أقليات شرق آسيا في الولايات 

المتحدة الأمريكية

بقلم دانا القندي 


مقدمة:

قبل البدء بالحديث عن وضع أقليات شرق آسيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، يستلزم علينا في البداية تعريف بعض المفاهيم الضرورية المتعلقة بالموضوع. هناك جدال كبير بين الباحثين حول تعريف مصطلح الأقليات. يقول الدكتور أحمد وهبان في كتابه " الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر" في هذا الصدد على أنه: " ثمة فريقا من الباحثين يطلق عليها أي الأقليات الأقليات القومية National Minorities ، في حين راح فريق آخر يكتفي بلفظة الأقليات Minorities بصدد التعبير عن هذه الجماعات، ذلك فضلا عن أن هناك باحثين يستخدمون عبارة الأقليات العرقية Ethnic Minorities كي يشيرون إلى تلك الجماعات.

لتلخيص كل هذه التعاريف، يمكن تبني التعريف الشامل الذي يعرف الأقليات على أنها: "مجموعة من السكان لهم عادة جنسية الدولة غير أنهم يعيشون بذاتيتهم ويختلفون عن غالبية المواطنين في الجنس واللغة والعقيدة والثقافة والتاريخ والعادات". ونحن في بحثنا هذا سوف نتكلم عن مجموعات شرق آسيا القاطنة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن تبقى الإشارة إلى تاريخ المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكيف يتم قبولهم في هذا البلد. في البداية، قامت سياسة الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية على تفضيل الأوروبيين والحد من أعداد المهاجرين إليها من خارج القارة الأوروبية. إلا أن صعوبة حصولها على احتياجاتها من العقول المفكرة والأيدي العاملة الفنية، جعلتها تقوم بتعديل سياسة الهجرة لديها وذلك في سنة 1962 ومن ثم في سنة 1965 حيث اتجهت السياسة الجديدة إلى تفضيل هجرة الكفاءات العلمية والفنية والمؤهلين من العمال. وإذا كانت حاجة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكفاءات العلمية والفنية قد دفعتها إلى إلغاء معظم الشروط التي كانت تقوم على الإقليمية والعنصرية ، فإن سياستها الجديدة أكدت وبشكل واضح رغبتها في الحصول على المؤهلين علميا وفنيا من المهاجرين، وبالتالي منحتهم الأولوية.

وفي أثناء مناقشة مجلس الشيوخ الأمريكي لقانون الهجرة في سنة 1965 ، قال رسك Rusk ، وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت ، أن سياسة الهجرة في بلاده لا تعتمد على عدد المهاجرين بقدر اعتمادها على نوعيتهم. كما أنه أشار إلى أن الفضل الأول في ارتفاع معدلات الهجرة من الكفاءات العلمية والفنية في الوقت الحاضر ، لا يعود فقط إلى قوانين الهجرة التي ألغت الحصص المقررة لكل دولة من الدول وأعطت الأفضلية لقبول المؤهلين تأهيلا علميا وفنيا من المهاجرين ، بل وأيضا إلى ظروف الحرب التي قادت إلى اضطراب الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مختلف بلاد العالم. ولما كانت الأوضاع الحياتية التي تسود معظم بلاد العالم في الوقت الحاضر تمنح الولايات المتحدة الأمريكية فرصة نادرة لجذب الكفاءات العلمية والعقول المفكرة الذكية إليها من الخارج ، فإن سياسة الهجرة إذا أحسن استخدامها ستكون من أهم مصادر الثروات القومية بالنسبة لأمريكا. ولهذا السبب، أكد رسك Rusk على أهمية هجرة الكفاءات العلمية والفنية وأهمية القوانين التي تشجع هجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأن أمريكا تعتبر نفسها إحدى الدول المتنافسة في السوق العالمية للأدمغة.

وفي عرض بحثنا هذا سوف نلاحظ كم من هذه " الأدمغة" قد هاجرت من شرق آسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. السؤال التالي الذي يطرح نفسه هو لماذا الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالذات؟

تعتبر أمريكا دولة المهاجرين. هناك سببين لهذه التسمية: أولا، ثم الاستيطان في البلاد وتعميرها وتطويرها من طرف أجيال من المهاجرين وأطفالهم. ثانيا، لغاية يومنا الحالي تستمر أمريكا في استقطاب العديد من المهاجرين بأعداد أكثر من أية دولة أخرى. بالتالي فإنه ليس من المدهش أن تعتبر أمريكا أكثر المجتمعات المتعددة الأجناس في العالم. العديد من التقاليد والثقافات والأقليات والمجموعات العرقية والدينية تكون ما يعرف بأمريكا حاليا. من ضمن هذه الأقليات المتواجدة في أمريكا ، هناك أقليات شرق آسيا والتي سوف تكون موضوع هذا البحث المتواضع. سوف نحاول معالجة هذه الأقليات تاريخيا، واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. بالإضافة إلى الأوضاع الحالية لهذه الأقليات ومدى تفاعلها مع الشعب والسياسة الأمريكية. وبعض الإحصائيات والأرقام سوف توضح لنا الرؤيا بشكل أحسن.

