Translated
Poetry
قصـيدتان من إ . إ . كمنجـز **
ترجمة
: يوسف عبد العزيز على
والشمس
تُضرب عن الشروق لكى تحصل على الأجر الكافى
وعندما
تنظر الأشواك لأزهارها بانزعاج
وأقواس قزح تؤمِّن على ألوانـهـا ضدّ الشيخوخة .
* * *
وبسبب أرواح الأشجار المتوثّبة بالخضرة
وحلم
السماء الأزرق الحقيقىّ ،
وبسبب كل شئ طبيعىّ لانهائىّ وإيجابىّ .
* * *
(
أنا الذى كنتُ ميّتاً من قبل ، حىٌّ مرّةً أخرى اليوم
وهذا
يوم ميلاد الشمس ،
ويوم ميلاد الحياة والحب والطيور
والدنيا السعيدة الواسعة بلا حدّ ) .
* * *
كيف يشكُّ أىُّ إنسان وهو مجرّد كائن
جعلته يتذوّق ويلمس ويسمع ويرى ويتنفّس
ــ وقبل ذلك خلقته من عدم العدم ــ
كيف يشكُّ فيك يا من لا يدركك عقل !
* * *
( الآن اسـتيقظـتْ آذانُ آذانـى
وأبصـرتْ عـيـونُ عـيـونى ) .
***********
إ . إ . كمنجز :
" إدوارد إستلين كمنجز "
شاعر وروائى وكاتب مسرحى ورسّام أمريكى . ولد فى 14 من أكتور 1894 . تخرج فى
" هارفاد " سنة 1915 ، وحصل منها على درجة الماجستير سنة 1916 . نشر أول
دواوينه الشعرية فى عام 1923 وكان عنوانه " زهور التوليب والمدخنة " .
تميزت قصائده باعتمادها على
الإخراج الطباعى الذى يتجنب الاعتماد على الأحرف الكبيرة فى بدايات الكلمات ،
وكذلك الخلوّ من علامات الترقيم .
نشرت هاتان القصيدتان
بمجلة " الفيصل " السعودية ـ عدد 288 سبتمبر 2000م .
*************
قصـــيدتان
شعر :
ميخائيل لوكونين**
1 ـ أمّـى
عندما
كنتُ طفلاً صغيراً كنتُ أقبّلها معانقاً ؛
كنتُ
أجرى من الطريق إليها ، شاكياً ، عندما يضربنى أحد
وعلى
الفور بعد ذلك أقرّر أن أكون أكثر شجاعة .
وكنتُ
أقول : " الشجاعة إذن هى الطريق
الذى
يمكنك أن تعود فيه إلى البيت قائلاً : طابت أوقاتكم ! " .
"
أنا مغادرٌ إلى الحرب ! "
هكذا
قلتُها مبتسماً بِنَزَقٍ ،
"
سأُدير ظهرى للدموع المنهمرة ،
وصرخات
الأم ،
ذاهباً إلى محطة السكك الحديديّة ! "
إنها
المرأة التى ربّتْنِى .
التجاعيد
تملأ وجهها الآن .
شفتاها
مزمومتان . لقد فقدتْ جمالها الآن .
ولم
يعد لديها أىّ شئٍ من حِدّّتى ، متوقّداً فى عينيها كما اعتدت .
وها
هى ذى لحظة تأمل ..
من
يوم إلى يوم
أفكّرُ
فيكِ ،
فى
أيام طفولتى،
فى
مستقبلى أيضاً ،
وفى
المرأة التى ربّتْنِى .
منذ
أَمَدٍ بعيدٍ لم أقبّل أمّى .
"
إذا كتبت لى العودة من جديد يا أمّى ،
إذا
أمكنكِ أن تصفحى عن ابنك
ـــ
بقلب الأم الذى تمتلكين ـــ
سأعزم
على أن أكون لطيفاً معك ،
وسأغمركِ
بفيضٍ من القبلات .
سوف
أتبع قلبى المتلهّف
وأحتضنكِ
بحُرقة ،
وأمسح
دموعكِ ،
سنكون وجهاً لوجه مرّةً أخرى ،
قبل
أن أغادرَ ، وأذهب بعيداً إلى الحرب !
*************
2 ـ سأعود إليك
أنت
تظن
اننى
سأعود
مرهقاً
ومنهكاً ،
مذهولاً
من فظائع الحرب ،
متلهّفاً
لأن أحكى
عن
الجحيم الملتهب ،
عن
القذارة والألم والدم .
