كلام صريح   I    المسلمون في الهند    I    النخبة    I    الهند - التكنولوجيا والمعلومات    I   الهنود والنكات     التعليقات    I     

 
       

تغطيات خاصة

 أخبار الهند

 الرئيسية

 
 
 

المسلمون في الهند

 

مسلمو الهند: بين مطرقة التخلف و سندان تجاهل العالمين العربي الإسلامي

 (29 يناير/ كانون الثاني 2007 )

 

الافتتاحية

كلام صريح

قضية الساعة

النخبة

المسلمون في الهند

الهنود العالميون

التكنولوجيا

المقالات

أخبار الهند

المعلومات الأساسية

الهنود والنكات

الفضاء

الصحف العربية

العلاقات الخارجية

التعليم

الثفافة

المتفرقات

الصور

FAQ

Downloads

المحطات

المصادر  

التعليقات

من نحن

سجل الزوار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مسجد جامع دلهي أكبر مسجد في الهند يعود تاريخ بنائه إلى قرن السابع عشر و تعرض للاعتداء قبل أسبوعين

كلمة بوابة الهند

 

محتويات الصفحة:

المقدمة

الخاتمة

المقدمة

بين فريد زكريا، رئيس تحرير مجلة  نيوزويك العالمية، وشاروخ خان، أشهر نجم سينمائي في بوليوود، مركز صناعة السينما الهندية التي تتخذ من مدينة مومباي (بومباي سابقا) مقرا لها، وهما الشخصيتان اللتان تمثلان الوجه المعروف لمسلمي الهند بالنسبة للكثيرين حول العالم، فإن ثمة حلقات مفقودة ومجهولة لهذه الجالية التي تمثل ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم بعد إندونيسيا.  فمسلمو الهند الذين يبلغ تعدادهم زهاء 180 مليون نسمة و حكموا هذا البلد المترامي الأطراف لما يقارب من ثمانية قرون، ورسموا صفحات ناصعة للتعايش السلمي والتسامح الديني مع مجتمع فسيفسائي يدين بألف دين ويتحدث بألف لسان ناهيك عن الفروقات العرقية والطائفية والثقافية على مدى قرون خلت،  قد بقوا بعيدين عن الأضواء رغم الخدمات الجليلة التي أسدوها في شتى ميادين الحياة وأثروا المكتبة الإسلامية بأدبياتهم التي لا تعد ولا تحصى ليست في مجال العلوم الشرعية فحسب، وإنما في مجالات العلم كافة، ولكن الحاجز اللغوي جعل إسهاماتهم القيمة و جهودهم الجبارة لا تذكر في الدوائر الإسلامية كونهم لا ينطقون باللسان العربي.  ومن ناحية أخرى أصبحت لغة الأوردو، لغة الأم لمعظم مسلمي الهند و التي وضعوا فيها معظم مؤلفاتهم، لا تتلقى العناية التي تستحقها من الجهات الحكومية في الهند، ربما لتحولها إلى اللغة الرسمية للدولة الإسلامية التي نشأت بعد التقسيم تحت اسم باكستان، رغم جذورها الهندية البحتة لجهة النشأة والتطور قبل أن تصبح لغة رسمية للوطن الجديد للمسلمين.

فالكثيرون في العالمي العربي و الإسلامي من المحيط إلى الخليج يتوهمون أن الهند أرض هندوسية خالصة و لا وجود بتة للإسلام فيها.  فكم من المسلمين سمعوا عن العلماء المسلمين الهنود الذين حملوا لواء التجديد والتنوير في قرني التاسع عشر و العشرين و ساهموا بعلومهم و أفكارهم و كتاباتهم في الصحوة الإسلامية من أمثال شاه ولي الله الدهلوي، أو أحمد سر هندي أو شبلي النعماني أو قاسم نانوتوي أو محمد إلياس أو حميد الدين الفراهي أو عماد الله مهاجر المكي أو أبوا الحسن علي الندوي أو أو أحمد رضا خان أو مولانا محمود حسن الملقب بشيخ الهند أو دعاة من أمثال زاكر نايك، رئيس مؤسسة البحث الإسلامي أو علماء في مجالات أخرى من أمثال عالم طيور سالم علي أو عالم علم المحيطات الدكتور زهر القاسمي الذي إستطاع أن يوصل سمعة الهند إلى أعماق المحيطات (التعبير مقتبس من إحدى المقالات مع التصرف) أو الصحفيين الكبار من أمثال إم. جي. أكبر أو رجال أعمال لعبوا دورا حيويا في ثورة التكنولوجيا التي غيرت معالم الهند الحديثة منذ عقد ونيف مثل عظيم هاشم بريمجي, صاحب شركة وبرو تكنولوجيس و المصنف في المرتبة الخامسة والعشرين من أغني أثرياء العالم، بعد أن احتل المرتبة الرابعة في منتصف التسعينايات.