تاريخ الأقليات الهندية في أمريكا:

يمكن تسجيل أول هجرة من الهند إلى أمريكا في سنة 1790 حيث أتى أول شخص هندي من مادراس لزيارة ماسشوسيت. ومن بعد ذلك جلب العديد من الهنود إلى أمريكا عن طريق البحر لكي يعملوا كخدم. في أوائل 1800 ، بدأ عدد من العلماء بالاهتمام بالثقافة الهندية، تاريخها وفلسفتها. فأسسوا جمعيات لمناقشة اهتمامهم بالهند.

ومن ثم، بدأت هجرة عدد من الطلبة القادمون من الهند قصد الدراسة في الجامعات كجامعة كاليفورنيا ببيركلي. وفي هذه الفترة، بدأت الحكومة البريطانية والأمريكية في التعاون فيما بينها للحد من الهجرة من الهند. بسبب هذا النمو الضئيل للجالية الهندية في أمريكا، بادر الطلبة إلى تأسيس جمعيات للدفاع عن حقوقهم. ولاحقت الحكومة البريطانية البعض من هؤلاء الطلبة وقامت بإبعادهم وملاحقتهم قانونيا بدعوى أنهم يحاولون القيام بثورة على النظام. وإثر ذلك تأسست جمعيات أخرى للدفاع عن حرية الهنود.

حاليا معظم الأقليات الهندية القاطنة في أمريكا تنتمي إما إلى عائلات الأمريكيين الذين حصلوا على الجنسية بعد الحرب العالمية الأولى أو أنهم من ذوي المؤهلات العلمية التي هاجرت واستقرت في أمريكا. المجتمع الهندي في أمريكا هو الأكثر ثقافة والأكثر ثراء. حوالي 89 % من الجالية الهندية قد أتموا التعليم العالي، 65 % أتموا التعليم بالمعاهد و 40 % حصلوا على الماجستير والدكتوراه. دخلهم الشهري هو الأعلى بالمقارنة مع الجاليات الأخرى.

من ضمن المؤسسات الهندية البارزة في أمريكا نشير بالذكر إلى المعهد الأمريكي للدراسات الهندية. ثم تأسيس هذا المعهد سنة 1961 من قبل مجموعة من العلماء الأمريكيين المهتمين ببرامج الدراسات الهندية في جامعات أمريكية رائدة. في البداية كان المعهد يتلقى دعما ماديا من جمعيات خاصة ومن أشخاص وجمعيات متطوعة إلى أن أصبح حاليا مدعما من قبل الإدارة الأمريكية للتربية.

بالإضافة إلى كونهم قوة محترفة كبيرة في العديد من المجالات، فقد أصبح الهنود الأمريكيون يتمتعون بحق التصويت. طبقا لإحصاء 1990، فإن من بين 593,423 من الهنود الأمريكيين المولودين خارج أمريكا 34.3 % قد منحوا الجنسية الأمريكية. هذا بالإضافة إلى 212,021 من الهنود الأمريكيين المولودين في أمريكا والذين هم أصلا أمريكيين بالولادة. فالمجتمع الأمريكي الهندي يشكل قوة كبيرة في الانتخابات. بالطبع فإن هذه الأرقام قد تزايدت خلال السنوات الماضية كما يتزايد حقهم في الانتخاب كما تتزايد رغبتهم في اتباع إجراءات التجنس.

هذه القوة المتزايدة في حق الانتخاب أدت بالجالية الهندية لأن تصبح مندمجة في النظام السياسي الأمريكي.

في السنوات الأخيرة ، بدأ الهنود الأمريكيون بأخذ دور مباشر في السياسة وذلك من خلال مشاركتهم المادية في الحملات الانتخابية سواء على الصعيد المحلي أو الفيدرالي. من ضمن المناصب السياسية التي يشغلها الهنود الأمريكيون ، نجد العديد منهم يشغلون منصب عمدة. على سبيل المثال هناك العمدة Bala K. Srinivas في تكساس، John Abraham في نيو جيرسي ، و Arun Jhaveri في واشنطن. وقد ثم تعيين الهنود الأمريكيين في العديد من المستويات الحكومية في إدارة كلينتون.

يندمج المجتمع الهندي الأمريكي بسرعة في السلطة السياسية ويساعد أيضا في تحسين فهم السياسات المتبعة في الحكومة الهندية.