الذى
سوف أقوله
ـ
كما لو كان حقّى ـ
هو
عن الموت المتفشّى والمتزايد .
لكنّك
ذات ليلة حالكة
سبحتَ
عبر نهر " الفولجا " إلى الحياة .
لقد
نِلْتَ نصيبَكَ من الأيام القاسية ،
بسبب
العهود التى تراعيها !
أنت
تظنّ
أننى
بين مباهج الوطن
كروحٍ
تائهةٍ سأهيم !
سوف
ترتّب سريراً،
لكنّى
سأنام على الأرض
وستعدّ
مائدةً
لكنّى
سأتناول طعامى بجوار الباب ..
سأزحف
إلى البوّابة ، وأحفر خندقاً .
وفى
الليل ، عندما تكون غير منتبه إلى وجودى
سأقفز
صائحاً ، وقبضتاى محكمتان على السلاح :
"
قِـفْ !! وإِلاَّ سأطلق النارَ ! من
هناك ؟! "
لا
!
لا
شئ من هذا سيحدث على الإطلاق !
القصة
الدامية حُكِيَتْ .
سنأتى
وقلوبنا رقيقة وخالية من الهموم ،
ونكون
قد كبرنا وشخنا ، ولكن لم نَـفْــتُـرْ أبداً
لن
نعود أبداً محزونين ومنهَكين .
ولكن
عندئذٍ ـ لم العودة من الأصل ؟!
سنأتى
لكى نبنى ونرأب الصدع
قبل
أنّ نستهين بأىّ وظيفة أو عمل !
لكى
أدفع دَيْنَ الحبّ والرعاية ،
إليك
يا من أسرعتُ إليه عبر الجحيم .
إن
ما تحمّلتُه كان علىَّ أن أتحمّله ،
أنا
لم أفعل أىّ معروف على أيّة حال .
الآن
ليس بندقيّةً ،
بلْ
قلماً هو الذى سأمسِكُ بيدى ،
لكى
أكتب قصيدة حبّ .
سأعمل
فى مصنع ،
وسأنام
فى سرير ،
حيث
السماوات الآمنة فــوقى .
ليس
لنا الحقّ فى اختيار ما نأخذ وما نترك
ليس
لنا الحقّ على الإطلاق ،
مع
ذلك ، فإنه من الأفضل
أن
تأتى بيـدٍ فـارغةٍ
على أن تعود بروحٍ خاوية !
************
نشرت هاتان القصيدتان
بمجلة " نوافذ " السعودية ـ عدد رقم 18 ـ ديسمبر 2001 م .
ـــ ميخائيل لوكونين :
شاعر روسى ولد فى سنة 1918 ، وتوفى فى سنة 1976 م . بدأ كتابة الشعر فى سنة 1938 .حائز على جائزة
الدولة فى الشعر . له ما يقارب العشرين مجموعة شعرية . يتميز قاموسه الشعرى بالرقة
والعاطفة الجيّاشة .
********************
الـروّاد
ترجمة
: يوسف عبد العزيز على
من
سلالةٍ شجاعةٍ جوّالة لا تعرف الاستقرار فى مكانٍ جاءوا ،
وأصبحوا
أبناء الحقل والرعى،
منذ
أن تعلّموا كيف يمتطون ظهور الخيل .
ربّما
لا نتمنّى ــ حبّاً فيهم ــ أن نرى هؤلاء الناس فى هذه السنين السيّئة ،
لأنّ
مرتادى الغابة هؤلاء ، هم الروّاد الشجعان القدامىَ .
*
* *
هم
الذين سلكوا مجاهل الغابة التى هى بلا طريق ،
فى
الحرّ اللاهب والعواصف والجفاف ،
وهم
الذين استجابوا للنداء الأول الذى ساقهم إلى أعماقها ،
ليتعقّبوا
آثار الماشية الجبليّة ،
مندفعين
عبر المراعى الشاسعة ، حيث تستقرّ الآن رفاتهم .
*
* *
ولكن
الزمن الآن كئيبٌ ومملّ ، فقد أفلت الأيام النبيلة القديمة
التى
انطلق فيها رجال الأدغال شاقّين طريقهم قُدُماً
ناحية
الغرب المجهول ، بين الشجيرات المتشابكة ، والأحراش المتجهّمة
ليستشرفوا
فى النهاية الأرض الموعودة
من
على قمم الجبال .
