الوعد الحق
***
الآن..
ترتفع عن
العيون الغشاوة.. وينقشع الوهم.. ويقترب اليقين..
الآن ..
يعترفون أنهم يشنون حملتهم الصليبية علينا..
أقول :
يعترفون..
لأنهم لم
يكفوا عن شنها علينا يوما واحدا منذ عشرات القرون.. منذ مؤتة..
الآن..
نخوض حربا نكرهها لكنها مفروضة علينا.. نخوضها وجل حكامنا وجيوشنا يقفون في صف
الأعداء ضد الأمة .. نخوضها وقد نكص ولاة أمورنا عن القيام بالحد الأدنى الذي يبيح
لولى الأمر أن يكون ولي أمر: أن يحصن بلاده ضد الأعداء ويحميها منهم.. أما ولاة
أمورنا فقد فتحوا بلادنا للأعداء ويحمونهم منا..
الآن نخوض
الحرب الصليبية التي أعلنوها علينا ونحن في أقل درجات الاستعداد لها.. فالحكام
لاهون متواطئون مع الأعداء والأمة غائبة بالجهل أو مغيبة بالقهر ونخبة مثقفة أشد
سوءا من الحكام ومن الأعداء جميعا.. نخبة مثقفة ضالة مضلة جعلت أكبر همها أن تبعد
الأمة عن دين الله وأن تشوه كل نبيل و أن تدنس كل شريف و أن تقدس الخائن والعميل..
فكانت في حد ذاتها علامة من علامات الساعة الصغرى كما أنبأنا سيد الخلق صلى الله
عليه وسلم : " ترتفع التحوت وتوضع الوعول : ( أي: يُكرم الفسقة ويٌهان
الكرام).. هذه الفئة التي تحتفي أيما احتفاء بنبوءات الدجال اليهودي نوستراداموس
لكنها تزورّ معرضة إذا واجهناهم بنبوءات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
***
نخوض
الحروب الصليبية بعد أن التهم جحيم النار المستعرة إخوتنا في أفغانستان وفلسطين
والشيشان وكشمير والفليبين و.. و.. فأحرقت
فيما أحرقت كل دعاوى الحضارة الغربية و
أسقطت كل زيفها ورفعت كل الأقنعة مسفرة عن وجه الشيطان، وأظهرت للعالم قبل أن تظهر
لنا أننا لا نواجه "مستر" بوش ولا "الكولونيل" باول ولا
" التابع " بلير" وإنما
نواجه " بوش خان" و"باول لنك" وبلير " الأعرج" ليس
في معركة حضارة بل في معركة نتصدي فيها لهجمة البرابرة التتارالهمج الجدد علي
الحضارة. وأننا إن كنا ننكسر الآن، فسوف نهب ذات يوم، لننقذ العالم كما طالما
أنقذناه و لنواجه هؤلاء البرابرة الهمج.. وسننتصر عليهم إن شاء الله.
***
إنهم لا
ينسون أبدا ونحن لا نتعلم أبدا ، لقد أقاموا الدورة الأوليمبية في أسبانيا سنة 1992
ميلادية احتفالا بمرور خمسمائة عام على اقتلاع الإسلام من غرب أوروبا عندما سقطت
غرناطة ( 897 هـ/ 1492م) ، وفى ذلك الوقت كان الصرب يقومون باقتلاع الإسلام من وسط
أوروبا( وكنا نحن نشاركهم احتفالهم الدامي بتسليم بغداد وفلسطين في مدريد).. وكان
وزير الإعلام الصربي يصرح أن ما يحدث هو "طليعة الحروب الصليبية الجديدة ضد
الإسلام"…
والتزمت
نخبنا المثقفة الصمم الاختياري فلم تقل أيامها أنها : "زلة لسان"..
في يوم
الخميس 30 أيلول (سبتمبر) 1999م قال كاردنال بوبارد أحد المقربين من البابا يوحنا
بولس الثاني : "إن الإسلام يشكل تحديا مرعبا بالنسبة للغرب، ومشكلا خطيرا
بالنسبة للأمل المسيحي" .
وقال
بوبارد رئيس المجلس الحبري للثقافة في حوار أجرته معه صحيفة (لوفيغارو): "أن
هذا التحدي يتمثل في كون الإسلام دينا وثقافة ومجتمعا ونمطا للعيش والتفكير
والممارسة" مشيرا إلى أنه أمر حاصل، وإلى أن الواقع برهن على أن الإسلام لم
يتغير" .
