وصمة عار[1]

أمريكا التي لا شريك لها

 

***

 

الإرهاب الأمريكي الذي واجهت به العالم رافعة شعار : " إما معنا أو مع الإرهاب"  سيظل إلي أبد الآبدين وصمة عار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ..

لا.. ليس في تاريخ الولايات المتحدة فقط.. بل في تاريخ الحضارة الغربية كلها..

وصمة الكذب القادر علي قتل من يرفض تصديقه..

وصمة البرابرة والهمج التي سقطت عن وجوههم فجأة كل الأقنعة التي تقنعت بها لتكشف زيفا عاش بالكذب القرون تلو القرون.

الأمر لا يتعلق باتهام أغلب الظن أنه كاذب شنت أمريكا بسببه حربا عالمية، بل بالممارسات التي صحبت شن هذه الحرب. و أن هذا الاتهام حتى لو كان صادقا فإنه لا يبرر علي الإطلاق شن مثل هذه الحرب، ولا أي حرب علي الإطلاق. لأن أفغانستان الدولة لم تشن حربا علي الولايات المتحدة، و إنما تشتبه الأخيرة في شخص ما وتتهم أفغانستان بإيوائه، وطالبت أفغانستان بالأدلة – طبقا للقانون الدولي- . وهذا هو الوضع الطبيعي في القانون الدولي، بل إن الدول الغربية نفسها تمنح حق اللجوء السياسي للعديدين من العالم ، بما فيه العالم الإسلامي، رغم أنهم متهمين وليس مجرد مشتبه بهم، ورغم أن بعضهم قد صدر ضده أحكام بالمؤبد أو بالإعدام، وتزعم الدول الغربية أنها ترفض تسليمهم بسبب شكها في  الإجراءات القضائية ونزاهتها، وبغض النظر عن أن الشك في محله- ومؤكد أنه في محله- ، فإن هذه هي ممارسة الدول الغربية في وضع مماثل و اختلاف حجم العملية لا يؤثر علي القانون، فسارق مائة جنيه يخضع لذات بنود القانون التي يخضع لها سارق المليار.

 لقد اقترحت أفغانستان تسليم أسامة بن لادن إلى دولة إسلامية، لأنه لا يجوز شرعا  تسليم مسلم لكافر وإن وجب محاكمته في بلد إسلامي وبمحكمة إسلامية إذا توفرت أدلة الاتهام. تلك هي شريعة الإسلام وهي تعلو عن القانون الدولي، وهو الأمر الذي راعاه القانون الدولي ذاته في خصوصيات الأمم والدول. وهو ما يتسق مع العقل والمنطق، ولذلك فإننا لا نجد دولة محترمة – بالمفهوم الدنيوي لا الديني- تسلم رعاياها لكي يحاكموا في بلد آخر مهما بلغت الجرائم التي يتهمون بها. وهل يتصور علي سبيل المثال أن تسلم أمريكا أو إسرائيل أحد رعاياها – مهما ارتكب من جرائم إلي روسيا أو الصين ولا أقول إلي مصر أو السعودية.

كان المنطق كله مع أفغانستان ( ولا أقول طالبان) ، وكانت الشرعية الدولية معها، وكان الشرع الإسلامي معها، وكان الآخرون جميعا علي باطل.

كانت علي حق حتى علي افتراض أن أسامة بن لادن هو الذي قام بأحداث سبتمبر، فما بالنا إذا كانت الشكوك العميقة تحيط بالأمر كله، وحتى شريط الفيديو الذي تعتبره أمريكا دليل الاتهام الرئيسي، لم يعرض إلا في أواخر ديسمبر 2001، وقيل أنهم وجدوه في قندهار بعد انسحاب طالبان منها، أي بعد تدمير أفغانستان وسقوط عشرة آلاف مدني قتلي!!. مما يعني أن الحكم والعقاب والتنفيذ قد صدرت جميعا قبل إيجاد الدليل. ولما كان الدليل ذاته مشكوك فيه فإن الأمر يستحق أن نستعرض بعض الشهادات فيه. إلا أن علينا قبل استعراض هذه الشهادات أن نجلى نقطة هامة، تتعلق بموقف أسامة بن لادن نفسه والذي لم يقدم نفيا قاطعا لقيامه بهذه العمليات، كما أنه لم يعترف أبدا. واكتفى بأن أيدها وامتدح من قاموا بها.

وبإيجاز شديد فإن المتتبع لكل العمليات التي اتهم بها أسامة بن لادن  يجد أنه اتخذ منها نفس الموقف، لا إنكار ولا اعتراف بل تأييد. قد يقول البعض أن الموقف الأخير كان أخطر من أن تتحكم فيه معطيات التجارب السابقة، لكن من كان يتوقع أن تتصرف الولايات المتحدة بكل هذا العنف الخارج  على كل مألوف، حيث هددت العالم كله: إما معنا أو مع الإرهاب، ومن يحدد موقفه بجانب الإرهاب فسوف يعامل بنفس الطريقة التي عوملت بها أفغانستان.

ومن جهة أخرى، فإن التمعن في موقف أسامة بن لادن يجد أنه يتمتع بقدر كبير من الحكمة. إذ أنه لو أنكر قيامه بهذه العمليات فلن يكون لإنكاره أي قيمة عملية، فآلة الإعلام الجبارة في يد أعدائه، وسيظل العالم مقتنعا بما تردده هذه الآلة، ولن يكون الإنكار مجديا إلا إذا استطاع اكتشاف من قاموا بهذه العملية، وهذا بالطبع خارج نطاق قدراته، فلن يفيده الإنكار إذن، بل لعله يضر بذلك التأييد والحماس الجارف الذي أجج الشارع الإسلامي في أنحاء العالم، بل وخارج العالم الإسلامي أيضا، مثل كوريا الجنوبية و أوكرانيا وسيريلانكا كما أذاعت وكالات الأنباء. كما أن إنكاره لها أو تنديده بها يمكن له أن يثبط آخرين على استعداد للقيام بعمليات استشهادية. في نفس الوقت فإنه لم يكن يستطيع الاعتراف بالقيام بهذا العمل، حتى مع الافتراض الذي أراه مستحيلا، وهو أنه هو الذي قام به فعلا، ففي هذه الحالة كان يعطى للولايات المتحدة ذرائع لضرب أفغانستان. ثم أن هناك افتراضا آخر لا يجوز تجاهله، هو أن الولايات المتحدة لم توجه إليه اتهاما يقينيا، و إنما قالت أنه مجرد مشتبه فيه، وكان يمكن أن يكون هذا الموقف شركا خداعيا، ربما خامره أن الولايات المتحدة تسعى إليه، فمن وجهة النظر الأمريكية ربما يكون مغريا لبن لادن أن يعترف بارتكاب هذا العمل، ليفاجأ بعدها بأمريكا تقبض على الفاعلين الحقيقيين، وكان هذا كفيلا بتدمير جزء كبير من مركز بن لادن في الشارع الإسلامي.

في كل الأحوال إذن كان الإنكار غير ذى قيمة وكان الاعتراف خطرا، كان الإنكار يحمل في طياته احتمال الجبن والكذب ، وكان الاعتراف يحمل إمكانية التكذيب، وكلا الأمرين يخدش هالة موجودة بالفعل لا يجوز خدشها،  ولم يكن أمامه إلا الموقف الذي اتخذه بالفعل، لا اعترافا مباشرا ولا إنكارا باترا، مادام المسئول الأول عن أفغانستان – آنذاك – وهو الملا محمد عمر، قد أنكر مسئولية طالبان أو القاعدة.

تبقى في هذا الصدد مسألة هامة، أسميها : الأسئلة المعكوسة ، وهى مسألة قد تحل جانبا من الغموض الذي يكتنف الحدث، فلقد انشغل الجميع في الإجابة على طوفان من الأسئلة، دون أن يفكر إذا ما كان هناك أسئلة أخرى يجب أن تطرح لم يتم طرحها، و أن تهاطل الأسئلة من جانب آلة الإعلام الغربية والإدارة الأمريكية إنما يهدف بالذات إلى جذب الانتباه عن هذه الأسئلة بالذات. كان من هذه الأسئلة العكسية التي كان يجب أن تطرح ولكنها لم تطرح أبدا ( وهى في الواقع  مئات ) : لماذا لم توجه الولايات المتحدة اتهاما قاطعا إلى أسامة بن لادن؟!..لا أظن أن هناك واحدا في الدنيا تبلغ به السذاجة والغفلة لكي يعزى ذلك إلى النزاهة أو يقظة الضمير أو تحري الحقيقة!.. كان في استطاعة الولايات المتحدة أن توجه الاتهام كاملا منذ البداية، وكان في استطاعتها تلفيق أدلة أقوى بدلا من تقديم الأدلة المضحكة التي قدمتها، و أتصور أن الرئيس بوش كان يواجه أزمة أشد من تلك التي يواجهها بن لادن، إذ أنه كان يمكن أن يفقد منصبه لو أصدر اتهاما قاطعا ضد بن لادن ليفاجأ بهيئة أو منظمة أمريكية تعترف بأنها هي المسئولة، أو قيام مخابرات أجنبية، أو صحافة ذكية باكتشاف تورط أجنحة حاكمة في العملية برمتها. كان سيفقد منصبه، وقد تنهار بانهياره مؤسسات عديدة، لذلك كان الأسلم بالنسبة له، أن تظل كلمة المشتبه فيه هي المستعملة دائما، تحسبا للمفاجآت.

والآن إلى قائمة الشهود:

هيكل

يقول محمد حسنين هيكل [2] وهو برئ من أي انحياز أو حتى تعاطف مع التوجه الإسلامي:

" كيف وقعت الجريمة؟  ، وبالتالي من ارتكبها؟  (ومن الواضح أن الإجابة عن السؤال الأول هي الأساس الذي تقوم عليه إجابة السؤال الثاني).  يلي ذلك أن الجرائم لا تحاكم بنيران الجيوش، وإنما بنصوص القانون، والاختصاص فيها للبوليس والمحاكم، وليس للطائرات والصواريخ. وعند المحاكمة وقبل الحكم، فإنه يتحتم أن تكون الفرصة متاحة للاطلاع علي الأدلة، والقرائن، وسماع الشهود، والتثبت من وقوع المسؤولية، بحيث تكون للحكم مشروعيته (لأن الجريمة تستغني عن المشروعية، لكن القضاء لا يستطيع)!."

ويستطرد هيكل قائلا: " كانت هناك وبدون صراخ جهات مسؤولة (أوروبية على وجه الخصوص) تطرح تصورات مختلفة بعضها فيه الكثير من إمكانية التصديق!.

وبين ما يطرح الآن وحتى في “بروكسل"  عاصمة حلف الأطلنطي تصور مختلف يستبعد “بن لادن" ويعرض بناء كاملا هو دلالة شواهد، أكثر منه رباط وقائع. وهو تصور يستحق الاعتبار.  دلالة الشواهد تعرض خطا متصلا ملخصه:  إنه بالفعل يصعب وفق أي تقدير سليم نسبة ما جري فوق نيويورك وواشنطن إلى "أسامة بن لادن" أو تنظيم “القاعدة” الذي يتزعمه. والصعوبة لا تنشأ من حقيقة أن العملية التي وقع تنفيذها تتخطى إمكانيات "بن لادن" العملية والتنظيمية والإنسانية، لكن الصعوبة إلى درجة الاستحالة تنشأ من أن "بن لادن" كان خلال الفترة الأخيرة، بعد حادثة تفجير المدمرة الأميركية "كول" موضع رقابة لا يستطيع الإفلات منها، بمعني أنه يستطيع إخفاء نواياه في صدره، ويستطيع إخفاء تفاصيل حياته داخل الكهوف التي يكمن فيها، لكنه في حالة الترتيب والتخطيط وتنفيذ عملية على مستوى ما وقع في نيويورك وواشنطن لا يقدر على إخفاء شيء ولو ليوم واحد في عملية استغرق الترتيب لها ما لا يقل عن سنة كاملة، وشارك في الإعداد لها ما لا يقل عن مائة موقع في أميركا وأوروبا، ودخل في مهام تنفيذها ما لا يقل عن خمسين رجلا (وربما امرأة). وما هو ثابت أن "بن لادن" وتنظيمه ليس مراقبا فقط، ولكنه مخترق من جانب أجهزة أمن محلية، أولها مخابرات باكستان العسكرية والمدنية، وهي الراعي الأساسي لحركة “طالبان” ثم مخابرات الهند وهي مهتمة بتنظيم “القاعدة” بسبب ظهور بعض أعوان “بن لادن” في “كشمير”، بالإضافة إلى خمسة أو ستة أجهزة مخابرات عربية وأوروبية. والشواهد تكاد تنطق بأن “الفاعل” طرف مستجد على الساحة، لم يراقب من قبل، وليست له سوابق تضعه في دائرة المراقبة، وذلك مكنه من تواجد لم يلفت الشبهات في مواقع استكشف فيها ودرس أثناء التخطيط، ثم استوثق منها وتأكد أثناء الاستعداد للتنفيذ، ثم ظهر في المواقع التي استكشفها وأعدها وفعل ما فعل في تلك الساعات المشحونة بالقلق وهي أربع ساعات غيرت العالم تقع بين السابعة والحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 11أيلول-سبتمبر من توقيت شرق الولايات المتحدة الأميركية.  ولم تكن هذه الساعات الأربع الحاسمة تسللا أو تخفيا، وإنما كانت خطى وإجراءات عادية تحت سمع وبصر مئات الموظفين معظمهم من ضباط المخابرات والأمن والجوازات والجمارك في مطار من أكثر مطارات أميركا ازدحاما (مطار بوسطن) وكذلك في دائرة كاميرات ثابتة ومتحركة قائمة في كل زاوية لكي تكشف كل ركن.  ومما يزكي أن “الفاعل” طرف جديد، أن الخيال الذي استعمله غير مطروق غير مسبوق مع التسليم بأن الخيال القديم حتى مع مقدرته على التجديد يظل دائما على صلة بالتجربة، في حين أن الخيال الجديد لديه جسارة أن يجرب في المطلق دون حاجة إلى أرضية سبق التعرف عليها، أو سقف تحدد ارتفاعه بالممارسة.

