كل منفى قصدته كان اختيارا مكلّفا.... "حوار مع الكاتب عادل القصاص" حاوره : عاطف خيري تعتقد القصة القصيرة - للوهلة الأولى- أن عادل القصاص ينحت نصه اعتمادا على تفاصيل عارضة ، هياكل واهنة لرغبات تهيم مأخوذة بجمال كونها لم تتحقق بعد ، وعلى أحداث مشغولة بما تحظى به من هامش ، هامش حياتنا واهتماماتنا ، لكنها وللمفارقة هي ذات الأحداث التي غالبا ما تحدث تحولا ساطعا في علاقتنا المتوترة بالواقع . نزوع نحو شخوص يعانون الأفكار أكثر مما يعانون من أي فعل آخر ، شخوص تبحث بلا هوادة عن شئ صميم بالداخل ، ليس الداخل هو مكان على الدوام إنما الذاكرة ،أيضا الحلم ، وبقية المفقودات ، هذا ما يبرر المونولوج كوسيلة متقنة ومتكررة في كثير من النصوص ، لكنه مونولوج له أكثر من حيلة وأبعد من مناجاة ، لأن الكاتب لا يقدم شخوصا مكتملة الملامح ، إنما يتقدم بشخوصه نحو تخوم شفافة يتشكل القدر فيها من كلمة ، أو فاصلة ، وربما من استدراك ، ويوهمنا عبر أكثر من طريقة أنه مثلنا يشرع للتو في التعرف عليها داخل المتن . يبدأ النص حين تبرق الفكرة أو الخاطرة ثم يبدأ تحييد الحدث بالاستغراق في تأمل عالم يمور بالتفاصيل الدقيقة ، التفاتات لكون صغير ، غالبا أكوان صغيرة ، مسقطة من أطلس الذات _ ذواتنا _ لأننا نرسم الآخرين على عجل ، هكذا نبدو قفر إذ نجهل حقل الآخر .لكن عادل القصاص ، يعمل على مادة أولية في الإنسان ، فلنقل حالة أولية ، مزاج لا ينجو من مادة ، مأساة مرحة ، طموحة دون ادعاء بأنها روح خالصة ، فهي معرضة باستمرار لأن يعلوها تدهور ما ، لذا يجنح الكاتب إلى التأمل في أقدار شخوصه والتي ، أي الشخوص ،يتم انتقائها لتصطدم بطريقة الراوي في الحكي ، أحيانا لتنسجم ، وذلك بالتركيز على حياة بعينها ، لا بطريقة تلك الشخوص في الحياة نفسها _ عبر
|