المركز المصرى الاجتماعى الديمقراطى

من أجل إصلاح  اجتماعى و اقتصادى و ديمقراطى جذرى للواقع المصرى

*********************************************************

الصفحة الرئيسية
قراءات
كتابات لأعضاء المركز
بيانات ومواقف المركز
أخبار و أنشطة المركز
مواقع أخرى
المراسلات

 

 

        حركة ديموقراطية المعيشة  بدائل إفلاس العولمة  فاندانا شيفا


افلاس العولمة
يقدم لنا مشروع العولمة كقفزة هائلة يقفزها التطور الانسانى فى ارتقاء صاعد لمسيرة البشرية الى الأمام من حياة
القبيلة الى الحياة فى أمم الى الحياة على الكوكب فى سوق واحد
كان من المفترض أن تتحول كينونتنا ومسار حياتنا من الوطنية الى العالمية تماما مثلما حدث فى مراحل العولمة
الاولى التى تقودها الدولة
فقد كان من المفترض أن نتحول من المحلى الى العالمى
طرحت علينا التجارة الحرة غير المقيدة بضوابط وحكم الشركات المتعدية الجنسية كبديل عن السيطرة البيروقراطية
المركزية فى الانظمة الشيوعية وبديلا عن اشكال الاقتصاد الذى تسيطر الدولة على دفته
تطرح علينا الأسواق بديلا عن الدولة لتنظيم شئون حياتنا وليس فقط لمجرد تنظيم امورنا الاقتصادية
ولكن فور اعلان مشروع العولمة عن نفسه حتى اظهر للعيان افلاسه على المستوى الفلسفى والسياسى والايكولوجى
والاقتصادى
حاليا يقودنا الخواء الاخلاقى والفلسفى للنظام السائد فى عالم اليوم الى خراب المجتمعات وانظمة الطبيعة البيئية
والى خراب الشعوب خرابا اجتماعيا وايكولوجيا وسياسيا واقتصاديا
كما يقود شعوبنا الى التحلل والانهيار
يقوم افلاس العولمة الاخلاقى والفلسفى على اختزال كل وجه من اوجه حياتنا الى مجرد سلعة واختزال شخصياتنا
الى مجرد مستهلكين يتجولون فى سوق حدوده تتسع لتشمل الكوكب كله
طاقاتنا كمنتجين وشخصياتنا كاعضاء جماعات بشرية ورسالتنا كاوصياء على ميراثنا الثقافى والطبيعى لم يبق
لها سوى ان تختفى والا فالدمار
تتعاظم الاسواق والنزعة الاستهلاكية
طاقتنا على العطاء والمشاركة تتقلص
ولكن النفس البشرية ترفض الاذعان لنظرة عالمية قائمة على الاستغناء عن انسانيتها
يتصف النظام الاقتصادى والسياسى السائد بعدد من السمات الجديدة التى تنشر الظلم وعدم القابلية للاستدامة
بمقاييس ومعدلات غير مسبوقة لم تشهدها المجتمعات البشرية من قبل
انه يقوم على
السعى للسيطرة واحتكار مابقى من موارد طبيعية كانت مشاعا للبشر من قبل مثل التنوع البيولوجى والماء
والهواء ونظم الاقتصاد المحلية التى يعتمد الناس عليها فى توفير سبل معيشتهم وتأمين ارزاقهم 1
ضمان تحويل الماء والتنوع البيولوجى الى سلع عن طريق حقوق ملكية جديدة تدرج فى اتفاقيات تجارية
تتبناها منظمة التجارة العالمية التى تنقل ملكية موارد الشعوب الى امتيازات احتكارية تملكها الشركات
الضخمة ومثال ذلك اتفاقية التريبس والتجارة فى البضائع المستمدة من البيئة وخدماتها 2
ضمان تحول الموارد الطبيعية المشاع الى سلع عن طريق اغتصاب مسئولية الحكم بانتقال سلطة اتخاذ القرار
من يد المجتمعات والبلاد الى يد مؤسسات عالمية وانتقال الحقوق من يد الشعوب الى يد الشركات الضخمة
من خلال زيادة مركزية الدولة وزيادة عدم امكانية اخضاعها للمسائلة عملا بمبدأ الحق الالهى فى السيادة 3