ويزكي حقيقة أن “الفاعل” طرف جديد أنه قدم مستوى علميا ممتازا في دراسته لخطته لم يظهر من قبل. فهذا “فاعل” يدخل المطار حاملا حقيبته وسلاحه ينتظره وراء بوابات ركوب الطائرات بعد انتهاء كل إجراءات السفر والأمن وهو واثق من كمال استعداده بما في ذلك طاقة التفجير، لأنها خزانات وقود كافية للسفر ست ساعات في الجو من الساحل الشرقي للولايات المتحدة نحو الساحل الغربي. و”الفاعل” لديه بعد ذلك كفاءة أن يستولي على الطائرة التي صعد إليها وتحويلها إلى قذيفة يستطيع توجيهها إلى هدف قرره. والهدف سبق اختياره بمعناه الرمزي في “نيويورك” العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة أو في “واشنطن” العاصمة السياسية. ثم إن نقطة الاصطدام بالهدف حساب هندسي دقيق يريد أن يصطدم على مساحة الارتفاع القائمة ما بين الدور الستين والدور السبعين لكي يكون حمل الأنقاض النازلة من أعلى إلى أسفل كافيا ليهوي ببرج التجارة المستهدف راكعا غائرا في حفرة غاص فيها دون أن يتبعثر أو يتناثر إلى بعيد.  إن “الفاعل” تحركه دوافع نفسية مختلفة بالكامل عن التصور العربي للحركة المطلوبة إزاء الولايات المتحدة، بمعنى أن مطلب العرب من أميركا أن تضغط على إسرائيل، وهذا الضغط في حد ذاته لابد أن يكون بعيار ومقدار بان مرات متعددة في عمليات سابقة سببت أضرارا جسيمة ومع ذلك تركت قنوات مفتوحة!  لكن “الفاعل” صباح الثلاثاء 1أيلول لم يظهر راغبا في التأثير أو مباشرة الضغط بمختلف درجاته، بل لم يكن في شكل فعله أنه يبعث بإشارة حتى لو كانت دموية إلى المستقبل، ولم يترك ثغرة لفرصة. وإنما كان “الفاعل” كما تقول كافة الإشارات غاضبا، وكان مصرا على الانتقام، وفي الغالب من شيء وقع. وفي كل ما عرفه العالم في مجالات ما يسمى بـ”الإرهاب” فقد كان ما بدا من هدف العمليات في كل المرات إحداث أكبر “كمية” من التأثير السياسي تزيح من الطريق عقبات أو تفتح على الطريق مخرجا، أما ما جرى في نيويورك وواشنطن فلم تكن فيه سياسة ولم يكن فيه “قبل” و”بعد”، وإنما تبدى العمل مكتفيا بذاته مقدمة ونتيجة وكل شيء! .ضربة انتقام أو ضربة عقاب يحركها انضباط صارم من اللحظة الأولي وحتى المشهد الختامي!. وتكاد تحركات “الفاعل” وحتى مزاجه في الفعل توحي بأن التخطيط “عسكري”. فذلك بالفعل مستوى الترتيب والتنفيذ، وعقلية ونفسية الإدارة، مع تصور “نظامي” شديد الوضوح، فهناك “تجهيز معركة”، وهناك “تدريب معركة”، وهناك “أرضية وخطوط إمداد معركة”، وتلك شواهد على أنه إذا لم يكن هناك شكل لـ”تواجد” عسكري ملموس فإن هناك ظلا لتواجد عسكري محسوس.  والتواجد العسكري المحسوس مع برودة أعصاب تتجلى في الصبر الدؤوب على التفكير والتخطيط والترقب والتنفيذ يبدو مستعدا بتصميم محكوم بإرادة أكبر من أن تنتسب إلى الانفعال لمواجهة انتحار مؤكد. وذلك نوع من الفعل ظهر مفعوله بدرجات متفاوتة في مسار صراعات تاريخية انكسرت فيها وطنيات وحوصرت هويات، وضاقت نفوس بما عانت وقاست، وتحملت به وخضعت له."

 ويختتم هيكل شهادته الهامة بقوله: والذين يطرحون هذا التصور وغيره في أوروبا وحتى في عاصمة حلف الأطلسي يصلون في النهاية إلى أن تلك الإشارات تكاد أن تكون لمسات فرشاة تمزج البقع بالأسود والرمادي والأحمر، وترسم لوحة عليها مساحات شديدة الغموض مفتوحة للخيال والتأويل. وكان أكثر ما تثيره لمسات الأسود والرمادي والأحمر مشاعر وهواجس تستعيد شروط “الفاعل” وهي تلفت النظر إلى “البلقان” وصراعاته وبالتحديد إلى عناصر “صربية”. هناك قومية اعتدي عليها وجودا ومشروعا وكرامة.  وهناك جيش تم ضربه وتمزيقه وإهانته.  وهناك شعب تعرض لغارات الأطلسي تتقدمها أساطيل الجو الأميركية لمدة خمسين يوما.  وهناك زعماء سياسيون وعسكريون مهزومون، بعضهم مطارد وبعضهم مطلوب لقانون أملته شروط الغلبة، بل إن بعض الرموز الصربية وراء قضبان السجون فعلا.  وفي بقايا الجيش الصربي عناصر لديها المؤهلات المطلوبة، ولديها طاقة الغضب الجامحة، ولديها التصميم على الانتقام والثأر مهما كان أو يكون، ولديها جسارة المخاطرة بملاقاة الموت دون اعتبار هذا النوع من الموت انتحارا.  بالإضافة إلى ذلك فإن تلك العناصر الصربية مستوفية كل شروط “الفاعل” كما وقع توصيفها: قادم جديد إلى الرفض مازال خياله غير محدد وليست له سجلات سابقة تلاحقه وتتابعه خارج دائرة معينة.  ولديه الشحنات والطاقات والقدرات والمهارات التي تهيئُه لتطاير الشرر. وكانت شهرة “البلقان” في التاريخ الحديث أنه “برميل بارود” تسبب في الحرب العالمية الأولي التي قادت إلى الحرب العالمية الثانية وهذه الحرب العالمية الثانية أضافت إلى “البلقان” “برميل بارود” جديدا في الشرق الأوسط. ومع ذلك فربما تجاورت “براميل البارود”. “برميل” الشرق الأوسط (“بن لادن” أو غيره) و”برميل” البلقان (الصرب وما حولها) و”براميل” بارود ثالثة أو رابعة، ثم تفجرت كلها صواعق نار فوق نيويورك وواشنطن. وقذفت بالعالم إلى حافة حرب من نوع جديد، هي الحرب “غير المتوازية”.

مبارك

الشاهد الثاني الذي نستدعي شهادته في أحداث الحادي عشر من سبتمبر هو الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وموقفه من الاتجاه الإسلامي يتجاوز موقف هيكل، ليس مجرد التجاوز الفكري، بل بعمل دؤوب طال عشرين عاما، وهذا العمل يعطي مصداقية مضافة، فالرجل معاد تماما للتيار الفكري الذي يمثله الملا عمر أو الشيخ أسامة بن لادن، بل هو معاد لمن هم أقل بكثير، ليس مجرد عداء الفكرة والمنهج، بل ذلك العداء الذي جعل عدد الذين نفذ فيهم حكم الإعدام  من المسلمين ( ولا أقول الإسلاميين)  في مصر وفي عصر مبارك وحده يتجاوز عدد من أعدموا في القضايا السياسية فى تاريخ مصر كله، من عهد الفراعنة إلي عهد مبارك. وذلك ما يجعل شهادته غير مجروحة بأي طعن أو هوي، بالإضافة إلي قيمة أخري لا نغمط مبارك حقه فيها كخبير ذي باع طويل في الطيران، ومن واقع هذه الخبرة أكد أن عمليات 11 سبتمبر لا يمكن أن يقوم بها هواة، و أنها لا يمكن أن تكون قد تمت بالطريقة التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ركز الرئيس مبارك على استحالة قبول التصور الأمريكى، على الأخص فيما يتعلق بالبنتاجون، الذي يبلغ ارتفاعه خمسة طوابق، ومحاط بناطحات السحاب. قال مبارك أن المناورة بطائرة عسكرية يقودها طيار عسكري محترف يناور بها بين ناطحات السحاب للاصطدام بالبنتاجون يكاد يكون عملا مستحيلا، وهو بالتأكيد أكثر استحالة بالنسبة لطائرة مدنية ضخمة يقودها هاو.

يضيف إلي شهادة الرئيس مبارك قيمة ثالثة، أن الإدارة المصرية في حربها ضد ما يُسمي " بالإرهاب"، وطبقا للشهادات الأمريكية نفسها لم تراع في حربها علي ذلك الإرهاب مقاييس حقوق الإنسان أو العدالة، ولا حتى الصدق، وبالرغم من ذلك فقد وجدت مصر ممثلة في رئيسها أن الكذبة الأمريكية واسعة جدا.. أكبر من أن تصدق.

الشهود الآخرون الذين نستدعيهم هم من حفلت بتقاريرهم وكالات الأنباء والصحف.

الدكتور أحمد التويجري

في حديث علي قناة الجزيرة[3]، وفي واقعة بالغة الغرابة بالنسبة للنظام المتحفظ في المملكة العربية السعودية، ظهر عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور أحمد التويجرى ليوجه أعنف اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية، مقررا أن من يقودها إنما هي عصابة صهيونية، كما أدلي ببعض الأسرار الخطيرة، منها أن ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير عبد الله كان قد وجه يوم 28 أغسطس رسالة  إلي الرئيس الأمريكى بوش تعتبر أعنف رسالة في تاريخ العلاقات الأمريكية العربية، والمفهوم من حديث الدكتور التويجري – والذي لا يمكن أن يتم خارج موافقة النظام بل خارج تكليفه- أن رسالة ولي العهد كانت إنذارا أخيرا من السعودية كمعبر عن العالم الإسلامي إلي أمريكا بسبب موقفها مع إسرائيل،  و أن ردود أفعالها في الإدارة الأمريكية كانت هائلة بسبب محتوى الرسالة وبسبب صدمة المفاجأة من عنف الرسالة غير المسبوق. والغريب أن بوش رد في نفس الأسبوع يطمئن الأمير عبدالله ويؤكد له أنه يوافقه فيما ورد فيها ويستمهله بعض الوقت. بعد أسبوع آخر وقعت أحداث 11 سبتمبر.

ويؤكد الدكتور التويجرى أن هناك علاقة مباشرة بين إنذار الأمير عبدالله للإدارة الأمريكية وبين ما حدث في 11 سبتمبر. ويؤكد أن الفاعل – بصورة مباشرة أو غير مباشرة – هو الموساد الإسرائيلى ربما بالتعاون مع اليمين الأمريكى. و أن العملية كلها قد تمت لإنقاذ إسرائيل من أزمتها، ولإجهاض احتمال  توحد عربي إسلامي تقوده المملكة العربية السعودية ضد أمريكا و إسرائيل.

ولكى نقف على خطورة حديث الدكتور التويجرى، فإن علينا أن نفترض – وليس فى هذا أى  تجاوز – أن الأمير عبدالله شخصيا هو الذى صرح بما قاله الدكتور التويجرى.

الملا محمد عمر[4]

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلي على رسوله الكريم

أما بعد :

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم "بسم الله الرحمن الرحيم

( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )

إلى أمة الإسلام وإلى الشعب الأفغاني الغيور !

هذه هي الإمبراطورية الثالثة تهجم علينا .

كلكم على علم أن الإنجليز هجموا على أفغانستان فبأي حق هجموا على أفغانستان ؟ هل كان هناك أسامة ؟ وكذلك هجم الروس على أفغانستان "هل كان هناك أسامة ؟ وهذه هي الإمبراطورية الثالثة تهجم علينا "وكلكم على علم أن المسألة ليست قضية أسامة "وإنما هي قضية الإسلام "فهم يعادون الإسلام والمسلمين .

صحيح أنه كانت هناك تفجيرات في أمريكا للطائرات "ولكن كل أحد يدرك أن رجلاً واحداً – ولا سيما إذا كان مهاجراً ووحيداً – لا يستطيع أن يكون وراء هذه الانفجارات الكبيرة المنظمة . . وهذا لا يمكن أبدا .

والمدبرون لهذه الانفجارات تعلمهم أمريكا "ولكنها لا تتهمهم "وبدلاً من ذلك توجه الاتهامات كلها إلى أفغانستان وإلى الإمارة الإسلامية "لأنهم يعلمون أن في أفغانستان نظام إسلامي واقعي حقيقي "وهذا يعتبرونه خطراً عظيماً عليهم "وهم مدركون لهذا الخطر .

اعلموا أن المخرج من هذه الأزمة هو الاعتماد والتوكل على الله والصبر والثبات "فهذا هو الطريق الوحيد "فإذا هاجمتنا أمريكا بـ ( كروز ) أو غيره وهجمت على البلاد "فلا بد من مواجهتها والتصدي لها .

وإذا كان الله أراد هذا فلا بد أن يقضي "والمخرج هو التوكل على الله والتصدي للعدوان . فعلى المسلمين أن يفكروا وينظروا إلى الإسلام وإلى حميتهم الإسلامية وأن لا يخافوا ولا يحزنوا "فلا بد من هذه المشاكل "والذي يموت من أجل دينه ومن أجل الإسلام فهذه لذة وسعادة تفوق كل لذة وسعادة في الدنيا "لأنه لا مفر من الموت "فإذا كان الموت من أجل الإسلام فذلك هو الفوز العظيم "فليثبت المسلمون وليصبروا وليتوكلوا على الله "قال الله تبارك وتعالى : ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) فهل نعتمد على قول الله تبارك وتعالى "أم على قول أمريكا ؟!

إن الإيمان ليس دعوى باللسان فقط ( أن نقول نحن مسلمون ) بل الله يمتحننا بالمواجهة مع الكفر وأمريكا "لينظر كيف نعمل "فالله تبارك وتعالى يمتحن إيماننا وغيرتنا على الدين "وإلا فإنه يسهل على الله تبارك وتعالى أن يهدم أمريكا بأسلحتها وقوتها فلا يبقي منها شيء .

      وإذا كانت المشاكل لا بد منها أن تقع فلتقع ومن الذي لا تأتي عليه المشاكل ؟!

الإنجليز والروس قتلوا الملايين من شعبنا ولكن الله أهلكهم بسبب تضحياتنا "وإن لم تضحوا وتغاروا على دينكم فانظروا إلى الدول في العالم "سلب منهم إيمانهم وغيرتهم وسلب منهم كل شيء "لماذا نخاف ونحن الذين هزمنا إمبراطوريتا الإنكليز والروس بأيدي شعبنا ومزقوا كل ممزق ؟!

أفغانستان هي أفغانستان السابقة، وغيرتها هي غيرتها السابقة ، ودينها هو دينها السابق ، وإيمانها هو إيمانها السابق، فما هو المشكل إذاً ؟

إنه لا أكثر من أن يموت الناس ، فليموتوا لكن مع الإيمان والإسلام ، فليس في هذا غضاضة ، وإنما المصيبة الكبرى أن يسلب منهم الإسلام والإيمان ويموتوا بغير الإسلام والإيمان ، فلا يخف أحد ، وليكن كل أحد على استعداد للجهاد ، وليبد كل منا استعداد للقيام بأي عمل يكلف به عند الحاجة ، وأي تضحية دون إيمانه ودون دينه ودون كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فلينو كل أحد هذا وليعزم عليه ، فالله ينصركم ويقضي على جميع الفتن والبلايا.