تاريخ الجالية الصينية في أمريكا:

ليس معروفا من هو أول قادم من الصين إلى أمريكا. لكن غالب الظن أنه كان صيادا. في أوائل 1850، قدم الصينيون إلى كاليفورنيا أو " جبل الذهب" كما يسمونها. كعمال مقاولين للعمل في السكك الحديدية وبعض المشاريع الإنشائية الأخرى. ومع اكتمال استخراج الذهب والأعمال الإنشائية الأخرى، فقد لجأ الصينيون إلى البحث عن مصادر أخرى للعيش. العديد من الصينيين ذهبوا إلى أعمال الصيد، النشاط الذي كان مألوفا لدى العديد منهم. وقد أسسوا قاعدة للصيد في سان دييغو، والتي أصبحت فيما بعد تسمى ب" مدينة الصين" Chinatown . بعد هذه الفترة، التجأ الصينيون في أمريكا إلى العناية بالحدائق والزراعة.

معظم الجمعيات التي أسست في البداية كان الهدف منها خدمة المهاجرين الأوائل وكانت بمثابة مأوى للذين هم بعيدون عن منازلهم في بيئة غريبة عنهم. في 1885، أصبحت البعثة الصينية مركزا لتعلم اللغة الإنجليزية خاصة للعزاب لكي يتمكنوا من التأقلم مع المجتمع الجديد وإيجاد فرص عمل. بالإضافة إلى الإرشادات الدينية، فقد عملت البعثة كمقر عيش ومركز اجتماعي. العديد من هذه المنظمات الأولى لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.

عرفت بداية 1900 نموا واندماجا بطيئين في اقتصاد سان دييغو. وبالرغم من أن المنظمات والأنشطة الاجتماعية الصينية كانت بالأصل صينية إلا أنها عرفت توسعا في أنشطة المجتمع الكبير. من ضمن هذه الأنشطة التوسعية نذكر على سبيل المثال، المشاركة المبكرة في استعراض الرابع من يوليو، إنشاء صالة الصين ( المعروفة حاليا ب " بيت الصين" ) في المعرض الدولي في حديقة بالبو Balboa Park ، اتساع نفوذ البعثة الصينية في المجتمع ، وإنشاء حلف السكان الأمريكيين الصينيين.

اليابانيون في أمريكا:

الجمعية اليابانية الأمريكية لألباما هي من ضمن المنشآت اليابانية في أمريكا وهي جمعية عامة تعمل من أجل تشجيع وتطوير روابط الصداقة والتفاهم بين الأفراد ضمن المجتمعات اليابانية في الولايات المتحدة الأمريكية.

من خلال البرامج المتجهة نحو العلوم الاجتماعية، الاقتصاد والحاجيات السياسية، تتوفر لليابانيين فرصة الدراسة والتعلم من خلال التجارب والإنجازات لكلا البلدين.

 

الفيييتناميون في الولايات المتحدة الأمريكية:

ازدادت هجرة الفييتناميين إلى أمريكا بعد سقوط سايكون Saigon ، حيث ثم إرسال ما يزيد عن مليون رجل وامرأة إلى مخيمات إعادة التأهيل. وفي بحثهم عن فرصة للنعم بالحرية ، فقد العديد منهم أرواحهم إما بسبب الغرق أو المجاعة. وقد كانت أمريكا هي البلد الذي قد يوفر لهم العيش الهنيء والرغيد. وقد عبر عن شكره لأمريكا أحد الفييتناميين أثناء لقاءات الجمعيات بجورجيا . ونشير هنا إلى أن معظم أول من وصلوا إلى أمريكا سنة 1975 بعد سقوط جنوب الفييتنام على أيدي الشيوعيين ، كانوا من نبلاء سايكون Saigon : الرؤساء العسكريين وآخرون لهم علاقات وثيقة بالحكومة الأمريكية. وبدأ معظمهم في الحصول على الجنسية الأمريكية في الثمانينات.

وقد تلقت إحدى الجمعيات بكيلي بارك بعدة مساعدات ومنح ورخص وهبات مادية فاقت ستة ملايين دولار أمريكي من أجل خلق جمعيات ثقافية فييتنامية بالولايات المتحدة الأمريكية. هذا بالإضافة إلى فرص العمل المتاحة بالبلاد.

تعتبر سانتا كلارا Santa Clara أكبر موطن للفييتناميين الأمريكيين.

جمعيات آسيوية أمريكية:

لقد تأسست العديد من الجمعيات والمنظمات الآسيوية الأمريكية والتي تخدم صالح البلدين معا ، إما ثقافيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. من بين هذه الجمعيات ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ، جمعية واشنطن اليابانية الأمريكية Japan – American Society of Washington ، والتي من بين أهدافها:

توفير مساحة هامة للمهتمين في مجال التجارة والحكومة والمجتمع حيث يمكنهم مناقشة مواضيع ذات أهمية لكلا البلدين في جو من الود والصداقة.

ومن أهداف الجمعية أيضا:

تركيز وتحسين روح الإرادة الجيدة لدى الألبانيين في تعاملهم مع اليابانيين.

