قدوم الأفريقيين للعالم الجديد

لا يعرف احد على وجة التحديد اول اتصال بين الافريقيين و امريكا الشمالية الا ان هنالك احتمالا بوجود زنجي واحد على الاقل مع كريستوفر كولومبوس على متن السفينة "نينا " .

و رغم ان استجلاب العبيد عبر الاطلنطي حرم عام 1808 الا ان تجارة العبيد المنزلية و استيرادهم بصورة غير مشروعة استمر عقودا عدة .

تجارة العبيد الامريكية

وفي الواقع لعل هؤلاء الزنوج الاوائل قد بيعوا كخدم و ليس كعبيد .و على ايه حال فقد ظل استيراد العبيد لمدة 50 عاما امرا عرضيا . و لكن في نهاية القرن تغيرت الاحوال الاقتصادية و لقيت تجارة العبيد رواجا شديدا .

و يقد عدد العبيد الذين تم احضارهم في الخمسين عاما الاولى من القرن ال18 ب100 الف شخص ، و ما ان جاء عام 1790 حتى اصبح عدد العبيد زهاء ال700 الف بالاضافة إلى 60 الف زنجي حر .

العديد من المصادر تشير إلى ان التجار العرب قاموا بنقل الرقيق لخارج القارة الافريقية لسنوات عدة ، الا ان اشراك اوربا في تجارة الرقيق منذ منتصف القرن ال 15 زاد من حدة بشاعة الاسلوب .

احتكر البرتغاليون هذة التجارة ثم تلقفها الهولنديون فالفرنسيون و الانجليز و الدنماركيون .و لمدة 300 عام ظلت القارة الافريقية منجما للعبيد .

و كان اول العبيد ممن اختطفوا او احضروا إلى الساحل الغربي للقارة الافريقية من الحكام الوطنيين او من التجار الذين يستبدلون الاسرى بالبضائع الاوربية .

و كان نظام العالم الاقتصادي يتطور بحيث جعل نوعا من العمالة الرخيصة و و اعمال السخرة ضروريا لاي نوع تطور لبلاد مكتشفة حديثا .

و بازديا حركة تجارة الرقيق اصبح نقل الزنوج يتم بالالاف ، و سرعان ما تفق بعض الحكام الوطنيين مع تجار الرقيق ، و كان التجار بدورهم يقومون بحماية الحكام .

كان معظم العبيد الذين يتم شراوهم اما عبيدا او اسرى حرب او بيعوا رقيقا عقابا لهم على جريمة ارتكبوها .و رغم هذا فان الاشخاص الذين كانوا ياخذون كعبيد كانوا يمثلون مختلف قطاعات الحياة في مناطقهم .

و بازدياد الطلب على على العبيد قام التجار المستقلون و الشركات المسجلة المتخصصة بتجارة العبيد بطريقة مباشرة او غير مباشرة إلى اشعال نيران الحرب الاهلية حتى يتسنى لهم الحصول على الاسرى .

كان عمر الرقيق يتراوح بين ال12 و ال40 عاما ، الا ان بعض التجار لم يكن ليشترى من يريو عمره على الخامسة و العشرين .و تشير بعض السجلات الي بيع اطفال في السابعة او الثامنة من العمر .

تبين جميع السجلات ان العبيد كانوا يحشرون حشرا في السفن بحيث يستطيعون ان يناموا صفوفا متراصة بجوار بعضهم البعض و قد تبلغ شدة الازدحام درجة لا يتوفر فيها المجال ليستلقوا على ظهورهم .

كان يتم تقييد الرجال على شكل ازواج و تثبت القيود في ارض السفينة و يتركون على هذة الحالة طوال الرحلة احيانا .و عندما كان المرض يتفشى بينهم او عند هطول المطر يضطر إلى الاحتفاظ بالنوافد الحديدة مغلقة فيعثر على الميت مقيد قرب الحي.

و جراء تقريع مجلس النواب استقال من منصبه ،الا ان دائرته الانتخابية اعادت انتخابه مرة اخرى .

