراد
ومن ألآراء اعلاه ان المائي قد يكون محقا في تحديد قرية باكرمان من حيث انها تقع الى الشرق من دجله ويقابل بازبدي وتقع اسفل او مكان الحصن الروماني جوسق حيث يطابق
ما وصفه المؤرخون, لذا فاما ان يكون قرية باكرما نفسها المقصود بباقردا حيث يوجد فيها منطقه تسمى (ملى قه سرى) او جوسق وهي منطقة فيها آثار سكنيه قديما جدا.
واسم باكرما قد يكون مشتقا من كلمة باكوردا والباء يعني بالآراميه البيت ويستدل من ذلك انها تعني بيت ألأكراد أو بيت كوردا أما آن الملحقه بها فهي للجمع مثل زوزان كرميان هشتيان.
ولقد زارها هرون الرشيد وبنى فيها قصرا وقال شاعره في وصف المنطقه
باقردى وبازبدي مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل بروده
وبغداد ما بغداد اما ترابها فجمر واما حرها فشديد
ثم صعد الرشيد الى جبل الجودي لتفقد آثار سفينة نوح عليه السلام.
واذا كانت منطقة باكوردان أو باكرمان الحاليه لاتوحي بشيئ من الجمال حاليا ولكن وبالتأكيد والى عهد قريب كان ذا سحر وجمال تلفت ألأنظار فكانت مغطات بغابات كثيفه من اشجار البلوط وحبة الخضراء وتقع على ارض مرتفعه تنساب من اطرافها المياه الصافيه والعذبه وخاصة في فصلي الربيع والى قسم من فصل الصيف وتسمى سيلاف0كما أنها
تشرف على سهل سلوبي والمجرى المشترك لنهري الخابور وهيزل وتقابل جبل الجودي وامتازة المنطقه والى عهد قريب بغاباتها الخضراء مكونة متنزها طبيعيا رائعا وجميع المنطقه من بيشخابير والى زاخو كانت مغطات بهذه الغابات الخضراء الكثيفه الا انها تعرض الى قطع جائر أدى الى انقراضها وانحسارها في مناطق صغيره بسبب وجود ألأضرحه فيها
ألحاشيه
كرد كردستان – محمد امين زكي
المسأله القوميه في العراق – صلاح سعدالله
دليل الجمهوريه العراقيه
مسوده لكتاب - زاحو في ظلال التاريخ – سعيد الحاج صديق رزفان
حملة زينفون أو رجعة العشرة آلاف
حدث تاريخي مهم في حياة وتاريخ الشعب الكردي ومنطقة زاخو على وجه الخصوص وهي ذا مدلولات مهمه
زاخو موطن ألأكراد منذ آلاف السنين
وهي بمرورها من زاخو تؤكد دور حوض زاخو المهم في كونها طريقا استراتيجيا عسكريا وتجاريا مهما منذ القدم , وألأهم من ذلك أثبت ان الشعب الذي كان يسكن زاخو قبل ٢٤٠٠ سنه هو نفس الشعب الذي يسكنه حاليا وهم ألأكراد
والذين كانوا على جانب عظيم من القوه والشجاعه وذلك بالهجوم على جنود المرتزقه اليونان عندما تراجع عشرة آلاف منهم والذين استخدمهم قورش ألأصغر الفارسي الذين حاربوا ألأغريق بشجاعه في معركة كوناكسا المشؤومه عام ٤٠١ قبل
الميلاد وبعد مقتل العديد من قوادهم تركوا ارض المعركه ليشقوا طريقهم الى بلادهم وكان اكسيفون احد الذين اختيروا لقيادة الجيش اثناء انسحابه,
أنا باسيس – الرحله الى البحر
ويكتب اكسيفون قصة هذا ألأنسحاب في اشهر مؤلفاته أنا باسيس او انا بازيس الرحله الى البحر , وتسمى رجعة العشرة آلاف أيضا لأن عددهم اصبح عشرة آلاف عند تراجعهم.
ونظرا لاهمية هذا الحدث التاريخي اذكر نصوص ما كتبه اشهر المؤرخين وبشكل موجز
وفي وصف حي يكتب زينفون في الحمله الفارسيه أو رجعة العشرة آلاف ألاناباسيس مايلي
وصل ألأغريق الى نهر دجله وكانت هناك مدينه مهجوره تدعى لارسيا سكنها الميديون سابقا - - ثم وصلوا الى حصن كبير قرب مدينة تدعى ميسلا – قد تكون ألأسم ألأصلي لمدينة الموصل الحاليه , كان يقطنها المديوين في الماضي , و جنوب المنطقه يقع على
طريق بابل وميديا والطريق شرقا يؤدي الى سوسا واكباتانا – همدان الحاليه والطريق شمالا يؤدي الى جبال الكرد أما عبور نهر دجله غربا فانه يؤدي الى ليديا وايونيا. وهؤلاء الناس ال كردوخي يعيشون في الجبال وهم قوم محاربون اشداء.