إنكم إن جبنتم ، ولم تغاروا على دينكم ، فعليكم أن تنظروا إلى تاريخ أجدادكم الأمجاد،  وانظروا إلى هؤلاء المعوقين الذين قطعت أطرافهم في الجهاد ضد الروس ، كيف غاروا على دينهم وكيف سووا الإمبراطورية الروسية بالأرض، وأنتم ترون المجاهدين وهم أحياء.

إنما يحصل هو تدبير وإرادة من الله تبارك وتعالى فلا تخافوا ولا تحزنوا ولا تلوموا الطالبان ولا أسامة فأقسم بوحدانية الله أننا لو سلمنا إليهم أسامة لا تنتهي المشكلة، وسيقولون بعده لماذا فعلتم هذا أو ذاك ؟ افعلوا هذا، وافعلوا هذا كما نقول ونأمركم، فأين يكون إيماننا وديننا في تلك الحالة؟!

وهذه التفجيرات ما قام بها أسامة ولا يستطيع ولا يمكن أن يدبر انفجارات منظمة ودقيقة، وإنما قام بهذه الانفجارات أشخاص ضحوا بأنفسهم، ولا أحد يضحي بنفسه لأجل أسامة والذي يضحي بنفسه لا يضحي من أجل أسامة، وإنما يضحي بنفسه لقناعته الشخصية فهو لا يخاف من أمريكا ولا من أحد، فلا يفعل هذا أحد لإرضاء أسامة ولا يمكن أن يكون هذا من أسامة.

هذه فقط وفقط هي الإمبراطورية الثالثة تفرض نفسها على العالم يغريها بذلك ويزينه لها العلمانيون وضعاف الإيمان الذين يقفون بجانبها. . بل وقف إلى جانبها من يفترض أنهم أعداؤها، لقد وقف الجميع ضدكم!

فعلى كل مسلم أن يتذكر إيمانه ودينه ويثبت في جميع الأحوال، وإلا كان في قلق واضطراب ولا ينجيه ذلك من الموت لأن الموت لا بد منه.

إنه يجب أولاً على المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يغاروا على دينهم ويذودوا عنه وعن أفغانستان وأن يستعدوا لكل تضحية من أجل الإسلام ، وإن لم يفعلوا فعلى شعب أفغانستان أن يثبتوا على إيمانهم وغيرتهم وشجاعتهم ويجددوا تاريخهم الجليل.

عندما هجم الإنكليز على أفغانستان ، وعندما هجم الروس لم أكن أنا ولا أسامة بن لادن، وقد تصدى لهم الشعب الأفغاني بكل شجاعة، دون أن آمرهم أنا أو أسامة بذلك ، ولكن الشعب الأفغاني ضحى وغاروا على دينهم وإيمانهم ، وهذه الآن أيضا حلقة من سلسلة هذه المواجهات، فيجب على كل مسلم أن يثبت ، ولو كلفه ذلك حياته فهذا هو طريق الفوز، ولا شك في هذا وليعتمد كل مسلم على ربه وليثق بقول الله تبارك وتعالى : ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .

إن الإيمان ليس دعوى باللسان فقط ( أن يقول إنسان أنا مسلم ) دون أن يخلص في هذا ويصدق، فلا بد من الإيمان الواقعي وبعد الإيمان الواقعي يكون الفوز حليفك ، وهذا وعد من الله تبارك وتعالى ولا يخلف الله الميعاد.

إنني لا أخاف ولا أداهن أعداء الإسلام والمسلمين وسلطتي وحكمي ورئاستي – حتى حياتي – في خطر ، وأنا مستعد لكل تضحية إن شاء الله.

ولو أنني أداهن الكفار وأسالمهم مخالفاً للإسلام فسيؤمنون لي الإمارة والسلطة ويمدونني بالمال، وأكون في سعة ورخاء كما يعاملون رؤساء سائر البلاد، ولكني أضحي حتى بنفسي وأغار على ديني الإسلام وعلى هذا الوطن المبارك، فما بال فرد من الأفراد العاديين الذين ليس عندهم ما يخافون عليه لا يغار على دينه ووطنه ويخاف ولا يحضر الجهاد ويفر خارج البلاد؟ فما بالهم وليس عندهم ما يخافون عليه عجباً؟!!

إن حكمي وسلطتي وحياتي كلها في خطر ، ومع هذا أغار على ديني وأدافع عنه فما بالك أنت لا تغار على دينك وتخاف؟

إن هناك ضعفاً وهواناً في إيمانك، فإن كنت مؤمناً حقاً يكون الإيمان عزيزاً عظيماً عندك ، فعليك أن تضحي في سبيله.

إنني مستعد لكل هذه التضحيات إن شاء الله ، فأعجب منك كيف لا تستعد!! فإن كان عندك إيمان أو غيرة فلتثبت، وإلا فلا أبالي بك ولا أستمع لك، ولماذا أستمع لك وليس عندك غيرة ولا إيمان ؟ أنت تشير علي أن أفعل هذا، ودع هذا، فإن كان معك إيمان فلا تتنازل عن دينك وإيمانك . ولا تقبل بما فيه خطر على الإيمان والإسلام واستقلال الوطن، فإذا كنت تتنازل عن كل شئ وتقبل كل شئ فظاهر أن فيك ضعف إيمان ، فيجب عليك أن تقوي إيمانك وتعيد النظر في منهجك، لأن الذي معه إيمان قوي ويريد أن يحافظ على إيمانه فلا يقبل أمرا يكون فيه خطر على الإيمان والإسلام ، فيجب على كل مسلم أن يفكر بعمق ويغار على الإسلام والقرآن ، فالله رؤوف رحيم وسوف يكرمنا بالفوز، والفوز الأكبر هو الموت على الإيمان بدون شك . وهذا هو طريق رفع راية الإسلام وليس رفع راية الإسلام ولا رفع كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله في غير هذا الطريق. في غير هذا الطريق هدم الإسلام لأن هدم الإسلام أن تقبل ما يقوله الكفار ويأمرونك به، فهذا هو طريق هدم الإسلام، وأنت بفعلك هذا سويت اسم الإسلام وقدره بالأرض.

لا تسقط راية الإسلام بالموت والتضحية، وإنما تسقط بأن تقبل ما يخالف الإسلام ويكون فيه خطر على الإسلام.

عندما يكون هنالك استنفار للجهاد فيجب على كل أحد أن يستعد.

وأنا لا أقول لكم هذا من أجل الاحتفاظ بالسلطة والسيطرة، ففكروا جيدا، فلو كنت أريد مجرد البقاء في السلطة فيمكنني ذلك بالمداهنة في الدين والتنازل عن الإسلام – لا قدر الله – فلو فعلت ذلك فسوف يحمونني ويمدونني بالأموال، حتى بالقوات العسكرية، وليس طريق البقاء في الحكم أن يستعد الإنسان للتضحية ، وأنتم تعلمون أنني لا أقاتل من أجل الحكم والسيطرة ولا أحرضكم لأجل ذلك ، وإنما هذا أمر القرآن الكريم فانظروا في القرآن الكريم بماذا يأمركم وإلى أي طريق يهديكم؟

وصيتي لكم هو ما وصاكم الله به في القرآن الكريم، فعلى كل مسلم أن يكون على يقظة في الأمور وألا يخاف.

ولا تخدعكم وسائل الإعلام فتضعف إيمانكم، والله يوفق جميع المسلمين إلى أن يثبتوا على الإيمان والإسلام .

ومن الله التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خادم الإسلام أمير المؤمنين

      كتبها :   ملا محمد عمر مجاهد

شهادة "ليندون لاروش"

وهو  مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة في الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة في عام 2004م، والذي يعد واحدا من أكبر الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية ،  وهو يؤكد أن الدافع وراء إشعال ما سمى بحرب الإرهاب إنما يعود إلى الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي بدت بوادرها في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، وأوروبا الغربية فكان من الضروري اختراع عذر لإشعال حرب تحرك الاقتصاد الأمريكي الذي تلعب شركات الأسلحة دورًا كبيرًا في إنعاشه، وقد قال "لاروش"  في المحاضرة التي ألقاها في واشنطن في 24-7-2001م، أي قبل 48 يومًا من وقوع الهجوم في نيويورك وواشنطن: "نحن في أزمة مالية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدار بشكل سيئ منذ عهد كارتر، ونظامنا على حافة الإفلاس، إن نظم المواصلات، والطاقة والتعليم والصحة وبنيتنا التحتية في حالة انهيار، إن 80% من الشعب هم من ذوي الدخول المحدودة، ووضعهم الآن أسوأ بكثير من وضعهم في عام 1977م وما دام صندوق النقد الدولي، وسياستنا الحالية، و"وول ستريت"، والنظام الاحتياطي الفيدرالي لا يزال مهيمنًا علينا، فلا يتوقع أحد أي إصلاح أو تحسن، وإذا استمرت الحال على هذا المنوال، فقد يضطر الرئيس بوش إلى التخلي عن منصبه قبل انتهاء مدة رئاسته، إن الانهيار لا يظهر فجأة أمام الأعين، فالسياسات الخاطئة تستمر وفجأة تقع الأزمة".

وأكمل قائلاً: " يتم في مثل هذه الأوضاع والفترات في العادة إشعال نار حروب عالمية، لقد تسبب الإنجليز في إشعال نار الحرب العالمية الأولى للحيلولة دون حدوث مثل هذه التحولات في آسيا، فقاموا أولاً بإشعال النار في البلقان، ثم في العالم بأسره، وقام الألمان بإشعال نار الحرب العالمية الثانية بنفس الدوافع، والآن تريد القوى الموجودة في داخل الولايات المتحدة وفي إنجلترا إشعال حرب عالمية لعرقلة هذه التحولات الجديدة الجارية في آسيا".

وبعد أسبوع واحد من وقوع الهجوم، صرَّح في مقابلة إذاعية بما يأتي: "إن عملية 11 سبتمبر عملية مكياج صُنعت في فترة تسود فيها أزمة مالية ونقدية في العديد من الدول، لم تقم بهذه العملية أي قوة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية أبدًا، يحتمل أن هناك أفرادًا من بلدان أخرى تم استخدامهم فيها، ولكن الذي قام بهذه العملية عبارة عن قوى موجودة في داخل الولايات المتحدة، والهدف منها القيام بانقلاب إداري فيها، وجرِّ الولايات المتحدة إلى الحرب، وهذه القوى مستعدة للقيام بعمليات أخرى للوصول إلى هدفها، وستقوم بإثارة الجماهير لجرِّ الحكومة ودفعها للحرب، علينا أن نوقف هذا، عليكم ألا تصدقوا أبدًا الأخبار التي تذيعها قنوات CNN و FOX TV والقنوات المشابهة لهما، إن تصديق ما تذيعه هذه القنوات لجر البلد إلى الحرب يعني أنك تكون آلة لتحقيق أهداف الذين قاموا بهذه العملية، علينا ألا نفكر في التدخل في أفغانستان، وعلينا إيقاف إسرائيل عند حدها لأنها تشكِّل خطرًا على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى غيرها من الدول، وأن نؤسس السلام في الشرق الأوسط لأن التوتر الموجود في هذه المنطقة جزء من الحرب المخطط لها في آسيا".