و كثيرا ما كانت تشاهد اعلانات عن "توفر عبيد للبع " او عن جائزة مالية لمن يعيد عبدا فارا .

الذين علموا العبيد بانه كما كان لهم الحق في الثورة على انجاترا فان لدى الافريقيين الحق في الثورة على العبودية .

دارت رحى الحرب بين الحكومة الفيدرالية و احدى عشر ولاية جنوبية قررت الانفصال و هي بالترتيب الزمني لانفصالها (ساوث كارولاينا ، ميسيسبي ، فلوريدا آلاباما جورحيا ، لويزيانا ، تكساس ،فيرجينيا ،اركنسا ،تينيسي و نورث كارولاينا)

و في الفترة بين 1840-1850 ابدت الولايات الشمالية رغبتها في منع الرق في المناطق الشرقية التى ستغدو ولايات جديدة

عندما فاز مرشح الحزب الجمهوري ابراهام لينكون المناوئ للعبودية بالرئاسة (1861-1865) ، نفذت الولايات الجنوبية تهديدها و انسحبت.

في التعديل الثالث عشر الذي صدق علية في عام 1865 الغى الرق ، و جاء التعديل الرابع عشر بعده بثلاث سنوات و من بين ما كفله اساس قومي للمواطنة و حماية للحقوق المدنية و الحريات ضد انتهاكات الولايات و كان الغرض الاصلي هو تامين حرية السود الذين تحرروا اخيرا و مد المواطنة كي تشملهم .

و رغم ذلك فان السود كانوا محرومين بصورة روتينية من التصويت في الكثير من ولايات الجنوب حتى اواسط الستينيات من القرن العشرين .

تم تقسيم الولايات ال10 (عدا تينيسى التى عادت للاتحاد عام 1866) إلى 5 مقاطعات عسكرية و تم اعادتها للاتحاد و كان عليها تطبيق التعديلين الرابع عشر و الخامس عشر للتأكيد على تطبيق الحقوق المدنية للمحررين .

هدف التنظيم الى استعادة سيطرة و تفوق السكان البيض من خلال اعمال القتل و الترهيب ضد السود المحررين توا .

الكونغرس يتحرك

و على أي حال كان الرئيس "غرانت " متساهلا في ردع التنظيم رغم ارسالة قوات فيدرالية لبعض المناطق .

مما ادى تحلل التنظيم بحلول عام 1944 رغم بعض محاولات الاحياء في الستينيات .

اوجدت الحرب العالمية الثانية 1939-1945 زخما جديدا من الهجرة الافريقية إلى المناطق الميتروبولتانية الحضرية حيث عمل العديدون في مصانع السلاح .

و نص قرار عام 1954على ان المرافق التعليمية المنفصلة غير منصفة او عادلة.

اكملت قضية براون ضد مجلس التعليم في توبيكا (عاصمة كنساس )

(( بالسماح بمرافق عامة متساوية لكن منفصلة )).

و رغم ان قرار 1954 كان مقصورا على المدارس الحكومية ، الا ان يمتد ليشمل بان التفرقة غير جائزة في أي من المرافق الحكومية و هذا ما يمنح القرار أهميته.

الا ان المحكمة الالفدرالية حكمت بالسماح لهم بالدخول إلى الثانوية و اتم الطلبة السود عامهم الدراسي .

و في خطوة مضادة قام حاكم الولاية باغلاق جميع المدارس الثانوية في مدينة ليتل روك عاصمة اركنسا الا ان تكتيكاته فشلت .

و في عام 1959 تخرج اول صف مكون من خليط عرقي من المدرسة .

معرض صور مدرسة Little Rock

استمرت حركة الحقوق المدنية طوال سنى الخمسينات و الستينات من خلال المظاهرات و التجمعات السلمية ضد المرافق المنفصلة للاعراق في ولايات الجنوب حيث كان هنالك اقسام خاصة في الباصات للسود و كذلك في بقية المرافق كالحمامات العامة و مشارب المياة و الحدائق .