دربند زاخو في التاريخ ( ٤٠١ قبل الميلاد)
كان زينفون عندئذ في مدخل او مشارف المضيق ألأبيض عبر الجبل ألأبيض قرب بلدة زاخو الحاليه , وقد أكد ذلك طه باقر وفؤاد سفر في كتابهما المرشد الى مواطن ألآثار والحضاره عند الحديث عن هذه البلده اذ يقولان ان زينفون عند تراجعه مع الجنود
ألأغريق قد مروا في هذا الموضع وذكر قوم الكردوخي أي الكرد في الجبال الكثيره القريبه من زاخو. أشار زينفون الى الكرد كوثيقه تاريخيه مهمه فهي المره ألأولى في التاريخ يذكر فيها الكرد كشعب وباسمهم القومي. وفي مناسبه تاريخيه تتسم بروح التصدي للغزاة.
لقد لاقى الجيش اليوناني بقيادة زينفون في رجعة العشرة آلاف المذكوره تفصيلها في كتاب انابازيس كثيرا من المشاق وألأهوال من قوم كاودوخي والذين ضايقوا جيشه في دربند زاخو سنة 㿬٠١ قبل
الميلاد مضايقه شديده وقاتلوه قتالا مستمرا وقد ذكر اكسينفون ان هذا الشعب الكاردوخي لم يطع الفرس قط ولم يخضع لهم.
البحر البحر
ولقد علق فؤاد جميل على حملة العشرة ألاف بقوله :
وخاض ألأغريق الزاب ألأعلى ثم يذكر زينفون اسم مسيلا وهي موقع الموصل الحالي على ألأرجح وسار الى منطقة زاخو الحاليه وهنا يذكر لنا زينفون الشعب الكردوكي اي ألأكراد ووصفهم بأنهم قوم محاربون اشداء يتخذون من الجبال دورا, ثم دخلوا اسيا الصغرى حتى وصلوا الى البحر ألأسود ولما رأى الجند البحر هتفوا جميعا البحر البحر واغرورقت عيونهم بالدموع فرحا
الطريق الذي سلكه حملة العشرة آلاف
اما جون آشر فيذكر بعد مغادرته زاخو نحو الموصل عام ١٨٦٤ مخترقا جبل زاخو طاغ الجبل ألأبيض او جبل بيخير, واتجه بعد ذلك نحو الجنوب الشرقي حيث مسار الطريق المؤدي الى الموصل فيقول بأن هذا الطريق هو الذي سلكه حملة العشرة آلاف.
ألحاشيه
الحملات العسكريه على المنطقه
وبماأن حوض زاخوتقع على تخوم ألأمبراطوريات القديمه وكانت تتحكم بالمداخل الرئيسيه الى بلاد الرافدين, فقد كانت اكثر تعرضا لهجماتها.
حيث استولى ألأكديون على هذه المنطقه واتخذوا منها ممرا الى ألأنظول وذلك عام ٢٢٥٥ قبل الميلاد.
تمثال باستكى
وتم العثور في قرية باستكي في زاخو وعن طريق الصدفه على تمثال برونزي سمي لاحقا تمثال باستكى وعلى نفس الطريق الذي سلكه ألأكديون للوصول الى تجمعاتهم العسكريه والذي كان يعتبر الطريق التجاري ايضا طريق الملوك
ويعود ألتمثال الى عهد الملك ألأكدي نرام – سين - ملك الجهات ألأربع عام ٢٢٩١ – ٢٢٥٥ قبل الميلاد.
والتمثال مصنوع من البرونز قطر قاعدته ٧١,٥ سم وارتفاع القاعده ١٠ سم وأرتفاع الجسم المتبقي من التمثال ٢٣ سم وقطر الجزء
ألأعلى من التمثال ٢٨ سم. يتكون نصفه ألأسفل من جسم فتى عار جالس على قاعده دائريه تتعامد ساقاه بشكل افقي وبين رجليه اسطوانه ارتفاعها ١٥ سم,
ومحيطها ألأعلى ٣٣ سم مجوفه وفي حافتها ثقبان يظن أنه كانت لتثبيت ألأسفين, والقسم العلوي من التمثال وابتداء من البطن مفقود.
ويبدوا ان القص متعمد , ممايدفع الى التفكير أو ألأستنتاج بأنه عمل نفعي أو عدائي وقد نجح الفنان في صنعه مما يدل على تطور الفن في تلك ألأزمنه القديمه. والتمثال
كان محفوظا في المتحف العراقي ببغداد تحت رقم ٧٧٨٢٣ ولعد تمكن الباحثون من قراءة الحقول الثلاث للنص المسماري و جاء فيها ما يلي.
نرام سين – ملك العالم
نرام سين القوي, ملك أكد, عندما تحالف ضده جهات العالم ألأربع معا, بفضل محبته لللآله عشتار والتي تحبه. أنتصر في تسع معارك في سنه واحده, وكبل ملوك منطقة شجر الصنوبر الخساره, بحيث بات عليهم ان يقيموا اسس كل مدينه من مدنهم بمشقه, ويذكر
النص ألآله عشتار, انليل, دكان, ننخرساك, اينكي , سين, شمش , نركال وكان نرام سين يستخدم الاضافه الى لقب ملك اكد للقبين آخرين هما ملك الجهات ألأربع شاركبرات اريعم وملك العالم شاركشيني. وهذا دليل ان المنطقه كانت عامره قبل
٤٢٥٠ سنه كأقل تقدير.