التقرير الألماني

يتساءل التقرير الألماني عما حدث: ما حدث هل هو إرهاب ، أم انتقام داخلي ، أم انقلاب عسكرى ؟! ويواصل التقرير تساؤله: ما هذا الذي حدث ؟ ومن ذا الذي استطاع أن يذل أمريكا ويمرغ أنفها في التراب ، وأن يستهدف أهم مراكزها الاقتصادية والعسكرية ، ومؤسساتها الأمنية ، وكرامتها السياسية ، وهي عاجزة حتى عن فهم ما حدث !!  فهل هو فعلا "بن لادن" الذي يعطونه حجما اكبر كثيرا من حجمه ، وأن تكون العملية لمجرد الانتقام من الهيمنة الأمريكية أم هو انتقام يقوم به اليمين الأمريكي المتطرف ضد الهيمنة الصهيونية علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة أم هو عمل أجهزة مخابراتية أجنبية متفوقة لمنع الولايات المتحدة من المضي في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ؟  أم هو صراع الأجنحة المتعارضة داخل السلطة الأمريكية وبدء النظام العالمي الجديد فعلا ؟.  وفى البداية نؤكد أننا سنعرض لاحتمالات قد تبدو خيالية ، إلا أنها ستظل أكثر واقعية من التصريحات الأمريكية الساذجة التي تعودنا عليها من قبل ، سواء في ضرب مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم ، بزعم انه مصنع للأسلحة الكيماوية أو حكاية انتحار  " جميل البطوطي " فى قصة الطائرة المصرية الشهيرة. وقد بدا واضحا ومنذ اللحظة الأولي لعديد من خبراء مكافحة الإرهاب الأوروبيين أن دقة وتنظيم وكفاءة العملية أكبر من إمكانيات جميع المنظمات المعروفة ، مثل الجهاد أو حماس أو حزب الله أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية، بل أيضا من منظمة القاعدة التي يترأسها بن لادن ، كما شكك العديدون فى التصريحات الرسمية الأمريكية ، حتى أن أحد الخبراء أكد فى القناة الثانية الألمانية "ZDF" أن كل ما يقال مجرد تكهنات ، وأن التحقيقات محاطة بالسرية التامة ، بل أن المخابرات الأمريكية إما أنها تحاول تسليط الأضواء بصورة مقصودة إلى جهة محددة حتى لا تتجه أفكار الرأي العام إلى "جهات أخرى " حاليا وإما أنها ليس لديها أي فكرة عما حدث وفي حقيقة الأمر فان هناك العديد من الألغاز التي تتعارض مع التفسيرات الأمريكية التي زعمت أن الأمر تم عن طريق خطف طائرات مدنية وتوجيهها إلى أهداف معينة كقنابل مدمرة . حيث أن الكثيرين شككوا في قصة اختطاف 4 طائرات ـ في البداية قيل 5 ثم قيل 6 ثم 8 وهكذا ـ حتى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جورج شولتس" صرح مشككا فى ذلك قائلا : "منذ عشر سنوات لم يتم اختطاف طائرة أمريكية ، فكيف يتم اختطاف 5 طائرات خلال ساعة واحدة؟" كما أنه من المعروف أن لكل طائرة مدنية تقوم برحلة ما خط سير معين وارتفاع معين لا تستطيع الخروج منه ، حتى لا تحدث كارثة وتصطدم بطائرات أخرى ، خاصة وأن منطقة بوسطن، نيويورك ، واشنطن علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة ، تعد أكثر منطقة فى العالم حماية ومراقبة بسبب الاستعداد القديم لمواجهة أي هجوم نووي من قبل الاتحاد السوفيتي خاصة علي أهم مدينتين : واشنطن ونيويورك . بالإضافة إلى وجود قاعدة البحرية الأمريكية التي تتعامل بأشعة الليزر ولعلنا لا ننسي إسقاط الطائرة المصرية!  وهذا يؤكد أن خروج الطائرة عن مسارها سيتم إبلاغه فورا علي الأقل لحمايتها من السقوط مثلا، كما أن تغيير المسار كان هاما جدا حيث خرجت الطائرة الأولي عن مسارها إلى الشمال بدرجة 120 درجة فجأة حين اقتربت من نيويورك بينما خرجت الطائرة الثالثة من مطار نيويورك وسارت فى مسارها حتى دخلت ولاية بنسلفانيا ثم دخلت ولاية أوهايو ، ثم عادت فجأة بصورة حادة 30 درجة حتى تم اسقاطها بجوار مدينة بتسبورج . والرابعة هو الأغرب ، حيث ما حادث يتناقض مع الفكر الإرهابي الذي يختار أقصر الطرق ، حيث أن الطائرة اقتربت من مطار واشنطن وسارت في مسارها حتى مرت بولايتي ويست فرجينيا ثم أوهايو ..وفجأة عادت لتقصف مقر البنتاجون في واشنطن نفسها ، رغم أنها كانت تستطيع فعل ذلك مجرد إقلاعها من المطار وعبور نهر "بوتماك" بحيث تنتهي من مهمتها في 5 دقائق بدلا من 60 دقيقة من الذهاب والعودة .  كما أنه لا يصدق أحد في أمريكا وفى العالم أن الإرهابيين يختطفون طائرة أقلعت من مطار بوسطن فى الساعة 7.59 وغيرت اتجاهها حتى وصلت الي نيويورك ثم تصطدم بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي فى الساعة 8.45 (بعد 46 دقيقة) ثم تختطف طائرة أخرى أقلعت من بوسطن فى الساعة 8.14 لتصطدم بالبرج الجنوبي بعد 18 دقيقة من الاصطدام الأول في الساعة 9.03 دقائق دون أي رد فعل لأي جهاز أمني أمريكي وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا. ليس هذا فقط بل يتم تحطيم جزء كبير من وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" بطائرة ثالثة في الساعة 9.43 أي بعد 58 دقيقة من أول اصطدام بمركز التجارة العالمي ، رغم أن البنتاجون هو أول هدف يمكن قصفه عند حدوث أي هجوم نووي أو حتى عسكري علي الولايات المتحدة ، فإذا كان البنتاجون لا يستطيع حماية نفسه من طائرة مدنية فماذا سيفعل مع أي هجوم عسكري حقيقي .  من ناحية أخرى فان إغلاق المطارات الأمريكية وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وتحويل الطائرات إلى المطارات الكندية يتعارض مع تصوير الأمر وكأنه مجرد اختطاف للطائرات لأن أي مختطف سيقال له اذهب إلى كندا لن يذهب ، كما أنه لم يختطف الطائرة للهبوط ، بل لتفجيرها في أماكن بعينها ، وهذا يدل علي أن الأزمة كانت أكبر من قدرة الولايات المتحدة علي التحكم والسيطرة بل ومواجهة بضع طائرات مدنية !!. كما أن اختفاء الرئيس بوش وهربه من ولاية فلوريدا الي لويزيانا ثم الهروب إلى مكان آمن في ولاية نبراسكا فى عمق الوسط الأمريكي كل ذلك آثار شكوكا مريبة حيث أن ذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك هجومم خارجي أو لوجود سلطة قادرة علي الوصول إلي الرئيس في أي مكان ، أو فشل كامل في السيطرة علي أجهزة التحكم الأمريكية وليس مجرد بعض الأفراد اختطفوا بضعة طائرات، والتبرير الذي ذكروه فيما بعد أن الطائرة التي اصطدمت بالبنتاجون كانت في البداية تستهدف البيت الأبيض وطائرة الرئيس الرئاسية ثم غيرت هدفها ، أمر مردود عليه حيث إن هذه العملية تميزت بالدقة الهائلة وتمت خطواتها بدقة غير عادية ولا احتمال فيها للتغيير كما أن استهداف طائرة  لطائرة الرئيس أمر مثير للسخرية !!  بل أن البعض تساءل إذا كان ما حدث هو فقط اختطاف بعض الطائرات بالسكاكين فلماذا تم تجميد الرحلات الأوربية لأمريكا ، ولماذا تم إغلاق المجال الجوى الأمريكي لعدة أيام ؟.  كما أن البعض يتساءل : أين كانت الرادارات الأمريكية.. وأين القوات الجوية.. وما الذي منعها من مواجهة الموقف خاصة أن المفاجأة انتهت منذ اصطدام أول طائرة بمركز التجارة العالمي وما هو نوع الشلل الذي أصاب البنتاجون وباقي الأجهزة الأمنية ولماذا حدث ذلك ؟  والغريب أن من دبر هذه العمليات كانت لديه معلومات لا يمكن أن يحصل عليها إلا أشخاص أمريكيون وعلي خبرة غير عادية عسكريا وفنيا وتكنولوجيا حيث أكد "كريج كيجلي" المتحدث باسم البنتاجون مثلا بأن مبني البنتاجون عليه وسائل عديدة للدفاع عن النفس لكن ليس من بينها اصطدام طائرة بالمبني ، فمن هو الذي عرف هذه المعلومات ؟!. وكذلك يؤدي اصطدام طائرة بأي برج من برجي مركز التجارة العالمي إلى كسر العوارض الحديدية ويؤدي هذا الضغط المفاجئ إلى تدمير العوارض الحديدية للجانب المقابل مما يحدث فراغاً في منطقة الانفجار مما يعمل مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 1000 درجة مئوية  علي انصهار العوارض الحديدية التي صنع منها المبني مما يؤدي لانهياره.. فكيف عرفوا هذه المعلومات ؟! .  كما أن التصورات السخيفة بأن هناك بعض العرب مثل "محمد عطا" و "مروان الشيمي " كانا قد تدربا فى مدرسة " هوفمان " لتعليم الطيران تبدو متهافتة لأن هناك عشرات من العرب والمسلمين يتدربون في مدارس عديدة للطيران في أنحاء أمريكا فهل هذا دليل ؟؟  كما أن أحد مدرسي الطيران في المدرسة نفسها أكد أن نظم التدريب في الطائرات الصغيرة يختلف تماما عن الطائرات الكبيرة . ليس ذلك فقط بل أن خبير الطيران في واشنطن صرح قائلا : أن الطيار المجهول أدار الطائرة 270 درجة نحو اليمين متجهة صوب وزارة الدفاع من الناحية الجنوبية الغربية حيث أصبحت تحت مستوى الرادار واختفت من شاشات المراقبة مضيفا أن قيادته الطائرة المدنية ذكرته بالطائرات المقاتلة . وهذا لا يعنى إلا أن قائد الطائرة لابد وأن يكون طيارا مقاتلا محترفاً بل إن الطيارين المقاتلين قد يستطيعون المناورة بطائراتهم القتالية والدوران 270 درجة غير أن هذا أمر شديد الصعوبة مع طائرة بوينج "757" . أما الحديث عن عدة تدريبات في مدرسة للتدريب علي الطائرات الشراعية أو الطائرات الصغيرة فهو أمر يثير السخرية . لذا فإن اتهام "بن لادن" بأنه المسئول عن هذه العمليات يفترض انه قوة عالمية أخطر وأشد قوة من جميع الأجهزة الأمريكية بما فيها الجيش الأمريكي أو انه حصل علي مساعدة علي أعلي المستويات من وزارة الدفاع إلى المخابرات إلى المباحث الفيدرالية لاستغلال هذا الدعم العالمي الغير مسبوق ، لحصار العالم الإسلامي والوصول إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يتبع أمريكا كقائد عالمي لحكومة عالمية مهيمنة . من ناحية أخرى فان بعض المراقبين أشاروا إلى احتمال تورط العراق في هذه العمليات عن طريق طياريها الذين يتميزون بالخبرة بعد هجرتهم إلى الولايات المتحدة ولجوئهم إلى بعض دول أوربا ، وهذا مردود عليه بأن السلطات الأمريكية المعادية للعراق لم تجد أي دليل علي ذلك كما أن ما ينطبق علي " بن لادن" ينطبق علي العراق حيث أن الأدلة تشير وبكل دقة إلى تورط جهات أمنية أمريكية فائقة القدرة التكنولوجية ، ولديها أسرار عديدة ، وقادرة علي التحرك بكل حرية . أما إذا استثنينا العرب والمسلمين ، فإننا نبحث عن المستفيد من الجريمة لنعرف من هو الفاعل وهي قاعدة قانونية قديمة ، وفى الحقيقة ورغم أن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذه العمليات لتخفيف الضغط السياسي والإعلامي من حولها ، ولإعطائها المبرر الأخلاقي والسياسي الذي يتيح لها ذبح الفلسطينيين تماما كما فعلت الولايات المتحدة مع أفغانستان بالإضافة إلى استغلال الفرصة لإنهاء اتفاقية السلام تماما والقيام باحتلال كامل لمناطق السلطة الفلسطينية وربما القيام بقصف مشترك مع الولايات المتحدة وربما الناتو كله لقصف الدول التي تحمي الإرهاب وهي في عرف أمريكا تضم سوريا والعراق ولبنان وإيران وهذا ما يمكن أن يعجل بالحرب العالمية الثالثة ، أو ما يطلقون عليه المعركة النهائية " هرمجيدون " للقضاء علي "الشر" في العالم والإعداد لقدوم السيد " المسيح " ليحكم العالم لمدة ألف سنة .

ويواصل التقرير إلقاء شبهات قوية عن  حجم التغلغل والتعاون الاستراتيجي للموساد مع الأجهزة الأمنية الأمريكية والقدرة الفائقة له للتحرك في الأراضي الأمريكية و أن ما حدث  لا يمكن أن يتم إلا بمساعدة من جهات أمنية أمريكية عليا وهذا ما يتجاوز مجرد مصلحة إسرائيل لأن الأمر هنا يتعلق بأمن أمريكا وهويتها ونظام الحكم الذي سيقودها للمائة عام القادمة علي الأقل . ومن ناحية أخرى فإن المراقبين أكدوا علي أن الحكومة الأمريكية الحالية قامت في خلال 8 أشهر فقط بمعاداة معظم الدول ، بل ومنظمات العالم بصورة غير مسبوقة حيث اصطدمت بروسيا فيما يتعلق بحرب طرد الجواسيس ثم بمظلة الصواريخ الدفاعية ، واصطدمت بالصين فى موضوع الطائرة الصينية ، ومع معظم دول العالم ومنظماته فى تصرفات استفزازية بدأت بإعلان الانسحاب من اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية والإصرار علي مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية والإنسحاب من اتفاقية كيوتو لحماية المناخ ، والانسحاب من اتفاقية وقف إنتاج الأسلحة البيولوجية ورفض اتفاقية الحد من إنتاج الأسلحة الصغيرة وغيرها من القرارات التي أدت لتذمر عالمي حتى بين أقرب حلفائها الأوروبيين الذين ساعدوا علي طردها من لجنتي حقوق الإنسان ومكافحة المخدرات في حرب ديبلوماسية واضحة عبر عنها محلل ألماني الشهير بعبارة " أمريكا التي لا شريك لها " . مؤكدا أنها تتعامل حتى مع دول أوربا والناتو بغطرسة تعتمد علي إصدار القرارات ثم إجبار هذه الدول بإتباعها بلا مناقشة وهذا ما يؤكد أن أعداء أمريكا ليسوا فقط العرب والمسلمين ، أو في شرق ووسط أسيا بل أن العداء اصبح عالميا بصورة واضحة ! بينما أشار بعض المراقبين إلى أبعاد أكثر خطورة …حيث أشاروا إلى أن ما حدث من فزع وذعر وهروب وإجراءات أكبر ألف مرة من مواجهة هجمات إرهابية يقوم بها مختطفو طائرات مدنية.. فهروب الرئيس الأمريكي إلى ولايات مختلفة حتى يصل إلى نبراسكا وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وإعلان قصف أي طائرة تتحرك وإخلاء موظفي وزارة الخارجية ومجلس النواب والشيوخ والأمم المتحدة بل وإخلاء مقار المخابرات الأمريكية وحدوث حالة من الهرج والمرج الغير عادي . ثم إرسال حاملات طائرات عسكرية وصواريخ موجهة لحماية السواحل الأمريكية مثل حاملتي الطائرات " جون كنيدى " و " جورج واشنطن " ثم إعلان استدعاء الاحتياطي الأمريكي للجيش ، وفتح باب قبول متطوعين جدد ، وإرسال نائب الرئيس الأمريكي " ديك تشيني " إلى مكان سرى قيل أنه في جبال " ميرلاند " لحمايته يؤكد أن الأمر يتجاوز إرهاب وطائرات ..لا ابن لادن ولا حتى إرهاب أي جهاز مخابرات في العالم … بل هو أقرب إلى حالة الحرب الحقيقية . ولعل تصريحات عضو لجنة الكونجرس للشئون العسكرية ، " جيمس انهوف" يؤكد مدى التخبط .. فهو يؤكد أن ما حدث شل قدرات الجيش الأمريكي علي المواجهة حتى انه أشار بصراحة إلى أن ما حدث يصل إلى حد هجوم عبر حكومة دولة أجنبية حيث قال يجب اكتشاف المذنبين سواء كانوا منظمة أو حكومة دولة أجنبية ".