وهذا ما يؤدى بدوره الى الافلاس السياسى والتكتلات والأحلاف غير الديموقراطية
وبدلا من الانصياع الى مذهب الثقة الشعبية ومبادئ المسائلة والتبعية الديموقراطية تقود العولمة الحكومات الى
اغتصاب السلطة من البرلمانات والحكم المحلى وحكام الاقاليم وقادة المجتمعات المحلية
فعلى سبيل المثال تقوم اتفاقية التريبس فى جوهرها على اختطاف الحكومات المركزية لحقوق التنوع البيولوجى
وحقوق المعرفة من بين ايادى المجتمعات المحلية وتخصيصها للشركات الضخمة كامتيازات احتكارية
وكذلك الاتفاقية المتعلقة بالزراعة تقوم على مبدأ اتخاذ القرارات دون اشراك المجتمعات المحلية ولا القيادات
الاقليمية
تستولى الاتفاقية العامة للتجارة فى الخدمات الجاتس على سلطة اتخاذ القرار وحق انتزاع الملكية من القطاع المحلى
والعام لصالح القطاع الخاص والكوكبى
عملية الخصخصة وإلغاء الضوابط هذه والتى تجرى بشكل غير ديموقراطى ادت الى مزيد من الفساد والإفلاس
السياسى والاقتصادى
ادى عقد كامل من عولمة الشركات الى كشف الاوهام وتولد السخط العام
تتآكل الديموقراطية وتتحطم صور المعيشة التى الفناها
افلس صغار المزارعين وأصحاب الاعمال الصغار فى كل مكان
حتى وعود النمو الاقتصادى لم تتحقق
وأثمر تحرير التجارة عن تباطؤ الاقتصاد
وللسخرية انهارت بعض من الشركات الضخمة التى قادت عملية تحرير التجارة والعولمة
فشركة انرون التى جاءت الى الهند كسفينة العلم الاستعمارية القديمة تبشر لمشروع العولمة ومسلحة بالدعم الكامل
وكل ألاعيب ابتزاز ممثل التجارة الامريكى غرقت فى طوفان من فضائح الفساد
وشركة شيكيتا التى شنت حروب الموز على اوروبا خلال منازعات امريكا والاتحاد الاوروبى فى منظمة التجارة
العالمية قد اعلنت هى الاخرى افلاسها
فى البداية توضح لنا جنوب شرق اسيا والان الارجنتين كم هى هشة ومعبأة بعوامل الانفجار هذه الترتيبات
الاقتصادية الجارية
عدم القابلية للاستدامة وافلاس النظام الدولى الحاكم واضح وضوح الشمس للعيان
ولا تلح بقوة الحاجة الى بدائل كما تلح اليوم


خلق بدائل للعولمة التى تقودها الشركات المتعدية الجنسيات
زلزلت عولمة الشركات الضخمة خلال العقد الاخير من القرن العشرين العالم باسره وكل البنى الاقتصادية
والسياسية التى كنا قد شكلناها لتحكم حياتنا
تمرد مواطنو العالم فى ديسمبر عام الف وتسعمئة وتسع وتسعون ضد شمولية العولمة التى تقودها الشركات
الضخمة فى الاقتصاد
اصبحت العدالة الاقتصادية والاجتماعية والاستدامة الايكولوجية هما النداء الذى تلبيه حركات المواطنين الجديدة
للتحرر من نير عولمة الشركات
اغلقت احداث الحادى عشر من سبتمبر عام الفين وواحد المساحات التى فتحتها حركات الجموع
ولكن هذه الاحداث ايضا قد سلطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين العنف وعدم المساواة وعدم الاستدامة وبين عدم
قابلية انفصام السلم عن العدالة عن الاستدامة
وجاءت الهرولة فى الدوحة تحت ظل العسكرة الكوكبية كرد فعل على الهجمات الارهابية
سيكون التحدى المفروض علينا فى مواجهتنا للاغلاق المزدوج الذى تصنعه عولمة الشركات والدولة العسكرية
البوليسية ضد حرية حركتنا مستخدمة فى ذلك الفاشية الاقتصادية المدعومة بالفاشية السياسية هو استعادة
حريتنا وحرية كل الاحياء من رفاقنا
هدف ديموقراطية المعيشة هو استعادة كل انواع الحرية التى لا تقبل التجزئة واعادة تخليقها
تجسد ديموقراطية المعيشة قيمتين متصلتين وغير قابلتين للتجزئة