وأضاف
قائلا : "أن العديد من المسيحيين الأوربيين وأمام تزايد ضغط المجتمع ونمط
العيش وعوامل داخلية أخرى يأملون في تهميش الكنيسة وينسون الصوم الكبير وعذاب
النار، ويهتمون في المقابل بل وينبهرون برمضان"
وفي يوم
الأربعاء 13 أكتوبر 1999م حذَّرَ أسقف أزمير الكاثوليكي المونسيتور برنارديني من
مخاطر "فتح إسلامي جديد" لأوربا، وذلك في مداخلة ألقاها أمام مجمع
أساقفة في الفاتيكان حول أوربا نُشرت في روما
وعدَّدَ الأسقف -الإيطالي الأصل- أمام الحبر الأعظم والأساقفة الآخرين في المجمع
سلسلة مراحل تؤكد برأيه العزم على إعادة فتح أوربا. وقال إن العالم الإسلامي سبق
أو بدأ يبسط "سيطرته" بفضل دولارات النفط، وأضاف إن هذه الدولارات لا
تُستخدم لخلق فرص عمل في الدول الفقيرة في أفريقيا الشمالية أو في الشرق الأوسط،
بل لبناء مساجد ومراكز ثقافية للمسلمين المهاجرين إلى دول مسيحية بما في ذلك روما
عاصمة المسيحية" . وتساءل : "كيف يمكننا أن لا نرى في كل ذلك برنامجا
واضحا للتوسع والفتح الجديد؟" وأكد الأسقف برنارديني أن "كلمات الحوار
والعدل والمعاملة بالمثل، أو مفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية تتضمن في
الإسلام معاني تختلف تماما عن مفهومنا لها"
وأضاف إن ذلك قد يجعل من الحوار بين المسيحيين والمسلمين "حوار
طرشان" وتابع إن "الجميع يدرك أنه يجب التمييز بين الأقلية المتعصبة
والأكثرية الهادئة والمعتدلة، لكن علينا ألا ننسى بأن الأكثرية ستقف وقفة الرجل
الواحد وتستجيب دون تردد لأوامر تصدر باسم الله أو القرآن" وطلب برنارديني من البابا السماح بتنظيم ندوة
تُكلف بـ"دراسة مشكلة المهاجرين المسلمين في الدول المسيحية بعمق، وإيجاد
استراتيجية مشتركة للبحث فيها وتسويقها بطريقة مسيحية وموضوعية" ..وفي يوم
الأحد 26 سبتمبر 1999م وجه رئيس الجبهة الوطنية في فرنسا جون ماري لوبون في كلمة
بمناسبة استئنافه النشاط السياسي تحذيرا من الإسلام، وقال لوبن : "إن الغالبية العظمى من
المسلمين في فرنسا تجهل الاندماج أو ترفضه، وأنها تتأثر بنفوذ بعض الدول أو
الحركات الأجنبية التي تعرف أنها لا تتردد في القيام بعمل إرهابي أو سلوك
وحشي". وقال رئيس الجبهة الوطنية :
"الأمر لا يتعلق بمنع تحرك هؤلاء الرجال، بل بمراقبتهم لمنع الاستيطان
الديموغرافي : كل شعب في بلده وكل دين في دائرته الجغرافية" .. ويواجه لوبن داخل قيادة حركته نزاعا بين
تيار يدعو إلى إطلاق حملة جديدة ضد الهجرة، وآخر توصل إلى الاستنتاج بأن فرنسا
أصبحت "بلدا متعدد الأديان". وكان المختصون أشاروا إلى أنه بمعدلات
النمو الديموغرافي الحالية والمنتظرة في فرنسا سيشكل المسلمون أكثر من 50% من
السكان حوالي سنة 2050 .
واعتبر
لوبن أن فرنسا "يجب أن تعالج بشكل عاجل مشكلة حوض المتوسط الهائلة
بكاملها" وأضاف يقول : "عندما
تكون الأجراس في الشمال والمساجد في الجنوب تصبح الأمور واضحة والتوجه أفضل وتختفي
التوترات ويستتب الأمن" .
كان الأمر
واضحا دائما.. وكانت حربا على الإسلام..