وكالات الأنباء

تداولت  وكالات الأنباء أيضا معلومات بأن جميع دول الناتو عقدت اجتماعات سرية وكذلك روسيا فور ورود الأخبار التي توقعت أن يتم توجيه ضربة جوية معادية ضد الولايات المتحدة ربما تكون ضربة نووية ، لأن شبكة الدفاع الأمريكية شلت تماما وأن أجهزة الكمبيوتر التابعة للبنتاجون تعطلت تماما لسبب غير مفهوم ، حتى أنها فقدت القدرة علي رصد الطائرات المدنية أو إبداء أي رد فعل تجاهها ، مما تسبب في قلق أمريكي هائل من إمكان أن يكون ذلك مقدمة لحرب عالمية ثالثة وهذا ما تسبب في حالة القلق والتخبط الذي تصرف به القادة الأمريكيون . ولكن روسيا والصين أرسلت رسائل سريعة وحاسمة بأنها لا علاقة لها بتعطل الشبكة الأمريكية ولا بالهجمات بالطائرات المدنية وأخبرتها بأن تبحث عن المشكلة في داخل أمريكا !! . ورغم أن بعض المحللين ذهب إلى معقولية هذا الاحتمال بسبب إصرار الولايات المتحدة علي المضي قدما في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ، وهو مما يعد إنهاء وتحييدا كاملاً للأسلحة النووية الروسية والصينية بمعنى أن الولايات المتحدة ستكون قادرة علي المبادرة بقصف كل من روسيا والصين فى الوقت الذي تستطيع فيه تحمل الضربة النووية المضادة مما يمكنها من تدمير البلدين ومن ناحية أخرى فإنها ستكون قادرة علي تحمل أو إضعاف الضربة النووية الأولي للصين أو روسيا في الوقت الذي يمكنها إصابة البلدين بقوة في الضربة المضادة ، مما يعد بصورة أوضح إعلانا نهائيا لاستسلام الصين وروسيا أمام الولايات المتحدة التي ستنفرد وحدها دون أوربا أيضا بقيادة العالم وتهديد أي دولة فيه في أي لحظة . ولذا فان البعض فسر ما حدث بأنه رسالة روسية أو صينية ، يمكن أن تعتمد علي تكنولوجيا شديدة التفوق تشل تماما الأجهزة الإلكترونية الأمريكية لوسائل الدفاع مما يجعل 7 طائرات مدنية قادرة علي إرعاب الولايات المتحدة بجلالة قدرها ويدللون علي ذلك باستمرار حالة الاستنفار الأمريكية حتى بعد عدة أيام ثم إعلان حالة الاستدعاء وفتح الباب أمام تطوع المواطنين الأمريكيين للالتحاق بالجيش الأمريكي بعد استعدادات لإعلان حرب كبرى وليس مجرد الحماية من الإرهاب أو قصف أفغانستان .

تيموثي ماكفي

استدعت وكالات الأنباء أيضا  ما صرح به تيموثي ماكفي منفذ انفجار أوكلاهوما  الذي  قال قبل أعدامه انه يوجد في الجيش الامريكي أكثر من عشرة آلاف يحملون نفس الفكر الذي نفذ بموجبه عمليته.

وقد ذهبت تحليلات أخرى منذ البداية إلى أن ما حدث شبيه بما حدث في انفجار أوكلاهوما عام 1996 وأن الانفجارات يمكن إن تكون من داخل أمريكا بل أن صحيفة "برلينر تسايتوبج" كتبت تقريرا أكد أن الإشارات تدل علي أن مدبر الهجوم من أتباع الجماعات والميليشيات العسكرية الأمريكية التي تنتمي لليمين المتطرف والتي تشعر بفخر وطني شاذ أو أن لديها تفويضا إلهيا ويضرب مثلا لها بالجماعات المناهضة لنظام ZOG أي ZIONIST Occupied GOVERNMENT ويعترضون بصورة أساسية علي هيمنة اليهود علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة، وأشارت إلى أن " تيموثي ماكفاي " كان عضوا في أحد هذه الجماعات بل أشارت أيضا إلى جماعات أخرى مثل "كوكلوكوس كلان" و "أمة آريان " وحليقي الرؤس " والنازيون الجدد"  و "المراقب الوطنى " المعروفة بثقافة العنف والعنصرية والانتحار .  بينما أجرت صحيفة " ديرتاجيس شبيجل " حوارا مع" توماس جدومكه " الخبير في شئون اليمين الأمريكي الذي أكد أن لديه معلومات بأن سلطات الأمن الأمريكية تقوى تحرياتها في اتجاه مسئولية اليمين المتطرف المعروف بالتعصب وبالأيدلوجية المتطرفة اللازمة للقيام بمثل هذا الهجوم  ولديهم أيضا الإمكانيات الاستراتيجية الهائلة ، مضيفاً أن الدقة غير العادية التي تم بها الهجوم تتجاوز قدرة المنظمات الإرهابية العادية كما أنها تشير إلى استحالة إتمام هذه العمليات بدون مساعدة عديد من الأمريكيين الذين يشغلون مناصب حساسة في الأجهزة الأمنية بصورة كاملة ، وليس فقط عن طريق الدعم اللوجيستى الهائل الذي يمكن من خطف طائرات في وقت واحد بل أيضا الهروب من أجهزة الرادار ، وهذا أمر غير ممكن بدون خبرة تكنولوجية عالية من داخل المؤسسات الأمريكية نفسها ، مضيفا أنه لا يمكن المرور هكذا وبسهولة فوق البنتاجون بدون أن يشعر بك أحد!!  ويضيف " جرومكه" أن اليمين المتطرف متغلغل في الجيش بصورة كبيرة ويحصلون علي تعاطف غير محدود مما يمكنهم من الحصول علي دعم لوجيستي كبير ، كما يستبعد وجود تعاون بين هذه المنظمات ومنظمات شرق أوسطية، مؤكدا أن منظمة مثل "عنصر الأريان الأبيض " والمعروفة اختصارا باسم WAR ( أى الحرب ) تعادى السامية بشدة بمعني " عدو إسرائيل صديق ".  ويضيف أن اليكس كورتس مؤسس جماعة " المراقب الوطني " كان قد عرض على الإنترنت أدلة تشير إلي قدرته علي إنتاج أسلحة بيولوجية بينما تم القبض منذ عامين علي أحد أعضاء منظمة "أمة آريان " وهو ينقل فيروسات " الجمرة الخبيثة " في سيارته .

انقلاب عسكري

هناك رأي مختلف وغريب تماماً يذهب إلى أن ما حدث أكبر من ذلك بكثير فهو أقرب إلى الانقلاب العسكري فى السلطة الأمريكية بعد وجود خلافات شديدة بين أجنحة السلطة الأمريكية إثر خلافات عديدة بين التيار الأصولي المسيحي [5] الذي يؤمن بعودة المسيح في نهاية العالم بعد المعركة الفاصلة بين الخير والشر والقضاء علي الأشرار (العرب والمسلمين) في موقعة " هرمجيدون " فى القدس خاصة أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها ، واصبح الاستعداد للقضاء علي الفلسطينيين مسألة وقت فقط ، والتيار الآخر الذي يسعى إلى سيطرة أمريكا علي العالم بصورة متدرجة وصراع بين الأجهزة الأمنية المتعارضة مثل CIA والمباحث الفيدرالية FBI ووكالة الأمن القومي NSA والبحرية الأمريكية والقوات الجوية ، والبنتاجون ، حيث تزايدت الخلافات إلى الدرجة التي تسعي فيها بعض الأجنحة إلى تحدى السلطة الأمريكية الحالية ليثبت لها أنه يملك السلطة الحقيقية في أمريكا ،  ولعلهم يبررون ذلك بالطريقة تبدو أقرب إلى مباراة في التحدي بين فريقين حيث أثبتت الفرق التي قامت بالتفجيرات بأنها تجيد لعب المباراة بمهارة : فقد قامت بتعطيل جميع شبكات الكمبيوتر الخاصة بالجيش الأمريكي ووزارة الدفاع ثم بدأت  في الهجوم علي السلطة الحاكمة بأتفه وأضعف الأشياء ، وهز أمريكا كلها بدون قنبلة واحدة أو جرام من المتفجرات بل بطائرات مدنية، ليس ذلك فقط، بل قامت باختيار أوقات الهجوم بصورة تحتوى علي التحدي و الاستهانة.  فبدلاً من التصرف بصورة منطقية بقصف البنتاجون أولا وبصورة مفاجئة ، ثم يقصف برجي مركز التجارة العالمي قاموا بالعكس باختطاف عدة طائرات في وقت واحد والسيطرة علي أجهزة الرادار والكمبيوتر في أهم مقر عسكري في العالم ، ثم بدأ في توجيه ضربة لأحد البرجين في الساعة 8.42 صباحا ثم ضربة أخرى بعدها بـ 18 دقيقة للبرج الآخر في 9.0 صباحاً وبعد ساعة كاملة وجهت ضربة لمقر البنتاجون نفسه والذي وقف بلا حول ولا قوة،  بل أنه تعمد تأخير قصف البنتاجون حيث خطفت الطائرة فور إقلاعها في الساعة 8.42 رغم قدرتهم علي إصابته من البداية .. والأكبر من ذلك هو فشل جميع أجهزة الكمبيوتر بصورة غير عادية ،  حتى أن قناة "sat.7" الألمانية أكدت أن الأقمار الصناعية كان عليها تغيير اتجاه الطائرة حتى لو كان أحد المختطفين يقودها كما أن إسقاطها بصاروخ كان أمرا ممكنا، و لكن هناك شيئا ما غير معروف منع حدوث ذلك ، وكان خبير الإرهاب الألماني " هانز جورج زيبرت " قد صرح منذ اللحظة الأولي لقناة RTL الألمانية : أنه لا يجب التسرع في الحكم باتهام أحد فربما تكون جماعة داخلية أمريكية وربما يكون خطأ تكتيكيا ما أصاب الطائرات حتى أنها بدت وأحيانا وكأنها فاقدة السيطرة وتتجه إلى أهدافها بصورة لا إرادية ، حتى المناورات التي قامت بها يصعب علي أي طيار القيام بها بهذه الدقة …

أمريكا لا تستطيع الاعتراف بحقيقة ما حدث

رغم تعدد حوادث الاختطاف التي قام بها بعض الأفراد ، ومنهم عرب .. إلا أن الأخطر هو أن تدبير وقيادة هذا العمل الدقيق كانت في يد أمريكيين من داخل المؤسسات الأمريكية العليا وتعرف سلفا أن الحكومة الأمريكية ستصر علي اتهام بن لادن رغم كل شئ : أولا لأنها لا تستطيع الاعتراف بحقيقة ما حدث ، ولأنها لن تضيع فرصة الدعم العالمي اللامحدود لتأديب من تشاء، كما أن التيار الأصولي المسيحي والتيار الصهيوني سيستغل القضية أفضل استغلال لفرض إرادة الذين يحكمون حكام العالم من الماسونيين الكبار علي العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية. فهل كان ما حدث حادثا إرهابياً مروعا أم انتقاما أمريكيا من الداخل أم انقلابا عسكريا لتغيير الدستور الأمريكي ، وتحويل الولايات المتحدة إلى دولة عسكرية بوليسية ؟

وقد يستبعد البعض قيام قوى في الولايات المتحدة بضرب مواطنيها، ولكن يكفي أن نقرأ كتاب الكاتب الأمريكي جسمي بامفورد الذي يحمل عنوان ( Body of Secrets : Anatomy of the Ultra-Secret National Security Agency )، وفي هذا الكتاب يطلعنا المؤلف على وثائق سرية تعود لعهد الرئيس كيندي، عندما فشل الإنزال الأمريكي في خليج الخنازير وهي عملية كانت تستهدف الإطاحة بالرئيس الكوبي كاسترو، وقد صارت هذه العملية وصمة عار في جبين المخابرات الأمريكية، وقد قامت هيئة الأركان العامة الأمريكية بوضع خطة أخرى أطلقت عليها اسم (Northwoods) تتضمن قتل أمريكيين واتهام كوبا بقتلهم، وكانت ترى أن العسكريين سينجحون فيما فشل في تحقيقه رجال المخابرات الأمريكية.

إذن فليس من المستبعد أبدا قيام بعض القوى بتنفيذ مثل هذه العمليات لكي تؤثر على الرأي العام الأمريكي والعالمي ولكي تشكل عذرا في القيام بشن عمليات حربية للوصول إلى أهداف معينة.

ويقدم أصحاب هذه النظرية دليلاً آخراً على أن القوى الخفية الموجودة في الولايات المتحدة هي التي دبرت هذه العملية الإرهابية، نستقيه من أحد الأفلام الأمريكية الحديثة، وقد قامت الحكومة الأمريكية وحليفتها الحكومة البريطانية في أواسط شهر أكتوبر الماضي بمنع عرضه، واسم الفيلم (SWORDFISH)، ويكمن السبب في أن حوارا ساخنا يجري بين سيناتور في الكونجرس الأمريكي "وهو في الفيلم رمز القوة الخفية وراء الستار" والعميل السري الذي يكلفه هذا السيناتور بإنجاز بعض المهام السرية الممنوعة من الناحية القانونية، ويقول السيناتور في هذا الحوار: "أجل ‍… أجل سنقوم بإسقاط طائراتنا … وسنقوم بضرب مبانينا …وسنعرض الوجه القبيح للإرهاب أمام الأنظار… وبهذا نحصل على تأييد الرأي العام لشن حرب على الدول الإرهابية".

فضائح تحقيقات FBI

الأكاذيب الكبرى ..يتبعها ناس كثيرون ..عبارة شهيرة لهتلر تنطبق بامتياز علي ما يشهده العالم عما يقال عن إقامة تحالف دولي ضد ما يسمي "الإرهاب الإسلامي " مما يدل علي وقوع العقل الغربي في أسر عقلية عنصرية تلفيقية متطرفة،  تتحدث عن تفوقها الحضاري وعن قيادة " حرب صليبية " طويلة المدي تعتمد علي إجراءات علنية وأخري سرية ..ضد الإرهاب تحت عنوان " النسر النبيل " وتنتهي " بانتصار الخير علي الشر " لتحقيق " العدالة الأبدية المطلقة ".

ليس ذلك فقط بل أن الإعلام الغربي .. وبعض الصحف الغربية أصبحت تنقل عن المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI والمخابرات المركزية الأمريكية CIA وكأنها ناطق رسمي باسمها ، دون أن تدقق في مصداقية الأدلة رغم سذاجتها وتهافتها

من ناحية أخري فإن الأدلة التي تثبت وجود تورط أمريكي تبدو أكثر واقعية من اتهام بن لادن ومنظمته سواء فيما يتعلق بعلاقة تفجيرات 11 سبتمبر وبمقتل أحمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي في أفغانستان قبلها بيومين فقط أي في 9 سبتمبر أو غيرها من الإشارات المريبة للسياسة الأمريكية بعد انتهائها من حرب الخليج وحرب البوسنة والهرسك وحرب كوسوفا .

ولكننا اذا عدنا الي مصداقية سلطات التحقيق الأمريكية خاصة CIA و FBI في ملفات أخرى فإننا سنتجاوز موضوع إسقاط الطائرة المصرية بجوار نيويورك رغم التزييف الهائل للأدلة وذلك حتي لا نقع في التحيز. بل سنختار قضية داخلية تماما لمتابعة كيفية تلفيق تحقيقات هذه الجهات للأدلة والإعتماد علي ما يسمي " السرية " لإخفاء أدلة أخرى ..وهي قضية قتل الرئيس الأمريكي " جون كيندي " فى 22 نوفمبر سنة 1963 والغريب أننا فوجئنا بوجود علاقة شبه كبيرة بين تلفيق الأدلة في هذه القضية، و بين تلفيق الأدلة في قضية تفجيرات الثلاثاء الأسود.

ليس هذا فقط … بل وجدنا هناك شبه تطابق بين أهداف " إغتيال كنيدى " الذي يعد "الإنقلاب الأول " فى السلطة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وتفجيرات 11 سبتمبر التي تعد الإنقلاب الثاني داخل المؤسسات الأمريكية المتعارضة‍!.