 أما الذين ذاعت صيتهم عبر عالمي العربي و الإسلامي من أمثال أبو الأعلى المودودي، المجدد المسلم الذي أسس حركة الجماعة الإسلامية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة في شبه القارة الهندية المولود في أورنغاباد في ولاية مهاراشترا الهندية وهاجر إلى باكستان قبل التقسيم بفترة وجيزة أو  أحمد ديدات، أحد أشهر الدعاة المسلمين في العالم في العصر الحديث والذي هاجر شابا الى جنوب أفريقا و توفي في العام الماضي، و السيد سليمان ندوي الذي هاجر الى باكستان في عام 1950 و الشيخ رحمة الله الهندي،  مؤسس أول مدرسة  في الجزيرة العربية في عام 1292هـ  (المصدر: موقع المدرسة الصولتية، صفحة نبذة عن المدرسة)  و عبد الله يوسف علي, صاحب أشهر ترجمة إنجليزية  للقرآن الكريم  وغيرهم لما عرفوا في العالم الإسلامي  لولا مغادرتهم للبلاد، مع الاعتراف بأن الظروف هي التي دفعتهم إلى مغادرة البلاد كما أنهم لم يتفانوا في مجالاتهم من أجل كسب الشهرة.

و منذ وصول الإسلام إلى ساحل ملبار جنوبي للهند في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على أيدي تجار عرب (قصة انتشار الإسلام في ساحل ملبار) من بينهم  الصحابي الجليل مالك بن دينار والذين كانوا يترددون على سواحلها منذ قرون عدة ثم إلى شمال الهند على أيدي الفاتحين لاحقا في العهد الأموي حقق الإسلام انتشارا واسعا و سريعا في ربوع الهند ومجاهلها. وضمت أرض الهند العريقة إلى أحضانها الرحبة الدين الجديد وهيأت له كل الظروف التي مكنتها من ترسيخ أقدامه على أراضيها في غضون بضعة قرون. فهذا البلد الذي قامت عليه معظم الديانات الوضعية من الهندوسية و البوذية و الجاينية و السيخية وغيرها من الأديان التي كانت سائدة في معظم أنحاء دول جنوب و جنوب شرق آسيا قبل أن يشرق عليها نور الإسلام لم تجعل أيديها مغلولة إلى عنقها أبدا تجاه الدين الجديد، بل بسطتها كل البسط لتحمل مخاض العديد من الحركات الدعوية و التجديدية الإسلامية من الجماعة الإسلامية و جماعة التبليغ وحركة أهل الحديث و حركة ديوبندية وحركة  برلوية و غيرها، وامتزجت على أراضيها حكمة الهند وتراثها الغني مع مساواة الإسلام وعقيدتها السمحاء فذابت في بوتقتها كل التناقضات التي تحملها ديانات الهند الوثنية مقابل دين الإسلام الحنيف أساسه التوحيد. وهكذا عاشت أجيال متعاقبة من الشعب الهندي باختلاف عقائدهم و مذاهبهم دون أن تكون تلك التناقضات سببا لشق صفوف وحدتهم. وقد تجلى تكاتف شعبها و تلاحمهم في أبهى صورها حين نشبت حركة التمرد الأولى ضد الاستعمار البريطاني في عام 1857 و بلغت ذروتها في حركة الخلافة Khilafat Movement ثم وقفوا على قلب رجل واحد ليقولوا بصوت واحد للبريطانيين Quit India أي أتركوا الهند. هذا هو تاريخنا...كنا حكاما في يوم من الأيام لإحدى أعظم الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ...فكسبنا عقول أصحاب الديانات الأخرى بتسامحنا وتصاحفنا...ثم أصبحنا محكومين حينما انتزع الحكم من أيدينا على أيدي المستعمرين...فلم نقف مكتوفي الأيدي بل تكاتفنا و تآزرنا لاستعادة كرامة بلادنا بتحريره من نير المستعمر...فحققنا ذلك وأكتاف بعضنا تتلامس بعضا...ولكننا رأينا أيضا بحرقة قلوبنا تمزيق بلادنا على أساس ديني...لنصبح أقلية حساسة تعلق بشماعتها جريمة التقسيم...

