العراقيون.. والحقد
العربي؟
الأربعاء 01 يناير 1800 00:00
داود البصري
ليس
سعيا مني خلف الكلمات الرنانة الطنانة؟ وليس
إنسجاما يائسا مع حالة من الإنعزالية القطرية
والمواقف الشوفينية المتعصبة؟ فلست أنا من
المنتمين فكرا وسلوكا لتيار التعصب
والإنعزال؟ بل تقريرا لحقائق وممارسات
ميدانية شاذة قد طفت على وجه الحياة السياسية
العربية، وتصاعدت إرهاصاتها بعد سقوط النظام
الإرهابي السابق قي العراق؟ وبات الشعب
العراقي برمته متعرضا لحملات حقد وتجني عربية
رهيبة لاحدود لها ولبذاءاتها ولصيغها
العدوانية، وهي حالة شبيهة تقريبا لما تعرض
له الشعب الكويتي بعد تحريره من الإحتلال
والغزو الصدامي؟
فبعد
سلسلة مقالاتي الأخيرة التي أعقبت سقوط صدام
وتحلل نظامه الإرهابي وإنكشاف جرائمه ضد
الشعب العراقي والشعوب العربية والإسلامية
المجاورة، تعرضت شخصيا لحملات متواصلة من
الشتائم والتعديات حتى أن بريدي الإلكتروني
كان يحمل يوميا العشرات من الرسائل البذيئة
والتي في محصلتها لاتعني إلا أن ماأثيره من
آراء وماأطرحه من أفكار قد إستثار الذئاب في
أوجارها؟ وهم لايملكون أي وسيلة رخيصة لإطفاء
نيران حقدهم وعجزهم عن مناطحة الحق وصراع
المنطق إلا عبر الوسائل الرخيصة المعروفة
والمجربة بعثيا وهي حملات الشتائم التافهة
والتي سرعان ماترتد نتائجها لصدور ونفوس
مطلقيها؟ أما الأسلوب الآخر والمستحدث في
التصدي فهو أسلوب خلط الأوراق والتغطية على
القضية الأساسية والشروع في التعمق في مواضيع
جانبية لاقيمة لها في أصل الموضوع؟ وهو
ماطرحه وأكد عليه ولجأ إليه الأستاذ العزيز
عبد الناصر فيصل نهار فيما تصوره أنه رد مفحم
وجامع ومانع على مقالاتي المنتقدة لسياسات
النظام السوري تجاه الوضع العراقي؟ ففي الحين
الذي كنت فيه أدعم آرائي بإيراد نماذج عملية
لتصرفات النظام السوري وتضامنه المعلن
والصريح مع نظام القتلة الصدامي البائد في
العراق كحكاية ( سيف ميرو)! وسياسة ( تصدير
الإرهابيين )! والتضامن الدبلوماسي والتضييق
على المعارضة العراقية التي خدمت النظام
السوري كثيرا في صراعه التاريخي مع البعث
العراقي؟ فإنه يلجأ لبتر أقوال لي وبشكل
منقطع عن السياق الذي قيلت فيه ليحاول حشري في
زاوية الدفاع عن النفس؟... نعم ياسيدي عبد
الناصر نهار.. إنني أفتخر بأنني كنت أول من
دعيت جهارا نهارا ومن على شاشة الجزيرة
القطرية وفي برنامج الإتجاه المعاكس وفي يوم
15/1/2002 الإدارة الأميركية للتحرك وإسقاط
النظام العراقي؟ وليس في ذلك مايعيبني؟ ولا
أعتقد أن الإدارة الأميركية قد سمعت بي أصلا
أو أنها إستجابت لندائي؟؟ فأنا كنت أفكر بصوت
عالي مؤكدا على أن أنظمة مشبوهة من شاكلة نظام
صدام البائد لن يسقطها إلا الأطراف التي جاءت
بها ورعتها وزودتها بأسباب الحياة؟؟ ورأيي
هذا ينطبق على جميع الأنظمة العربية؟؟ أما أن
يتمنى السيد نهار تحرير الجولان المحتل منذ
عام 1967 والذي ضمته إسرائيل نهائيا لأراضيها
منذ عام 1981 عن طريق شعر جده أبو سفيان؟؟ فهذا
شأنه؟ وأرجو أن يبعث نسخا من أشعار جده لوزارة
الدفاع السورية كي تحشوه في صواريخها الموجهة
لتحرير الجولان؟ فلربما ينفع ذلك الشعر في
تعديل موازين الإستراتيجية؟
وبعيدا
عن المجادلات العقيمة التي لن أفرط فيها ولن
أستدرج إليها، فإن حقد بعض الأطراف العربية
على الشعب العراقي قد تجاوز حدود المرض
النفسي بكثير؟ وأنا هنا أقرر حالات ونماذج
سلوكية حدثت لي شخصيا وحدثت لآخرين مؤخرا
وبشكل فج؟ وكما بينت آنفا فإن إنكشاف حقيقة
النظام الصدامي الإجرامية دفعت بعض الشرفاء
العرب لمراجعة مواقفهم والإعتذار للشعب
العراقي عن مواقفهم المساندة السابقة لصدام
بدافع التضامن القومي ليس أكثر، فلما إنكشفت
الحقائق تراجعوا عن مواقف الماضي في مواقف
شجاعة وعربية أصيلة وإعتذاراتهم مقبولة ومحط
إعتزاز ومحبة دون شك من لدن جميع العراقيين
الذين يتفهمون جيدا أسلوب المخاتلة
والمخادعة القومية التي كان النظام البائد
السابق يلجأ إليها؟ وفضل البعض الآخر للأسف
الإيغال في طريق الضلال وممارسة الأساليب
السقيمة في التعبير عن الرأي، فمثلا وصلتني
الرسالة التالية من المدعو سامي سمارة أنقلها
للقراء الكرام بنصها لكي يطلعوا على إبداعات
الفكر الحاقد:
{
بدأ حبي لصدام بعد إنتهاء الحرب عندما رأيت
قبوركم الجماعية، ليته هدم لكم ضريحكم،
وأماكن عبادتكم، يامن تعشقون اللطم والبكاء
والدماء؟ ليته أحرق البصرة والناصرية والنجف
وكربلاء ونظف أرض العراق من أمثالك ياخائن
ياإبن الخائن، ليته قتل الطفل قبل الرجل،
والمرأة فبل الرجل... وتفو عليكم }!!