*
* *
أيها
الراقدون فى المقابر المنعزلة
عند
الربوة والسهل البعيدين ،
نحن
نشرب نخبكم الآن فى صمت ،
حيث
تعود أعياد الميلاد مرّةً أخرىَ .
نشرب
نخبكم يا من صارعتم الموات فى السنين القاسية الحائرة ،
يا
موجدى حياة أمّتنا ، أيها الروّاد الأوائل
الشجعان .
***********
نشرت هذه القصيدة بمجلة
" الفيصل " السعودية ـ عدد 224 ـ يوليو 1995م .
ما دامت عـيناكِ زرقاوين
شعر
: بانجو
بيترسون
ترجمة :
يوسف عبد العزيز على
هل
ستحبّينى يا حلوتى ، عندما يكون شعرى أشيب ؟
وعندما
تكون خدودى قد فقدت وضاءتها ؟
وعندما
تكون فتنةُ الشباب قد خَبَتْ ؟
هـل
سيستمرّ حبّكِ ، كما كان قديماً ؟!
*
* *
ولأن
النظرات قد تتغيّر ، والقلب قد يهيم بآخــر ،
والحبّ
قد لا يصير غـراماً ، كما كان من قبل ،
هل
ستحبّيننى بصدق حبّ سنوات الشباب ،
والسنوات
الماضية ؟!
*
* *
إننى
أحبّك يا حلوتى ، لخصلات شعرك الأشـقر
ولِلَـونِ
خدودكِ الوردىّ ،
ولكنّنى
أحبّك أكثر بسبب قلبك الحنون ،
الذى
أراه يطلّ من عينيك الزرقاوين الجميلتين !
*
* *
ولأن
العينين دليلٌ على الروح التى بالداخل ،
وعلى
القلب المخلص الصادق ،
فإننى
يا معشوقتى سأظلُّ دائماً أحبّك ،
ما
دامت عيناك زرقاوين !
*
* *
إنّ
خصلات شعرك قد يتغيّر لونها ،
والخدود
الخوخيّة قد تُسْلَبُ نضرتُها ،
لكنّنى
يا معشوقتى ، سأظلُّ دائماً أحبّكِ ،
ما
دامت عيناكِ زرقاوين !!
*************
ـ بانجو بيترسون :
اسمه الحقيقى " أندرو بارتون
بيترسون ، ولد فى 17 فبراير سنة 1864 " ببلدة نارامبلا " فى نيوساوث ويلز "
بأستراليا . وتوفى فى "سيدنى " فى الخامس من فبراير 1941م . عمل فى
مهنة المحاماة . صدر أول دواوينه سنة 1854 واسمه " الرجل الذى من النهر الثلجى
" . ويعد أشهر أعماله هو وديوانه " ماتيلدا الراقصة " الذى صدر سنة
1895 . كما كتب المقالة والقصة . يعد من أهم رواد الأدب الأسترالى .
نشرت هذه القصيدة بمجلة
" الفيصل " السعودية ـ العدد313 ـ سبتمبر 2002م .
********************
جزيرة إنسْفِرى القرمزية
شعر
: و . ب . ييتز
ترجمة : يوسف عبد العزيز على
وأعيشُ
وحيداً فـى ممرِّ الغـابة الملئ بطنين النحل .
* * *
سوف
أنعم ببعض الهدوء هناك ، فالهدوء يأتى على مَـهَــل
إنَّ
منتصف الليل هناك عبارةٌ عن وميضٍ من النور
والقمر عبارة عن تألّقٍ أرجوانىّ ،
والمســاء ملئٌ بأجنحـة الطـائر التفاحىّ .
* * *
سوف أنهض وأذهب الآن ، إلى الليل والنهار الدائمين
إننى أسمع مياه البحيرة التى تتلاطم مع الشـاطئ برفقٍ وبصوتٍ خفيض
بينما أقف على طول الطريق ، أو على
الأرصفة الرماديّة
،
أَسْـمَـعُـهـا فــى سُـوَيْداء القلب.
*************
نشرت هذه القصيدة فى
مجلة " الرافد " ـ الإمارات العربية المتحدة ـ العدد52 ـ ديسمبر 2001م .
