تشغيــــــــــل الأطفـــــــال

 

يعرّف تشغيل الأطفال بأنه كل شكل من أشكال النشاط الاقتصادي الذي يمارسه أطفال، والذي يحرمهم من كرامتهم ويضر بنموهم الطبيعي، الجسدي والنفسي.يشمل النشاط الاقتصادي ضمن ما يشمله، العمل السري، والعمل غير المؤدى عنه والعمل في القطاع غير المهيكل.

ويغطي مصطلح "عمل الأطفال" واقعاً معقداً ؛ فهو يبدأ من العمل الضار والذي يشمل استغلال الطفل العامل، إلى مظهر العمل الأكثر بساطة.

استناداً إلى "البحث الوطني حول التشغيل"، وحدة الطفل/2000، يقدر عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة بـ 5.4 ملايين، منهم حوالي 600.000 من العاملين أي % 11 من فئة السن هذه، و 800.000 طفل من نفس شريحة السن، أي % 14,5 هم بدون عمل.

تختلف هيكلة الأطفال حسب نوع النشاط تبعاً للجنس وتبعاً للوسط السكاني.

النسبة المئوية للأولاد في العمل، وفي المدرسة، وممن لا نشاط لهم، هي على التوالي % 13، % 79 و% 8، في حين تبلغ هذه النسب لدى الفتيات % 9,5، و% 69 و% 21.

تبلغ نسبة الأولاد من العدد الكلي للأطفال العاملين % 58 ونسبة الفتيات % 42 ، مما يبين تفوقاً ذكورياً طفيفاً.

على أساس الوسط السكاني، هناك ميل لدى الأطفال من الوسط القروي للجوء إلى العمل، أو إلى أن يكونوا بدون نشاط، على حساب التمدرس، بالمقارنة مع الأطفال في الوسط الحضري.

ففي الواقع، تبلغ النسب المئوية للأطفال القرويين في العمل، وفي المدرسة، وممن لا نشاط لهم، على التوالي، % 19، و% 57 و% 23,5، مقابل % 3، و% 91 و% 5,5 في الوسط الحضري.

يستنتج من ذلك أن عمل الأطفال هو قروي بالأساس بما أن % 87 من الأطفال العاملين هم من الوسط القروي مقابل % 13 في الوسط الحضري.

وعلى الصعيد الوطني، % 84,6 من الأطفال العاملين لا يتوفرون على أي مستوى دراسي مقابل 13,4 % لهم مستوى ابتدائي.

نظام مساعدة الأسرة هي الوضعية الأكثر شيوعاً، إذ تبلغ % 85 (% 80 من الأولاد مقابل % 91 من البنات). وتلاحظ هذه الظاهرة بالأساس في الوسط القروي الذي يحتل نسبة % 87 من الأطفال العاملين.

الزراعة هي فرع النشاط الذي يشغل أكبر عدد من الأطفال، بنسبة % 84,4 (% 82 من الأولاد مقابل % 87,7 من البنات).

النسبة المئوية للأطفال العاملين الذين يرتادون المدرسة في نفس الوقت هي % 12.

الأسباب الرئيسية لعمل الأطفال :

كان عمل الأطفال ، في جميع الأزمنة، مرتبطاً أساساً بفقر الأسر.

فالفقر يدفع بالأطفال إلى العمل للحصول على النقود التي ستحسن من دخل الأسرة.

ولكن هل الفقر هو تفسير كاف لتبرير عمل الأطفال ؟

 

هناك أسباب أخرى عندما تتضافر مع الفقر، فإنها تشجع عمل الأطفال.

واستناداً إلى الدراسات والأشغال المختلفة المنجزة في ميدان عمل الأطفال، فإن عوامل أخرى تسهم في دفع الأطفال للعمل.

- الحجم الكبير للأسر - الفشل المدرسي - الهجرة من البوادي إلى المدن - تفكك الأسرة - تفضيل اليد العاملة الصغيرة في بعض النشاطات. - مواقف اجتماعية تحبذ عمل الأطفال

يمكن تحليل عمل الأطفال على ثلاثة مستويات.

أ) - الأسباب المباشرة هي الأكثر وضوحاً والأكثر بداهةً، ولها تأثير مباشر على الطفل وعلى الأسرة. والفقر والأحداث التي تغير التوازن المالي للأسرة هي من هذه الأسباب.

ب) - الأسباب الخفية هي القيم والأوضاع التي يمكن أن تجعل الأسرة عرضةً لقبول عمل الأطفال بل ولتشجيعهم عليه.

النزعة الاستهلاكية يمكن أن تدفع الأطفال والآباء إلى البحث عن كسب المزيد من المال لمواجهة احتياجات أخرى.

ج) - الأسباب البنيوية تتدخل على مستوى الاقتصاد والمجتمع ككل وتؤثر على الوسط الذي يمكن فيه لعمل الأطفال أن ينتعش أو على العكس أن يكون غير مشجع. ويشكل الناتج الداخلي الإجمالي الضعيف جزءاً من هذه الأسباب.

دعوة لمعالجة ظاهرة تشغيل الأطفال في المغرب

 

 

دعا مسؤولون مغاربة إلى معالجة ظاهرة تشغيل الأطفال في المغرب بنهج شمولي تتعاون فيه جميع الأطراف المعنية.

ووصف وزير التشغيل والتكوين المهني المغربي مصطفى المنصوري هذه الظاهرة بأنها تحد كبير للحكومة التي يجب عليها القيام بجهود كبيرة وخاصة في القرى لتوفير خدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات.

وقال المنصوري -على هامش ندوة عن محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال وإدماجهم في التنمية الاقتصادية تعقد في الرباط على مدى يومين- إن الحكومة لا يمكنها محاربة هذه الظاهرة لوحدها مطالبا بتضافر جهود الآباء والمجتمع المدني للحد منها.

وأظهرت دراسة حكومية مغربية بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافية (اليونسيف) ومنظمة العمل الدولية والبنك الدولي وجود 84% من إجمالي الأطفال العاملين في المغرب وعددهم 600 ألف طفل في القرى.

وكشفت الدراسة أن نحو 1.3 مليون طفل من الفئة العمرية بين 7 و14 سنة لا يذهبون إلى المدرسة حيث أن الإصلاحات لم يبدأ فيها إلا حديثا ولم تصل إلى نتائج ملموسة بعد.

من جهته أكد كاتب الدولة المكلف بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية أنيس بيرو أن الإشكالية الرئيسية هي محاربة الفقر التي تستدعي إدراك الآباء الذين يشغلون أبناءهم أن تحسين وضعهم الاجتماعي يجب أن يمر عبر إدخالهم المدرسة وليس بتشغيلهم.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي يواجهها الأطفال المشغلون أظهرت الدراسة أن 50% من 3500 طفل شملهم البحث يتعرضون لمخاطر عالية أو عالية جدا و3% فقط لا يواجهون أي خطر.

ومن ضمن المخاطر تعرض هؤلاء الأطفال للمبيدات الحشرية والفطرية وحمل أعباء ثقيلة والعزلة والتعرض للشمس خلال قيامهم بالعمل ومصاعب أخرى.

وحددت الدراسة أسوأ عمل يواجه تشغيل الأطفال في المغرب يتمثل الاستغلال الجنسي لأغراض تجارية.

واحتل المغرب المرتبة 125 في تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة مؤخرا.

اطبع هذه الصفحة