ألأجتياج ألأشوري للمنطقه
أما ألآشوريون فقد ارادوا السيطره على هذه المناطق لتأمين مرور قوافلهم التجاريه , لذلك فقد هجم ألآشوريون على المنطقه مرتين احدث بين سكانها مذابح دمويه رهيبه.
أما ألأجتياح ألأول فكان من قبل الملك ألآشوري شلمناصر عام ١٢٨٠ – ١٢٦٠ قبل الميلاد والذي
مد فتوحاته الى بلاد اورارتي حيث يقول ان الشعب الكوتي كان سماء هذا العصر يتألق كالنجم الزاهر, كان متصفا بالقوه وقد قاوم كجبل عنف وقوة ارادتي واصروا على معاداتي, وقد غلبهم غلبة عارضه وارتكب في قتاله افعالا وحشيه تضرب بها ألأمثال في
بربريتهتا ووحشيتها وفي ذلك يقول شلمناصر ان دماء الشعب الكوتي اريق كالمياه في بلاد واسعه تمتد حدودها من اورارتي الى كمخي.
الحمله الثانيه على منطقة زاخو
أما الحمله الثانيه فكان سنة ٨٥٥ قبل الميلاد حيث جهز حمله عسكريه الى بلاد خيشكا المنطقه الجبليه الممتده من زاخو وحتى مناطق أعالي مجاري الزاب الكبير شمالا وحتى بحيرة وان الحمله بدأت ومرت من زاخو.
الخلديون أجداد ألأكراد الحالين
أما في القرن التاسع قبل الميلاد فقد قامت الى الشمال من نينوى مملكه قويه تدعى اورارتو – أو الخلديون أجداد ألأكراد الحالين ارارات في الكتاب المقدس ضمت معها السكن الجبلين في قوه عسكريه تضاهي قوة الدوله ألآشوريه, وقد تأيد اسم اورارتو
اسما لاحدى ألأمارات الحوريه التي واجوت شلمناصر ألأول في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ايضا وواجهها ايضا اداد نيرري الثاني ويبدوا ان بروزها يعود الى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد وكانت عاصمتهم غالبا على شاطئ بحيرة وان الشرقي وسيطرا على ررؤوس الوديان المؤديه الى سهول مابين النهرين
تقسيم منطقة زاخو بين ألآشورين والاورارتين
ولم يتمكن ألآشوريون من مواجهة التحديات التي مارستها اورارتو في الشمال حيث زادت من ظغوطها على حدود الدوله ألآشوريه وغدت تهدد كيانه اضافة الى قطعها للطرق التجاريه.
مما حدى بالآشورين في عهد سنحاريب الى ألأعترف بأن حدود اورارتو تقع على بعد ستين ميلا تقريبا من نينوى, ويبدوا ان اعترافا ضمنيا كان قائما حتما بين الدولتين باحترام الحاجز الجبلي فاصلا بين الدولتين. و نستنتج من هذا ألأعتراف ان منطقة
زاخو قد قسمت بين ألآشورين والاورارتين – الخلدين. فمنطقة السليفاني اصبحت خاضه للنفوذ ألآشوري وجبل بيخير الحاجز الجبلي وحوض زاخو تابعه للخلدين.
سقوط ألأمبراطوريه ألآشوريه العظيمه
أن السيطره على هذه المناطق الجبليه الوعره بسكانه ألأقوياء والمحاربين ألأشداء لم يكن بالامر اليسير بل كانت من ألأمور الصعبه والتي شغلت الحكام الآشوريين وقطعاتهم العسكريه سنين طويله وانهكت قواهم وكانت من اهم العوامل التي عملت على سقوط امبراطوريتهم.
وعندما تحاف الميديون مع ألآرمين وهاجموا ألآشورين وسببوا في خرب نينوى سنة ٦١٢ قبل الميلاد وسقوط ألأمبراطوريه ألآشوريه حيث أسدل الستار نهائيا على هذه ألأمبراطوريه العظيمه واصبحت المنطقه خاضعه لنفوذ الميدين
والآرامين, الاان كورش الثاني الفارسي استطاع فرض السيطره الفارسيه , وفي عام ٣٣١ قبل الميلاد خضعت المنطقه لنفوذ ألأسكندر المقدوني والذي يعتقد ان معسكره كان قريبا من زاخو وربما في منطقة السليفاني, وجاء في مجلة سومر
وما ان شد ألأسكندر الرحال عن معسكره الكائن على دجله الا اتخذ سبيله الى أرض اتوريا تاركا جبال الكرد على يساره ونهر دجله على يمينه. وبعد وفاة ألأسكندر خضعت المطقه للسيطره السلوقيه.
|