عندما تكونين عجوزاً
شعر
: و . ب . ييتز
ترجمة : يوسف عبد العزيز على
عندما
تكونين عجوزاً وشيباء الشعر ومليئةً بالنوم
وتنكّسـين
رأسـك نعاساً بجوار المدفأة ؛ خذى هذا الكتاب
واقرأى
على مـهـل . واحلمى بتلك النظرة الخلاّبة
التى
كانت لعينيك يوماً مـا ، وبسـوادهما العميــــق .
*
* *
كم
من الناس أحبّ لحظات ظرفك السعيدة
وأحبّ
جمالك ، ســواءً حبّـاً زائفاً أو حقيقيّـاً
إنّ
رجلاً واحداً فـقـط هو الذى احبّ الروح المتطهِّرَة فيكِ
وأحبّ
أحزانَ وجهكِ المتحدِّى .
*
* *
عندما
تكبرين ، وتميلين على طاولة الحانة المتألّقة بالأضواء
وتهمسين
لنفسِكِ ببعض الحزن ، كيف أنّ الحبّ هــرب
ومرّ
فوق الجبال العالية
وخبّأ
وجهه بين أدغال النجوم .
***********
نشرت هذه القصيدة فى مجلة "
الرافد " ـ الإمارات العربية المتحدة ـ العدد52 ـ ديسمبر 2001م .
ـــ و . ب . ييتز :
ويليام بتلر ييتز الشاعر الأيرلندى
الأشهر ، ولد سنة 1865 فى " دبلن
". كان أبوه رساماً شهيراً هو " جون بتلر ييتز " . نشأ ما
بين " دبلن " و " لندن " ، ثم عاد إلى " دبلن " فى
الخامسة عشرة من عمره . اهتم كثيراً بالأساطير والفلكلور الأيرلندى ، وظهر هذا فى
كتاباته الشعرية والمسرحية . كما انخرط فى الحياة السياسية الأيرلندية .
نال " ييتز " جائزة
" نوبل " فى الآداب سنة 1923 . وتوفى فى 1939 عن 73 عاما .
*******************
قـصـة الـصـرصــار
شعر
: أنتونى ثويت
ترجمة
: يوسف عبد العزيز على
لم
يكن ذلك فى موطنى ، بل كان فى طوكيو
فى
الساعة العاشرة والنصف ليلاً ، أو ما يقرب من ذلك
دخلتُ
المطبخ ، وضغطتُ على مفتاح النور
فرأيتُه
رابضاً على حافّة المنضدة .
كان
ضخم الحجم ، بُنِّىَّ اللون ، ساكناً لا يُبْدِى حراكاً
ذراعاه
الريشيّتان تستعدّان ـ كما بَدَتَا ـ
لحركةٍ
قادمة ، وتنتظران منّى أن أتحرّك
كان
كلٌّ منّا ينظر إلى الآخـر بتمعّنٍ شديد .
لم
يتحرّك ، وكذلك أنا ، ظللتُ أراقبه
جعلتنى
" البيرةُ " متكاسلاً لا أزال ،
لكنّ النوم بدا بعيـــداً ؛
بدا
بعيداً عنّى مثلما أنا بعيدٌ عنه
تأمّلتُه
كما لو كان فى اللغة اليابانيّة
" أبوراموشى "
هو اسمه ،
تذكّرتُ
فجأةً متسائلاً :
ماذا
تعنى " أبورا " ،
فكلمة " موشى " معناها حشرة ،
أو
" دستة " من الأشياء الأخرى ، فى اليابانيّة ؟
مثل
نوعٍ مـا من الحساء ، صافياً وساخناً ،
كان
هذا الصرصار ، على الرغم من ذلك ، أكثر
من " ســاموراى "
كان
مدرّعاً ، ومُـخَــوّذاً ، واثقاً وفخوراً بنفسه
وقد
واجهتُهُ كما لو كنتُ فلاّحاً بسيطاً .
خشيتُ
أن يطرحنى جانباً بسيفه
أو
يـقـفـز عبر أعلى المنضدة ، وفوق الأرض
منتفشاً
بالغضب ، فوق شعرى المعروق ،
إنها
ليلةٌ سبتمبريّةٌ حارّة ، وأنا
كنتُ
مرهقاً من السفر . " سأتغلّبُ عليه ،
هذه
الرائحة الكريهة المتصاعدة من خشب الأرضيّات ،
تصيبنى
بالغثيان " ـــ قلتُ ذلك فى نفسى ـــ
" فأنا متعبٌ من الأوهــام "
خلعتُ
أحد خُفّىَّ ، وسدّتُهُ نحوه .