كافحت حركة الحقوق المدنية في السبعينيات من اجل التقدم الاقتصادي . و في الثمانينيات اتخذت اجراءات لتحقيق التوازن العرقي من خلال بعض الدعاوى امام القضاء و التى لقيت نجاحا .

ظل متوسط دخل الأمريكي من اصل افريقي اقل من نظيره الابيض ،

اثرت قيادته بشكل جوهري على مسيرة الحركة و نجاحها في انهاء التفرقة العنصرية التى تطال السود في الولايات المتحدة الامريكية .

في عام 1955 قادت مقاطعة حافلات مونتغومري في ولاية آلاباما إلى ظهور د.مارتن لوثر كينج إلى مقدم الصراع من اجل حقوق متساوية ، كما ان التأييد المتزايد من البيض ادي إلى اقرار القوانين الفدرالية المتعلقة بالحقوق المدنية و القوانين المتعلقة بحق التصويت و كان هذا بين 1964 و 1965 .

اقرأ الخطبة كاملة

حصل كينج على جائزة نوبل للسلام عام 1964. و صوت الكونغرس في عام 1968 على جعل ثالث اثنين من يناير عطلة رسمية تكريما له .

بعد الحرب العالمية الثانية انشأ المسلمون السود حركة دعوها "امة الاسلام "و التي غالبا ما كان يطلق عليها حركة المسلمين السود .

و رغم تبنيهم بعض المبادى الاجتماعية في الاسلام ،كانت الحركة تعد تنظيما انشقاقيا للسود و حركة احتجاج اجتماعي .

و نتيجة لتعليقه الساخر على مقتل الرئيس الأمريكي جون كيندي علق اليجا محمد عضويته فما كان منه الا ان انشق عن التنظيم مكونا تنظيما خاصا به بافكار مختلفه جذريا اتت نتيجة لزيارته لمكة عام 1964 معلنا انه لا اساس لمقولة ان البيض اشرار بالطبيعة.

و بهذا انقسم المسلمون السود مما ادي في نهاية الامر إلى اغتيال مالكوم اكس عام 1965.

و نيجة لتصريحاته المعاديه لانشقاق مالكوم اكس اتهم فرخان بالتسبب في اغتياله.

و نتيجة للاتجاة الاكثر اعتدالا الذي تبناه وارث الدين محمد بعد وفاة والده ، انشق لويس فرخان عن امه الاسلام مكونا تنظيما خاصا به يحمل ذات الاسم و ذات الافكار المتشددة التى اسسها اليجا محمد .

و بدأ تاثير فرخان يزيد بعد الانضمام لحركة "مسيرة المليون رجل " في واشنطن العاصمة .

امتلأت شوارع مدينة واشنطن بالرجال والنساء والأطفال القادمين

ويشار إلى أن جدلا كبيرا يدور حول فرقان الذي يقال إنه معاد لليهود ويكره البيض

ويقول المنظمون إن المسيرة الحالية تختلف عن سابقتها بكونها ضمت مختلف شرائح المجتمع الأمريكي، بينما اقتصرت الأولى على الزنوج فحسب.

ويأمل منظمو المسيرة أن تمنح مزيدا من الزخم لمقترحاتهم بشأن تحسين مستويات التعليم والرعاية الاجتماعية وسياسات مكافحة المخدرات

ثار جدل جديد حول وجود علاقة ما بين مقتل الزعيم الإسلامي الداعية للحقوق المدنية في الولايات المتحدة مالكوم إكس ، وزعيم تنظيم أمة الإسلام لويس فرقان

وكان فرقان قد ظهر في برنامج تلفزيوني بدا خلاله كأنه يذعن للرأي القائل بوجود دور له في عملية اغتيال مالكوم إكس عام خمسة وستين، التي نفذها ثلاثة رجال من أعضاء جماعة أمة الإسلام