الاولى هى
تواصل حرية كل اشكال الحياة على الارض وحرية البشر دون تمييز على اساس النوع او العرق او الدين او الطبقة
او الطائفة او الجنس

القيمة الثانية هى
التواصل بين عدم قابلية العدالة والسلام والاستدامة للتجزئة
فبدون الاستدامة والتمتع بنصيب عادل من خيرات الارض لن تقوم عدالة ودون عدالة لن يسود السلام

تمزق عولمة الشركات مثل هذا التواصل لانها تؤسس لحكم الشركات من خلال سياسة فرق تسد لانها تذكى من نار
التنافس والصراع بين الاعراق والشعوب وبين غاياتهم المختلفة
انها تحول التنوع والتعدد لاختلافات متعارضة الاتجاه عن طريق تغذية التطرف باشاعة عدم الامان ثم عن طريق
استخدام اشكال التطرف المتوالدة لصرف انظار البشرية عن قضاياها المتمثلة فى التنمية المستدامة والعدل
والسلام الى التناحر والعنف الدينى والعرقى
اننا نحتاج الى نموذج جديد يستجيب للتفتت الناتج عن اشكال التطرف المتعددة
اننا نحتاج الى حركة جديدة تفسح لنا المجال للانتقال من حضارة العنف والدمار والموت السائدة المكتسحة الى
حضارة التسامح والسلام الخلاق التى هى حضارة الحياة
وهذا ما دعانا فى الهند للبدء فى حركة ديموقراطية المعيشة


