مقتطفات من الكتاب 

تمهيد

أضع بين يدي القارئ العربي هذا الكتاب المعني بالاستثمار في أسواق المال الأمريكية ليكون سنداً لمن أراد الخوض في عالم الاستثمار ... عالم المال ... عالم البحث عن الاستقلال المالي.  إن ما دفعني للكتابة هو إيماني الشديد بأن العلم والمعرفة هما سلاح المستثمر، وبدونهما فإن المستثمر أشبه بمن يقود سيارة أُطفأت مصابيحها في جنح الليل، فهو لا يرى الطريق أمامه ولكنه يأمل بأن يحالفه الحظ ويصل إلى مبتغاه.  إن قراءة هذا الكتاب هي بمثابة إشعال مصابيح السيارة قبل تحريكها، وكما أن إشعال مصابيح السيارة لا يقي من جميع مخاطر الطريق، فإن قراءة الكتاب لا تعني الربح الأكيد ولا تجنب الخسارة.  ولن يجد القارئ في أي مكان في الكتاب أي وعود بربح سريع ولا ادعاء بطرق مضمونة للكسب والثراء، ومن أراد ذلك فسيجده في كتب المنجمين والزائفين.  إن كل ما يمكن أن يقدّم في هذا المجال هما العلم والمعرفة والإقرار بحتمية المجازفة في عالم  الاستثمار.   وما السنوات الأخيرة وما نتج عنها من هبوط حاد في الأسهم إلا دليل على أن المجازفة جزء لا يتجزأ من الاستثمار، وإن القبول بالمجازفة وإدراك جوانبها العديدة يعد من أفضل ما لدى المستثمر من أسلحة.

إن هذا الكتاب ليس مترجماً من كتاب آخر وليس منقولاً من كتب أخرى، بل هو عمل أصلي بذلت فيه جهداً كبيراً مستخدماً العديد من المراجع من كتب ومقالات ومعلومات مختلفة، إضافة إلى ما حصلت عليه من خبرات طوال أحد عشر عاماً من الاستثمار النشط في الأسواق الأمريكية. ولقد قمت بإدخال النص وعمل الصف والإخراج بنفسي للتأكد من خروجه كما ينبغي.

إن هذا الكتاب بمثابة دعوة لخلق عقول نيرة في كل مستثمر عربي، فهو يتحدث عن الاستثمار والتجارة والاقتصاد وإدارة الأعمال، وهو يغطي مواضيع متعددة من أسواق الأسهم الأمريكية وطريقة عملها إلى التحليلين الأصولي والفني، وطرق عمل الصناديق الاستثمارية بجميع أشكالها بما في ذلك الصناديق الدولية، وصناديق الحماية.  ويتطرق إلى ما هو متاح من طرق الاستثمار الإسلامية، ومفهوم الاستثمار في أسهم المؤشرات والأسهم القابضة، والسلع الآجلة وكيفية تداول العملات الدولية، وطبيعة الاستثمار في السندات وعقود الخيار، وتداول الأسهم عن طريق الإنترنت، علاوة على شرح مفصل لأهم المواقع الاستثمارية على الإنترنت، ودليل مختصر لأهم تلك المواقع.