إن تقسيم الهند دمر كثيرا من الإنجازات التي حققه مسلمو الهند منذ المئات السنين و التي لا يستطيع أحد أن يتذكرها إلا بأسى وحنين (Nostalgia) بالغين إلى الأيام الغابرة. و الناظر في صفحات تاريخ الهند بعد التقسيم لا يلبث أن يرى أن ما أفسده التقسيم لم تصلحها المبادئ العلمانية التي قامت عليها الهند، و التي ضمنت دستورها الحقوق المتساوية و الفرص المتكافئة لكافة شرائح المجتمع الهندي، دون الاعتبار لديانته أو عرقه أو طبقته أو لغته، فجروح التقسيم ما زالت باقية في قلوب الكثيرين دون أن تندمل بشكل كامل.

لقد كان تقسيم الهند أو تمزيقه، إن شئت، على أساس ديني عام 1947 حدثا مفصليا في تاريخ الهند الحديث بوجه عام و في تاريخ المسلمين بوجه خاص.  وقد جاء الاختبار الحقيقي لمستقبلهم حين قرر لما يربو على ثمانية  ملايين مسلم جلهم من الطبقة المثقفة من العلماء المسلمين  وزعمائهم  وكتابهم من كل أنحاء الهند الحالية (المهاجرون) إلى الجزء الذي حجب بعد ذلك الأضواء عن مسلمي الهند أي الموطن الجديد لهم - باكستان.   و كل ما تركوها في أرض آبائهم و أجدادهم لم يكن سوى ملايين من الفقراء و الأميين - حفاة عراة - عرضة للتطهير العرقي والقتل الجماعي والنهب المسلح لينعموا تحت الظل الظليل للجمهورية الإسلامية الوليدة في الوقت الذي كان مسلمو الهند في أشد حاجة إلى قيادتهم من أي وقت مضى. وهكذا جاء تقسيم الهند بالنسبة لمسلميها أكثر من مجرد هجرة الأدمغة حيث أصبحوا بلا قيادة تمتلك الإرادة السياسية والرؤية المستقبلية والأجندة الواضحة تستطيع بها أن تبحر بالمسلمين البؤساء الباقين إلى بر الأمان في خضم موجات العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد على أعقاب التقسيم. ولم يتوقف منذ ذلك الحين معاناة المسلمين في الهند في جميع نواحي الحياة. فمسلمو الهند اليوم أكثر شرائح المجتمع الهندي تخلفا في المجالات التعليمية و الاقتصادية و الاجتماعية حسبما  تكشف الكثير من الدراسات التي سوف نتطرق إلى بعضها في تغطيتنا الخاصة.  ومن جهة ثانية استعرت الحملات التشكيكية التي أطلقها المتطرفون من الهندوس للطعن في الهوية الوطنية للمسلمين، فالمسلمون في نظر الكثيرين طابور خامس يتعاطف مع باكستان ويتجسس لصالحها و يدين لها الولاء. وهذا هو الأمر الأشق على نفوسهم وأكثرها وقعا عليها من كل المعانات التي تحملوها وصبروا عليها.  و كانت النتيجة  أن أضحى المسلمون الذي قرروا البقاء والصمود على الأراضي التي ولدوا و ترعرعوا عليها غرباء في ديارهم و كبش فداء لخطئ تاريخي وقع دون أن يكون لمعظمهم أي دور في كتابة سيناريوهاته و فصوله.  أما المتطرفون الذين يروجون لفكرة أن مطالبة بعض المسلمين بوطن خاص بهم كان السبب الرئيسي وراء التقسيم الجائر للبلد يتذرعون بها لشن حملات تطهيرية بين الحين و الآخر يروح ضحاياها آلاف المؤلفة من الأبرياء المسلمين.  و يعطون لأنفسهم الحق في تخيير المسلمين أمام الهجرة مرة أخرى إلى البلد الذي طالبت به مجموعة من قصيري النظر و الساعين وراء تحقيق مآرب فردية، من الوصول إلى سدة الحكم وغيرها  و بين التخلي عن الهوية الإسلامية إذا أرادوا البقاء و الحياة الكريمة في الهند، وعلتهم في ذلك أنه كان يفترض على المسلمين الذين قرروا البقاء أن يحذوا حذو من هاجر أثناء التقسيم، حتى يتفرغوا هم  لبناء الدولة الهندوسية المزعومة. فهيهات لهم ذلك. وعلينا أن نسألهم: أين تريدوننا أن نرحل من هنا؟  