توفير أرضية للنقاش حول مواضيع وأهداف عامة تخص أفراد الولايات المتحدة واليابان.

دراسة وحسن فهم الفنون ،الآداب ، الأفكار الثقافية، و المبادرات الشخصية وتطوير اليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

تعريف المواطنين اليابانيين القاطنين في ألباما بتاريخ ، ثقافة وأنماط العيش في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد اشتقت عن هذه الجمعية بعض الفروع الثقافية ، نذكر من بينها:

 

اليابان من خلال نظرة طفل:

وهو معرض قام بالتعاون مع معرض العاصمة للأطفال Capital Children’s Museum وجمعية واشنطن اليابانية الأمريكية. وقد ثم افتتاحه في خريف 1999 ، ومتواجد بمتحف العاصمة للأطفال. المعرض يمنح الأطفال الفرصة لاستكشاف شارع ياباني مزدحم بالمتاجر. كما يمكنهم ركوب Shinkansen ، قطار الرصاصة المشهور ، كما يمنكهم التجوال في منزل ياباني حقيقي ، وتجربة صف دراسي ياباني بشتى أنشطته الموجهة ذاتيا.

المسابقة اليابانية السنوية:

وهي مسابقة تدوم يوما كاملا وحافلة بالمرح والمتعة ، تختبر طلاب المدارس العليا في كفاءتهم في اللغة اليابانية كتابة ومحادثة ، كما تختبرهم في المعلومات العامة عن السياسة ، الثقافة والتاريخ والأحداث الجارية في اليابان.

المنح الدراسية في اليابان:

تخصص منح دراسية تفوق 20.000 دولار أمريكي لطلبة المعاهد والجامعات الراغبين في الدراسة في ماري لاند ، فرجينيا ، فرجينيا الغربية وواشنطن. لكن هذه المنح تعطى على حسب الإمكانيات المتاحة.

شهادات التقدير:

تمنح سنويا لطلبة الثانوي الحاصلين على درجات ومعدلات ممتازة في دراسة اللغة اليابانية. وقد تم منح مثل هذه الشهادات لما يقارب 500 طالب بواشنطن ، فرجينيا ومنطقة ماريلاند.

برنامج الخدمات العامة لطوكيو وواشنطن:

ثم تأسيس هذا البرنامج كمشروع مشترك بين جمعية طوكيو اليابانية الأمريكية وجمعية واشنطن اليابانية الأمريكية من أجل فتح آفاق للتفاهم والصداقة بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ، ولتشجيع ودعم خدمات بعض الأشخاص المرموقين.

بعض إنجازات الأمريكيين الأسيويين

هناك حاليا أكثر من 1.5 مليون أمريكي من أصل هندي. ويعكسون المجتمع الهندي المتعدد اللغات والديانات والأعراق.

الهنود الأمريكيون متواجدون في العديد من الميادين الأكاديمية والمقاولات، أطباء ومحامون ، مهندسون وممولين اقتصاديين.

طبقا لمكتب الإحصاء الأمريكي، فإن متوسط دخل العائلة الهندية الأمريكية هو 60,093 دولار أمريكا مقابل متوسط الدخل الوطني 38,885 دولار أمريكي. هذا الدخل العالي يعكس المستويات الثقافية العالية التي حققها المجتمع الهندي الأمريكي.

اثنان من الهنود الأمريكيين حصلوا على جائزة نوبل في الطب والفيزياء، وهما الراحل Har Khorana من معهد ماسوشيست للتقنية ، وقد نالها في الطب ، والراحل Subrahamanyan Chandrashekhar من جامعة شيكاغو ونالها في الفيزياء.

منذ 1903 إلى وقتنا الحالي شهد الكونغرس ولوج أدراجه كأعضاء مجموعة مكونة من 31 عضوا أمريكيا منحدرا من أصول أسيوية وخصوصا من جزر الفيليبين وجزر المحيط الهادي. ونخص من بين هؤلاء ثلاثة عشرة عضوا دائما بالكونغرس من أصل فيليبيني ما بين 1907 و 1946. وقد مثلوا بذلك كل من Calif , Hawaii, Ore., American Samoa , Guam .

يعتبر Hiram Leong Fong أول جمهوري يحتل منصب سيناتور بالكونغرس في 24 غشت 1959 ممثلا بذلك قبول Hawaii داخل الاتحاد. وقد أعيد انتخابه عدة مرات متتالية في 1964 و 1970 . وقد شغل هذا المنصب من 21 غشت 1959 إلى 3 يناير 1977. ويكون بذلك أول أمريكي من أصل صيني ينتخب بالكونغرس.

أما Patricia Fukada Saiki فقد أصبحت أول امرأة تمثل الحزب الجمهوري بالكونغرس. وهي أيضا منحدرة من الجزر الأسيوية للمحيط الهادي. وتلتها امرأة أخرى من أصل آسيوي أيضا كممثلة للجمهوريين بالكونغرس عن Hawaii ولقد احتلت هذا المنصب من 1987 إلى 1991. واسمها هو Patsy Mink .

