العودة الى الصفحة الرئيسية
العودة الى أرشيف المقالات

هوَسْ نصر المجالي من القوى الوطنية العراقية

السبت 21 يونيو 2003 13:30

د.عبدالخالق حسين
 
 
يبدو أن نصر المجالي لم يصح بعد من هول الضربة التي أصابته بسبب سقوط الفاشية العربية في العراق، فما زال يعيش في حالة صدمة. كما أعماه حقده الأسود على أحمد الجلبي والقوى الوطنية العراقية خاصة بعد أن تحرر العراق وعاد إلى أهله بفضل الأصدقاء الأمريكان والبريطانيين الذين ساعدوا الشعب العراقي في خلاصه من الفاشية العربية التي يبكي عليها المجالي ومن لف لفه من أيتام صدام حسين من العروبيين الفاشيست. لا شك إن صورة المناضل العراقي الدكتور أحمد الجلبي تلاحق المجالي ليل نهار وحتى في منامه على شكل كوابيس مرعبة..
المفروض بالمجالي كصحفي، أن يكون محايداً ودقيقاً في تقاريره الصحفية، ولكنه يطرح "تقاريره" المتعلقة بالعراق كمقالات ذات وجهات نظر حاقدة ومنحازة بجنون ضد القوى السياسية العراقية. واتخذ المجالي من إيلاف منبراً له لينفث منها سمومه.
إيلاف هذه التي نعتز بها كمنبر للمثقفين العرب الأحرار، يؤلمنا أن يحولها نصر المجالي، وهو محسوب عليها، إلى موقع للمهاترات وتشويه الحقائق ضد العراق والعراقيين دون أن يترك لهم مجالاً لتضميد جراحهم. أنا استغرب من الأستاذ عثمان العمير، صاحب موقع إيلاف، وهو صحفي قدير وذو نزعة حداثوية وعقلانية وعرفناه متعاطفاً مع العراقيين في محنتهم، أن يسمح لنصر المجالي أن ينحدر بالموقع إلى هذا المستوى الهابط في حملة من الإسفاف والتزييف القصد منها تشويه سمعة القوى والشخصيات الوطنية العراقية.
لقد طلع علينا المجالي البارحة 20/6/2003 على موقع إيلاف ب"تقرير" عنوانه: (على ذمة المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية: الموساد الاسرائيلي الى مقر يجاور سي آي ايه في بغداد). مدعياً أنه استقاها من صحيفة عراقية تدعى (العدالة) بأن جهاز الموساد الإسرائيلي يعتزم شراء فندق في بغداد ليتخذه مقراً لنشاطاته في العراق..الخ. ولو تأملنا جيداً ظروف العراق المعقدة حيث غياب حكومة وطنية، لا يستبعد أن يكون تقرير صحيفة (العدالة) المدعمة من الإيرانيين، من وحي الإعلام الإيراني المتغلغل في العراق والذي يعمل بنشاط محموم على تشويش وبلبلة الرأي العام العراقي والعربي كسياسة تبنتها الحكومة الإيرانية لتدمير العراق وتحريض العراقيين على مقاومة قوات التحالف التي حررتهم من الفاشية البعثية.
ولو تابعنا تقارير المجالي لوجدنا أنه لم ينشر يوماً أي تقرير إيجابي في صالح العراق وما أكثره ولكنه يسارع فقط في نشر الأخبار المسمومة ضده. كما إننا لم نقرأ له يوماً أي نقد لنظام صدام المقبور ولا حتى إدانة المقابر الجماعية التي غطى بها النظام البائد العراق.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف عرفت صحيفة (العدالة) التي سارع المجالي أن ينشر عنها التقرير، أن الذين جاؤوا لشراء الفندق هم من موساد، وكما نعرف أن الموساد جهاز إستخباراتي في منتهى السرية فكيف يدخلون بغداد بهذه الصراحة والعلانية؟ تقول الحكمة: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له. فتقرير صحيفة (العدالة) فبركة مكشوفة. وهكذا نرى المجالي، كأغلب الإعلاميين العرب (الصحّافيين)، يستهينون بذكاء قراءهم العرب ويعملون على تضليل الرأي العام العربي منذ أحمد سعيد  في حملاته المسعورة من محطة صوت العرب أيام عبدالناصر ضد العراق أيام حكومة ثورة 14 تموز الوطنية بزعامة شهيد الوطنية العراقية الزعيم عبدالكريم قاسم ومروراً بفضائية الجزيرة والصحاف وحتى هذه اللحظة. والآن يعيد العروبيون نفس الحملة المسعورة ضد الشعب العراقي وهو ينهض من أنقاض النظام المقبور.