يستدعي التقرير الألماني قول أيزنهاور " إن التأثير الكامل للنفوذ السياسي للبنية الصناعية العسكرية واضح في كل مكتب وكل مدينة وهي تعد خطرا كبيرا لأن قوتها الهائلة تعمل علي إنهيار التوازن السياسي"،   ثم يستطرد إلي أن  " كنيدي " تصادم مع "المؤسسة الشبحية " أو المؤسسة X"   وهي المؤسسة التي تضع الأهداف الحقيقية للإستراتيجية الأمريكية والتي لها رجالها في المناصب العليا سواء مؤسسة الرئاسة أو الكونجرس أو CIA و FBI وفيما بعد وكالة الأمن القومي NSA وأخيرا وكالة الاستطلاع القومي هذا بالإضافة الي البنتاجون والبحرية الأمريكية… و… و… !! فهي المؤسسة الحاكمة فعلا في الولايات المتحدة لذا كان يجب أن يموت " كنيدي " . ولعل هذه المؤسسة هي التي وضعت أشهر وثيقة للأمن القومي فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وهي وثيقة "NSC-68" والتي صاغها " بول نتيز" الذي خلف " جورج كينان " في رئاسة إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية وهي وثيقة سرية أقرت في 14 أبريل 1950 لم يفرج عنها سوي عام 1975 و التي تصر علي إحتواء الإتحاد السوفيتي وكل ما يهدد فاعلية الهيمنة الأمريكية التي تسيطر علي 50% من ثروات العالم ..وهذا ما ثبت فشله فى بداية الستينيات حين ظهر بوضوح عجز الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها كما أن تفوق النموذج الاقتصادي الألماني الأوربي ، والياباني أدي لزيادة اعتماد الولايات المتحدة لتفوقها العسكري كأداة لفرض نفوذها فى العالم ، وهذا ما اعتبره "مكورميك" فى كتابه " ما بعد أعراض حرب فيتنام "  إصرارا أمريكيا علي الانفراد بالهيمنة العسكرية علي حلف الناتو ، وعلي جنوب شرق آسيا بعد معاهدة الدفاع المشترك مع اليابان .ولذا كانت حرب فيتنام مصلحة عسكرية ، ليس ذلك فقط بل أن " جون لويس جاديس" أكد في كتابه " مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية " أن تراجع الاقتصاد الأمريكي أمام الاقتصاد الياباني والألماني والأوروبي  في بداية الستينيات أدي لأن تتجه الولايات المتحدة إلي الحفاظ علي إنفاقها العسكري المرتفع علي حساب حلفائها الاقتصاديين السياسيين، بمعني أن الولايات المتحدة استخدمت الإنفاق العسكري لتدعيم الاقتصاد الأمريكي علي حساب حلفائها لحمايتهم من الخطر الشيوعي، حتي في لاوس وفيتنام .‍ومرة أخرى فإن حرب فيتنام أصبحت هدفا عسكريا وإقتصاديا في نفس الوقت إلا أن "كنيدي " كان قد فعل العكس إثر قضية الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتسبب في نشوب حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة ، حيث اتجه الي إعلان سعيه لإنهاء الحرب الباردة والبدء في التعاون مع خورشوف، وإنهاء الحرب في جنوب شرق آسيا ، لذا فقد بدأ فى العمل مع مؤسسات عدة من أهمها مخابرات البنتاجون وصلت في سبتمبر 1963 الي تجهيز خطة تهدف الي سحب القوات الأمريكية من فيتنام حتى نهاية العام 1965م. وكانت تهدف الي البدء بسحب 1000 جندي حتى نهاية ديسمبر 1963 ولكن بعد أسبوع من قتل الرئيس الفيتنامي في " سايجون " وقبل أسبوعين من قتل " كيندي " تم إلغاء الأمر في 7 يونيو 1963 ولكن كنيدي أصر علي إكمال الخطة ولم يخضع للتهديدات التي حذرته بقتل الرئيس الفيتنامي ..فكان لابد من التخلص منه  وكان لابد أن يحدث الانقلاب ضد الحكم الشرعي فيما يسمي " بالديمقراطية الأمريكية " .

تهافت الأدلة وسلطات التحقيق و أوجه التشابه فى التلفيق:

الغريب أننا حين ندقق في أدلة سلطات التحقيق فيما يتعلق باغتيال كنيدي نجد أنه يتشابه فى عدة نواح مع أدلة قضية تفجيرات 11 سبتمبر رغم الإختلاف الكبير والجذري في أسباب الإنقلابين والغريب والطريف في نفس الوقت أن قضية اغتيال " كنيدي " كلها تم تحميل مسئوليتها كلها لشخص واحد فقط هو " لي هارفي أوزوالد " والذي قالت عنه سلطات التحقيق العام أنه قام بقتل الرئيس بإطلاق 3 رصاصات فقط علي الرئيس من نافذة مخزن الكتب الذي يعمل به في الدور السادس من علي ما يزيد عن 40 مترا  والأكثر طرافة أنهم قالوا أنهم وجدوا " البندقية الآلية " التي استخدمها " لي هارفي أوزوالد " ملقاة في مخزن الكتب وبجوارها 3 رصاصات تماما كما قالوا عن كتاب " كيف تتعلم الطيران في 24 ساعة " في السيارة فى مطار بوسطن أو رسالة محمد عطا التي بقيت وحدها رغم إحتراق الركاب وجسم الطائرة أو وجود جواز سفر في طائرة المركز التجاري العالمي رغم أنه قيل أن درجة الحرارة وصلت بعد الانفجار الي أكثر من 1000 درجة مئوية حتي أن الحديد قد انصهر مما دمر المبني تماما  كما أنهم زعموا أن " أوزوالد " كان قد اشتري البندقية بإسم " آ .هايدل " علي صندوق بريد في ولاية " تكساس " وأن الخط هو خط أوزوالد، تماما كرسالة محمد عطا، ولإثبات ملكيته للبندقية جاءوا بصورة مزيفة نشرتها مجلة " لايف " الأمريكية علي غلافها وهي لصور " أوزوالد " وهو يمسك البندقية ويبتسم للكاميرا ليؤكدوا أنها بندقيته وإذن فهو القاتل ولكن " أوزوالد " حين رأي الصورة صرخ قائلا " لست أنا من في هذه الصورة " نعم إنها صورة وجهي ولكن هذا ليس جسدى إنني افهم في التصوير جيدا ، إن هذه الصورة تعرضت لمونتاج واضح "! والغريب أن الخبراء أثبتوا أن الصورة مركبة بسبب بسيط وسهل جدا وكان يجب ألا تقع فيه أجهزة أمن في حجم FBI و CIA حيث ثبت أن إتجاه الظل عند أنف أوزوالد يشير إلي أن وقت التقاط صورة الوجه كان حوالي منتصف الظهر لأن ظل الأنف كان عموديا ، بينما يشير إتجاه ظل الجسم الذي تم تركيبه علي وجه أزوالد ..الي أن وقت التقاط الصورة للجسم كان إما بين 8 أو 9 صباحا أو بين 4 و5 عصرا ، لأن الظل كان مائلا بصورة واضحة، ولقد كان هذا متشابها بصورة مدهشة مع شريط الفيديو الرديء الذي بثته الإدارة الأمريكية كالدليل علي قيام بن لادن بالعملية، وفضلا عن وجود اختلافات بينة بين صورة أسامة بن لادن التي عرضتها القنوات الأمريكية وتلك التي عرضتها قناة الجزيرة، فإن طالب ثانوي جلس ساعتين فقط علي الكمبيوتر فنجح في تزييف شريط علي لسان الرئيس بوش[6].  والغريب أن التحقيقات التي أدانت أوزوالد وقعت في التناقض عدة مرات حيث أثبتت وجوده في 3 أماكن في وقت واحد ، مثل كوبا والمكسيك والولايات المتحدة وهو نفس ما حدث مع بعض المشتبه في قيامهم بتفجيرات 11 سبتمبر، من ناحية أخري فإن هناك من شكك في أن تكون بصمات أوزوالد وضعت علي البندقية بعد وفاته ، خاصة أن محققي FBI أسرعوا بنقل البندقية الي واشنطن ، بينما بقيت بصمات أوزوالد في دالاس ، وبذلك فقد تم فقد سير الأحداث تماما ، بل أن محققي FBI " جيمس ليفستون " إعترف بأن هناك أكثر 3 خصائص تعود الي 3 أشخاص وليس أوزوالد فقط ويضيف " ان مجموعة البصمات لم تنسب كلها لمكتب FBI . والمثير للدهشة هو إنكار أوزوالد لإرتكابه أي تهمة قائلا أنا لم أرتكب أية جريمة وقد اعتقلوني فقط لأنني عشت في الاتحاد السوفيتي فشكلي لا يوحي بالثقة، ولا نخفي ما لهذه العبارة من دلالة، حيث أن هذا هو نفس ما يحدث مع المشتبه فيهم من العرب المسلمين…والذين اعتقلوهم فقط لأنهم عرب ، ولأن أسماءهم وأشكالهم شرق أوسطية لا توحي بالثقة ، بل أنها تحتوى علي نفس العداء والاتهامات ولكن للإسلام بدلا من الشيوعية!!.

ويستطرد التقرير بعد ذلك في تعداد الشبه بين تلفيقات الأجهزة الأمريكية  في كل من الانقلابين: اغتيال كينيدي  وانقلاب بن لادن،  فيلاحظ  التشابه بين  حكاية الرسالة السحرية لمحمد عطا والتي أكد الصحفي الأمريكي الشهير " بوب وود ورد " صاحب فضيحة ووترجيت " أن بعض العبارات المستخدمة في الرسالة لا تستخدم في التعبيرات الإسلامية مثل متفائل وعبارة 100% ، ليس هذا فقط ، بل هناك عبارة " وإذا ذبحتم فاسلبوا من تقتلونه لأن ذلك من سنن المصطفي صلي الله عليه وسلم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسلاب ، وهم من المفترض أنهم سيفجرون أنفسهم في الطائرة ، وعبارة " ثم طبقوا سنة الأسر وأسروا منهم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسري أو بالأسلاب طالما أن الطائرات كلها ستنفجر في أهدافها !! وهذا ما يدل علي أن الذين كتبوا الرسائل هم أمريكيون يتحدثون العربية ولكنهم  حين زوروا الرسائل أخطئوا بصورة فاضحة تشبه ما حدث في أدلة إغتيال " كنيدي " .

وقد لجأت الأجهزة الأمريكية إلي ستر ما يفضح من أكاذيبها بالمزيد من الأكاذيب، فعندما انكشف التلفيق في الرسالة التي صمدت لنيران  صهرت الفولاذ عادت الأجهزة الأمريكية لتقول أن حقيبة عطا قد تخلفت عن طائرته، وكان هذا هو تبريرهم لوجود الرسالة سليمة بصفحاتها الأربع، لكنهم لم يستطيعوا الرد حين ثار التساؤل: ولماذا يصطحب حقيبة غير حقيبة يده في رحلة يعلم أنه لن يعود منها قط؟!.

نفس الشبهات أثيرت عن جواز سفر لأحد المشتبهين  ادعت  الأجهزة الأمريكية العثور عليه بين حطام الطائرة الرابعة، فما الداعي الذي دفع صاحبه للاحتفاظ به في رحلة داخلية داخل الولايات المتحدة لا تستوجب أصلا وجود جواز السفر؟!.

شبهات حول الشركات العملاقة

 كانت هناك تقارير أيضا تشير بإصبع الاتهام إلي شركات السلاح العملاقة  التي كانت وراء الانقلابين: انقلاب كينيدي وانقلاب بن لادن، وكان هدف تلك الشركات في الانقلابين أن تستمر الحرب ، وتستعر ليستمر تدفق الأموال ودوران مصانع الأسلحة وفرض النفوذ العسكري والسياسي الأمريكي ، في حرب فيتنام التي تكلفت 220 مليار دولار وفقد 5 آلاف طائرة هليكوبتر ، وقصف فيتنام ب 6.5 مليون طن من القنابل وأدت لمقتل 58 ألف جندي أمريكي ، وما يزيد علي 2 مليون فيتنامي وآسيوى ‍‍‍!!! أي أن الولايات المتحدة ساعدت علي قتل رئيسها و58 ألف جندي من جنودها مقابل هيمنة ونفوذ ورواج إقتصادي وتعاون بين الأجهزة الحاكمة والأجنحة المتصارعة ، فهل نتعجب أن قامت بعض هذه الأجنحة بالتضحية بـخمسة آلاف قتيل[7] في مركزي التجارة العالمي والبنتاجون وراكبي الطائرات مقابل الانقلاب علي سلطة الرئاسة الأمريكي التي اتجهت منذ وصولها في يناير الماضي الي اتباع سياسة انعزالية ، والتي وصلت الي السلطة بعد معركة سياسية لم تشهد لها مثيلا بين المعسكر الديمقراطي بزعامة " آل جور " والمعسكر الجمهوري بزعامة " بوش " وقد وصل تكسير العظام بين المعسكرين الي حد أن تصور حدوث إنقلاب عسكري حقيقي كدول العالم الثالث صار أمرا غير مستبعد بعد الحديث عن تزوير الانتخابات والعد اليدوى وتمسك المعسكرين بالأحقية في الحكم، ولعل الصراع لم يكن في حقيقة الأمر بين " آل جور " وبين " بوش " بل كان بين القوى والأجنحة المتصارعة التي تستخدم هذا أم ذاك ، ورغم أن المعسكر الذي كان يؤيد ثنائي " آل جور " ونائبه اليهودي " جوزيف ليبرمان " والذي كان يفضل السيطرة المباشرة علي الحكم والبدء في فرض الهيمنة الأمريكية علي القارة الأفريقية  ووسط آسيا بالقوة العسكرية المباشرة بدلا من الضغوط الاقتصادية والهيمنة السياسية لإمكان استغلال فرصة التفوق الأمريكي علي روسيا والصين ، وهو ما حذر منه المحلل الألماني الشهير " جوزيف جوفه " في أن الأوروبيين يريدون دعم الولايات المتحدة ومنعها في نفس الوقت من أن تتحول " آخر قوة عظمي " الي قوة أكثر تجبرا وغطرسة بعد أن صارت تتعامل حتى مع حلفائها الأوروبيين بطريقة الآمر النهائي ، وعلي الجميع إطاعته حتى أن " جوفه " وصفها بأنها تتصرف كأنها " أمريكا التي لا شريك لها " . و هذا الوضع هو ما يطالب به التيار الأصولي المسيحي الذي يسعي لإستغلال الفرصة لإحداث مزيد من الإضعاف للقوى المتصارعة معها وهذا ما وضح في عمليات المضاربات التي قادها الملياردير اليهودي " جورج سورس" وأدت الي إنهيار البورصات في جنوب شرق آسيا عام 1997 بالإضافة الي وضع الولايات المتحدة قدمها في وسط آسيا لمنع أي تحالف محتمل بين الصين وروسيا وباكستان أو الهند من ناحية مع إيران وبعض الدول العربية في حلف معارض لأمريكا من ناحية أخري ، وكذلك استغلال مكافحة الإسلام، أو ما أسموه " التطرف الإسلامي " تماما كما كانوا يكافحون الشيوعية ، أو ما أسموه بالتطرف الشيوعي .