 

نذكر كذلك النائب الأمريكي Jay C. Kim من أصل كوري. وقد شغل منصب ممثل كاليفورنيا بالكونغرس من 1993 إلى 1999.

أما المندوب Ben Garrido Blaz فقد مثل Guam من 1985 إلى 1993.

أصبح Samuel Ichiye Hayakawa سيناتورا عن ولاية كاليفورنيا منذ 1977 إلى 1983. وقد توفي سنة 1992.

أصبح Jonah Kuhio Kalanianaole مندوبا عن منطقة Hawaii وانتخب عضوا بالكونغرس من 1903 إلى 1922. وتوفي في نفس السنة.

هذه ليست إلا نبذة موجزة عن بعض " الأدمغة " الفاعلة في المجتمع الأمريكي والتي أصلها من آسيا. الأمثلة والأرقام عديدة عن آخرين يشغلون مناصب حساسة في شتى الميادين الاقتصادية والثقافية والسياسية.

الوضعية الاجتماعية والثقافية والسياسية للآسيويين الأمريكيي

تجمع الأسيويون الأمريكيون داخل مجموعة تهدف إلى تكوين كتلة داخل المجتمع الأمريكي. وقد عانى الصينيون ومن بعدهم اليابانيون من مشاكل التمييز العنصري Racial Discrimination . وفي سنة 1924 وقف القانون ضد الهجرات التي تلت ولم يتمكن المهاجرون من الحصول على حق المواطنة. أما في 1942 فقد وضع آلاف من اليابانيين والذين هم من مواليد أمريكا داخل مخيمات نظرا لأن ولائهم كان مشبوها فيه. ولكن العقد الذي تلي الحرب العالمية الثانية شهد تخفيفا في التمييز العنصري Racial Discrimination ضد الأسيويين مما أهلهم مع أجناس أخرى من الفييتنام إلى التقدم إلى الأمام بالرغم من بعض العراقيل العدائية من حين إلى آخر.

وقد أشار أحد الأمريكيين الأسيويين المنحدرين من جزر الهادي إلى : " إننا نتنازع مع السود والمنحدرين من الفييتنام واللوس وكموبوديا من أجل فطيرة ". كان ذلك في أواخر السبعينات حيث اكتظت البلاد بالسكان المنحدرين من أصول أسيوية والذين شكلوا جزءا هاما من سكان طوكيو الصغيرة مع أمريكيين من أصل ياباني كانوا قد احتجزوا أثناء الحرب العالمية الثانية داخل مخيمات اعتقالية. ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد عقدين من الزمن مما أدى إلى التخفيف من اكتظاظ طوكيو الصغيرة ولكنها سرعان ما انفجرت بالسكان وتطورت بمساعدة رأس مال من اليابان.

فالوضعية الاجتماعية للأمريكيين من أصل آسيوي ليست بالوضعية الواعدة ولكنها مهما تكن فإنها تختلف من شخص إلى آخر على حسب الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي. فالأشخاص الذين يتمتعون بمناصب هامة في البلاد لا يعانون كثيرا من التمييز العنصري. فوضعيتهم الاقتصادية تؤهلهم من التعامل مع أفراد مثقفين لا يعيرون للتمييز العنصري أي اهتمام. والأمر واضح في كل مكان، فما يهم في التعاملات بين الأفراد هو العطاء والإنتاج بغض النظر عن المصدر. وهذه هي النظرة التي يأخذ بها العديد من المثقفين والسياسيين.

فيما يخص السياسة ، وبما أن عدد الأمريكيين الآسيويين في تزايد وحقهم في الانتخاب كذلك في تزايد ، فقد بدأ القادة السياسيون في توجيه اهتمامهم إلى هذه الفئة من المجتمع الأمريكي كبطاقة رابحة لكسب المزيد من الأصوات. وهذا ما سوف نراه في الفصول التالية من هذا البحث.

النظرة الأمريكية الحالية للمهاجرين الآسيويين:

 

ترى الأمم المتحدة أنه ثمة علاقة بين العولمة والعنصرية. تؤكد ميري روبنسون مفوضة الأمم المتحدة العليا لشؤون حقوق الإنسان على وجود هذه العلاقة. وقد دعت مؤتمر مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب المزمع عقده في جنوب إفريقيا في العام المقبل إلى بحث تأثيرات العولمة. وقالت المفوضة العليا لشؤون حقوق الإنسان في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الذي عقد في جنيف إن العولمة تؤدي إلى تصاعد مظاهر العنصرية وقالت إن الدول الفقيرة لا تستفيد من إفرازات العولمة كالأسواق الحرة وثورة المعلومات، وإن استمرار هذا الوضع سيزيد الهوة الفاصلة بين الأغنياء والفقراء اتساعا ، كما ستؤدي إلى زيادة النقمة.

