البيان الثالث ..
 

كانت الحلقة الأولى من سلسة فضيحة مجاهد نفسه مخصصة لإعلان أنه هو نفس وليد غانم والتعريف باسمه وشخصيته الحقيقية وعرض صورته من أجل التحذير منه.

تبعتها الحلقة الثانية التي تضمنت سرد سلسلة من الجرائم التي اقترفها بحق المصلحين باسم وليد غانم.

والآن إليكم الحلقة الثالثة التي أبين فيها كيف تم استدراجه وتصويره والتعرف على صوته وصورته من أجل التأكد أنه هو وليد غانم شخصيا.

حينما ظهر مجاهد نفسه في المنتديات بأسمائه المختلفة لم ينتبه له إلا قليل من أهل الفراسة لأنه سلك أسلوبا جمع بين الحماس للتيار الجهادي والانتقاد الشديد للدولة ومجاراة كل إصدارات الجهات المعارضة للدولة. ولم يقصر مجاهد نفسه في دعم قضية الشيخ الزعير والاهتمام المبالغ فيه بها وحشر نفسه كشخص في مقدمة المثيرين لقضية الشيخ الزعير.

وحتى قبل أن يزل زلته الأولى لاحظ الكثير ممن يعرفونه أنه ما أن يكسب ثقة المقابل أو يحس بارتياح منه إلا ويتحدث عن السعي لشكل من أشكال التنظيم ويطرح نفسه كشخص ذي خبرة في ذلك. بعض الناس يقترح عليهم المقابلة الشخصية وآخرون يقترح عليهم منتدى خاص كتنظيم افتراضي وغيرهم يكتفي بعلاقات الماسنجر أو البال توك.

كانت أول زلة شدت الانتباه له هي دخوله في مراسلات مع أحد الكاتبات الفاضلات في أحد المنتديات بدأ يراسلها على الإيميل مراسلة جادة ويناقش قضايا تطرحها هي في ذلك المنتدى. وحاول بكل جهده أن يطور العلاقة باتجاه سيء لكن الأخت المذكورة كانت حذرة جدا فقام مجاهد نفسه بتغيير الأسلوب إلى الابتزاز والتهديد مما تسبب في أن تترك الأخت المذكورة الانترنت بالكامل. وظن هو وقتها أن ابتزازه سيحميه وأن القضية ستبقى طي الكتمان لكنه الله أراد فضحه في وقت مبكر. لكن الذي عرفوا عن هذه القضية لم يصلوا إلى مرحلة ربط مجاهد نفسه بوليد غانم واكتفوا باعتباره شخص منافق أو ربما شاب متحمس لكنه يفقد السيطرة على نفسه عند العلاقة مع النساء.

الزلة التي فتحت الباب للتشكيك في توجهه هي تأسيسه مع مجموعة من المشبوهين لمنتدى (الفرسان). وحينما واجهه البعض بأن هؤلاء مشبوهين برر قراره بالاستعانة بهم بمجموعة من الأكاذيب والاختلاقات يتهم فيها الكتاب الكبار بخذلانه. وكانت حركة منتدى الفرسان هذه كافية لوضع علامة استفهام في دور مشبوه لكنها لم تكن كافية لاتهامه صراحة بأنه استخبارات أو لاكتشاف أنه هو نفس وليد غانم.

بعد تجربة منتدى الفرسان خسر مجاهد الكثير من المكاسب التي حققها وشك فيه كثير ممن كانوا يثقون فيه فكان ينتظر الفرصة لأن يضرب ضربة يخدع فيها الناس. وجاءت قصة الشيخ عبد الحميد المبارك كفرصة ذهبية له لأن يظهر كمناضل سياسي أمام الناس ويقنع من لم يقتنع أنه مخلص وصادق في كتاباته التي يسب فيها النظام. بعد اعتقال الشيخ المبارك تبني مجاهد نفسه فكرة المظاهرات التي تطالب باستمرار عمل لجنة مناصرة فلسطين وإطلاق سراح الشيخ المبارك وتحرك بنشاط ظاهر في ذلك إلى درجة أن تحدث بنفسه وبصوته لقناة الجزيرة. وفيما ظن هو أن هذه الحركة هي التي ستنفعه في تأمين الثقة به فقد كانت الجسر لربط شخصيته بوليد غانم. عندما ظهر صوته في القناة لاحظ الذين يعرفون وليد غانم أن الصوت ليس بعيدا عن وليد غانم. وصادف كذلك أن كان من ضمن إستعدادات مجاهد نفسه الاتصال هاتفيا ببعض من ظن هو أنهم مخدوعون فيه وكان بينهم من يعرف صوت وليد غانم فعرفوا نغمة الصوت. لكن لم يكن الصوت كافيا للجزم بأنه وليد غانم مئة بالمئة فكان لا بد من خطة أكثر دقة.

تقرر بعدها لكشفه كشفا نهائيا أن يتقمص أحد الأخوة دور امرأة معجبة بمجاهد نفسه وتخاطبه من خلال ماسنجره المخصص للجنة فلسطين. وما أن بدأت هذه المرأة المزعومة الحديث معه في الماسنجر وأبدت شيئا من التساهل حتى انتقل مجاهد نفسه في الحديث إلى تحت الحزام بمعنى أن الرجل تجاوز حتى مرحلة الحب الرومانسي إلى الحديث بلغة الجنس مباشرة.

أصر مجاهد نفسه أن يرى تلك المرأة المزعومة فكانت فرصة لمزيد من الاستدراج. قام الشخص الذي تقمص شخصية المرأة بتشغيل الكاميرا ووضع صورة وجه امرأة جميلة أمام الكاميرا لمدة ثواني معدوة ففقد الرجل صوابه ونسي كل شيء وأصبح تحت تصرف هذه المرأة المزعومة. أصر عليه الشخص الذي تقمص شخصية المرأة أن يرى صورته مثلما رآه فلم يتأخر في تركيب الكاميرا وتشغيلها تلبية لرغبة هذه "الحبيبة". حينها لم تكن هناك مشكلة في حفظ الصور في ملف خاص. تم عرض هذه الصور على الذين يعرفون وليد غانم فأكدوا أنه هي صورته فعلا.

كانت الخطوة التالية هي في التعرف على إسمه الحقيقي وهواتفه الحقيقية. استفاد الشخص الذي تبنى شخصية البنت من طلب مجاهد نفسه لأن يقضوا ليلة أو أكثر في أحد الفنادق فادعى أنه لن يمكن التعرف عليه إلا برقم السيارة ومن هنا تم التعرف على رقم سيارته. ومن خلال متابعته والتعرف على بعض نشاطاته وأوضاعه الخاصة تم الوصول إلى تفاصيل إسمه الحقيقي وهاتفه الأرضي والنقال بل وحتى رقم بطاقة الأحوال. كما تبين أنه لا يتبع جهاز المباحث بل يتبع جهاز الاستخبارات ولهذا السبب تفاجأت المباحث بالخبر بعد نشره في الساحات في الحلقة الأولى من الفضحية.

واحتراما للقراء ومراعاة لبعض الأطراف الأخرى التي شاركت في كشف شخصية هذا المجرم فإنني أترك بعض التفاصيل التي لا يليق ذكرها هنا. وأحذر مجاهد نفسه الذي يكتب بأسماء أخرى أنه إذا بدأ يشكك في هذه الرواية فإنني سأجد نفسي مرغما أن أنشر مقاطع من نص الحوار السافل الذي أجراه مع الشخص الذي تقصم دور امرأة، فمن الأولى له أن ينطم ويسكت.

 

الحلقة الأولى   الحلقة الثاني