المقاومة الخلاقة
كانت سياتل النقطة الفاصلة لحركات المواطنين
سد البشر الطريق على الاتفاقية الدولية للتجارة وعلى المؤسسة التى تفسح لها المجال
سد البشر الطريق على منظمة التجارة العالمية بجموع قادمة من انحاء العالم تناهض العولمة التى تقودها الشركات
سياتل كانت نجاح لاستراتيجية تعتمد على التضامن العالمى فى التحرك وعلى الاحتجاج
لقد تمحورت على المستوى الدولى حول ما يرفضه المواطنون ولقد كان رد فعل الشركات والحكومات على نجاح
سياتل سريعا فقد قتلوا احتمالات الاحتجاج بانتقالهم الى دروب منعزلة كالدوحة حيث لا يستطيع الاف المعارضين
التجمع
كما انهم شرعوا فى وصم الاحتجاج والانشقاق كنوع من الارهاب
فى مجلة الايكونوميست عددى الثانى عشر والثامن عشر من يناير دعا رجال صناعة البيوتكنولوجى الحكومات
الى تطبيق القوانين التى صدرت مؤخرا ضد الارهاب على منظمات مثل جماعات السلام الاخضر واصدقاء الارض
واى جماعات تنتقد صناعتهم
كما وصف السيد زيليك ممثل التجارة الامريكى الجماعات المناهضة للعولمة بانهم ارهابيون
يتطلب الامر استراتيجية مختلفة لما بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ولما بعد الدوحة
لم تعد تصلح الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة اثناء الاجتماعات الدولية كبؤرة لحشد المواطنون
ما نحتاجه هو تضامنا دوليا وتنظيما ذاتيا مستقلا فسياساتنا تتطلب ان تعكس مبدأ الحركة المستقلة للمجموعات
فى ظل تضامن دولى عام ومحورى
وجودنا فى العالم لايمكن ان يكون ظلا لقوة الشركات الضخمة ومؤسسات بريتون وودز
اننا فى حاجة لحركات اقوى على المستويات المحلية والقومية حركة تجمع ما بين الفعل المضاد والفعل البناء مابين
الاحتجاج وبناء البدائل مابين عدم التعاون مع الحكم الظالم والتعاون داخل المجتمع
فالعولمة بالنسبة الينا هى ما يجب ان يقوى ويشد من ازر ما هو محلى ووطنى لا ما يدمر اسس المحلى والوطنى
شيئان نطلبهم من النظام الاقتصادى يجب ان يكونا محوريين فى سياسات الشعوب وهما اللامركزية والبدائل
كلاهما ليسا فقط مجرد بدائل اقتصادية انهما اختيارات ديموقراطية بديلة
دون هذه الخيارات لن يكون فى الامكان حشد قوى التغيير فى المسار الجديد
فى القلب من عملية بناء البدائل وبناء الانظمة الاقتصادية والسياسية المحلية تتصدر قضية استعادة المنافع العامة
واصلاح المجتمعات المحلية
حركة الديموقراطية المعيشة تستعيد سيادة الشعوب وحقوق المجتمعات المحلية الى منابعها الطبيعية
الحقوق فى الانتفاع بالمصادر الطبيعية هى حقوق طبيعية
انها حقوق لا تمنحها الدول ولا تملك الدول ولا منظمة التجارة العالمية ولا الشركات الضخمة ان تحجبها بالرغم
من المحاولات التى تبذل تحت شعار العولمة لتغريب حق البشر فى ثرواتهم الطبيعية الارض والماء والتنوع الطبيعى
خلعت العولمة السيادة عن الشعوب لتمنحها للشركات الضخمة من خلال مركزة وعسكرة الدول
استولت الدولة على حقوق الشعوب لتصنع منها امتيازا احتكاريا تعطيه للشركات المتعدية الجنسية لتحتكر
ارضنا ومياهنا وتنوعنا الطبيعى وهوائنا
تدمر الدول التى تنتهج مبادئ السيادة الالهية او السلطة المطلقة حق سيادة الشعوب وتنتزع منهم دورهم كاوصياء
على مصادر ثرواتهم طبقا لمبدأ الامانة العامة
وهكذا لا تكفى سيادة الدولة فى حد ذاتها لخلق قوى مناهضة ولا لخلق اجراءات قى مواجهة عولمة الشركات
اعادة ابتكار السيادة يجب ان ينبنى على اعادة صنع الدولة بحيث تكون قابلة للمحاسبة من قبل الشعوب
فالسيادة لا تتمثل فقط فى مؤسسات الدولة المركزية ولا تختفى عندما تبدأ وظيفة الدولة كحامية لشعبها فى الاندثار
تحتاج شراكة السيادة القومية الجديدة لمجتمعلت محلية ذات سلطات قوية تمنح للدولة وظائف معينة لتقوم بحمايتهم
فالمجتمعات المحلية التى تدافع عن نفسها دائما ما تطالب مؤسسات دولتها بمثل هذه الواجبات والالتزامات
من ناحية اخرى توسع الشركات المتعدية الجنسية والوكالات الدولية من شقة الانقسام بين مصالح المجتمعات
المحلية ومصالح الدولة بالاضافة الى دفع المجتمعات المحلية الى التفتت والانقسامية