ولم يفت المجالي أن يستخدم الورقة الإسرائيلية ضد أحمد الجلبي بمناسبة ودونها، فيقول: "ولم يزر اسرائيل أي من زعماء تلك الفصائل (العراقية) سوى رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي، الذي صرح عديدا من المرات انه عازم على توقيع اتفاق صلح مع اسرائيل على غرار ما فعلته مصر والاردن والسلطة الفلسطينية...". أولاً، لم يذكر لنا المجالي أي مصدر من المصادر التي استقى منها "تصريحات" الجلبي "عديداً من المرات". ولكن مع ذلك نقول،  الحمد لله، من فمك أدينك، إذ قال المجالي "على غرار ما فعلته مصر والاردن والسلطة الفلسطينية..". فإذا جاز لمصر والأردن والسلطة الفلسطينية صاحبة القضية الأساسية، أن تعقد صلحاً مع إسرائيل، فلما لا يجوز للعراق أن يعمل الشيء ذاته؟ وهل تريدون العراق وحده إن يحترق إلى آخر من فيه من بشر وما فيه من شجر بإسم فلسطين؟ لقد أحرق صدام أغلب نخيل العراق ومليونين من العراقيين في حروبه العبثية بإسم فلسطين والعروبة، فهل تريدون أيها العروبيون من العراق الجديد أن يتبنى نهج صدام حسين ذاته في مواصلة إشعال الحرائق في المنطقة بإسم العروبة وفلسطين وقد تحرر تواً من النظام الفاشي وهو مازال في دور النقاهة لم يشف بعد من جراحه العميقة؟ وهل تريدون أن يكون أحمد الجلبي أكثر فلسطينياً من ياسر عرفات نفسه؟ ألم يقبِّل ياسر عرفات يد أرملة رابين أمام كامرات التلفزيونية العالمية؟ ناهيك عن لقاءاته المتكررة مع قيادات الحكومة الإسرائيلية؟. كيف يثبت المجالي أن الجلبي زار إسرائيل؟ أليست هذه الدعوة تحريضية وحملة تشويه سمعة ضد رمز من الرموز القوى الوطنية العراقية تقتضي قوانين الدول المتمدنة مقاضاته وموقع إيلاف أمام المحاكم؟ هل انتقد المجالي الأردن ومصر والمغرب وقطر والدول العربية الأخرى التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟ فلماذا ينفرد بالعراق وحده أو بأحمد الجلبي وحده فيما يخص العلاقة مع إسرائيل وهي لم تحصل بعد؟
إذا كنتم تلومون العرقيين على علاقتهم بأمريكا في سبيل الخلاص من الفاشية البعثية فلماذا يتوسل الفلسطينيون بالأمريكيين من أجل خلاصهم من الإحتلال الإسرائيلي؟ ونحن نعتبر نظام صدام حسين أسوأ من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟ ألم تخرج مظاهرات في الضفة الغربية يوم زيارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون لها قبل سنوات وهي تحمل لافتات مكتوب عليها:
 (Bill Clinton we love you please help us ). ألم يكن تعيين محمود عباس (أبو مازن) رئيساً للسلطة الفلسطينية بإختيار جورج بوش حفظه الله ورعاه؟
قليلاً من الإنصاف والإلتزام بمهنة الصحافة يا مجالي، فالعراقيون قد تحرروا من شرور الآيدولوجيات الشمولية الفاشية التي طحنتهم لأربعة عقود ولم تعد تنطلي عليهم بعد الألاعيب السخيفة بإسم العروبة تارة و فلسطين تارة أخرى. لقد تحرر العراق وعاد إلى أهله وعما قريب سيكون مشعلاً للديمقراطية والإستقرار والإزدهار الإقتصادي في المنطقة وموتوا بغيضكم أيها العروبيون الفاشيست أيتام صدام حسين. فالقافلة تسير ولا يضيرها نبح الكلاب.

 

إأعلى الصفحة