كان لابد من حرب جديدة، فقد انتهت الحرب الباردة وحربا الخليج و حرب "كوسوفا" بعد حرب البوسنة والهرسك،  فالحروب يجب أن تستمر ومصانع الأسلحة يجب ألا تتوقف طالما أن كل ذلك يتم علي حساب الآخرين ، سواء كانوا الأوربيين أو اليابان ، أو حتي الدول العربية النفطية !!

المخابرات الامريكية وراء مقتل شاه مسعود

والغريب أن نفس سيناريو تحقيقات " كيندي " وإعلان الحرب علي فيتنام يتكرر ولكن بصورة مخالفة فقد تم اغتيال " أحمد شاه مسعود " علي يد عملاء للمخابرات بعد رفضه التام لأي محاولة للتحالف مع الولايات المتحدة أو غيرها لإسقاط طالبان ، فتم قتله، ليفتح الباب أمام من هو مستعد للتحالف، وهو ما حدث بالفعل !!

كما أن الحديث الأمريكي عن سرية الأدلة في قضية تفجيرات 11 سبتمبر بدعوى حماية الأمن القومي هو نفس ما وصفه " جاريسون " بأنه يمثل الفاشية الكبري ..حيث يتم تأجيل الكشف عن أسرار اغتيال " كيندي" حتى عام 2038 م ثم تم تقديمها وصارت عام 2029م بدعوى حماية الأمن القومي ، كما أن مفهوم العدالة الأبدية أو المطلقة هو مفهوم إلهي يشير الي أن أمريكا فقط هي التي ستحدد ما هو العدل وما هو الظلم ، ما هو الحق وما هو الباطل ، ما هو الخير وما هو الشر ، وهذه هي بداية الكارثة ! والغريب أن البروفيسور  " أوجست براديتو " الأستاذ في جامعة القوات المسلحة الألمانية في مدينة " هامبورج " قد ركز علي السؤال الأهم وهو " من المستفيد ؟ " مؤكدا أن الأمر أكبر بن لادن لأن الأمر لا يتعلق بغضب أعمي هدفه الدمار ، بل بحسابات دقيقة لأهداف محددة ، فالهجمات التي تعرضت لها أهم رموز القوة العظمي الوحيدة في العالم هي " استفزازات مقصودة " ومن له دراية بعمل المخابرات يعرف ردود فعل الخصم مسبقا ..ولذا فمن وراء ذلك قد يكون الهدف استفزاز حلف الناتو وجره الي معركة مع العالم الإسلامي، وبالتالي يكون قد تم جرنا الي الوقوع في مصيدة مخيفة " !!

ماذا حدث إذن؟!

إذا لم يكن بن لادن مسئولا ولم يكن المسلمون مسئولين ولم تكن الطائرات قد اختطفت فكيف جرت الأمور إذن؟.

يعرف من يتابع التطورات التكنولوجية، أن الولايات المتحدة بدأت منذ عام 1984م بتجارب للسيطرة عن بُعد على الطائرات والتحكم في سيرها، وأنها نجحت في تجاربها هذه قبل ثماني سنوات تقريبًا، وقد أجرت تجربتها الأولى الناجحة على طائرة مدنية من نوع بوينج خالية من الركاب ومن طاقم الطائرة، وقد أقلعت هذه الطائرة باستخدام هذه التكنولوجيا، ثم هبطت بسلام في إحدى القواعد، وكانت الغاية من التجربة علاوة على التأكد من إمكانية القيادة والتحكم في الطائرة عن بُعد اختبار هل تحترق الطائرة إن هبطت على الأرض دون فتح عجلاتها عند استخدام وقود غير سريع الاشتعال أم لا؟.

ويتم التحكم في الطائرات المدنية منها والحربية عن بُعد، باستخدام نظام حديث يدعى (JPLS)، وقد أنفقت الولايات المتحدة على اكتشاف وتطوير هذا النظام الخطير مبلغ 3.2 مليار دولار، وتعاونت وزارة الدفاع مع مجموعة شركات "رايثون" وهي حوالي عشرين شركة متخصصة في نظم الصواريخ والدفاع الجوي ونظم السيطرة على حركة المرور الجوية والنظم الإلكترونية، ويتم تشغيل هذا النظام بواسطة الأقمار الصناعية، فإذا دخلت أي طائرة سواء أكانت مدنية أم عسكرية مجال هذا النظام، استطاع مشغل النظام فكَّ رموز وشفرات نظام الطيران في الطائرة حتى وإن لم يَقُم الطيار بإعطائه هذه الرموز ثم يكمل السيطرة على الطائرة وتوجيهها إلى الهدف الذي يريده، كما يتم إسكات جميع أجهزة الاتصال والتخابر الموجودة على الطائرة.

ويشير أصحاب نظرية المؤامرة الداخلية أن الطائرات لم تُختطف، بل تم التحكم فيها عن بُعد، وأجبرت على السير نحو الأهداف المرسومة لها من قبل، لذا، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يستجوب رئيس مجموعة الشركات هذه واسمه "دانيال بورنهام" ورئيس المهندسين المشرف على نظام JPLS واسمه "بروس سولومون" لذا فمن العبث القيام بالبحث عن خاطفين لهذه الطائرات لأنها لم تختطف، بل وُجِّهت عن بُعد إلى الأهداف المرسومة لها، ولكن لما كان من شروط اللعبة اتهام العرب والمسلمين بتنفيذ الضربة الجوية، كان من الضروري ترتيب سيناريو خطف الطائرات من قبل إرهابيين عرب.

وعندما اتجهت التحقيقات إلى مثل هذه الوجهة الخاطئة، ظهر العديد من محاولات التزييف، وتبين أن غاية التحقيقات لم تكن من أجل الوصول إلى الحقائق وتعيين مرتكبي العملية، بل إلصاق التهمة بالعرب وبالمسلمين.

***

تساؤلات في الشارع الإسلامي[8]

هل تستطيع أية دولة أن تسأل أمريكا عن التالي ..

من الجدير بالذكر أن نشير قبل طرح الأسئلة على الولايات المتحدة ، إلى أمور تدعو إلى عدم الثقة بالتحقيقات الأمريكية ومن هذه الأمور .

أن أمريكا ضربت مصنع الشفاء للدواء في الخرطوم بناءً على تقارير مؤكدة لدى الـ(سي آي إيه) بأن مصنع الشفاء هو مصنع للكيماويات ومرتبط بأسامه بن لادن ، وبعد الضربة دعا السودان دول العالم جميعاً إلى تشكيل لجنة تحقيق لتنظر هل مصنع الشفاء سبق وأن صنع أي مواد كيماوية قاتلة ؟  واستجابت شركتان ألمانية وفرنسية لذلك وقامت بتحليل التربة التي زعمت الـ(السي آي إيه) أنها استندت في معلوماتها على تحليل التربة ، فإذا بتحليل الشركتين يدل على أن المصنع لم يدخله مواد كيماوية عسكرية قط ، ولم تتراجع الولايات المتحدة ولم تعوض أو تعتذر أو توافق أن تكون طرفاً في محاكمة دولية .

وكذلك ضربت الولايات المتحدة أفغانستان ودمرت معسكر البدر للكشميريين زاعمة أنه هو معسكر القاعدة الرئيسي ، بناءً على تقارير مؤكدة طبعاً !!! .

وكذلك اتهمت الحكومة الأمريكية بن لادن في تفجير سفارتيها ولا زالت حتى اليوم رغم محاكمة المتهمين لم تثبت ما يدين ابن لادن قانونياً .

وكذلك وجهت التهمة شبه رسمية إلى الإسلاميين في تفجير أوكلاهوما ، وبعد التحقيق اتضح بأنهم يمينيون أمريكيون .

وهذه التقارير الوهمية التي استندت عليها الحكومة الأمريكية في الاعتداء على الآخرين ومحاكمتهم غيابياً صادرة عن نفس الهيئة التي ستعتمد عليها الحكومة الأمريكية في إدانة أسامه بن لادن وطالبان ومن ثم ضرب أفغانستان وسبعة وعشرين هدفاً جهادياً .

لذا يجب ألا يصدّق العالم لا سيما دول الخليج تلك التقارير التي تزعم أن لدى الحكومة الأمريكية 40 ألف خيط يؤدي إلى إدانة الفاعلين كما صرح رامسفايلد وزير الدفاع في ثاني يوم من التفجيرات .

ويجب على دول العالم بناءً على عدم الثقة في التقارير الأمريكية بسبب تاريخها السابق أن تطلب بتشكيل لجنة دولية للتحقيقات ولا تسمح للولايات المتحدة بأن تتكتم على أدلة التحقيقات وتوجه التحقيقات والإدانة إلى من شاءت وتصرفها عمن شاءت .

وعلى أقل الأحوال يجب على العالم ألا ينجر وراء الولايات المتحدة في اتخاذ أي عمل سياسي أو عسكري أو اقتصادي حتى تجيب إدارة الرئيس الأمريكي على هذه الأسئلة وما شابهها رسمياً وبكل وضوح .

س1 : ما الدليل المادي على تورط ابن لادن وبالتالي طالبان التي تؤويه بما حدث في نيويورك وواشنطن ؟! لكي تتخذ الولايات المتحدة موقفاً عملياً من أول يوم ضدهم .

س2 : لماذا يعلن رئيس الـ( سي آي إيه ) في مقابلة له بعد الحادث بأربع ساعات أن العمليات عليها بصمات ابن لادن ؟! فهل التهمة معدة مسبقاً والإدارة الأمريكية على علم بالحادث ؟! .

س3 : لماذا تكتمت المخابرات الأمريكية على طائرتين أخريين عدا الأربع المعلنة ، كانت شركة الطيران ( أميركا إيرلاينز ) أعلنت عن فقدهما ، ثم أعلنت سقوطمها ، وسحب الخبر وتوارى عن الأنظار والأسماع ؟! .

س4 : ما السر في أن الصندوقين الأسودين لكل طائرة لم يحملا أية معلومات ؟! أم أنها معلومات لا تناسب الإدارة الأمريكية ؟! و إذا كان ادّعي أن بعض الصناديق تأثرت بالحرارة فلماذا لم يستفد من صناديق طائرة بنسلفينيا رغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت نبأ العثور عليه سليما، ثم ما لبثت أن قالت أن المعلومات التي وجدت به غير ذات قيمة؟علماً أنه من المستحيلات في علم الطيران المادي أن تفقد المعلومات من طائرتين تحطمتا فكيف بأربع أو ست طائرات !!.

س5 : من الذي أسقط الطائرة التي وقعت في بنسلفانيا ؟ ولماذا زعمت الولايات المتحدة أنها سقطت على إثر شجار دار بين الخاطفين والطاقم ؟! ولم ترد على التقارير التي أثبتت عن طريق شهود عيان أن مقاتلات أمريكية اعترضتها فأسقطتها ؟! .

س6 : هل صحيح أن الإدارة الأمريكية حريصة على أرواح المدنيين أم أن الأمر يتعلق بمصالح أخرى ؟ ومن أجل هذا أسقطت بعض الطائرات المختطفة، وأمرت بإسقاط كل طائرة يشتبه أن تكون مخطوفة ؟!.

س7 : كيف وصل الخاطفون إلى الشفرة التي لا يمكن معرفتها بسهولة إطلاقاً، أليس في ذلك ما يدل على احتمال أن تكون التهمة متعلقة بأشخاص في الإدارة الأمريكية ذاتها ؟! بل ربما في المخابرات أو البنتاغون ؟! .

س8 : كيف استطاع الخاطفون أن يصلوا إلى هذه الدقة في التوقيت والأهداف مع وجود سيارات مفخخة على الأرض انفجرت خلف البيت الأبيض وأمام وزارة الخارجية؟!.[9]

س9 : كيف زعمت الإدارة الأمريكية بأن الخاطفين تدربوا في معاهد هواة الطيران ، وتقارير خبراء الطيران تشير إلى أن الضربات نفذها محترفون في الطيران ؟ بل إنها ضربات طيارين عسكريين لا يمكن أن ينفذها الهواة ؟! .

س10 : لماذا أغفلت الإدارة الأمريكية النظر في سجلات الطيارين الأربعة وهم أمريكيون ثلاثة منهم شاركوا في فيتنام والرابع قتل أخوه في فيتنام ، وقيل أنهم ينتمون إلى جماعات يمينية متطرفة ؟!

س11 : لماذا لم يكن في الأمكنة المستهدفة عدد يذكر من اليهود ؟! وقد أعلنت بعض التقارير عن تغيب 4000 آلاف يهودي عن العمل صبيحة الضربات ؟! .

س12 : ما هي المواد التي صنع منها الجواز السعودي الذي وجد كما تزعم أمريكا تحت أنقاض مبنى التجارة وكان يحمله أحد الخاطفين ؟!! علماً أن الفولاذ قد انصهر من شدة حرارة الانفجار ؟! .

س13 : كيف نفذ الخاطفون العمليات الانتحارية ثم ذهب سبعة منهم لمزاولة أعمالهم في تونس وفي السعودية ؟! فبعد إعلان أمريكا عن أسماء الخاطفين وجد سبعة منهم على قيد الحياة !! .

س14 : لماذا أعلن وزير الخارجية كولن باول عن الكشف عن أدلة تورط ابن لادن في العمليات ، ثم يعلن الرئيس الأمريكي بعده عن عدم الكشف عن الأدلة ؟ .

س15 : لماذا أهملت الولايات المتحدة التهديدات التي أصدرتها منظمة مهرب المخدرات الكولومبي أوشو بعد تسليمه لكولمبيا قبل العمليات بأسبوع وتوعدوا فيها أنهم سيجعلون واشنطن جحيماً ؟! وتزامنت العمليات مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي لكولمبيا ؟! .

س16 : لماذا أهملت الولايات المتحدة الاحتفال الذي قام به متطرفون يهود أمام أنقاض مبنى التجارة ؟! .

س17 : لماذا لم تحقق الولايات المتحدة مع رئيس الوزراء اليهودي السابق إهود براك الذي كان قبل العمليات بساعة يلقي خطابه في أحد المحطات الأمريكية ويدين فيه الإرهاب العربي ويدعوا لمكافحة الإرهاب ؟! .