فانزلق
من على المنضدة ، وسقط على الأرض
بخفّةٍ
كأنه يسقط فى سائل .ثم مشى للخلف
منتحـياً جانباً
ناحية
البالوعة . فألقيتُ بكلّ جسمى تجاهه
وسحقتُهُ
بالخُفّ ، ثم جلستُ القرفصـــاء .
انتفشتْ
أضلاعه القشريّة ، وسالتْ دماؤه على الأرضيّة الخشبيّة
وارتعش
نصف ارتعاشة ، كأنه يحتجّ ،
ثم
رقـد سكناً ، ليموت .
مسحتُ
الخفّ بقطعةٍ من ورق الصحف ،
وغسلت
يدى بالماء ، ثم تلمّستُ طريقى إلى السرير .
هذه
هى القصّة ، وهذه هى القصيدة قيلت
فى
وزنٍ وقافية حتّى نهايتها
ما
العلل إذن من الصرصار ، أو من القصيدة ،
ولماذا
حُكِيَتْ القصّة ؟ من يمكنه أن يجيبنى ؟!
الصرصار
فى المطبخ هو الواقع
والصرصار
فى أىّ حكاية تحكى قد يكون أكاذيب ،
فالحشرة
كانت نبيلةً ، صارمةً وقويّة ،
وها
هو ذا الكاتب يصنع حياةً من الأساطير !
********
ـــ أنتونى ثويت :
شاعر إنجليزى ، ولد فى يناير 1930
. تخرج فى جامعة " أكسفورد " عام 1954 . عمل كأستاذ زائر للأدب الإنجليزى فى جامعة " طوكيو
" باليابان فى الفترة من 1955 إلى
1957 . كما عمل كأستاذ مساعد للأدب الإنجليزى
بجامعة " بنغازى " الليبيّة فى الفترة من 1965 إلى 1967 .
بعد عودته إلى بلاده عمل فى الصحافة
الحرة وفى هيئة الإذاعة البريطانية . له
ما يقارب العشرين ديواناً شعرياً ، ومجموعة من الكتب النقدية .
نشرت هذه القصيدة بمجلة "
سطور " ـ القاهرة ـ العدد رقم 27 ـ مارس 1999م .
*************
تاريخنا
شعر
: مبيلاّ ســون
ديبوكو
ترجمة :يوسف عبد العزيز
ووصلت
الأمواج ،
بما
جلبوه من البحار البعيدة ـ
بريقها
يوهم بوجود لآلئ ،
بينما
نحو الشاطئ راحت تدفع الزوارق بقوّة
والتى
بدت بدورها كأنها جثث حيتان متراكمة .
.............
لقد
خدعتنا أبصارنا
عندما
مرّ شعاع الشمس كالبرق
فوق
شفرة الرمح
بينما
مدافع الغزو المنطلقة
كانت
الصاعقةَ التى دمّرت الغابة .
.............
من
الجلد الطبيعى المصنوع من جلد النمر
والذى
يتحوّل بعد حين إلى أسمال بالية
كأجنحة
فراشات مضروبة بالسياط .
أسوان 31/12/2001
نشرت هذه القصيدة بمجلة "
نوافذ " السعودية ـ عدد 24ــ يونيو 2003م
*******
الألــم
شعر
: مبيلاّ ســون
ديبوكو
ترجمة
: يوسف عبد العزيز
كان
كل شئ هادئاً فى هذه الحديقة
حتى
ما إذا أعلنت الرياح ـ مثل رسول لاهث ـ
مقدم
الطاغية .
بدأت
الأغصان تتحدّث فى ألم .
ألا
تتذكّرون تلك العاصفة الثائرة ؟
من
خوفها ، الأزهار اليائسة ـ برغم ذلك ـ صنعت باقة
للملك
المتجهّم .
كانت
الشهب بمثابة الزينة المدلاّة من تاجه ،
بينما
ـ مثل الأغصان التى تحدّثت فقط عندما زأرت العاصفة ـ
كنّا
نصرخ فى ألم ، عندما بدأنا نسقط ممزّقين
بالشفرة
الباردة لسيفٍ خفىّ .
أعضاؤنا
المبتورة هى التى جُرفت بعيداً بواسطة المطر
وليست
دماؤنا ،
فقد
بقيت ملتصقة بالجدران ، ولا يمكن محوها ،
مثل
الصمغ البرّىّ على جذوع الأشجار .