وكنا
نشاركهم ونتحالف معهم على أنفسنا… ونغفل النظر إلى مآسينا كحلقات من حلقات الصراع
بين المشروع الاستعماري الغربي وبين الإسلام و أمته وعالمه وحضارته. فعندما حقق
الغرب هذا الانتصار في تطويق العالم الإسلامي وغزو قلبه واحتلال أوطانه لم يُخف
قادته أن ذلك جميعه قد تم ومنذ سقوط
غرناطة في إطار حملة صليبية شنها الغرب على ديار الإسلام وواصل معاركها طوال هذه
القرون، فالجنرال الفرنسى جورو يقتحم قبر صلاح الدين الأيوبى بعد احتلاله لدمشق
ويركله بقدمه ويقول : " ها قد عدنا ياصلاح الدين".. ولم تكن زلة لسان..
والجنرال الإنجليزى اللنبى يقول عندما احتل القدس – بمساعدة عربية!!- : الآن انتهت
الحروب الصليبية…ولا هذه أيضا كانت زلة لسان..
***
لست أدرى
كيف يحاول بعض ولاة أمورنا وجل نخبنا أن يخدعونا عن كل ذلك، وكيف تطاوعهم قلوبهم
وعقولهم وضمائرهم ودينهم كى يخدعوا أممهم بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان..
إن أعداءنا لا يبذلون جهدا في إخفاء نواياهم..
إنهم يعترفون.. لا عن نبل في النفس ولا صدق في القلب بل عن نفس الاستهانة التي
يبديها القصاب وهو يذبح الشاة مدركا أنه قد فاتها الأوان الذي يمكن فيه أن تقاوم
مهما عرفت ما سيحدث لها …
لكم كان
محزنا ومذلا ومهينا أن يعترف بوش بأن الحرب التي يشنها الآن حرب صليبية فينبري له
شيخ الأزهر لينفي أنها حرب صليبية.
ولم يكن أي
دارس للتاريخ بل للسياسة يغفل عن أنها حرب
صليبية حتي قبل أن يصرح بوش..
يقول يوجين
روستو مستشار جونسون ورئيس قسم التخطيط
بالخارجية الأمريكية : "لا تستطيع أمريكا إلا أن تقف في الصف المعادى
للإسلام،أي إلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية ، إن هدف العالم الغربي في
الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، و إن قيام إسرائيل جزء من هذا المخطط،
وليس إلا استمرارا للحرب الصليبية.."
ويقول
جارنر :" إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس ..إنها كانت لتدمير
الإسلام…"
ويقول
راندولف تشرشل : "لقد كان إخراج
القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور
المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدى المسلمين، ولن تعود
إليهم في أي مفاوضات مقبلة .."
ولم يكن كل
ذلك : " زلات لسان"..!!
***
سوف نتجاوز
عن التفاصيل التي تعج بها الصحف والقنوات الفضائية.. سوف نتجاوز عن تصريح بوش عن
الحرب الصليبية.. وسوف نتجاوز عن التهافت المخزي في الأدلة الأمريكية ضد طالبان و
المجاهد أسامة بن لادن. وسوف نتجاوز عن الشبهات القوية التي تضع إسرائيل ومنظمات
أمريكية في بؤرة الاتهام.. سوف نتجاوز عن كل هذا، وعن تصريح جورج بوش أن المستهدف
ليس أفغانستان فقط بل ستين بلدا ( عدد الدول الإسلامية).. وعن الصلف والتعالى
والازدراء نحو المسلمين ( أحد الاقتراحات كان خلط القنابل التي يضربون بها بدهن
الخنازير)..
***
سوف نتجاوز
عنه مدركين أن كل ما تقوله أمريكا وتردده خلفها نخبنا الخائنة من التحالف
الشمالىّ مجرد ذرائع.. أما ضرب طالبان فهو
خطة محددة سلفا ( صرح بذلك وكيل الخارجية الباكستانية السابق عن علم واتصالات تمت
معه شخصيا بصفته الرسمية عندما كان في العمل قبل ستة شهور وليس عن استنتاجات له)
والموعد الذي كان محددا للضربة منذ ذلك كان هو منتصف أكتوبر!!.. وقد صرح الرجل
بهذه التصريحات في منتصف سبتمبر الماضي..[1](
أرجو ألا يفحمنا واحد من نخبنا المثقفة قائلا: ولكن الضربة بدأت في 7 أكتوبر وليس
في منتصفه..!!)..
كانت ذريعة
الكويت من أجل احتلال منابع البترول في الخليج والسعودية..
وذريعة
أفغانستان اليوم استمرار لخطة الشيطان في تمزيق العالم الإسلامي والقضاء علي الإسلام والاستيلاء على ثروات
المسلمين. فالمستهدف ليس أفغانستان ولا طالبان ولا أسامة بن لادن.. المستهدف آسيا
الوسطى بكل ما فيها من مسلمين وبترول.. والمستهدف تمزيق الباكستان وحصار إيران..