وقد عاد الجدل ليثور من جديد بشأن دور لويس فرقان في عملية الاغتيال بعد أن شارك في حوار تليفزيوني مع عطاء الله شهباز ابنة مالكوم إكس في برنامج يحمل عنوان سيكستي مينتس، حيث اعتذر فرقان علنا لابنة مالكوم أكس وأعرب عن أسفه من احتمال أن تكون اقواله وكتاباته قد أدت إلى مقتل أبيها

ولكنه عاد ونفى أن تكون تلك العبارات تعني اعترافه بالضلوع في مقتل مكالكوم أكس، وقال إن هناك جهودا إعلامية تهدف إلى نزع أي مصداقية له

ويذكر أن فرقان كان قد اعتذر لأرملة مالكوم أكس قبل نحو خمس سنوات واضعا نهاية لجو مشحون بالتوتر والانتقادات اللاذعة بين الجانبين استمر ثلاثين عاما.

قام اربعة من رجال الشرطة البيض بضرب سائق الشاحنة رودني كينج الاسود ، و برر الاربعة عملهم بكونه ضروري حيث ان كينج كان يحاول مقومة اعتقالهم .

الحادثة صورت بالفيديو من قبل مصور هاو و تم عرضها على عدة قنوات في امريكا و خارجها .

المحكمة-التى لم تشمل هيئة محلفيها أي اسود- حكمت بتبرئة رجال الشرطة الاربعة مما ادى إلى انلاع اعمال شغب في ابريل 1992 قتل و جرح فيها العديدين علاوة على تدمير للممتلكات .

تظاهر عدة مئات في مدينة نيويورك الأمريكية احتجاجا على تبرئة أربعة من أفراد الشرطة البيض من تهمة إطلاق النار وقتل إفريقي أعزل من المهاجرين إلى الولايات المتحدة
وتجمع عدة مئات في حي هارلم الذي تقطنه أغلبية من السود في نيويورك للتنديد بحكم المحكمة
ويعتزم أنصار القتيل ويدعى أحمدو ديالو تنظيم مسيرة احتجاج مماثلة أمام مقر الأمم المتحدة
وكانت ممثلة الادعاء العام قد أعلنت أنها تبحث توجيه تهم تتعلق بانتهاك الحقوق المدنية إلى أفراد الشرطة الأربعة
وكان زعماء منظمات مدنية قد دعوا إلى التزام الهدوء بعد أن اندلعت توترات عرقية إثر الحكم ببراءة أربعة رجال شرطة بيض أطلقوا 41 رصاصة على المهاجر الإفريقي أحمدو ديالو الذي كان غير مسلحا
وقدِ اعتُقِل 15 شخصا خلال مظاهرات صاخبة في حي برونكس بنيويورك. ويواجه هؤلاء المعتقلون تهمة ارتكاب أحداث شغب
وكان الزعيم الزنجي القس آل شاربتون قد دعا إلى أنْ تكون المظاهرات سلمية
وقال إننا لا نريد أن نلطخ اسم ديالو بأعمال عنف. لا نريد أن تُكسَر ولو طوبة آجُرٍّ أو يُرمَى بقنينة أو أن يصدر عنا أي تصرف عنيف
وأكدت والدة ديالو النداء نفسه

باتريك دوريزموند تلقَّى لدى مغادرته إحدى الحانات، طلقات نارية وجهها إليه شرطي سري كان يبحث عن مروجي مخدرات في منطقة مانهاتن .

وتقول الشرطة إن الضابط أطلق النار لأن دوريزموند بدا كما لو كان يهم بإخراج مسدس من جيبه

وهذا هو ثاني زنجي أَعْزَل تقتله الشرطة منذ أن أثير جدل كبير حول الحكم ببراءة أربعة من رجال الشرطة كانوا قد أطلقوا 41 رصاصة على أمادو ديالو، وهو مهاجر غير مسلح قدم من غينيا

وعلى غرار ما حدث في السابق، فقد أدى مقتل دوريزموند إلى قيام مظاهرات غاضبة، و قد تجمعت حشود في جنازته بمنطقة بروكلين