وأضافت أن بعض الدول أخذت تعتمد الانغلاق والتصميم على الاحتفاظ بثروتها لأنفسها بدل محاولة ردم الهوة، كما أخذت تحارب أولئك الذين يحاولون الهجرة إليها بحثا عن حياة أفضل. وعبرت عن قلقها من إلقاء بعض الدول بمسؤولية مصاعبها الاقتصادية على كاهل المهاجرين والوافدين، جاعلة منهم كبش فداء ورافضة دخولهم أراضيها. وقالت إن السياسيين عديمي المبادئ يستغلون مخاوف مجتمعاتهم من المهاجرين. وقالت إن جميع الحكومات مسؤولة عن محاربة العنصرية وعدم تجاهل مظاهر كراهية الأجانب.

كل هذا الكلام ينطبق بشكل أو آخر على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع المهاجرين. بحيث أنه هناك مسؤول أمريكي كبير في دائرة الهجرة قام بطلب إعادة سريعة للمهاجرين غير الشرعيين إلى مواطنهم الأصلية. وقالت دوريس ميسينر ، المفوض العام للهجرة والجنسية في الولايات المتحدة، في مؤتمر صحفي عقدته في الصين ، إن أقوى رسالة يمكن إرسالها إلى المهاجرين هي إعادتهم إلى بلدانهم على وجه السرعة.

وأضافت المسؤولة الأمريكية أن ذلك هو أفضل الطرق لإيقاف التهريب غير القانوني للمهاجرين من الصين إلى الولايات المتحدة. وأضافت أن مثل هذا الإجراء سوف يقنع أولئك الذين يخاطرون ويدفعون أموالا طائلة للمجيء إلى الولايات المتحدة بأن مخاطراتهم وأموالهم لا تؤتي ثمارها.

وقالت ميسينر إن مستوى التنظيم والإجرام والابتزاز والإساءة الذي تتضمنه عمليات التهريب من الصين إلى الولايات المتحدة يصنف الصين في وضع فريد خاص. وأكدت المسؤولة الأمريكية أن اكتشاف المزيد من خطوط التهريب وسفر المهاجرين بأعداد صغيرة جدا ، قد استدعى مضاعفة الجهود لإقناع المواطنين الصينيين بعدم مغادرة موطنهم الأصلي في كل الأحوال.

وقد برزت قضية الهجرة غير القانونية من الصين مؤخرا بعد اكتشاف ثمان وخمسين جثة لمهاجرين صينيين قادمين إلى بريطانيا في شاحنة نقل في ميناء دوفر الحدودي.

وفي شانغهاي ، أكبر مدينة في الصين ، كشفت الشرطة عن تسعمائة وستة وسبعين محاولة فاشلة للهجرة، واعتقلت ألف وثلاثة عشر شخصا متهما بمحاولة الهجرة عام 1999.

أما السلطات الأمريكية فقد أعادت هذا العام ألفين مهاجر غير قانوني وصلوا إلى مطاراتها ، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى أربعة آلاف أو أكثر بنهاية العام.

ويذكر أن كلفة بطاقة الطائرة المستحصلة بشكل غير قانوني من الصين إلى الولايات المتحدة تصل إلى حوالي خمسين ألف دولار ، وهو مبلغ هائل بالمقاييس الصينية.

ضرورة المهاجرين لتنمية اقتصاد العالم:

ينصح تقرير الأمم المتحدة الدول الصناعية المتقدمة باستيعاب عدد أكبر من المهاجرين وإلا ستواجه تلك الدول تدهورا اقتصاديا كبيرا.

واستنادا الى ذلك فإن الولايات المتحده تستفيد كثيرا من الهجرات الجاصله لديها وخاصه ان المهاجرون يتمتعون بمستوى تعليمي و هاربين من بلدانهم لعده اسباب:

1.ابتعادهم عن دولهم التي تستخدم الاضطهاد كوسيله للحكم في البلاد.

2.تدهور الحاله الاقتصاديه مما يترتب عليه تدني المستوى الاقتصادي و المادي وبدلك فإن المهاجرين يطمحون الي تعديل مستواهم المادي.

3.الابعاد عن البلاد وطلب اللجوء السياسي لدى امريكا كإحدى الدول التي تؤمن بحريه الافراد وحريه العقيده والتي ينص عليها الدستور الامريكي.

 

4.ومن هذة العوامل كذلك طلب الدراسه ولهذا نجد آلاف من الطلبه يلجأون الي الولايات المتحدة لاستكمال دراستهم في شتى العلوم.

وقالت وكالة الأمم المتحدة للسكان إن انخفاض عدد المواليد وبالأخص في اليابان وكوريا الجنوبية، يعني نقصا في عدد الأشخاص القادرين على العمل الذين يساهم عملهم على إعالة الأعداد المتزايدة من المتقاعدين الأصحاء.