على أنه من الواجب القول أن الكثير من الهندوس الأغلبية اليوم يعون عدم جدوى الشعارات الطائفية الرنانة التي لا طائل من ورائها وينبذون الغلو الديني بكل أشكالها وخلفياتها، ويدركون مدى أهمية التعددية الذي كان سر وجود الهند و أحد روافد تماسكها منذ آلاف السنين.  وكان خير دليل على هذا التفكير العقلاني ضبط النفس الذي مارسه أبناء هذه الطائفة الذين يشكلون 80% من سكان الهند أي أكثر من 800 مليون نسمة على أعقاب سلسلة الانفجارات التي وقعت في محطات سكك حديدية في بومباي قبل بضعة أشهر و ما سبقتها من حوادث مماثلة وقعت في أحد الأسواق الشعبية المزدحمة من مدينة دلهي عشية احتفال الهندوس بأحد أعيادهم وأوقع الحادثان عددا كبيرا من الضحايا معظمهم من المدنيين الهندوس،  وكان من الواضح أن الذي يقف وراء هذه الأحداث الخطيرة و المشينة ليست إلا مجموعة جبانة من المخربين الذين لا يهدأ لهم البال إلا  بتعكير صفو العلاقات المستقرة مؤخرا بين الأقلية المسلمة والأغلبية الهندوسية في محاولة منهم لاصطياد السمك في الماء العكر، غير أن هذه المحاولات، ولله الحمد، باءت بالفشل الذريع.

أما الموقف الرسمي من الحكومات الهندية المتعاقبة تجاه قضايا تمس الواقع المعيشي لمسلمي الهند والارتقاء بمستواهم التعليمي والاجتماعي و الاقتصادي و الحصول على حقوقهم المتساوية في الوظائف ظلت باعثة على خيبة أمل في أغلب الأحيان.  فمن ناحية وجدت الأحزاب الهندوسية اليمينية في تلقيب الجالية الإسلامية "بالجالية المدللة" منفذا لتمرير أجندتها السياسية من أجل مزيد من تهميش المسلمين واتهمتهم بتلقي معاملة استرضائية من مختلف الأحزاب العلمانية وعلى رأسها الحزب المؤتمر الذي حكم البلاد معظم فترات ما بعد الاستقلال.  و الحال أن هذه الأحزاب العلمانية لم تكن تهمها أبدا إلا أصوات الناخب المسلم، فاستغل هواجسه التي كانت تحوم في أغلبيتها حول قضايا أمنية الحفاظ على الهوية الدينية و القضايا الأخرى الهامشية.  كما ساعدت الحملات التشكيكية التي شنتها الأحزاب اليمينية ضد الهوية الدينية والوطنية لمسلمي البلد في تأجيج الوضع و صرف اهتمامهم من القضايا الجوهرية التي من شأنها أن تقوي جبهتهم مثل التركيز على التنمية الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية مما دفع بهم في نهاية المطاف إلى مؤخرة الركب. فأصبح نصيب الأغلبية الساحقة من المسلمين من الازدهار الاقتصادي و التكنولوجي التي تشهدها الهند منذ مطلع التسعينيات ضئيلا مما تجعل قدرتهم التساومية هشا في الهند الصاعدة على المسرح العالمي.  والقادة الدينيين ظلوا يتقوقعون في المسائل الفرعية بدلا أن يشغلوا أنفسهم و يفرغوا طاقاتهم في معالجة قضايا أساسية للمسلمين.  وهكذا لم يجد المسلمون من يأخذ بأيديهم ويخرجهم من مستنقع الفقر والتخلف الذي وقعوا فيها لأسباب تاريخية فصنفوا في خانة أكثر فئات المجتمع الهند فقرا و تخلفا. وتؤكد العديد من الدراسات التي خرجت إلى النور هذه الحقيقة كما أنها  تكشف زيف و بطلان الإدعاءات التي تقول بالسياسة الاسترضائية و تدليل الجالية المسلمة. وهنا ينبغي الإشارة إلى أن  الدستور الهندي قد ضمن حقوقا متساوية و فرصا متكافئة لكل شرائح المجتمع الهندي إلا أنها بقيت في كثير من الأحيان حبرا على الورق نتيجة إلهاء المسلمين عن قضاياهم الجوهرية من ناحية و ضعف القدرة التساومية من ناحية ثانية. رغم كل هذا يبقى أن نقول أن مسلمي الهند يتمتعون بكافة حقوقهم في ممارسة الشعارات الدينية و التعبير عن وجهات نظرهم دون مضايقات أو ملاحقات حكومية في ظل المناخ الديمقراطي التي طالما تفتخر الهند أمام العالم، و لعل هذا يفسر عدم لجوئهم إلى أسلوب التطرف و التشدد التي تعاني منها الكثير من المجتمعات الإسلامية.  كما يكفيهم فخرا أنه رغم كل تلك المعانات التي يعيشونها لم يعرف منهم أن انضم أحدهم إلى شبكات تخريبية عالمية.