وقد سُيِّسَت القضية بشكل بالغ، حيث استخدمها المتنافسون على مقعد نيويورك في مجلس الشيوخ، للإلقاء باللوم على بعضهم البعض

وقالت: إن العمدة اختار الانحياز إلى جانب ضد الآخر، وبالتالي سار في اتجاه بث الفرقة في المدينة. وبهذه المناسبة أُعَبِّر عن رفضي المطلق للمقولة التي تذهب إلى أن خفض معدلات الجريمة يتطلب زيادة عدم الثقة بين الجماعات السكانية والشرطة

ومن المقرر تنظيم مزيد من المظاهرات خلال الأسابيع القليلة القادمة

وبالرغم من أن المظاهرات ظلت سلمية لحد الآن، فإن البعض بدأ يتساءل عن الكيفية التي ستواجه بها المدينة وقوع حوادث أخرى من هذا القبيل.

وافقت شركة كوكاكولا الأمريكية العملاقة على دفع مئة واثنين وتسعين مليون جنيه بعد اتهامات بالتمييز العنصري وجهت لها من مجموعة من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية

وكان أربعة عاملين يمثلون ألفين من زملائهم قد رفعوا الدعوى ضد كوكاكولا العام الماضي

وقال العمال إنهم عانوا من التمييز في الأجور والعلاوات وتقييم الأداء الوظيفي

ووصف دوج دافت رئيس شركة كوكاكولا الإجراء الذي اتخذته الشركة بأنه إغلاق لفصل مؤلم من تاريخها

كما وافقت كوكاكولا على أن تجري هيئة خارجية فحصا كاملا على ممارسات التوظيف لدى الشركة الأكبر عالميا في مجال المشروبات الغازية

ويبقى من حق الشركة معارضة أي تغييرات في سياستها إذا رأتها مستحيلة التطبيق أو غير مناسبة من الناحية المالية

ويقول المدعون على الشركة إنهم تعرضوا للتمييز العنصري خلال الفترة من أبريل/نيسان عام خمسة وتسعين إلى يونيو/حزيران عام ألفين

ويقول محامو الادعاء إن الاتفاق الذي توصلوا إليه مع الشركة هو الأضخم من نوعه في قضية تتعلق بالتمييز العنصري

اما شركة كوكاكولا فقد تداركت صورتها بقولها انها إنها تعتزم إنفاق مليار دولار لفتح مزيد من فرص العمل فيها للأقليات العرقية والنساء في الولايات المتحدة، بعد أن اتهمت بأنها تمارس التمييز ضدهم

وتواجه الشركة، التي تعتبر أكبر منتج للمشروبات الغازية الخفيفة في العالم، عددا من القضايا في المحاكم الأمريكية رفعت ضدها بسبب ما قيل عن سياساتها التمييزية

وأشارت كوكاكولا إلى أنها ستنفق خلال الأعوام الخمسة المقبلة نحو مئة وستين مليون دولار تنفيذا للخطة، التي تتضمن تقريب النشاطات التجارية الصغيرة أكثر إلى خطوط العمل الأساسية في الشركة

(( و في الولايات المتحدة الامريكية كان الكثير من المشتبه فيهم العزل الذين اصابهم رصاص الشرطة من ابناء الجماعات الاقليات العرقية و تشير انباء إلى وجود نمط من الاعتداءات التي يلعب فيها الأصل العرقي او العنصري دورا خطيرا. و رغم بعض التطورات الايجابية - و من بينها منع (التوصيف العنصري)- الا ان الامر يتطلب المزيد لتوسيع دائرة مسألة الشرطة .

علاوة على التمييز الذي يلقاه السود في معاملة الشرطة مثلما حدث في قضايا رودني كينج و امادو ديالو و التمييز في الحرب ضد المخدرات فان السجون تشهد تزايدا ملحوظا في نسبة السود .

فبين عام 1985 و عام 1997 لم تتجاوز نسبة نزلاء السجون البيض إلى نسبة السكان ال 1% . اما بالنسبة للسود في ذات الفترة الزمنية فقد كانت النسبة 3.5تقريبا عام 1985 و من ثم ارتفعت إلى 7% عام 1997 .