س18 : لماذا أعلنت شركة الطيران ( أمريكا إيرلاينز ) عن قائمة ركاب رحلاتها ولم يوجد على القائمة أي جنسية عربية ، وبعدها بساعات يعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن قائمته فإذا بها تضم تسعة عشر عربياً على متن الرحلات ؟ ! .

س19 : كيف تخرج الولايات المتحدة بعد العمليات بعشرة أيام رسالة تزعم أنها توجيهات من أبي عطا إلى الخاطفين وجدت في أمتعته ، وهي التي تخبطت في إدانته في البداية أكثر من أربعة أيام ؟ فلو كانت الرسالة لديها كما تزعم لما تخبطت كل تلك الفترة !!.

س20 : كيف أعلنت الولايات المتحدة عن عدد من الخاطفين أنهم أتباع لابن لادن وقد عرف عنهم حبهم للعهر والخمور ؟! وكيف لمن هذا حاله أن ينفذ مثل تلك العمليات ؟! .

س21 : كيف قبضت الولايات المتحدة على رجل سيخي وزعمت أنه من أتباع ابن لادن لمجرد أنه ملتح ؟! .

س22 : لقد أعلنت الولايات المتحدة عن إحباطها لعملية خطف طائرة في مطار جون كيندي والقبض على المتورطين ولم تعلن حتى اليوم عن أي معلومة أخرى عن أولئك الخاطفين ، الذين زعموا أنهم أحد خلايا الإرهابيين العرب ؟!.

والأسئلة كثيرة جداً والتناقضات لا تنتهي وكل يوم وهي بازدياد ، فالتخبط الأمريكي واضح والارتباك ظاهر من أول ساعة عندما اختبأ الرئيس في ملجئه، وألقى الخطاب مرتجف الشفتين ، والهول بادٍ في عينيه .

ولكننا ننصح كل الدول أن لا تنجر وراء هؤلاء المتخبطين وليطالبوهم بالدليل العملي، فكما زعمت ثبوت التهمة على مفجري طائرة بان أمريكان فوق لوكربي وأحضرت ألف وخمسمائة شاهد وفشلت في إثباتها على أحدهما، والآخرلا زال يستأنف الحكم لعدم وضوح الأدلة.

شهادة أخيرة:

أمريكا خططت ونفذت هجمات 11 سبتمبر[10] !

كشف مسؤول سابق في شرطة ولاية لوس أنجلوس الأمريكية أن حكومة بلاده متواطئة وشريكة في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي!

ففي محاضرة أقيمت في حرم جامعة ولاية بورتلاند - واستمرت لمدة ساعتين ونصف الساعة - اشتملت على عرض للوثائق المتصلة بهجمات 11 سبتمبر وما أعقبها ، وحضرها حوالي ألف شخص أتوا من مناطق بعيدة مثل سياتل وسان فرانسيسكو تحدث مايك روبرت الضابط السابق في شرطة لوس أنجلوس ، وكشف عن تلك الحقائق والتفاصيل المذهلة ، وبدأ محاضرته بتقديم رهان بمبلغ (1000) دولار أمريكي لأي شخص يستطيع أن يبرهن على أن المصادر التي أشار إليها ليست مصادر موثوقا بها ، أو أنه قد قدم معلومات مغلوطة .

ولم يبرهن أحد، لا أثناء المحاضرة – التي تجاهلها الإعلام- ولا بعدها.

وخلال المحاضرة قدم أكثر من (40) معروضـًا بصريـًا تؤكد اشتراك الحكومة الأمريكية وعلمها المسبق بالهجمات .

وازدادت حرارة انفعال الجمهور وغضبه عندما قدم مايك روبرت مقتطفات من كتاب " طاولة الشطرنج الكبيرة " الذي أصدره في عام 1997م " زبيغنيو بريجنسكي " مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس " كارتر " وعضو اللجنة الثلاثية .

وهذه المقتطفات بالإضافة إلى خرائط " لآسيا الوسطى " أوضحت بجلاء أن الحرب الحالية في أفغانستان كانت قيد التخطيط منذ أربع سنوات على الأقل. وتشير مقتطفات من ذلك الكتاب إلى الحاجة الماسة إلى هجوم يشابه هجوم " بيرل هاربور " .

وكانت المحاضرة حافلة بالإثباتات الوثائقية ، وأشار " مايك روبرت " ضمن أشياء أخرى ، كيف أن رئيس الاستخبارات الباكستانية - الذي تقلد منصبه بموافقة وكالة الاستخبارات المركزية - بعث بالتلكس حِوالة بمبلغ 100 ألف دولار إلى " محمد عطا " الذي يعتبر الخاطف الرئيسي.

وعندما قدم " مايك روبرت " خلال محاضرته البيانات والشواهد البصرية حول أحداث 11 سبتمبر انفعل الجمهور وأجهش بعضهم بالبكاء .

وكان هناك اهتمام خاص بمشروع خط الأنابيب الذي تم بعثه مؤخرًا ، ويهدف إلى نقل النفط والغاز من جمهوريات آسيا الوسطى إلى ساحل باكستان للتصدير إلى الصين واليابان .

وأوضح " مايك روبرت " كيف أن الدكتور " هنري كيسنجر " كان العقل المدبر لتلك الصفقة .

وعند انتهاء المحاضرة وقف الحضور وصفقوا لمدة دقيقتين .

من هو " مايك روبرت " ؟

" مايك روبرت " (49 سنة) مولود في واشنطن ، وحصل على مرتبة الشرف في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا وهو سليل أسرة لها تاريخ وجذور عميقة في العمل في المجالين الاستخباري والعسكري ، والتحق بشرطة لوس أنجلوس وعمل بها قبل تخرجه من الجامعة ، وأصبح ضابطـًا في عام 1973م .

عمل في خمسة أقسام من شرطة لوس أنجلوس ، وخلال خمس سنوات في الخدمة الفاعلة الممتازة نال ثلاث عشرة إشادة ، وأربعة ثناءات .

وقد قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ (C.I.A) بمحاولتين لتجنيد " مايك " للعمل لصالحها ، كانت أولى المحاولتين قبيل تخرجه من الجامعة ، والثانية بعد أن أشاد به المسؤولون كضابط ميداني ، ومحقق ناشئ برع في مجال التحقيق حول قضايا تتعلق بالمخدرات .

وفي عام 1977م اكتشف " مايك " أن الـ (C.I.A) متورطة في عمليات استجلاب المخدرات داخل الولايات المتحدة الأمريكية عبر مدينة نيوأورليانز ، وذلك في عملية تهريب أشرفت عليها أحد عناصر الـ (C.I.A) ، وكانت خطيبته في ذلك الوقت .

وأخذ " مايك " في الحديث عن تلك المعلومات وإفشاء خباياها حتى طرد من إدارة الشرطة التي يعمل بها في لوس أنجلوس ، وذلك في شهر نوفمبر من عام 1978م بعد تعرضه لمحاولة اغتيال وتهديدات ، ومنذ ذلك الحين استمر في إفشاء ما لديه من معلومات.

وفي عام 1981م تحدث " مايك " عن المخدرات وتورط جهاز الـ (C.I.A) فيها أمام الملأ داخل البيت الأبيض عندما كان يزور صديق الدراسة " كريغ فيولر " الذي أصبح فيما بعد معاونـًا عسكريـًا لـ " جورج بوش " الأب عندما كان نائبـًا للرئيس الأمريكي آنذاك .

وفي المقالات التي نشرها استفاض في الحديث عن المواجهة التي تمت بينه وبين مدير جهاز الـ (C.I.A) " جون ديوتش " في الخامس عشر من نوفمبر عام 1996م التي أدت إلى استجوابه من قبل لجنتي الاستخبارات في البيت الأبيض والكونغرس .

***

لقد كنت مضطرا للاستطراد في كشف الأكاذيب الأمريكية، كي نصل إلي فهم حقيقة دوافع ما حدث، ومن ارتكبه ولماذا ارتكبه.

ومزيد من التفاصيل يظهر خيبة لا تتصور.. فالضابط المسئول في البنتاجون تلقى إخطارا بخطف الطائرات،  و أمر بإقلاع الطائرات من قاعدة جوية على مسافة دقيقتين من واشنطن،  ليفاجأ بأن الطيارين غير موجودين في أماكن عملهم..!! فأصدر أمرا إلى قاعدة على بعد 200 ميل، وكانت أطقم الطائرات غير كاملة،  إلا أنها أقلعت بأطقمها الناقصة لتصل بعد تدمير البرج الثاني،  وعادت الطائرات إلى قاعدتها، والقائد الميداني في البنتاجون، في مركز القيادة العسكرية علي مستوى العالم يكاد يجن وهو يجري الاتصالات بباقي القواعد الأمريكية ليفهم ما يحدث، خاصة بعدما اكتشفوا فقد برنامج الطوارئ من علي كمبيوتر البنتاجون كما أشارت المخابرات الهولندية،  ومرت ساعة كاملة،  وبعدها توقف القائد الجبار عن جهوده،  فقد كان مكتبه،  مكتب قيادة العالم هدفا للطائرة الثالثة، ومات الرجل دون أن يفهم ما يحدث.

الخسائر المادية هائلة إلا أن لها في النهاية حدودا.. أما الخسائر المعنوية فهي بلا حدود، لقد ثبت فشل المنظومة الفكرية والعسكرية والتكنولوجية للولايات المتحدة الأمريكية.. وهو ليس ما يمكن استعاضته، لأن الشك سيظل دائما موجودا ويقضي بأن الغرور الجامح يغطى كيانا زائفا، وعلي المستوى النفسي والمعنوي، فقد يفسر هذا جانبا من القسوة التي لا حدود لها، والمبالغة في الغطرسة، التى تصرفت بهما الولايات المتحدة بعد الأحداث، ربما كنوع من التعويض.

***

وانتقلت أمريكا - كما عبرت سفيرة أمريكية – من  طور الدهشة والذهول إلى طور الغضب الجامح إلى تساؤلات خافتة: لماذا يكرهنا العالم، إلى شعور أخير بالخوف.. وهو شعور لم يشعر به الأمريكيون قط.

بقيت الكرامة الجريحة.. وكان لابد من وجود ضحية..

وكانت الضحية موجودة .. فلم يعد سواها: العالم الإسلامي..

وكانت الخطة موضوعة تنتظر الذريعة لتنفيذها.. ذريعة يرجح الغربيون أنفسهم أنها مصنوعة.. فالمكاسب الناجمة عنها هائلة..يضيق هذا الكتاب عن حصرها ولكن إشارة سريعة إليها تكفي، فمن التواجد في مركز يتيح لها تهديد الصين وروسيا وباكستان والهند وإيران والعالم العربي، إلي اكتمال السيطرة على بترول العالم وخطوط مواصلاته، إلى إحكام الحصار النهائي حول العالم الإسلامي كله في آخر حرب صليبية.

ولم يكن ثمة دليل واحد على مسئولية بن لادن.. فأخذت أمريكا تلفق الأدلة وتتخبط تخبط جاهل عيي.. لكنه الجاهل العيي الذي يمسك في يده مسدسا سيطلقه على الفور على من يكذب حججه المتهافتة..

ولم تكن الأدلة التي قدمتها محض غباء ولا مجرد استهانة بالعالم الإسلامي.. بل كانت إهانة..

تصرفت أمريكا – أستغفر الله العظيم – كإله، لا يرد قضاؤه ولا يكذب قوله.. إله ذو قوة مطلقة، وحتى نهاية الحرب المعلنة في أفغانستان بانسحاب ما يطلق عليهم الأفغان العرب من تورا بورا رفضت أمريكا أن تعترف بسقوط قتيل واحد[11] في الاشتباكات مع المجاهدين في أفغانستان، و أن العدد القليل الذي قتل إنما قتل بسبب أخطاء أمريكيين آخرين في سقوط طائرة أو اصطدام طائرتين أو قصف خاطئ، رغم أن مصادر أمريكية صرحت أن القتلي أربعون، بينما صرحت مصادر أوروبية أن عدد القتلي والجرحي الأمريكيين يتجاوز الألف. لكن هذه الحقيقة كانت تتنافي مع الألوهية التي تدعيها أمريكا فأنكرتها.

لكن كم الإجرام والدمار والكذب والقتل الذي مارسته الولايات المتحدة يجعلها شيطانا لا إلها.. ويجعلها مسيخا دجالا .. يدمر قيم العالم كما يدمر دوله، مسيخ دجال: من دخل جنته هلك، ومن دخل ناره نجا.

 

السابق

المحتويات

التالي

 



[1] المعلومات الواردة في هذا الفصل مستقاة من مصادر عديدة، منها قناة الجزيرة، وقناة محيط الإخبارية، وموقع إسلام أون لاين، وصحيفة الشعب الإليكترونية  ورسائل من موقع هداية 2000.

[2] - مجلة الكتب وجهات نظر- عدد ديسمبر 2001.

[3] - برنامج الشريعة والحياة- قناة الجزيرة- 23-12-2001.

[4] - موقع أفغانستان علي الشبكة العالمية، وقد تم ضربه مرات عديدة حتى تعطل تماما، وكانت حجة راعية الحضارة وراعية حقوق الإنسان ورائدة الحرية أن الكلام يمكن أن يكون مشفرا، وهي حجة تبيح لها أن تصنع ما تشاء في أي وقت تشاء، لأن طريقة الشهيق والزفير نفسها – بمثل هذا المنطق يمكن أن تكون أيضا مشفرة.

[5] -راجع  رضا هلال - مرجع سابق.

[6] - ورد فيلم الفيديو  متضمنا في رسالة إليكترونية من شقيق الطالب إلي المؤلف، وتم نشر الرابط الخاص به علي الشبكة العالمية في عدد 21-12-2001 من صحيفة الشعب ، وما زال الرابط موجودا حيث يمكن مشاهدة الشريط!.

[7] - ثبت بعد ذلك أنهم أقل من ثلاثة آلاف.

[8] - وصلتني هذه التساؤلات من قراء عبر البريد الإلكتروني:

 

[9] - تم تجاهل هذه المعلومات تماما بعد ذلك، ولم يعد أحد يسأل عنها ولا عمن قام بارتكابها، رغم أن العثور عليهم يمكن أن يحل لغز العملية كلها.

[10] - صحيفة  الشرق القطرية -  عن لوس أنجلوس تايمز  الأربعاء 19/12/2001م .

 

[11] - اعترفت أمريكا بعد ذلك بجرح أمريكى واحد  ثم اعترفت بقتل آخر من جراء رصاصة أطلقها مجهول في جلال أباد. وكأنما كانت تتوقع أن يلقى لهم هذا المجهول جواز سفر أو رسالة ليكشف لهم عن شخصيته، وبالرغم من ذلك، فقد كانت أمريكا كاذبة، وفى ذلك الحادث، لم يصب الجندى الأمريكي برصاصىن مجهول، بل كان كمينا سقط فيه من 20-25 جنديا وضابطا.. جميعهم قُتلوا.