الخاتمة

إن المسؤولية الكبيرة التي حملتها "بوابة الهند" على عاتقها منذ إنطلاقتها المشرفة ، والموفقة بفضل الله أولا و أخيرا ولا تدين الفضل في نجاحها إلا له، من تعريف الآخرين ببلدها وشعبها بعيدا عن صور نمطية سائدة، وما يفرض عليها واجبها الديني و الوطني تجاه قضايا بلدها وشعبها عامة و المسلمين فيها خاصة هي التي دفعتها إلى هذه التغطية الخاصة حول المسلمين وأوضاعهم فيها. و قد رصدت "بوابة الهند" خلال متابعتها الجادة لوسائل الإعلام العربية تقاعسا وتجاهلا واضحين من جانبها تجاه هذه الجالية المنسية التي تشكل كما أسلفنا ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم.  فإحدى هذه الوسائل التي تحرص بوابة الهند على متابعتها منذ أربع أعوام، والتي تحتكر وللأسف سوق الرأي العام العربي الإسلامي جملة و تجزئة، تخصص تغطيات خاصة للمسلمين في كل أنحاء العالم من كوريا الجنوبية و الصين شمالا الى إندونيسيا و أستراليا جنوبا، الا أن عيونها (إشارة إلى تغطية هذه الوسيلة الخاصة تحت عنوان "عين على الصين")  أبت إلا أن تتغاضى عن هذه الجالية التي كان من الأولى أن تلمح إليها ولو لمحة سريعة. ويعيد هذا الحديث إلى أذهان بوابة الهند الموقف السلبي الذي اتخذته الوسيلة المذكورة تجاه المسيرات السلمية الضخمة  التي عمت شوارع الهند و التي شاركت فيها أعداد هائلة من مسلمي الهند و شاركهم فيها أتباع الديانات الأخرى حين تجرأت إحدى الصحف الدانمركية على إساءة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي تصدرت أخبار تلك المسيرات الضخمة و التي توالت من الهند العناوين الرئيسية لأخبار قنوات أجنبية مثل سي إن إن الأمريكية و بي بي سي البريطانية. ولعل هذه المسيرات كانت حدثا عارضا و سطحيا في نظر هذه الوسيلة، إلا أن الذي يأسفنا تجاهل هذه الوسيلة وغيرها من الوسائل الإعلام العربية أحداث مصيرية تحدث لمسلمي الهند و تشكل قيمة خبرية هائلة لإخوانهم حول العالم، وكان آخرها الدراسة التي أثير حول نتائجها جدل واسع في الأوساط الهندية و حظيت باهتمام إعلامي عالمي مركز لكونها إحدى أكثر الدراسات جادة  تسلط الضوء على الأوضاع الحقيقية لمسلمي الهند و تم بتفويض من الرئيس الوزراء.