وتقدر الوكالة أن دولا مثل اليابان ، حيث يسجل فيها أقل عدد للمواليد وأكبر نسبة للمعمرين ، تحتاج إلى عشرة ملايين مهاجر سنويا للحفاظ على التوازن السكاني بين العمال والمتقاعدين.

ويقول تقرير الأمم المتحدة إنه في حالة انعدام الهجرة سيتحتم على الدول الغنية أن ترفع من متوسط عمر العاملين فيها إلى 75 عاما حتى يحافظ على المستوى الراهن لعمر التقاعد ونظام الدعم الحكومي.

ويقول التقرير إن هذه النتائج تطرح قضايا مهمة على بساط البحث يجب على الحكومات معالجتها ، مثل تحديد عمر التقاعد ، ومعونات المتقاعدين ، وماهي السياسة الواجب اتباعها بخصوص المهاجرين.

مدى تفاعل الجالية الآسيوية مع الانتخابات الرئاسية الأمريكي

كيف سيصوت الأمريكيون من أصل آسيوي في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2000

إنه من الصعب التنبؤ بالاتجاهات التي ستأخذها الانتخابات الأمريكية لسنة 2000 ، خاصة فيما يخص الناخبين من أصل آسيوي. ذلك لأن التجارب التي خاضها الآسيويون الأمريكيون كانت متشعبة وقد تؤثر أيضا على الآراء السياسية التي سوف تكون بلا شك غير محددة.

إنه الآن من الصعب أن نتوقع الكيفية التي ستدلي من خلالها الجاليات بأصواتها في الرئاسة المقبلة بالرغم من أنه كان يبدو من السهل توقع أنماط التصويت لدى الأمريكيين المنحدرين من أصل آسيوي آخذين بعين الاعتبار الجيل الثاني من هؤلاء وأيضا ازدهار الاقتصاد.

لقد بذلت جهود حيوية في الآونة الأخيرة للوصول إلى السكان الأمريكيين المنحدرين من آسيا. ولقد بادرت عدة جمعيات بتشجيع هذه الفئة من أجل التصويت .

هل يعتبر الحزب الجمهوري فاشلا في جلب واستقطاب ناخبين أمريكيين آسيويين؟

يعلم Stephen Fong أن الحزب الجمهوري قد يكون واعيا بمواضيع المهاجرين والأقليات الدينية. ويدرك أيضا أن عدد الناخبين الآسيويين الأمريكيين في تزايد. وهو يحاول جادا جلب الأمريكيين الآسيويين ، وخاصة الشباب منهم إلى الحزب. Fong الذي يعتبر مستشارا في حملة بوش Bush والذي أنهى مؤخرا فترته كسكرتير للحزب الجمهوري في San Francisco ، يعمل حاليا كنائب رئيس الجمعية الأمريكية الصينية للحزب الجمهوري بكاليفورنيا ، ويشغل منصب مساعد بوش في ولاية سان فرانسيسكو.

هذه الأنشطة المتعددة جعلته مؤهلا لرؤية المشاكل التي يواجهها حزبه في استقطاب الشباب الأمريكي الآسيوي.

وتقول Margaret Fung ، المديرة التنفيذية للدفاع القانوني والدعم الثقافي الآسيوي الأمريكي في نيو يورك Asian American Legal Defense and Education Fund ، بأنه يبدو أن عددا من الأمريكيين الآسيويين يسجلون أنفسهم كديمقراطيين بينما العدد الأكبر لا يسجل في أي حزب من الأحزاب.

في انتخابات 1996 برهن الأمريكيون الآسيويون على أنهم يصوتون لصالح الحزب الديمقراطي بأعداد أكثر. إلا أنه يلاحظ أن الأمريكيين المنحدرين من أصل آسيوي لا يصوتون لصالح أفراد معينين وإنما يصوتون لصالح قضايا ومصالح تخصهم بالذات. وانتخابات كلينتون Clinton السابقة خير دليل على ذلك. ففي سنة 1992 لم يحصل كلينتون إلا على 31% من أصوات الأمريكيين الآسيويين. وكان خصمه جورج بوش George Bush قد حصل على 55 %. لكن في 1996 حصل كلينتون على 43 % من هذه الأصوات ، زيادة تعد بأكثر من 38 %. وفي كاليفورنيا ونيو يورك حصد كلينتون على 70 % من أصوات الأمريكيين الآسيويين. ويمكن إرجاع هذا التحويل الجدري في الأصوات إلى إلغاء الرئيس لبعض الضرائب التي كانت قد أضرت بالأمريكيين الآسيويين.