حركة ديموقراطية المعيشة
بدأنا حركة الديموقراطية المعيشة كرد فعل لاحتكار المنافع العامة التى هى اساس عملية العولمة الاقتصادية
تلقائيا حركة الديموقراطية المعيشة هى حركة تدافع عن التوازن البيئى الطبيعى وهى حركة ضد الفقر وهى حركة
لاستعادة المنافع العامة للعموم وهى حركة لتعميق الديموقراطية وهى حركة للسلام
انها حركة تراكم لكفاح عشرات السنين من اجل الدفاع عن حق الشعب فى ثرواته كفاح من اجل الديموقراطية
المباشرة من اجل ديموقراطية المحليات
نضالاتنا من اجل الحرية تستلهم السواديشى اى السيادة الاقتصادية تستلهم السواراج اى الحكم الذاتى تستلهم
الساتياجراها اى الامتناع عن التعاون مع الحكم الظالم
انها تبحث عما يدعم الحقوق التى قدسها دستورنا
حركة ديموقراطية المعيشة فى الهند هى حركة تستعيد حيوية شباب مصادرنا الطبيعية وتستعيد المنافع العامة
وتعمق من الديموقراطية
انها تنتسب الى ديموقراطية الحياة من خلال ثلاثة ابعاد
انها تدل على يموقراطية كل اشكال الحياة وليست الحياة الانسانية فقط
انها ديموقراطية الارض التى نعيش عليها وليست فقط ديموقراطية الانسان
ديموقراطية المعيشة هى التى ترسم معالم الحياة على المستوى الحيوى لحياة كل يوم انها حدود القرارات والحريات
التى تتعلق بالمعيشة اليومية التى نحياها كل يوم
تتعلق بالاكل الذى نتغذى عليه بالماء الذى نشربه بالملبس الذى نلبسه
ان حدودها لا تتعلق فقط بالانتخاب الذى نجريه والاقتراع الذى نقدم عليه مرة كل ثلاث او اربع او خمس سنوات
انها ديموقراطية تنبض بالنور الى الابد تجمع ما بين الديموقراطية الاقتصادية والديموقراطية السياسية
ديموقراطية المعيشة ليست جثة هامدة ولكنها ديموقراطية حية
فى ظل العولمة تموت حتى ديموقراطية التمثيل النيابى السطحى
تخون الحكومات فى كل الدنيا التفويضات التى جاءت بها الى السلطة
انهم يمركزون السلطة والنفوذ عن طريق افساد المؤسسات الدستوررية الديموقراطية وعن طريق اصدار اللوائح
التنفيذية التى تخنق الحريات المدنية
لقد اصبحت احداث الحادى عشر من سبتمبر مبرر مريح لاصدار التشريعات المعادية للشعوب فى جميع انحاء العالم
لقد تحول السياسيون فى جميع انحاء العالم الى البرامج السياسية المعادية للاجانب والمهاجرين والى برامج
الاصولية المتطرفة لكسب الاصوات الانتخابية لان الاجندة الاقتصادية قد انتزعت من المستوى القومى وتسلمتها
ايادى المؤسسات الكونية كالبنك الدولى وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية والشركات متعدية الجنسية
حركة ديموقراطية المعيشة حركة تخاطب الحياة اكثر من تلك الديموقراطية الميتة
تموت الديموقراطية عندما لا تعكس الحكومات ارادة الشعوب وتنحط الى ان تكون مجرد ادوات معادية للديموقراطية
غير قابلة للمساءلة فى ايدى حكم الشركات متعدية الجنسية فى ظل العولمة كما تصورها لنا فضيحة شركة اينرون
وشركة تشيكيتا اوضح تصوير
تتمحور عولمة الشركات حول مصلحتها فى تحقيق الارباح
تقوم ديموقراطية المعيشة على اساس من الحفاظ على الحياة على الارض والحرية لكل الانواع والشعوب
تعمل عولمة الشركات على خلق احكام لكل الاسواق المحلية والقومية والعالمية من اجل خلق وضع افضل لمصلحة هذه
الشركات وتؤدى الى تهديد شتى الانواع ومعيشة المنتج المحلى الصغير والفقير ومشاريع العمل الصغيرة
تؤدى ديموقراطية المعيشة دورها خضوعا لقوانين التوازن البيئى للطبيعة وتحد من النشاط التجارى لتمنع الاذى
عن الانواع الاخرى وعن الشعوب
تمارس عولمة الشركات من خلال سلطة مركزية مخربة بينما تمارس ديموقراطية المعيشة من خلال لامركزية السلطة
والتعايش السلمى
عولمة الشركات تعولم الطمع والنزعة الاستهلاكية بينما تشيع ديموقراطية المعيشة على مستوى العالم التراحم
والاهتمام برعاية الاخر وكذلك التعاون
الديموقراطية المفرغة من الحرية الاقتصادية والبيئية تصبح مفرخة رهيبة للاصولية والارهاب
لطالما شهدت طوال العقدين المنصرمين صدامات حول قضايا التنمية وصراعات حول مصادر الثروة الطبيعية
انتهوا الى تناحرات طائفية وتصاعدوا الى التطرف والارهاب
كان كتابى عنف الثورة الخضراء محاولة لفهم دوافع الارهاب البيئية
الدروس المستخلصة من تبديات الاصولية والارهاب المتعاظمة رغم تنوعها كانت كالتالى

الانظمة الاقتصادية التى تمركز السيطرة على سلطة اتخاذ القرار وتمركز السيطرة على مصادر الثروة وتعمل على
ازاحة الناس عن الاشتغال بالاعمال المنتجة وسبل اكتساب الرزق تخلق ثقافة عدم الامان

كل قرار سياسى يترجم الى سياسات نحن وهم
نحن يعاملون بطريقة غير عادلة اما هم فيحصلون على الامتيازات