 ويبقى أن نشير إلى أننا لا نحاول من خلال هذه التغطية أن نعلق أسباب تخلف مسلمي الهند بالمشجب العالمي العربي و الإسلامي، وتجاهله بقدرما هو تركيزنا تسليط الضوء على الواقع المعيشي لمسلمي الهند اليوم بعد 60 عاما من استقلال البلاد، ويتجلى ذلك واضحا عند اختيارنا لمقالات قمنا بترجمتها وهي تتحدث عن أوضاع المسلمين في الهند، فلم نلق اللوم على  أحد سوى قيادتنا بالدرجة الأولى. ولكننا في الوقت نفسه إذ نطالب أن يكون هناك قدر متساو من الاهتمام الإعلامي بمسلمي الهند، مثلهم مثل كل الجاليات الإسلامية حول العالم، لا لشيء سوى للاطمئنان بأن إخوانهم حول العالم يهتمون بهم انطلاقا من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :"من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" ولإسماع صوتهم الذي لا يكاد يسمع في الأوساط الإسلامية منذ 60 عاما. كما أننا نطالب من هذا المنبر أن يكون لمسلمي الهند تمثيل ولو جزئي في المنظمات الإسلامية العالمية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي كونهم ليسوا أقل عددا أو شأنا من بقية الشعوب الإسلامية. فلا يعقل أن تقوم بعض الجمهوريات الإسلامية بعرقلة و إجهاض المساعي المشكورة التي بذلتها بعض الدول من بينها دولة قطر لضم الهند ب إلى منظمة المؤتمر الإسلامي النظر إلى تواجد الهائل للمسلمين فيها. فمسلمو الهند لم يفوض أحدا أن يتحدث نيابة عنهم فهم أحق بذلك، و الواجب و المأمول من الآخرين أن يشدوا أزرهم في تحقيق ما يصبون إليه من تنمية تعليمية و اجتماعية و اقتصادية.

ولإلقاء مزيد من الضوء على وضع هذه الجالية المنسية في الهند والتي تشكل، كما أسلفنا، ثاني أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، قامت بوابة الهند بترجمة بعض الدراسات التي لمسنا فيها الموضوعية في الطرح، أوحدهما أعدها الكاتبان عمران علي (Imran Ali)  و يوغيندر سيكاند ( Yoginder Sikand ) ونشرت تحت عنوان " مسح حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين في الهند" أو Survey Of Socio-Economic Conditions Of Muslims In India. وقد أجريت هذه الدراسة في ضوء نشر تقرير تم بتفويض من الحكومة المركزية أعدته لجنة ساجار التي ترأسها القاضي السابق في محكمة دلهي راجيندرا ساجار للوقوف على أوضاع المسلمين الاجتماعية والاقتصادية في الهند. أما الدراسة الثانية فهي بعنوان أوضاع المسلمين في الهند نشرها الكاتب Syed Najiullah تحت عنوان The Status of Muslims in India وسوف تكون تغطيتنا هذه فاتحة خير لإطلاق موقع آخر تعتزم بوابة الهند تدشينه قريبا تحت عنوان " عين على الهند" 

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

العودة إلى الأعلى

 

المواضيع الأخرى

مسح حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين في الهند -  بقلم يوغيندر سيكند و عمران علي / ترجمة بوابة الهند

أوضاع المسلمين في الهند - بقلم سيد نجي الله / ترجمة بوابة الهند

لمحة عن المسلمين في الهند بقلم د.أ.زهور / ترجمة بوابة الهند

قصة إنتشار الإسلام في الهند ودلالاتها على العلاقات العربية الهندية / خاصة ببوابة الهند

البروفيسور أبوبكر زين العابدين عبدالكلام : من بيع الصحف على الأرصفة الى رئاسة الجمهورية -  بقلم   د. عبدالله المدني
رجل عظيم اسمه "عظيم هاشم" - بقلم   د. عبدالله المدني
أستاذ الشاه ناي بسم الله خان - موقع بي بي سي / ترجمة بوابة الهند

 

   

 

أنقر هنا للتسجيل في سجل الزوار

 

أطلق العنان لأفكارك... واجعل كلمتك مسموعة من خلال بوابة الهند

 

 I   Downloads   I  المحطات   I   الصور   I    من نحن   I   الأسئلة الشائعة عن الهند   I   المصادر   I   التعليقات   I

 

للأمانة العلمية: نسمح بإعادة نشر أي من المواد المنشورة على موقعينا بوابة الهند و أخبار الهند شريطة ذكر عنوان موقعنا في حال أن المادة خاصة بنا و عناوين مصادرنا في حال أنها مترجمة من قبلنا

 

zerone10@rediffmail.com