يواجه الأمريكيون الآسيويون متاعب جادة في الأخذ بمجتمعهم نحو قوة سياسية فعالة. من بين 11.2 مليون أمريكي آسيوي ، والذين يمثلون 4 % من سكان الولايات المتحدة الأمريكية ، هناك 80 % من الذين لهم الحق في التصويت ولكنهم من مواليد خارج البلد. والعديد منهم لا يشعر بالتحمس للانتخاب بسب عراقيل اللغة والثقافة ، وكذلك بسبب أن بعضهم ينتمي إلى بلدان حيث تعتبر الحكومة قوة استبدادية.

بالتالي فإنه فقط حوالي نصف السكان الأمريكيين الآسيويين الذين لهم الحق في التصويت يسجلون أنفسهم في لائحات التصويت ، كما قال بول واتنابي Paul Watanabe ، عالم سياسي في جامعة ماساشوسيت Massachusetts في بوستن.

أما نظرة الأمريكيين القادمين من الفييتنام ، فإنها تختلف عن الآسيويين الأخرين فيما يخص المساندة للحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي. في السبعينات والسنوات التي تلت قدومهم كلاجئين ، لم يشارك معظم الأمريكيين الفييتناميين في الانتخابات. كانوا لا يزالون مهمشين ومنهمكين في الاستقرار والحصول على الجنسية الأمريكية ، وكانوا لا يرون أي تأثير لهم في أي حزب سياسي. وكانت اللغة عائق آخر في مشاركتهم السياسية.

وألئك الذين حصلوا في البداية على حق التصويت كانوا متجهين نحو الحزب الجمهوري. كانت هذه نتيجة طبيعية للتجارب الجماعية انتصار الشيوعيين في 30 من أبريل 1975 ، مآسي الهرب في القوارب وذعر مخيمات إعادة التأهيل الشيء الذي جعل معظم المهاجرين الفييتناميين معرضين بشدة للشيوعية.

كان يعتقد هؤلاء المهاجرين بأن الحزب الجمهوري سوف يحارب الشيوعيين بشكل أحسن، كما قالت السيدة شو نكوين Mrs. Chau Nguyen من شمال فرجينيا.

في أوائل التسعينات، بدأت النظرة تتغير. سقوط الشيوعية في شرق أوروبا وتطور وسائل الاتصال بين الفييتناميين أدى إلى بروز نظرة جديدة لدى الفييتناميين في أمريكا. وقد كان للنمو الاقتصادي في عهد كلينتون الأثر في تحويل اتجاه الفييتناميين إلى الحزب الديمقراطي.

وقد لاحظنا في الانتخابات الأخيرة ( 2000 ) كيف أن جورج بوش استقبل من طرف زعماء الأمريكيين الآسيويين في كاليفورنيا أثناء حملته الانتخابية. وقد حثهم على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القادة السياسيون مهتمون بمشاركة كل طبقات الشعب الأمريكي بغض النظر عن موطنهم الأصلي.

خلاصة

بعد هذا السرد الموجز لأوضاع جاليات شرق آسيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، يمكن استنتاج الآتي:

يستفيد المهاجرون استفادة شخصية قد تعود عليهم بالذات بالنفع المادي والاجتماعي ، لكن هذه الاستفادة قد تعود بالعجز والنقص على بلدانهم التي تفتقد إلى مثل تلك القدرات المهنية والعلمية والاقتصادية التي يكون المهاجرون قد اكتسبوها في بلاد الغربة بعد أن دفعوا ثمنا غاليا يتجلى في المشاكل الاجتماعية والعنصرية التي يعانون منها ، باللإضافة إلى فقدانهم لهويتهم الأصلية.

أما البلد المضيف، أي الولايات المتحدة الأمريكية ، فهي الأكثر استفادة. إذ أن المهاجرين يساهمون في نمو اقتصاد البلاد وذلك بتنوع الخدمات التي يقدمونها للبلد في شتى الميادين . إلا أنها لا تعترف بالجميل بحيث أنها تعاملهم على أنهم أجانب وتدعو غالبا إلى إعادتهم إلى بلدانهم ، وحتى إذا أبقتهم فإنها تظل تمن عليهم بالإيواء كما لو أنهم لا موطن لهم. وخلاصة القول فإنه مهما كانت الظروف يبقى موطن الفرد الأصلي هو الأفضل والأكثر عزا وشرفا. إلا أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة تطورا جذريا في أوضاع مثل هؤلاء المهاجرين ، ويتمثل ذلك في منحهم الحق في التصويت في الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى شغلهم مناصب جد حساسة في الميادين الاقتصادية والثقافية والسياسية.

التعاريف الاجرائية

المقدمة

الامريكيون من اصول اسبانية

الاميريكيون من اصول افريقية

الاقليات في السلطة

الامريكيون من اصول اسيوية

الحزب الديموقراطي و الاقليات

الحزب الجمهوري و الاقليات

ملحق الاحصائيات

الاقليات بالارقام

المراجع

النتائج و الخاتمة

Search The Site!  

Back to Main Page