النص
المتقدم هو من إبداع أخ عربي شقيق أعجبته
المجازر الجماعية لصدام وعشقه متأخرا من
خلالها؟ ماذا نسمي هذا الهراء الذي تكرر
كثيرا وعبر عن نفسه في أكثر من مناسبة من خلال
متابعة العديد من الكتابات والتصريحات
العربية التي تصب في نفس الإتجاه؟ وإليكم
أيضا تصرفات جديدة يعاني منها العراقيون
الذاهبون للعراق عن طريق مطار عمان الأردني؟
فالذاهب إلى العراق عن طريق مطار الأردن
يواجه بحملة نفسية من ضباط الجوازات وذلك عن
طريق السؤال عن ( أحوال العم بوش )!! كما
يقولون؟ فيما لاتتردد بعض العناصر الأمنية في
المطار بتوجيه صفة الخيانة للعراقيين وإطلاق
صفة الخونة عليهم؟ تصوروا من يتهم من
بالخيانة القومية؟ ولاأدري بعد ذلك أين تقع
السفارة الإسرائيلية؟ هل هي في عمان والقاهرة
وقطر والرباط أم في بغداد؟ ولاأدري أي صفة
خيانية تطلق على المواطن العراقي المشرد
العائد لبلده الذي حرمه منه الفاشيون
والقتلة؟ وغير ذلك علينا أن لانتجاهل الحملات
العدائية بالضرب والإهانة والتشهير ضد
العراقيين في عمان؟ فقبل أسبوع مزق بعض
الفلسطينيين وفي الساحة الهاشمية في عمان وجه
أحد العراقيين بالسكاكين نتيجة لخلاف سياسي
حول النظام الصدامي البائد؟ ومن الأردن
وسوريا واليمن ينطلق الإرهابيون والقتلة
وبإسم الجهاد لتعكير الحالة في العراق
والمساهمة بتحقيق وعد النظام البائد بتدمير
العراق على رأس شعبه، كما لايمل بعض الكتبة
العرب ووجوه الإعلام الصدامي البائد من
إمتطاء الموجة الجهادية المزيفة وفبركة
الرسائل الجهادية المزيفة لصدام الهارب لخلق
تصور عن مقاومة ليست موجودة لقتلة وإرهابيين
وفاشست؟ وبطبيعة الحال فإن موجة العداء
العربي للعراقيين تتداخل فيها العوامل
النفسية مع عوامل الحقد الطائفية كما بينته
الرسالة البذيئة السابقة؟ خصوصا وأن بعض
العرب يود الجهاد حتى آخر عراقي متكئا على
دعايات النظام السابق القومية المزيفة؟ أما
على صعيد الأنطمة العربية فأحسب أن الجميع
متساوون في الشأن العراقي بإهمال الشعب
العراقي والبكاء المزيف على مآسي الحصار دون
أن يقدموا يد العون الحقيقية للشعب الذي تشرد
في أقاصي الأرض؟ فهل فتح نظام عربي ذراعيه
لإحتضان العراقيين كما فعلت دول اللجوء
الغربية؟ هل يسمح المصريون والخليجيون
والمغاربة بدخول العراقيين لبلدانهم بدون
تأشيرة وفيزا مسبقة لن يحصلوا عليها بسهولة؟
رغم أن المواطن العربي كان يدخل العراق وعبر
مختلف العهود والأنطمة السياسية ويعامل كأنه
إبن البلد؟ فعروبة العراقيين لم تكن يوما ما
موضع شك؟ وهي لم تتأتى من البعثيين وأشباههم
بل أن الشعور القومي العربي متأصل في عرب
العراق يسري مسرى الدماء في العروق؟ فماذا
قدم العرب للشعب العراقي غير الوعود
والبيانات الهزيلة والسياسات المخاتلة؟ حتى
بيان خجول قد يغسل عار العرب بإدانة المجازر
الجماعية للبعثيين رفض البرلمانيون العرب
إصداره؟ رغم أنه لم يعد هناك نظام ولاصدام ولا
رشوات قومية؟ ماذا فعلت الجامعة العربية
الهزيلة المريضة لمداواة الجرح العراقي؟
ماذا قدم المؤتمر القومي العربي البيروتي
العنصري الطائفي لحل المسألة العراقية؟ ماذا
قدمت الأحزاب القومية والناصرية والإشتراكية
العربية؟ تعالوا لجردة حساب قومية شاملة لنرى
عظم الجريمة التي إرتكبها العالم العربي بحق
الشعب العراقي في الماضي القريب أم في الحاضر
المخجل؟
فياأيها
العرب إغربوا عن وجوهنا وحاولوا أن تصمتوا
قليلا وتراجعوا أنفسكم ببيانات الواقع لا
بقول الشعر وتدبيج البيانات البليغة التي
لاتساوي مسمارا من مسامير نعال ( أبو تحسين )؟
خاص بأيلاف