تدمير الحق فى مصادر الثروة وتآكل ديموقراطية التحكم فى مصادر الثروة الطبيعية والسيطرة على الاقتصاد
ووسائل الانتاج ينسفون اسس الشخصية الحضارية
عندما لا تستمد الشخصية الحضارية كينونتها من الخبرة الايجابية لكونك فلاحا تزرع ارضا او صانعا تحترف مهنة
او مدرسا او ممرضة فان هذه الشخصية الحضارية تنكمش لتصبح حوصلة سلبية لشخصية مفردة تنافس الاخرين
فى صراع من يحوذ مصادر الثروة القليلة المتبقية التى تحدد من لديه السلطة الاقتصادية والسياسية
كذلك تنحر الانظمة الاقتصادية المركزية من الاساس الديموقراطى للسياسة ففى الدول الديموقراطية الاجندة
الاقتصادية هى بعينها الاجندة السياسية
عندما تختطف الاجندة الاقتصادية من قبل البنك الدولى او صندوق النقد او منظمة التجارة العالمية تصبح
الديموقراطية بلا قيمة
وتصبح الكروت المتبقية فى ايدى السياسيين الشغوفين بكسب تأييد الاصوات الانتخابية هى كروت الجنس والدين
والعرقية التى تمهد الطريق بدورها الى ظهور الاصولية
وتملأ الاصولية بشكل فعال الفراغ الناجم عن تآكل الديموقراطية
العولمة تشعل نيران عدم الامان الاقتصادى تخرب التنوع الحضارى وتدمر اسس الشخصية الحضارية وتعتدى على
الحريات السياسية للمواطنين
انها توفر الارض الخصبة لزرع الاصولية والارهاب
بدلا من تكامل الشعوب مع بعضها البعض تقطع العولمة اوصال المجتمعات اربا اربا
بقاء الشعوب وبقاء الديموقراطية رهن برد الفعل على فاشية العولمة المزدوجة الفاشية الاقتصادية التى تنسف
حقوق الشعوب فى مصادر ثروتها وفاشية الاصولية التى تتغذى على زحزحة الشعوب عن وضعها الاصيل ونزع
ملكيتها وعدم الامان اقتصاديا وشتى انواع المخاوف

فى الحادى عشر من سبتمبر تسبب الهجوم الارهابى المأساوى على برجى التجارة العالميين والبنتاجون الامريكى
فى بداية ما يسمى بحملة الحرب على الارهاب التى قررتها الادارة الامريكية تحت حكم الرئيس جورج دبليو بوش
وبالرغم من رطانة الخطاب المعلن لن تستطيع الحرب احتواء الارهاب لانها تفشل فى مخاطبة جذوره وهى عدم
الامان الاقتصادى والتبعية الحضارية ونزع حقوق التوازن البيئى
الحرب الجديدة تخلق فى الواقع سلسلة من العنف المضاد الذى يتولد كرد فعل لها وبالتالى تتسبب فى انتشار
فيروس الكراهية
ولن يبقى امامنا الا ان ننتظر ما ستخلفه القنابل الذكية والقنابل العرضية من حجم الدمار الشامل الذى سوف
تعانى منه ارضنا
ديموقراطية المعيشة هى الحرية الحقيقية لكل اشكال الحياة الكائنة على الارض
انها الاحترام الحقيقى للحياة من خلال شراكة الانصبة العادلة فى خير الارض لكل الذين يحيون على سطح الكوكب
انها المفصل القوى والدائم الذى تتمحور حوله كل المبادئ الديموقراطية لحياة كل يوم والنشاط اليومى فى الحياة
ديموقراطية المعيشة اشكال لا حصر لعددها مثل النجوم التى تشكل درب التبانة العميق اشكال من سيطرة الشعوب
على مصادر ثرواتها الطبيعية وعلى الاستخدام العادل للارض والماء والتنوع البيولوجى تمتلك فيه الجماعات المحلية
السيادة العليا التى تفوض سلطتها للدولة حتى تقوم بدور المؤتمن على هذه السلطة
الانتقال من مبدأ الحق الالهى فى السيادة الى مبدأ الامانة العامة هو مفتاح تحقيق المحلية واستعاة المنافع العامة
ومحاربة الخصخصة واستيلاء الشركات متعدية الجنسيات على الارض والماء والتنوع البيولوجى
هذا التحول هو ايضا ضرورة يفرضها التوازن البيئى للطبيعة
فاسودايفا كوتومباكام اى كاعضاء فى عائلة الارض لنا نصيبنا من خيراتها وحقوق فى ثرواتها لان احتياجات
الاستمرار هى حقوق طبيعية لا تمنح ولا تكتسب فهى حقوق معترف بها ولا يمكن اغفالها
مبدأ الحق الالهى فى السيادة يقود لا محالة الى وضع الكل من اجل البعض مثلما يتبدى فى سيطرة الشركات
متعدية الجنسية على التنوع البيولوجى باسم براءات الاختراع وسيطرتها على الغذاء باسم حرية التجارة
اكثر حقوقنا اصالة هو حقنا فى البقاء حقنا فى ان نحيا وهو مايتطلب ضمان حقوقنا فى الوصول الى مصادر
الثروة
المنافع العامة على المشاع هى هذا الضمان بينما تسلب الخصخصة واحتكار الحيازة هذا الضمان
المحلية ضرورة لاستعادة المنافع العامة وديموقراطية المعيشة هى الحركة التى تستعيد معقوليتنا وانظمة انتاجنا
وانماط استهلاكنا من الفقر الذى يخلق السوق العالمى الى التنمية المستدامة وشراكة مجتمع الارض
هذا الانتقال من الاسواق العولمية الى المواطنة الارضية هو تغيير بؤرة الثقل من القوى العولمية الى القوى المحلية
من الشركات متعدية الجنسية الى المواطنين
ديموقراطية المعيشة هى حركة تقرر ان خلق عالم افضل ليس فقط ممكنا بل ضرورة


