أنواع الأمانة:
الطالب
:صبحي شمالي وعبد الحميد خضور
الأمانة لها
أنواع كثيرة،منها:
1- الأمانة في العبادة:00
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة
والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من
الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.
الأمانة في
حفظ الجوارح: وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله
-سبحانه-؛
2- الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل
الرسول صلى الله عليه وسلم مع
المشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم؛ فقد عُرِفَ الرسول صلى الله عليه
وسلم بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل
البعثة بالصادق
الأمين،
وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى
المدينة، ترك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.
3- الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة،
والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد
في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن
يتقنه "
4-
المسئولية أمانة:
كل إنسان مسؤول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا
أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله
عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على
أهل بيته وهو مسئول عنهم، و المرأة راعية على بيت بعلها
(زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) (متفق عليه(
5- الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها
الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما
قال الله تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} [إبراهيم: 24].
وقد ينطق
الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل
النار، وضرب الله -سبحانه- مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق
الأرض ما لها من قرار} [إبراهيم: 26].
وقد بين
الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: (إن الرجل لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن
تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم
يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه) [مالك]. والمسلم يتخير
الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله
-سبحانه-، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ووالكلمة الطيبة صدقة) [مسلم].
6- الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا
يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) [أبو داود والترمذي].
7- أمانة النية:
المسلم لا ينوي أن يغِشُّ أحدًا،
ولا يغدر به ولا يخونه، وقد مرَّ النبي صلى الله
عليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في صبرة الطعام، فوجده مبلولا، فقال له: (ما هذا يا صاحب الطعام؟).
فقال الرجل: أصابته السماء )المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشَّ
فليس منا) [مسلم].
فضل الأمانة: ( إذا ضيعت الأمانة فأنتظر الساعة )
عندما يلتزم
الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير،
ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} [المعارج: 32]. وفي
الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم،
وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.