العنصر العرقي يقف برهانا مؤلما على تركيبة السجون .لقد حرفت الارقام لدرجة انها شوهت الانباء الطيبة المتعلقة بالعرق ،مثل الاحصاءات التى تظهر معدلات البطالة بين السود إلى ادنى مستوي لها في التاريخ .

فلو لم يكن كل هذا الكم من الرجال السود في السجون لارتفعت اعداد البطالة ارتفاعا كبيرا .كما يجادل جورج كيف ،خبير الاقتصاد في المركز المشترك للدراسات السياسية و الاقتصادية .

و عندما تم تعديل إحصاءات السجناء لم يحث انتعاش ثابت فب توظيف الشباب السود الذين تسربوا من المدارس الثانوية ،كما يشير عام الاجتماع في جامعة برنستون ،بروس ويستيرن و زميله بيكي بيتيت من جامعة واشنطن.

الاحصاءات تلمح فقط إلى الشعور بالعبث الذي يحس به العديد من السود و اللاتينيين الذين يعتبرون السجن حكرا خاصا بهم .

و في الحقيقة فان السود و اللاتينيين يعيشون بنسب غير متوافقة في المجتمعات التي تبدو فيها الخيارات المرغوبة ضئيلة .

ترسخ العديد من الدراسات في الاونة الاخيرة الاشتباه بوجود ظلم جوهري و متفش في النظام يرتكز على العنصرية .و توصلت دراسة تحليلية اجراها في وقت سابق من هذا العام معهد سياسات القضاء لا انه من الارجح ان يلقى الشباب البيض في منطقة لوس انجلوس معاملة اكثر مرونة من اجهزة العدالة .

و توصات دراسة اخرى اجراها ائتلاف من مجموعة من جماعات ابحاث القضاء الاحداث و منظمات الدفاع القانوني إلى انه من الارجح ان ان يستثنى شباب الاقليات على النطاق اقومي و في ،و في كل اشكال المخالفات القانونية ،من محاكم الاحداث و يمثلون امام محاكم الراشدين اكثر من الشباب البيض .

يمثل السود المحظورون من التصويت موقتا او بصفة دائمة بسبب جنايات ارتكبوها نسبة 20% من عرقهم في ولايات : واشنطن ، وايومنغ ،نيو مكسيكو تكساس ،ايوا ،الاباما ، ميسيسبي ،فلوريدا ، و فيرجينيا .

اعلنت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان «هيومان رايتس ووتش» ان 400 الف شخص غالبيتهم من السود من اصحاب السوابق القضائية لم يتمكنوا من الانتخاب في فلوريدا، لان ادانتهم ادت الى حرمانهم من حقهم في الانتخاب مدى الحياة. واوضحت ان «حذف اكثر من 400 الف شخص بشكل نهائي بعد ادانتهم في فلوريدا يمكن ان يحدد نتائج الانتخابات الرئاسية».
وقالت ان «ثلث السود الاميركيين على الاقل في فلوريدا حرموا من حقهم في الاقتراع بسبب ادانتهم بجرم ما». واشارت الى تقرير كانت اعدته في 1998 بالتعاون مع منظمة «ذي سينتنسينج بروجيكت» اكد حرمان 436900 اميركي من حقهم في الاقتراع في فلوريدا. واضافت ان «31.2% من الرجال السود في فلوريدا (اكثر من مئتي الف ناخب) استبعدوا من الانتخابات. واذا اعتبرنا ان تصويت هؤلاء المحكومين شبيه بغيرهم من سكان الولاية السود، فان منعهم من الانتخاب كان له تاثير واضح على نتائج المرشح الديمقراطي آل غور».
واكدت ان «بالغا من اصل خمسين على الصعيد الوطني اي 3.9 مليون اميركي محرومين من الحق في الاقتراع بسبب ادانتهم الا ان 1.4 مليون منهم امضوا عقوبتهم ولم يعودوا في السجن او قيد الافراج المشروط».