دكتورة فاندانا شيفا عالمة طبيعة وايكولوجية وناشطة ومحررة ومؤلفة للعديد من الكتب
وقد اسست فى الهند حركة نافدانيا وهى حركة للحفاظ على التنوع البيولوجى وحقوق الفلاحين
وهى مديرة مؤسسة الابحاث فى العلوم والتكنولوجيا وسياسات الموارد الطبيعية

ترجمها الى العربية احمد زكى
 

        مسودة مشروع الإصلاح الدستورى فى مصر    عبد الخالق فاروق

         النظام المصري لم يعد يصلح لمصر في القرن الواحد و العشرين  مطلوب جبهة من المصريين         من أجل تغيير جذري  هويدا طه

         المنتدى الاجتماعى العالمى لماذا   ناعوم شومسكى

         الوهن السياسى فقدان المناعة السياسية المكتسبة    د. عبد المنعم عبيد

         مسألة الدستور  د. محمد السيد سعيد

         نحو رؤية يسارية للمسألة الديمقراطية     سامر سليمان

         المنتدى الاجتماعي الأوروبي

          مشروع لتحديث مصر    عادل العمرى

         دعوة للحوار   سامر سليمان

        إتحاد للشغيلة المصريين - دعوة للتأمل و التفكر  حمدى حسين

       التنظيم النقابى ... و الخيارات المطروحة  حمدى حسين

اوراق مطوية بعناية فائقةالى د:عزت عبد العظيم شعر :سعيد ابو طالب (جديد)

الموناليزا تراود عبد الباسط عبد الصمد  شعر:سعيد ابو طالب(جديد)

المجلس القومي لحقوق الإنسان  موقفنا(جديد)

إعلان عن نتائج الاجتماع التشاورىنحو تأسيس المنتدى الاجتماعى المصرى(جديد)

العولمة ورقة للحوار  سامح كمال

  قضاة مصر يدينون العدوان الأمريكي على العراق  زكريا أحمد عبد العزيز

 


 

 

       

 

 

 

 

 

للاتصال بالمركز

35 شارع الشبخ على يوسف ـ الدور الثالث ـ شقة 33ـ قصر العينى ـ القاهرة

البريد الإلكترونى sdegc@yahoo.com

تليفون 7943586

جميع الحقوق محفوظة للمؤلفين ومحظور الاقتباس منها دون الإشارة لمؤلفيها

 بعض المواد المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف و رأى المركز