وبث مزيد من الشلل والرعب في العالم العربي والإسلامي..
***
في القرنين
الأخيرين على الأقل كان الحكام يخونون الله والدين، لكن الأمة لم يكن لديها فتوى شرعية
صحيحة مجمع عليها بالخروج عليهم..
الآن يختلف الأمر.. فمع الحملة الصليبية التي بدأها
بوش، بات واضحا أن تعاون أي حاكم مسلم معها يخضع لفتوى صريحة توجب الخروج عليه
وعزله.. و إزاء التضخم الأسطوري لقوات الأمن في العالم الإسلامي.. وهو تضخم ساعدت
عليه وتشجعه الولايات المتحدة.. وفى ظل الأعمال الاستشهادية في فلسطين.. التي ضربت
للعالم كله وللعالم الإسلامي على وجه الخصوص أروع مثال على فاعلية العمليات
الاستشهادية.. في ظل هذا كله أخشى أن تنتقل هذه العمليات الاستشهادية إلى العالم
الإسلامي كله ضد الحكام المتعاونين مع أمريكا لضرب أفغانستان، حيث لا توجد هنا
شبهة مهما كان ضعفها.. كتلك الشبهة التي أحاطت بالموقف مع العراق.. و أخشى أن تكون
السياسة الأمريكية في تعاملها الفظ المهين مع ولاة أمورنا تدفعهم – مع سبق الإصرار
والترصد – لهذا المصير..
***
نخوض الحرب
المفروضة علينا .. وهى حرب علينا أن ندفع فيها ما كان يجب علينا أن ندفعه فلم
ندفعه في كل معاركنا السابقة..
وربما..
بالمقاييس الدنيوية يبدو موقفنا بائسا..
لكننا
نتحرك في اتجاه وعد الله..
وفى
اتجاهات نبوءات المصطفى صلى الله عليه وسلم..
فمن هذه
النبوءات حصار العراق ثم حصار الشام (سوريا-لبنان-الأردن-فلسطين) فيمنع عنها
الطعام والمساعدات. وهاتان العلامتان السابقتان من أعجب ما أخبر به النبي صلى الله
عليه وسلم أنه سيكون في آخر الزمان، فقد وقع هذا قريباً جداً حوصرت العراق ثم
حوصرت فلسطين وتحقق قول نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى
إذ قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم
قلنا: من أين ذاك، قال: من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى
إليهم دينار ولا مدى. قلنا من أين ذلك، قال: من قبل الروم…" (رواه مسلم وأحمد).
نعم.. نتحرك
في اتجاه وعد الله..
في
اتجاه المبشرات والوعد الحق أنه ستعود
خلافة على منهاج النبوة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك نبوة ثم خلافة على
منهاج النبوة وتبقى ما شاء الله ثم ترفع ثم يأتي ملك عاض كأن له أنياب تعض من
العسف والظلم الذي يقع منه، ثم يأتي ملك جبرية ـ جبروت ـ أشبه بالحكم العسكري
الطاغي المستبد ثم تأتي خلافة على منهاج النبوة فهذه كلها من المبشرات، ومن
المبشرات المهمة الانتصار على اليهود، النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم
الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر
فيقول الحجر والشجر: يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله" ..
***
المعركة
قادمة لا محالة..
لأنهم لا
يقصدون الإرهاب بل الإسلام..
يقصدون
القرآن..
ولن يرضوا
عنا أبدا إلا إذا اتبعنا ملتهم..
نعم.. ليس
تسليم أسامة بن لادن ولا ضرب طالبان بل المقصود ضرب الإسلام..
بل إن
القرآن نفسه بالنسبة لهم كتاب إرهابي..
لا مناص..
ولا حل وسط..
هى حرب
ادعاء حمل الصليب منهم وحرب القرآن منا..
وهو وضع
سيجد كل مسلم نفسه فيه مستعدا للاستشهاد.. وهذه بالضبط هى الحمية التى ظل الغرب
ألف عام يقتلها فينا .. حتى جاء الأحمق بوش ليوقظها فينا من جديد..
***
نعم..
الوعد الحق
قادم..
وليشن بوش
حملته الصليبية علينا ..
سوف نقاوم
تحت راية القرآن..
وسوف
ننتصر.. إن شاء الله..