أسوان
31/12/2001
ــ
مبيلا سون ديبوكو :
من مواليد الكاميرون سنة 1936م .
أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية
منها :
" ليالٍ وأيام قليلة " ، سنة 1966.
" لأجل النساء " سنة
1970 .
" الأبيض والأسود فى الحب
" سنة 1972 .
**********
نشرت هذه القصيدة بمجلة "
نوافذ " السعودية ـ عدد 24ــ يونيو 2003م
****************
الأم
شعر : شـامســور رحــمـن
ترجمة : يوسف عبد العزيز
لقد
عاشت فى قريتها النائية الهادئة
منهمكة
فى ألفٍ وواحدٍ
من
الأعمال المنزلية العديدة .
كانت
تكاد لا تجد الوقت لتلحظ الشمس المتلالئة فى السماء
أو
أسراب السحب المارة فوقها .
الوقتُ
يمضى دون أن تنتبه لذلك .
المشهد
بأكمله مألوف للغاية
قِدْرُ
الأرز تغلى على الموقد
وسمكةٌ
أو اثنتان ، وبعض السبانخ ..
كل
ذلك مُعَدٌّ كطعامٍ للزوج البسيط ، الذى يعمل معلّماً .
ومن
حينٍ لآخر تختلس النظرَ
إلى
بعض النباتات المتسلّقة فوق سور البيت ،
وهناك
، يقف على فرع شجرة " الجاك فروت "
طائر
أصفر ، يهزّ ذيله دونما توقّف ..
وهكذا
تمضى الساعات تلو الساعات .
******
بعد
أن تغتسل بالمياه المجلوبة من البئر
تمشّط
شعرها الذى غزاه الشيب .
كانت
تفكّر فى ابنها الصغير بالمدرسة المحليّة
الذى
يتعلّم جدول الضرب بطريقة الاستظهار
بعد
ذلك عبّأت إناءً ببعض الكعك الشعبىّ المصنوع فى البيت
والمشكّل
فى تصميمات مزخرفة .
ثم
أخذت تفكّر فى ابنها الأكبر ،
ذى
العيون ساحرة البريق ،
الذى
يدرس فى مدرسة المدينة البعيدة .
******
نادراً
ما كانت تغامر وتخرج خارج حدود بيتها الصغير .
إن
حياتها بسيطة ، هادئة ، وفيها إنكارٌ للذات ..
ذكريات
والديها الراحلين منذ زمن طويل
هى
التى تؤلم قلبها فقط .
فى
ذلك الوقت : كان الوطن كله يرفع هامته
فى
عزّةٍ وكبرياء ..
الأنباء
تتدفّق من كل الأنحاء ،
الكثير
من التضحيات غطّت أرض الوطن باللون القرمزىّ .
ملابس
الابن الملطّخة بالدماء
صدمت
قلب الأم القرويّة بقسوة
الأرض
الخضراء ، النهر ، المرج ، حقل " الكالاى " (1)
وبِرْكَتُهَا
القديمة المألوفة ، كل ذلك ترك بعيداً فى الخلف .
********
واليوم
: يرى الواحد آثار أقدامها على طرق المدينة الواسعة ،
وفى
الشوارع الجانبيّة الضيّقة ،
فى
الطرق السريعة والأزقّة ..
وبفقدها
ابنها ، مزجت الأمّ الآن
الدموع
النابعة من قلبها المكلوم
بهتافات
الحرب المدويّة .
ـــــــــ
ـ شمس
الرحمن ( 1929م ـ ........
)
ولد الشاعر " شمس الرحمن
" سنة 1929م ، وتخرج فى
جامعة " دكا "
ببنجلاديش سنة 1953م . بدأ كتابة الشعر
سنة 1948 ، ولفت الأنظار للمرة الأولى كشاعر عندما نشر مجموعة من قصائده فى كتاب
مشترك صدر سنة 1950 بعنوان " أشعار
جديدة " .
فى سنة 1960 أصدر أول دواوينه
بعنوان " الأغنية الأولى قبل الموت
الثانى " . حصل على جائزة " أدامزى " الأدبية سنة 1963 .
له ما يزيد عن العشرة دواوين ..
نشرت هذه القصيدة بمجلة " نوافذ "
السعودية ــ عدد سبتمبر 2001م .
********