|
الكبيرة
الخامسة
أكل
الربا
قال
الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا
تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله
لعلكم تفلحون ". وقال
تعالى: " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا
كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ذلك
بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا "- أي لا
يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم
الذي قد مسه الشيطان وصرعه ، وأن ذلك الذي
أصابهم إنما أصابهم لأنهم قالوا أن الربا
حلالاً فاستحلوا ما حرم الله ، فإذا بعث الله
الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة
الربا فإنهم يقومون ويسقطون كما يقوم المصروع
كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في
الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم
القيامة فهم كلما أرادوا النهوض سقطوا
ويريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون. وعن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله e
قال: لما أسري بي مررت بقوم بطونهم بين أيديهم
كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم قد مالت بهم
بطونهم منضدين على سابلة آل فرعون وآل فرعون
يعرضون على النار غدواً وعشياً ، قال فيقبلون
مثل الإبل المنهزمة لا يسمعون ولا يعقلون
فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل
بهم بطونهم فلا يستطيعون أن يبرحوا حتى
يغشاهم آل فرعون فيزدرونهم مقبلين ومدبرين
فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا والآخرة ،
قال e
: " فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين
يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي
يتخبطه الشيطان من المس ". وقال
e
: " ما ظهر في قوم الربا إلا ظهر فيهم الجنون
ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما
بخس قوم الكيل والوزن إلا منعهم الله القطر
". وجاء
في حديث طويل رواه البخاري أن آكل الربا يعذب
من حين يموت إلى يوم القيامة بالسباحة في
النهر الأحمر الذي هو مثل الدم ويلقم الحجارة
وهو المال الحرام الذي جمعه في الدنيا يكلف
المشقة فيه ويلقم حجارة من نار كما ابتلع
الحرام في الدنيا ، هذا العذاب له في البرزخ
قبل القيامة مع لعنة الله له. كما
صح عن رسول الله e
أنه قال أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة
ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر ، وآكل الربا ،
وآكل مال اليتيم بغير حق ، والعاق لوالديه إلا
أن يتوبوا . وقد
ورد أن أكلة الربا يحشرون في صورة الكلاب
والخنازير من أجل حيلهم على أكل الربا كما مسخ
أصحاب السبت حين تحيلوا على إخراج الحيتان
التي نهاهم الله عن اصطيادها يوم السبت
فحفروا لها حياضاً تقع فيها يوم السبت
فيأخذونها يوم الأحد ، فلما فعلوا ذلك مسخهم
الله قردة وخنازير ، وهكذا الذين يتحيلون على
الربا بأنواع الحيل فإن الله لا تخفى عليه حيل
المحتالين . وعن
أنس قال خطبنا رسول الله e
فذكر الربا وعظم شأنه فقال: "
الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست
وثلاثين زنية في الإسلام " . وعنه
e
قال: " الربا سبعون حوباً أهونها كوقع الرجل
على أمه " وفي رواية أهونها كالذي ينكح أمه
والحوب هو الإثم . وعن
أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال الزائد
والمستزيد في النار يعني الآخذ والمعطي فيه
سواء . وعن
ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إذا كان لك
على رجل دين فأهدى لك سيئاً فلا تأخذه فإنه
ربا ". نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة . |