***
من
المؤكد أن أمريكا تخدعنا..
خداع
شامل كامل ونهائي..
خداع
مطلق.. خداع من لا ضمير له ولا قيم ولا
مبادئ.. خداع من لم يجرب مرة واحدة طيلة تاريخه أن يقول :
إني أخاف الله!!..
ولا
مرة واحدة..
ولا
جيل .. و أظن حتى ولا فرد..
ومن
المحتمل أننا - منذ مائة عام أو بعد مائة عام ولكن ليس الآن بالتأكيد – قد نستطيع
أن نخدع أمريكا.. ولو عشر معشار ما خدعته لنا..
ولكن
.. هل نستطيع خداع الله؟!..
وهل
نستطيع مواصلة خداع أنفسنا وتصديق ولاة أمورنا والنخبة المثقفة المنحرفة والزعم
بأن هذا الحادث الآن ليس حربا على الإسلام؟..
الأمر
بالنسبة لي ولكم يا ناس.. ليس مجرد أمر فلسطين أو أفغانستان أو الشيشان..
نعم..
الأمر بالنسبة لي ولكم.. ليس أمرا خارجا عن ذواتنا..
الأمر –
أيها القارئ - داخل ذاتك..
داخل أعمق
أعماق ذاتك.. حتى لكأنه لا يتعلق بأحد سواك وليس ثمة من البشر ولا ثمت في التاريخ
من هو مسئول عنه غيرك..
حين يسألك
الله عن موقفك من الحرب على الإسلام ماذا فعلت؟..
لن يجيب
عنك أحد.. ولن يتحمل وزرك أحد .. ولن يوثق وثاقك أحد.. ولن يعذب عذابك أحد..
ففرّ إلي
الله..
فإن سألتني
أين الدليل و أين الخارطة و أين الحادى و أين الهادي.. سأفحمك بالرد قائلا لك:
كلها لديك.. كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم..
لن أقول لك
أنقذ القرآن والسنة .. بل أقول لك أنقذ نفسك بالرجوع إلى القرآن والسنة..
فإن واصلت
سؤالك ستجدني مشغولا عنك بنفسي كيف أنجو بها من ذل الدنيا وخزى الآخرة ومن عار
الوجود إلى مجد الخلود وباحثا عن سبيل كيف أفر من خلاله إلي الله هاتفا: نفسي.. نفسي.. نفسي..
***
كتاب الله
وسنة رسوله..
كتاب الله
وسنة رسوله..
وتلك هي
المشكلة..!!
***
فكتاب الله
هو المطلوب تركه..
وسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم هي المقصود هجرها..
وتراثنا
الديني هو المستهدف أن نتخلى عنه..
وليس الترك
والهجر والتخلي فقط.. بل أن ننظر إليها –
أستغفر الله بصلف وتعال وازدراء.. و أن نصم من يصر عليها بالتخلف والهمجية
والأصولية والتأسلم والإرهاب..
المطلوب
كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيرى هو " التخلي عن كل العلاقات الأولية
الكونية مثل علاقات القرابة والانتماء للقبيلة والعلاقة المباشرة بالطبيعة، و
إحلال علاقات غير شخصية مجردة محلها مبنية على التعاقد والمنفعة" ..[1]
وذلك ما يريد
الغرب أن يدفعنا إليه وليس أمام أي مسلم في هذا العالم إلا أن يكون ضد حداثتهم و إلا كان ممن يقصدهم القرآن الكريم في الآية :
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (
وبالمناسبة فإن الإعلام الرسمي وشبه الرسمي يفسر الآية بعكس معناها.. فمعنى الآية في سياقها أن التهلكة
هي الانصراف إلى منافع الدنيا والتوقف عن الجهاد فى سبيل الله ) ..أستغفر الله فقد
أخطأت.. لأن هذه الآية قيلت في الصحابة الكرام رضى الله عنهم من الأنصار في
المدينة حين قال بعضهم بعد انتصار الإسلام أنهم قد انشغلوا بالجهاد وتكوا تنمية
أموالهم، أما وقد انتصر الإسلام فعليهم أن يعودوا إلى تجارتهم..
أستغفر
الله..
آية قيلت
في مثل هؤلاء أستشهد بها في شأن هؤلاء الحداثيين المستغربين الذين لا يجوز
الاستشهاد عليهم إلا بآيات تتحدث عن الشياطين.
المطلوب
باختصار شديد أن ندع ملتنا ونتبع ملتهم..
هو
الطوفان..
وليس
أمامنا إلا أن نستوعب أن نجاتنا من الطوفان تقبع في كتاب الله وسنة رسوله..
كتاب الله
وسنة رسوله..
وتلك هي
المشكلة..
***
المشكلة ليست أننا ضدهم..
بل المشكلة
أنهم ضدنا..[2]
والمشكلة
ليست أننا نريد فرض قيمنا المتخلفة عليهم..
بل المشكلة
أنهم يريدون فرض الكفر والفجر علينا.. فإن لم نكفر كنا أعداء الحداثة التي هي أساس
الحضارة الغربية ووجب عليهم أن يشنوا علينا حربا صليبية..
***
حرب
صليبية..
أنذرنا
القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف
بها.. وحذرنا منها..
أعترف بها
قادتهم قائدا بعد قائد – و آخرهم بوش وبيرلسكونى-
وبابواتهم بابا بعد بابا وفلاسفتهم وكتابهم ومفكريهم ..
وحذر منها
علماؤنا عالما بعد عالم وكاتبا بعد كاتب ومفكرا بعد مفكر من الذين طهرهم الله من
دنس السلطة..
لم يطمئنا
إلا ولاة أمورنا والنخبة المستغربة من علمانيين وحداثيين وبقايا شيوعيين وانتهازيين
ولصوص.. هم الذين قالوا أنها ليست حربا على الإسلام..
***
هي حرب على
الإسلام..
نعم كانت
تلك هي الحقيقة التي حرص ولاة أمورنا على التعتيم علينا و إخفائها عنا حتى بدا لنا
أن الانفجارة العنصرية ضد الإسلام لم تبدأ إلا بعد 11 سبتمبر..
وتلك فرية
وحديث إفك..
فلقد بدأت
الانفجارة ضد الإسلام منذ ألف وأربعمائة
عام إلا قليلا.. حين روع الدولة البيزنطية
سرعة انتشار الإسلام في مستعمرات كانت تحت أيديهم، دخل أهلها الإسلام أفواجا
وأصبحوا من أقوي حماته، وخشي البيزنطيون أن ينتشر الإسلام بين مواطنيهم فجندوا
آلاف القسس والرهبان والمبشرين لتنفير البيزنطيين من الإسلام ودس القصص المشوهة
عنه لتشويهه. هذه المحاولات الدءوبة للتشويه لم تتوقف قط. ظل العفن الذى تولد منذ
ألف عام يتولد ويتخمر ويتخثر فيزداد مع الرمان عطنا وعفونة.
ولنطالع
بعض ما يقولونه عنا قبل أحداث إلحادي عشر من سبتمبر.. [3]
فالمسلم جبان خائف متخلف ساذج يعانى من قصور عقلي..
دنيء فقير.. متخلف أخلاقيا.. ناقص .. إما عدو وإما خائن.. وهو إما لاجئ في مخيم أو
ساكن في مدن من الصفيح.. أو راعى غنم في الصحراء أو صياد..
المسلمون
والعرب كفار[4]
أعداء خونة غير مؤمنين فاشلون مهزومون هامشيون مذعورون فقراء يعيشون في حرمان لأن
إلههم بخيل (أما إله الغربيين فكريم و
أعطاهم الثروة والمياه الوفيرة) ….
والعلاقة
بين المسلم وبين الآخرين علاقة عدائية
خطرة عندما يفلتون من السيطرة، إذ أنهم بعدها
يتحولون إلى أعداء خطرين بعد أن كانوا مخلصين أوفياء، لكنهم عند فقد
السيطرة عليهم يتحولون إلى متمردين تارة وأخرى إلى نهابين وثالثة إلى مخربين بل سفاحين… إنهم قبيلة كريهة من البدو
المتعطشين للدماء… الغرب أسياد والمسلمون خدم، لصوص، متطيرون، يؤمنون بالجان،
أذلاء، فاشلون، لا يتكيفون مع الواقع، مرعبون، مفزعون، قطاع طرق، قتلة، يخافون
الموت فيستسلمون ويلحقهم عار الموت دون قتال … ليس لهم أي صفة إيجابية… إنهم إما كسالى مذعورون و إما غزاة سارقون
…خائفون ويهددون غيرهم … فُرّارٌ بعد الهزائم… إن المصير المحزن الذي ينتظرهم هو
الموت الجسدي أو الخضوع أو الاستسلام أو الانسحاب…
أحيانا
يقاتلون بشجاعة لكن هزيمتهم محققة… وهم
يثيرون العطف أحيانا لكن القَدَرَ دائما ضدهم والحظ.. إنهم شخصيات محكومة دائما
بالهزيمة والفشل والخضوع… وهم غازون ومتطفلون و أجانب حتى عندما يكونون في بلادهم
الخاصة…
إنهم دائما
في علاقة تناقض مع الآخرين، تتحالف الطبيعة مع القدر ضدهم، ثم يجدون أنفسهم بعد
ذلك في صف الأشرار أو ضد الأخيار دائمي التشاحن مع بعضهم..
إنهم ضعفاء.. يطلبون الحماية أو يهربون…
إن طبيعة
العلاقة معهم هي الصراع والعداء وشعورهم بالنقص، إنهم أعداء أو خاضعون ..
***
ليست هذه
الصفات واردة في عصور ما قبل التاريخ ولا
في العصور الوسطى، ولا حتى في بدايات القرن العشرين أو منتصفه، إنما هي صفات العرب
التي يدرسها – الآن - الطلاب الفرنسيون في مراحل التعليم المختلفة وليست هذه النظرة زلة لسان إنما هي المنهج
الرسمي الذي قررته وزارة التربية الفرنسية ، وضع في الاعتبار أنهم لا يقولون كل ما
يريدون إذ يجب - طبقا لنص توجيهات صريحة من وزارة التربية - مراعاة وجود تلاميذ من
أصل عربي في الفصول الدراسية..!!
***
لم تكن
مادلين نصر وحدها هي التي اكتشفت أو كشفت …
هناك
الكثيرون أيضا، منهم "شريف الشوباشى[5]
حيث يتحدث عن نظرة ومعاملة الفرنسيين للعرب أو المسلمين( حيث تستعمل الكلمتان
بالتبادل كمترادفتين) .. فَهِم الفرنسيون ذلك واكتشفوه ..
نحن لم
نكتشف بعد ذلك!!…
النظرة
التي ينظر بها الغرب إلينا واحدة إذن عبر كل القرون …
منذ ألف
عام ومنذ مائة عام والآن وبعد مائة عام … أما صدام الحضارة الذي ابتدعه صمويل
هننجتون فانبهر به رواد التنوير فليس جديدا إلا لهم وعليهم …
بالنسبة
لنا فإن أول اكتشاف لصدام الحضارات قد ورد في القرآن ذاته ولقد حدد شروطهم كي لا
يكون صدام : "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم…"
لم تكن إذن
زلة لسان ولا كانت الأحداث التي حدثت بعدها من اعتداء على المسلمين استثناء شاذا
بل كانت القاعدة التي يحاول ولاة أمورنا خداعنا عنها.
***
بديهى يا
قراء أن يكون المشاركون في مؤامرة هم أصحاب أعلى الأصوات في إنكار مثل هذه
المؤامرة..
وبديهى أن
نُهزم هزيمة بعد هزيمة إذا كنا ندخل حربا ضد أعدائنا بينما ولاة أمورنا وجيوشنا و
نخبة مثقفينا و أجهزة إعلامنا وكتابنا ومفكرونا وصحفيونا الذين يسمح لهم بالكتابة
و المسئولون عن إعلامنا كل أولئك يقفون في صف الأعداء ضد الأمة.
***
وهؤلاء و
أولئك هم مجوس هذه الأمة .. هم التحالف الشمالي الذي لن يتورع أن يفعل بالأمة ما
فعله التحالف الشمالي بأفغانستان.. إنهم على استعداد لكل شئ و أي شيء.. وليس لديهم
أي مشروع لإنقاذ الأمة مما صارت إليه ..
المشروع الوحيد الذي لديهم هو حرب الإسلام والمسلمين ودعنا من الاستتار الخسيس خلف
مصطلحات هم الذين نقلوها عن أضابير المخابرات في الغرب كالأصولية والتطرف والتشدد
فليس هناك إلا إسلام واحد الشريعة فيه ثابتة
بينما الفقه متغير.
ليس لديهم
مشروع ولا تصور لمواجهة الغزوة الصليبية الشرسة .. إنهم في الحقيقة يرحبون بها بل
ويزايدون عليها.
ولننظر إلى
مواقفهم علي سبيل المثال من دفاع عن حرية الكلمة عندما تكون الكلمة ضد الله وضد
الإسلام وضد المسلمين كما حدث مع سلمان رشدى وفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وحيدر
حيدر وآخرين كثيرين ونقارن ذلك بموقفهم من إغلاق أي منبر لا أقول يدافع عن وجهة
نظر بن لادن مثلا بل من أي منبر يلتزم نوعا من الحياد أو الأمانة في عرض وجهات
النظر. لقد قصف مكتب قناة الجزيرة لأنه تجرأ علي عرض الصورة كما تحدث لا كما
تريدها الولايات المتحدة أن تبدو. أما بالنسبة لعلماء الدين وخطباء المساجد، فقد
كان الفصل الفوري – ناهيك عما يحدث بعد ذلك- هو جزاء كل من يؤيد وجهة نظر بن لادن.
مع الله
ومع الدين كان يمكن – بل كان من الضروري – أن تكون هناك وجهتا نظر.
أما مع
أمريكا فلم يكن مسموحا إلا بوجهة نظر واحدة فقط.
بل ولقد
تجاوز الأمر ذلك..
فبعد
المجزرة التي حدثت في أفغانستان، وبعد أن خلعت إمبراطورية الشيطان براقعها، وكشرت
عن أنيابها، بدأ نوع من المزايدة لبيع الأوطان إلى الشيطان.
بدا ذلك
علي سبيل المثال في تقليد ما فعلته أمريكا في أفغانستان فراحت دولة عربية تقصف
شعبها بالطائرات وتسحقه بالدبابات استرضاء لأمريكا.
وبدا ذلك
في دعوة وجهها رئيس وزراء دولة عربية مسلمة لأمريكا.. دعوتها إلى احتلال بلاده
بدلا من قصفها..
أما
الانهيار الذي بدا في ساحة النخبة المثقفة فقد كان ذا دوي أعلى، ذلك أن استسلام
الساسة يتم عادة وراء الكواليس، أما استسلام النخبة المثقفة الرسمية فيتم في مزاد
علنى.
مزاد كذلك
الذي يتم في شوارع البغاء حين تعرض الزانيات مزاياهن على القوادين والزناة..
وكان
الدافع وراء هذا المزاد فيما يبدو إدراك تلك النخبة أن الولايات المتحدة بعد أن
كشرت عن أنيابها بسبيلها إلى تغيير أنظمة الحكم في عديد من بلاد العالم العربى،
فاندفعوا، تحركهم حمى كتلك التي دفعت الباحثين عن مناجم الذهب في الغرب الأمريكى،
لا يقف في سبيلهم شئ. وكانت مناجم الذهب التي تحركت في اتجاهها قوافل المثقفين هي
المزايدة في إظهار الولاء لحكومات لم توجد بعد، تلك الحكومات التي يُتوقع أن
تنصبها أمريكا على بلادنا.
و إن كان
علىّ أن أضرب الأمثلة فإننى أكتفى بثلاثة أمثلة من مصر منوها بأن الموجود خارجها
أفدح بكثير.
المثال
الأول يتعلق بالدكتور مأمون الفندى، مزدوج الجنسية بين أمريكا ومصر، ولقد سبق أن
تحدثنا عنه في هذا الكتاب، ولقد كانت وجهة نظره تشكل خليطا منفرا لوجهات بوش
ورامسيفيد وكل أعداء العرب والمسلمين.
مأمون الفندى
هذا .. تم تعيينه في الأهرام ككاتب دائم. الأهرام.. أكبر صحيفة في العالمين العربي
والإسلامى.
المثال
الثاني يتعلق بصحيفة أخرى تحاول منافسة الأهرام – على الأقل في التوزيع، ففي نفس
اليوم الذي عين الأهرام فيه الفندى كاتبا فيها كانت أخبار اليوم ترفع حرارة الحمى
في المزاد، وكان رئيس تحريرها يكتب أطول مقال في تاريخ الصحافة العربية: ثلاث
صفحات كاملة. وملخص المزايدة، هو أن الوضع في مصر أسوأ من الوضع في أفغانستان، و
أن الأصوليين الذين تؤيدهم الشرطة ويسيطرون على الصحافة والإعلام والمساجد (!!)
يفعلون بالمصريين أسوأ مما فعلته طالبان في أفغانستان، وينهى المقال بأنه يغبط بل
ويحسد الأفغان الذين حررتهم أمريكا من جحيم المتطرفين.
المثال
الثالث يتعلق بمطبوعة حكومية لا أريد ذكر اسمها، كان عنوانها:
"بن لادن دعا لإعلان الجهاد ضد
الولايات المتحدة و طالب المسلمين بمحاربة حكامهم!"
"يستغلون
وسائل تدريب الإرهابيين وسيرهم الذاتية وصور جثثهم الممزقة في دعايتهم لجذب
المتطرفين الجدد!"
وبغض النظر
عن افتقاد مذهل للعقل، فالذى يغوي أحدا لايغريه بأنه سيتحول إلى أشلاء!! فليس هناك
ما أعبر به عن إحساس مروع بالاشمئزاز والدهشة، فقط أريد أن أنبه القارئ إلى أولئك
الذين حاربوا الدين باسم العقل.. كيف تركوا العقل في سبيل إمبراطورية الشيطان.
حاربوا من
يقول لا إله إلا الله..
ويحاربون
من أجل أن نقول : لا إله إلا أمريكا..
***
وفى هذا
الإطار بدأ الهجوم يشتد علي أسامة بن لادن وطالبان..
وليست قضية
أسامة بن لادن أو طالبان أو أفغانستان هي القضية.. فالقضية أكبر من ذلك و أشمل و
أخطر. ومع ذلك فعلينا أن نتوقف هنا قليلا كى نلقى بلمحات خاطفة على أسامة بن لادن
وطالبان و أفغانستان.. مجرد لمحات لا تدعى لنفسها الإحاطة أو الشمول..
لمحات تؤكد
أن الحرب التي بدأت ليست عليهم..
بل هي حرب
على الإسلام.
***
ولقد فكرت
أن أواصل هذا الكتاب بنوع من التجريد دون أن أخصص فصولا عن أفغانستان أو طالبان أو
بن لادن، فذلك لن يغير من الحقيقة الكلية شيئا، وسوف يشرح الجزء الكل، وسيظل الأمر
حتى بدون ذكرهم ، بل وقبل أن يوجدوا حربا على الإسلام. وستظل القضية في جوهرها
الأساسي قضية الإيمان والكفر.
وفكرت، من
وجهة نظر مغايرة أن أسرد آلاف بل ملايين التفاصيل عن أفغانستان وطالبان وبن لادن،
لأن الإجلاء الكلى للأجزاء سيسفر عن ذات النتيجة، أي عن فهم كلى، حتى لو أهملت
الجانب التجريدى منها، وسيظل السبب الرئيسى لما يحدث غامضا حتى تفرض قضية الإيمان
والكفر نفسها من جديد .
وقد ظلت
هذه القضية في منهج الكتاب تشغلنى – وتعطلنى – طول كتابته، إلى أن هدانى الله
لفكرة أحسبها طيبة، وهذه الفكرة تقول أنه إذا كانت روح القضية كلها هي: الإيمان
والكفر، فإن الجسد الذي لبسته هو أفغانستان وطالبان و أسامة بن لادن، و أنني وإن
ركزت على الروح لا ينبغي لى أن أهمل الجسد..
ومن ثم،
فقد وجب على أن أكتب فصولا ثلاثة:
عن
أفغانستان..
وعن
طالبان..
وعن أسامة
بن لادن..
***
[1] - رحلتى الفكرية
في البذور والجذور والثمر- سيرة غير ذاتية غير موضوعية- عبد الوهاب المسيرى-
الهيئة العامة لقصور الثقافة.
[2] - راجع
كتاب: الإسلام والآخر- من يعترف بمن ومن ينكر من- دكتور محمد عمارة- مكتبة الشروق.
[3] -
راجع كتاب " صورة العرب والإسلام في
الكتب المدرسية الفرنسية" - الدكتورة مادلين نصر -
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية" ..
[4] - فلترصد
أيها القارئ كم ألف كلب تعوي عليك إن سميت غير المسلم كافرا.
[5] - هل فرنسا عنصرية- إشكالية الهجرة العربية
والإسلامية في أوروبا وكالة الأهرام